مرحباً أيها الملك !
رياض محمد المسيميري
ها هو الملك
المحبوب يلتقي أحبابه من جديد بعد أن طال انتظارهم لأحد عشر شهراً
بالتمام والكمال فتعود البسمة إلى الشفاه وتقر الأعين بحلاوة اللقاء،
وتبتهج النفوس بروعة القدوم!
ها هو رمضان ملك الشهور،
وتاج الدهور يعود إلى أحبابه وعشاقه الذين ما برحت أكفهم مبسوطة،
وأيديهم مرفوعة وقلوبهم ضارعة إلى ربها بأن يبلغهم شهرهم ويجمعهم بقرة
أعينهم!
ها هو رمضان يحل بين
أظهر أحبابه وعشاقه بطلته المهيبة، وبركته العميمة، وأيامه الجليلة،
ولياليه الجميلة فما أنتم صانعون أيها المحبون؟! وما أنتم فاعلون أيها
العاشقون؟!
كأنّي بكم وقد أوثقتم
العهود، وأحكمتم المواثيق بأن يكون هذا الشهر نقلة كبيرة في حياتكم
وتحولاً أكيداً في مسيرتكم نحو الكمال والسمو، والجلال والعلو..فقد أدركتم
سرعة انصرام الشهور وتوالى الدهور واقتراب الآجال وضرورة الاستعداد ليوم
الرحيل وملاقاة الرب الجليل حيث الحساب العميق، والميزان الدقيق:
وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ
فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ
فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أنفسهم [الأعراف: 8-9] . وَنَضَعُ
الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فلا تظلم نفسٌ شيئاً
[الأنبياء: 47]
أيا أحباب رمضان دونكم شهر الخير والبركة، وبوابة الخلود والجنة!.
أتاكم بكل شوق، ونزل بكم
بكل رحابة صدر، ومدّ إليكم أياديه البيضاء فمدّوا إليه أيادي الحفاوة
والترحاب واغتنموا ساعاته ولحظاته بالفضائل والطاعات، والصلة والصدقات،
واعمروا لياليه بالنوافل والصلوات، والقراءات والخلوات!.
وأما أنتم أيها المسوفون
فكفاكم تسويفاً وتأجيلاً، وحسبكم إرجاءً وتأخيراً فما رمضان إلاّ أياماً
معدودات، وليالي معلومات وبعدها تُطوى الصحف، وتجف الأقلام، فأروا الله
من أنفسكم خيراً وشمروا عن سواعد الجدّ فقد فتحت أبواب الجنان، وأوصدت
أبواب النيران، وصفّدت مردة الشياطين!.
فليست كواهلكم بعاجزة عن حمل الأمانة لو أردتم!
وليست جباهكم بعاجزة عن السجود لو جزمتم!
وليست أعينكم بعاجزة عن ترك فضول النظر لو عزمتم!
وليست أيديكم بعاجزة عن ترك الحرام لو شئتم، فهل تفعلون؟!
ها هو الملك المحبوب
يلتقي أحبابه من جديد بعد أن طال انتظارهم لأحد عشر شهراً بالتمام
والكمال فتعود البسمة إلى الشفاه وتقر الأعين بحلاوة اللقاء.
الموضوع : مرحباً أيها الملك ! المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: ام ابراهيم