El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: الهجرة رحلة الحياة السبت 6 يونيو 2009 - 19:25 | |
|
1 - الإيمان العجيب هل من السهولة أن يترك المرء أسرته وبيته وماله وتجارته وحياته التي نشأ فيها وترعرع عليها؟ وما الدافع للاستمرار رغم التعب والصعاب والمشكلات؟ في الوقت الذي تلوح أمامه مغريات الراحة والاسترخاء بسهولة ويسر؟ إنه الإيمان بالله الذي له ما في السماوات وما في الأرض.. فهذه الصعاب لا يطيقها إلا مؤمن، فتدفعه الهمة وتستهويه الغاية الفاضلة، وهذا هو السر .. فنفر جميعاً رجالاً ونساءً وأطفالاً وشباباً, ملبين النداء: (هاجروا إلى حيث تعزون الإسلام وتؤمنون مستقبله). فكما هاجر الرجال هاجرت النساء, وعلى رأسهن أم سلمة التي هاجرت وحدها, وكما تحمّل الرجال تحمّلت النساء, فهذه أسماء ذات النطاقين تسير بإيمانها, مع الرحلة خطوة خطوة, فهل نحن مؤمنون؟
2 - المخلصون الأبرار هذا الإيمان الذي تحرك لا فرق بين رجل وامرأة, فالكل أخلصوا لله نواياهم, وترفعت هممهم عن المآرب, وتركوا المتاع الزائل والأمان الزائف, واستهوتهم الغاية الفاضلة، في عالم ممتلئ بالصم والبكم, فربطوا مستقبلهم بمستقبل الرسالة, وتبعوا صاحبها المهاجر العظيم المتجرد والمجاهد, وهو يقول: (قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة, أنا ومن اتبعنى, وسبحان الله وما أنا من المشركين) يوسف 108, فهل نحن مخلصون؟
3- المتآمرون التعساء مرَّ العباس عم النبى ومعه أبو جهل بعد الهجرة في شوارع مكة, فوجدوا الريح تصفر في جنبات البيوت, فقال العباس متحسراً: أصبحت الديار خلاء من أهلها.. فكان رد أبي جهل: "هذا من عمل ابن أخيك.. فرق جماعتنا وشتت أمرنا وقطع بيننا!! " فمَنْ صاحبُ الجريمة؟, إنهم يجرمون ويرمون الوزر على أكتاف غيرهم.. ويقهرون المستضعفين, فإذا أبوا الاستكانة, فإباؤهم هو سبب المشكلات ومصدر القلاقل.. فهل نحن ثابتون؟
4 - الربح الصافي ناله صهيب الرومي وليس العربي, بتضحيته وتقواه ، حينما خيّره الكفار بين الهجرة وترك ماله, وكان من أثرياء مكة, فتخلى عن ماله في سبيل عقيدته, بينما هم تخلوا عن عقيدتهم في سبيل المال, عندما رأوا بريقه المبهر, فمَن الرابح ومَن الخاسر؟ الإجابة حملها قول النبي صلي الله عليه وسلم: (ربح صهيب.. ربح صهيب) فكان ذلك هو الربح الصافي, فهل نحن رابحون؟
5 - دموع الفرح تقول عائشة رضي الله عنها تصف مشهد أبي بكر, عندما علم بالهجرة وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم: (فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحداً يبكي من الفرح, حتى رأيت أبا بكر يومئذٍ يبكي)!!
* فجاءت الدمعات ترسم خطوات رحلة الحياة من الأخذ بالأسباب, ثم التوكل على الله, ثم الحيطة والحذر, والمضى إلى الغاية رغم العقبات, ثم الاستعانة بالله وحده, بخطة مرسومة الخطوات.
* وجاءت الدمعات تحدد رحلة الحياة, من الأمل والثقة, والعناية الربانية لمصير الرسالة, ومستقبل الحضارة.. وفي الغار الرد الإلهي على الدمعات الصادقة: (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما).
* وفي الطريق, يهوي فرس سراقة, الذي جاء في أول النهار - جاهداً عليهما – فإذا به يطلب الأمان شريطة أن يعمى عنهما, ويتحول في آخر النهار إلى حارس لهما.
* وجاءت الدمعات: تعلن أن النصر آتٍ رغم الصعاب. بالأمس نشهد مكة وهي تشهر سلاحها لتقتل النبي, واليوم المدينة تستقبله بالفرح والسرور والطرب, ويدعو النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم حبب إلينا المدينة كحب مكة أو أشد), فهل نحن مهاجرون؟
6 - بناء المستقبل * بالنفوس الزكية لبنات المستقبل المضيء انطلقت من المسجد، فأقاموا الحضارة الحقيقية, فلا خير في حضارات تبعد الأمة عن الإله الواحد, وتخلط المعروف بالمنكر, وكان غناؤهم فى البناء: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة, فاغفر للأنصار والمهاجرة، وكان قدوتهم يعمل معهم فيقولون: لئن قعدنا والرسول يعمل لذاك منا العمل المضلل وفي أول خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم, كان الأساس بناء النفوس: (من استطاع أن يقي نفسه من النار, ولو بشق تمرة فليفعل, ومن لم يجد فبكلمة طيبة).
* بالأمة القوية حيث لا عصبية, فسقطت فوارق النسب واللون والوطن, حيث لا تقدم ولا تأخر إلا بالتقوى, فانطلقت عواطف الإيثار والمساواة والمؤانسة تمتزج بها الأخوة, فكان الحب بين أفراد الأمة, فما نزل مهاجري على أنصاري إلا بالقرعة من كثرة الترحاب والحفاوة والإيثار.
* بالوطن الواحد الذي يظن أن الإسلام دين لا يقبل حواراً دين آخر, وأن المسلمين قوم لا يستريحون إلا إذا انفردوا في العالم بالبقاء والتسلط ؛ هو رجل مخطئ , بل متجاهل جريء!! فهل فعل النبي مع غير المسلمين من اليهود والوثنيين الذين استوطنوا المدينة سياسة المصادرة أو الخصام أو الإبعاد؟ كلا, بل قبل وجودهم وعرض على الفريقين أن يعاهدهم, معاهدة الند بالند, فكان لهم دينهم وله دينه, عملاً بالقاعدة: (حرية الدين مكفولة لأبناء الوطن الواحد).
7 - بالهجرة نحرر أقصانا مَنْ لأقصانا الأسير؟ مَنْ لأقصانا الحبيب؟ مَنْ لأقصانا الباكي؟ مَنْ لأقصانا الحزين؟ اليهود يعربدون, يقتلون, يخربون, يدمرون, وأضحى الضحايا إرهابيين, لأنهم يقاومون!! , لأنهم يدافعون عن بيوتهم وعن أعراضهم, وعن أطفالهم وعن وطنهم, وعن أقصانا الغالي!! فهيا نحقق هجرة إلى الله حقيقية بمساندة إخواننا ودعمهم ومقاطعة العدو, وإحياء روح المقاومة, ونجدة أهلنا المهددين بالموت في غزة, وهذا هو الطريق لتحرير أقصانا الذي يبدأ من هجرتنا الحقيقية, والتي انطلقت بصمود الشعب الفلسطيني على المقاومة, رغم تخاذل المتساقطين, فهل نحن مقاومون؟
8 - الهجرة رحلة حياتنا فلنبدأ رحلتنا من الآن بهجر المعصية, وإعلان التوبة, بهجر المتاع الزائل وبالإقبال على الإيمان, بتأسيس بيوتنا على الإسلام, رجالاً ونساءً وشباباً وأطفالاً, حتى يمنّ الله علينا بالنصر: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) محمد: 7 وهنالك ندعو الله فيستجيب دعاءنا, لإخواننا المستضعفين والمقهورين والمظلومين في الأرض جميعا ؛ في فلسطين والشيشان وأفغانستان وكشمير والعراق, فالنصر قادم وقد هلّت بشائره, فيجب أن نستعد له؛ برحلة الحياة.
الموضوع : الهجرة رحلة الحياة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
تاريخ التسجيل : 22/07/2009
| |
ام هلالالمدير العام
تاريخ التسجيل : 10/07/2009
| |
املالشخصيات الهامة
تاريخ التسجيل : 12/12/2009
| موضوع: رد: الهجرة رحلة الحياة الأربعاء 23 ديسمبر 2009 - 2:48 | |
| |
|
الجنه تنادينيالاشراف العام
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: الهجرة رحلة الحياة السبت 25 يونيو 2011 - 13:15 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الرحمن فيك اختي على الطرح النافع القيم الموضوع : الهجرة رحلة الحياة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: الجنه تناديني توقيع العضو/ه:الجنه تناديني | |
|
|