رمضان ربيع التقى
سيد حسين العفاني
هبَّت اليوم على القلوب
نفحةٌ من نفحات نسيم القرب في رمضان، وسعى سمسار الوعظ للمهجورين في
الصلح، ووصلت البشارة إلى المنقطعين بالوصل، وإلى المنيبين بالعفو،
والمستوجبين النار بالعتق، فيا غيوم الغفلة عن القلوب تقشَّعي، ويا شموس
التقوى والإيمان اطلعي، ويا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي، ويا قلوب
الصائمين اخشعي، ويا أقدام المتهجِّـدين اسجـدي لربـك واركـعي، ويـا عيون
المجـتهـديـن لا تهـجـعـي، ويا ذنـوب التـائبـين لا تـرجـعي، ويـا أرض
الهـوى ابلـعي مـاءك، ويا سمـاء النفوس أقلعي، ويا بروق العُشَّاق
للعشَّاق الْـمعي، ويا خواطر العارفين ارتعي، ويا همم المحبين بغير الله
لا تقنعي، قد مُدَّت في هذه الأيام موائد الإنعام للصُوَّام؛ فما منكم
إلاَّ مَن دُعِي، فيا همم المؤمنين أسرعي.
الخيرُ بادٍ فيك والإحسانُ *** والذكرُ والقرآنُ يا رمضانُ!
والليل فيك نسائم هفهافةٌ *** حَنَّت لطيبِ عبيرِها الرهبانُ
عن أنس - رضي الله عنه -
مرفوعاً: «افعلوا الخير دهرَكم، وتعرَّضوا لنفحات رحمة الله؛ فإن لله
نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده»[1].
عن أبي سلمة عن طلحة عن
عُبيد الله أن رجليْن من بَليٍّ (من قضاعة) قدما على رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - وكان إسلامُهما جميعاً، فكان أحدهما أشدَّ اجتهاداً من
الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستُشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثـم توفِّي.
قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما، فخرج
خارج من الجنة فأَذِنَ للذي تُوفِّي الآخِر منهما، ثم خرج فأَذِنَ للذي
استُشهد، ثم رجع إليّ فقال: ارجع فإنك لم يأنِ لكَ بعدُ، فأصبح طلحة
يُحدِّث به الناس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم
- وحدَّثوه الحديث، فقال: من أيِّ ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول الله!
هذا كان أشدَّ الرَّجلَيْن اجتهاداً ثم استُشهد، ودخل هذا الآخِرُ الجنةَ
قبله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟
قالوا: بلى! قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟
قالوا: بلى! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فما بينهما أبعدُ مما
بين السماء والأرض[2].
بين الجوانح في الأعماق سكناهُ *** فكيف أنسى ومَنْ في الناس ينساهُ
في كل عامٍ لنا لُقْيا مُحَبَّبةٌ *** يهتزُّ كل كياني حين ألقاهُ
بالعين بالقلب بالآذان أرقبه *** وكيف لا وأنا بالروح أحياهُ
والليل تحلو به اللُّقيا وإن قصرت *** ساعاتها ما أحيلاها وأحلاهُ
وكلهم بات بالقرآن مندمجاً *** كأنه الدم يسري في خلاياه
فالأُذن سامعةٌ والعين دامعةٌ *** والروح خاشعة والقلب أَوَّاهُ
رمضان ربيع التقى قد فاح
فوّاحه، رمضان يوسف الزمان في عين يعقوب الإيمان، من رُحم في رمضان فهو
المرحوم، ومن حُرِم خيره فهو المحروم، ومَن لم يتزوَّد لمعاده فهو
الملوم، والناصح لنفسه لا تخرج عنه مواسم الطاعات وأيام القربات عُطْلاً؛
فإن الأبرار ما نالوا البرَّ إلاّ بالبرِّ.
رمضان شهر الصوم:
والصـوم لا عـدْل له ولا
مثل، والصوم عنوانه الإخلاص، والتـقوى حكمة الصوم العليا، قال - تعالى
-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِـبَ عَلَيْكُمُ الصِّـيَامُ كَمَا
كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:
381].
فإعداد القلوب للتقوى
والخشية من الله - تعالى - الغاية الكبيرة من الصوم، وصوم رمضان شعور
بقيمة الهدي الزاخر لهذه الأمة، قال - تعالى -: وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ
عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة: 581]، والصوم
إعداد للأمة التي فُرِض عليها الجهاد والقوامة والسيادة على البشرية،
والصوم يحيي المراقبة لله - تعالى - في النفوس، والصائمون هم السائحون،
والصوم أضافه الله إلى نفسه - تعالى - من دون العبادات؛ تشريفاً لقدره
وتعريفاً بعظيم فخره، وفي الصوم رفعة الدرجات؛ فإن الكريم إن كان بنفسه
المتولِّي للجزاء دلَّ هذا على شرف العطاء وسرعته، والله - تعالى -
وملائكته يصلُّون على المتسحِّرين، والصوم كفارة للخطيئات، وجُنّة من
النار، والصوم في الصيف يُورث السُّقيا يوم العطش الأكبر، والصوم في
الشتاء الغنيمة الباردة؛ كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، و
(الرَّيَّان) باب في الجنة لمعاشر الصوَّام، لا يدخل معهم أحدٌ سواهم،
فإذا دخلوا أُغلق من ورائهم، من دخل فيه شرب، ومن شرب لا يظمأ أبداً،
فطوبى لمن أظمأ نفسه ليوم الريِّ الكامل، طوبى لمن جَوَّع نفسه ليوم
الشِّبَع الأكبر، طوبى لمن ترك شهوات حياة عاجلة لموعدِ غيبٍ لم يَرَه،
متى اشتد عطشك إلى ما تهوى؛ فابسط أنامل الرجاء إلى من عنده الريّ
الكامل، وقل: قد يميل صبرُ الطبع في سنيِّه العجاف، فعجِّل لي العام الذي
فيه أُغاثُ وأعصرُ.
وقد صمتُ عن لذّات دهري كلها *** ويوم لقاكم ذاك فِطْرُ صيامي
الصوم سبيل إلى الجنات،
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من خُتم له بصيام يوم دخل
الجنة»، قال المناوي: «أيْ: من ختم عمره بصيام يوم بأن مات وهو صائم، أو
بَعْد فطره من صومه؛ دخل الجنة مع السابقين الأولين، أو من غير سبق
عذاب»[3].
وعن أبي مالك الأشعري -
رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ في
الجنة غُرفاً يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدَّها الله لمن
أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى الليل والناس نيام»[4].
وما أدراك ما الغُرفات؟
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن أهل الجنة ليتراءَون الغرفة
في الجنة كما تراءَون الكوكب في السماء»[5].
وعن أبي سعـيد الخدري -
رضي الله عنه - عـن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أهل الجنة
ليتراءَون أهلَ الغُرف من فوقهم كما يتراءَون الكوكب الدُّرِّيَّ الغابر
في الأُفُق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم»[6]؛ لبُعدهم ورفعتهم
وصفاء لونهم وخلوص نورهم.
الصوم يشفع لصاحبه يوم
القيامة، ودعوة الصائم لا تُرَدُّ؛ فهي مستجابة، والصوم وقيام الليل شعار
الأبرار، وللصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، وخُلُوف
فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
الصوم رقَّة للقلب
وصيانة للجوارح، وجُنَّةٌ من المعاصي، وتوفير للطاعات، وتكثير للصدقات،
وإحسان إلى ذوي الحاجات؛ لأنه إذا صام وشعر بألم الجوع سارع إلى إطعام
الجائعين.
كان يوسف - عليه السلام - وهـو على خزائـن الأرض لا يشبع ويقول: أخاف أن أشبع فأنسى الجياع.
فطوبى لقوم عرفوا معنى الصوم، فدفعهم صوم رمضان إلى الإكثار من صوم النافلة فكان رمضانهم دائماً وشوّالهم صائماً قائماً.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من صام يوماً في سبيل الله بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً»[7].
أخرج الترمذي عن أبي
أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من
صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء
والأرض»[8].
فما مات عمر - رضي الله عنه - حتى سرد الصوم، وقُتل عثمان - رضي الله عنه - وهو صائم.
وأبو طلحة الأنصاري -
رضي الله عنه - الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لَصوت أبي
طلحة في الجيش خير من ألف رجل»؛ قال عنه أنس - رضي الله عنه -: «إن أبا
طلحة صام بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعين سنة لا يُفطر إلاّ
يوم فِطْر أو أضحى»[9].
قال أبو زرعـة الدمشـقي:
«إن أبا طلحة عاش بعـد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعين سنة
يسردُ الصوم»[10]، وقال الذهبي: قلت: بل عاش بعده نيّفاً وعشرين سنة،
وكان قد سرد الصوم بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - [11].
وعن عبد الرحمن بن القاسم: «أن عائشة - رضي الله عنها - كانت تصوم الدهر»، أي: تسرد الصوم.
وعن نافع قال: ماتت حفصة - رضي الله عنها - حتى ما تُفطر.
وعبد الله بن عمرو بن
العاص - رضي الله عنهما - كان يصوم يوماً ويفطر يوماً؛ كصيام داود - عليه
السلام - وهو أحبُّ الصيام عند الله.
وقال نافع: كان ابن عمر - رضي الله عنهما - لا يصوم في السفر، ولا يكاد يُفطر في الحضر.
وعند أحمد: كان أبو أمامة وامرأته وخادمه لا يُلْفَوْن إلا صياماً.
وعند ابن حبان «كان أبو
أمامة لا يُرى في بيته الدخان نهاراً إلاّ إذا نزل بهم ضيف، فإذا رأوا
الدخان نهاراً عرفوا أنه قد اعتراهم ضيف».
وكان الصحابي الجليل حمزة بن عمرو الأسلمي - رضي الله عنه - يسرد الصوم.
وقال ابن أبي عدي: صام
داود بن أبي هند - مفتي أهل البصرة - أربعين سنة لا يعلم به أهله، وكان
خزّازاً[12] يحمل معه غداءه، فيتصدّق به في الطريق»، قال ابن الجوزي: يظن
أهل السوق أنه قد أكل في البيت، ويظن أهله أنه قد أكل في السوق.
رمضان شهر نزول الكتب السماوية:
قال - تعالى -: شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ
وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة: 581]، وقال -
سبحانه -: إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر: 1]، وقال -
تعالى -: إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إنَّا كُنَّا
مُنذِرِينَ [الدخان: 3]، قال الطبري في تفسيره: «نزل [القرآن] في ليلة
القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان، ثم
أُنزل إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - على ما أراد الله إنزاله
إليه»[13].
عن واثلة بن الأسقع -
رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أُنزلت صحف
إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأُنزلت التوراة لستٍّ مضت من رمضان، وأُنزل
الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان، وأُنزل الزبور لثماني عشرة خلت من
رمضان، وأُنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان»[14]. والقرآن كتاب هذه
الأمة الخالد الذي أخرجها الله به من الظلمات إلى النور، فأنشأها هذه
النشأة وبدَّلها من خوفها أمناً، ومكَّن لها في الأرض، ووهبها مقوِّماتها
التي بها صارت أمّة، ولم تكن قبلُ شيئاً، وهي بدون هذه المقوّمات ليست
أمة، وليس لها مكان في الأرض، ولا ذكر في السماء، هو كتاب هذه الأمة،
وروحها، وباعثها، وحارسها، وراعيها، هو بيانها وترجمانها، هو دستورها
ومنهجها، وهو زاد الطريق.
ألفاظ منزَّلة من فوق العرش، فالأرض بها سماء هي منها كواكب، إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا لانت فأنفاس الحياة الآخرة.
معانٍ هي عذوبة ترويك من
ماء البيان، ورقّة تستروح منها نسيم الجنان، ونور تبصر به في مرآة
الإيمان وجهَ الأمان، ترفُّ بندى الحياة على زهرة الضمير، وتخلق في
أرواحها من معاني العبرة معنى العبير.
قال - تعالى -: أَوَ
لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى
عَلَيْهِمْ إنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
[العنكبوت: 15].
وقال - تعالى -: اللَّهُ
نَزَّلَ أَحْسَنَ الْـحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ
تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ
تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى
اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ
مِنْ هَادٍ [الزمر: 32].
وقال - تعالى -: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [يونس: 85].
والحياة في ظلال القرآن
نعمة لا يعرفها إلاّ من ذاقها، نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكِّيه،
طمأنينة في القلب، وثبات على الدرب، وثقة بالسند، واطمئنان للحمى، ويقين
بالعاقبة.
سمَّاه الله نوراً فقال:
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ
كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن
كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي
بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم
مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ بِإذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلَى صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ [المائدة: 51 - 61].
نور تشرق به كينونة
الإنسان وتشف وتخفّ وترف، ويشرق به كل شيء أمام ثقل الطين في كيانه،
وظلمة التراب، وكثافة اللحم والدم، وعرامة الشهوة والنزوة.
وفي الحديث الحسن عن أبي
سعيد عند أحمد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أوصيك بتقوى
الله، فإنه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر
الله، وتلاوة القرآن فإنه رَوْحُك في السماء وذكرك في الأرض»[15].
وصحَّ من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «خياركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه».
وروى البخاري في تاريخه
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا
أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف».
وعند البخاري ومسلم من
حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: «الماهر بالقرآن مع السَّفَرة الكرام البَرَرة، والذي يقرؤه ويتعتع
فيه وهو عليه شاقٌّ له به أجران».
كان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها.
قال ابن رجب: «كان
الأسود يختم القرآن في رمضان كل ليلتين، وكان يختم في غير رمضان في كل ست
ليالٍ»، و «كان قتادة يختم القرآن في كل سبع ليالٍ مرة، فإذا جاء رمضان
يختم في كل ثلاث ليالٍ مرة، فإذا جاء العشر يختم في كل ليلة مرة»، «وكان
النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة، وفي بقية الشهر في ثلاث».
والشافعي قال عنه الربيع بن سليمان: «كان محمد بن إدريس الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمة، ما منها شيء إلاّ في صلاة».
وقال الربيع: سمعت
الشافعي يقول: كنتُ أختم القرآن في رمضان ستين مرة. وقال الحميدي: كان
الشافعي يختم القرآن كل يوم ختمة، وعن أبي حنيفة نحوه.
وقال ابن الحكم: كان
مالك إذا دخل رمضان يفرُّ من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وكان
الزهري إذا دخل رمضان قال: إنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام.
وكانت عائشة - رضي الله عنها - تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس نامت.
وقال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.
وقال سفيان: كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه.
قال ابن رجب: «وإنما
الوارد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما
في الأوقات المفضَّلة كشهر رمضان، خصوصاً في الليالي التي يُطلب فيها
ليلة القدر، أو الأماكن المفضَّلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها؛ فيستحب
الإكثار فيها من تلاوة القرآن؛ اغتناماً للزمان والمكان، وهو قول أحمد،
وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم»[16].
سئل مالك عمن يختم القرآن كل يوم - في رمضان - فقال: القرآن إمام كل خير، وأمام كل خير.
رمضان شهر التراويح والتهجُّد:
وكم من فوائد ومعانٍ في التهجد والتراويح.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه»[17].
قال الألباني: هذا
الترغيب وأمثاله بيان لفضل هذه العبادات بأنه لو كان على الإنسان ذنوب
تُغفر له بسبب هذه العبادات؛ فإن لم يكن للإنسان ذنب يظهر هذا الفضل في
رفع الدرجات كما في حق الأنبياء المعصومين من الذنوب.
استحقاق قائمي ليله اسمَ الصِّدِّيقين والشهداء:
وهذا فيضُ الكريم وجوده
يسوقه - صلى الله عليه وسلم -، وفيه الغُنْمُ كل الغُنْم: «جاء رجل إلى
النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! أرأيت إن شهدت أن لا
إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأدَّيتُ الزكاة،
وصمتُ رمضان وقمتُه؛ فمِمَّن أنا؟ قال: من الصِّدِّيقين والشهداء»[18].
ولفـظ ابـن خـزيـمة
(2212): «جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ من قضاعة، فقال له:
إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليتُ الصلوات، وصمتُ
الشهر، وقمتُ رمضان، وآتيت الزكاة؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
«من مات على هذا كان من الصِّدِّيقين والشهداء».
وما زاد الصحابي الجليل على أركان الإسلام إلا قيام رمضان واستحق بهذه الزيادة اسم الصِّديق والشهيد.
كان عمر بن الخطاب - رضي
الله عنه - إذا دخل أول ليلة من رمضان يُصلي المغرب ثم يقول: «أما بعد؛
فإن هذا الشهر كُتب عليكم صيامه، ولم يُكتب عليكم قيامه، فمن استطاع منكم
أن يقوم فليقم، فإنها نوافل الخير التي قال الله».
وقال أحدهم: ما على أحدكم أن يقول: الليلة ليلة القدر، فإذا جاءت أخرى قال: الليلة ليلة القدر.
ومن قام مع إمامه حتى
ينصرف كُتب له قنوت ليلة. جاء في حديث أبي ذر - رضي الله عنه - قوله -
صلى الله عليه وسلم -: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام
ليلة»[19].
قال الألباني: والشاهد من الحديث قوله: «من قام مع الإمام.. » فإنه ظاهر الدلالة على فضيلة صلاة قيام رمضان مع الإمام[20].
قال صاحب عون المعبود: «حصل له ثواب قيام ليلة تامة».
وعن أبي إسحاق الهمداني
قال: خرج علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فـي أول ليـلة مـن رمضـان
والقناديل تزهر في المسجد، وكتاب الله يُتلَى، فجعل ينادي: نوَّر الله لك
يا ابن الخطاب قبرك كما نوَّرت مساجد الله بالقرآن!
فاتقِ الله في عمرك، وأقبل على صلاة التروايح يُقبل الله عليك، وانظر إلى سلفك من الصحابة - رضي الله عنهم -.
عـن السائـب بـن يـزيد
أنه قال: «أمر عمـر بن الخطاب - رضي الله عنه - أبيَّ بن كعب وتميماً
الداري أن يقوما بالناس بإحدى عشرة ركعة، قال: وقد كان القارئ يقرأ
بالمئين حتى كنا نعتمد على العصيِّ من طول القيام، وما كُنّا ننصرفُ إلاّ
في فروع الفجر خشية أن يفوتنا الفلاح: السحور»[21].
وقيام الليل من النفل
المطلق فلا حدَّ لأكثره، وأفضل الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - في
قيامه في الكمِّ والكيْف، لا الكم فقط.
واللهِ ما صلاح الأجساد إلاّ بانتصابها في القيام والتراويح، وهو شفاء من أمراض الأجساد والقلوب ورفعة الدرجات.
وأخرج الترمذي،
والبيهقي، وابن عساكر والطبراني في «الكبير» عن بلال، وأبي أمامة،
وسلمان، وأبي الدرداء قولَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عليكم
بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقُربة إلى الله - تعالى -،
ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد».
وجمع عمر - رضي الله عنه
- ثلاثة قرَّاء، فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ بالناس ثلاثين، وأوسطهم بخمس
وعشرين، وأبطأهم بعشرين. ثم كان في زمن التابعين يقرؤون بالبقرة في قيام
رمضان في ثماني ركعات، فإن قرأ بها في اثنتي عشرة ركعة رأوا أنه خفَّف.
قال ابن منصور: سُئل
إسحاق بن راهويه: كم يُقرأ في شهر رمضان؟ فلم يرضَ في دون عشر آيات، فقيل
له: إنهم لا يرضون، فقال: لا رَضَوْا! فلا تؤمَّنَّهم إذا لم يرضوا بعشر
آيات من (البقرة)، يعني: في كل ركعة، وكذلك كره مالك أن يقرأ دون عشر
آيات.
قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -: «من قام بعشر آيات لم يُكتَب من الغافلين، ومن قام
بمئة آية كُتب من القانتين، ومن قام بألف آية كُتب من المقنطرين»، وهو
حديث صحيح أخرجه أبو داود وابن خزيمة. وقوله: (من المقنطرين) أي: من له
قنطار من الأجر.
قال الحافظ ابن حجر: «من سورة تبارك الذي بيده الملك إلى آخر القرآن ألف آية؛ والله أعلم».
وانظر إلى قيام سادات المتهجِّدين من سلف الأمة: كان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - يُحيي الليل كله بالقرآن كله في ركعة.
وكم أجرى على المحراب دمعاً *** لخوفِ الله ينسجمُ انسجاما
إذا ما قام في المحراب قامتْ *** له زُمَر الملائكة احتشاما
صلاة الليل يجعلها سحوراً *** إذا ما في الغداة نوى الصياما
ومقدام العلماء معاذ بن
جبل - رضي الله عنه - لما حضره الموت قال: مرحباً بالموت زائر مغيّب على
فاقة، اللهم! إني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك، اللهم! إنك كنت تعلم أني
ما كنت أحب البقاء في الدنيا لغرس الأشجار، ولا لكرى الأنهار، وإنما لظمأ
الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالرُّكب عند حِلَق الذكر.
وقالت زوج مسروق بن عـبد
الرحمن عنه: «والله ما كان مسروق يصبح ليلة من الليالي وساقاه منتفختان
من أثر القـيام، وكـنت أجلس خـلفه، فأبكـي رحمة له، وكان - رحمه الله -
إذا طال عليه الليل وتعب صلَّى جالساً ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من
صلاته يزحف كما يزحف البعير من الضعف».
وحكيم الأمة أبو مسلم
الخولاني: كان له سوط يُعلِّقه في مسجده، فإذا كان السَّحَر ونعس أو
كُلَّ أخذ السوط وضرب به ساقيه، ثم قال: لأنتِ أَوْلى بالضرْبِ من شرِّ
الدواب. وفي رواية: قومي لعبادة ربكِ، والله لأزحفنّ بكِ زحْفاً حتى يكون
الكلال منكِ لا مني، وإنكِ الأَوْلى بالضرب من الدابة؛ لموضع عقلكِ وكثرة
دعاويكِ. وكان إذا فتر يقول: أيظن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أن
يسبقونا عليه، والله لأزاحمنَّهم عليه، حتى يعلموا أنهم خلَّفوا بعدهم
رجالاً.
وقـام الربـيع بـن خـثيم
اللــيل بآية ردَّدها حتى أصبح ببــكاء شــديد: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ
اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا
يَحْكُمُونَ [الجاثية: 12].
وكان أصـحابه يُعلِّمون
شَـعـره عـند المساء - وكان ذا وفرة - ثم يصبح والعلامة كما هي، فيعرفون
أن الربيع لم يضع جنبه الليلة على فراشه.
وكانت ابنته تقول له: يا أبتِ! ما لي أرى الناس ينامون ولا تنام؟! فقال: إن النار لم تدع أباك ينام.
وفي الحديث الحسن عن سهل
بن سعد - رضي الله عنه - قـال: قـال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«أتـاني جبـريل، فـقال: يا محمد! عشْ ما شئت فإنك ميت، وأحببْ من شئت
فإنك مفارقه، واعلمْ أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزَّه استغناؤه عن
الناس».
رمضان شهر الجود والإحسان:
في الصحيحين عن ابن عباس
- رضي الله عنهما - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس،
وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل
يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم
- حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة»، وزاد أحمد في آخره:
«لا يُسأل عن شيء إلاَّ أعطاه».
ورمضان شهر مضاعفة
الأعمال، فعمرة في رمضان كحجة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
فسارع - يا أخي - إلى إطعام البطون الجـائعة. فـقـد روى ابـن أبي الدنيا
والبيهقي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: «أفضل الأعمال أن تُدخل على أخيك المؤمن السرور، أو تقضي عنه
دَيْناً، أو تُطعمه خبزاً».
كان ابن عمر - رضي الله
عنهما - يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعه أهله عنهم لم يتعشَّ
تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام
فأعطاه للسائل فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفنة فيصبح صائماً ولم يأكل
شيئاً، وكان يتصدَّق بالسُّكَّر ويقول: «سمعت الله يقول: لَن تَنَالُوا
الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران: 29]، واللهُ
يعلم أني أحب السُّكَّر».
وجاء سائل إلى الإمام أحمد فدفع إليه رغيفَيْن كان يعدُّهُما لفطره ثم طوى وأصبح صائماً.
وكان الحسن يُطعم إخوانه وهو صائم تطوُّعاً، ويجلس يروّحهم وهم يأكلون.
وكان ابن المبارك يُطعم إخوانه في السفر الألوان من الحلواء وغيرها وهو صائم.
واشتهى بعض الصالحين من
السلف طعاماً وكان صائماً فوُضع بين يديه عند فطوره فسمع سائلاً يقول:
مَنْ يُقرض الوفي الغني؟ فقال: عبده المعدَم من الحسنات، فقام وأخذ
الصفحة فخرج بها إليه وبات طاوياً.
قال الشافعي - رحمه الله
-: أحبُّ للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله - صلى
الله عليه وسلم -، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثير منهم
بالصوم والصلاة عن مكاسبهم.
سلامُ الله على تلك
الأرواح، رحمةُ الله على تلك الأشباح، لم يبق منهم إلاّ أخبار وآثار، كم
بيْن من يمنع الحق الواجب عليه، وبين أهل الإيثار!
لا تقعدنّ لذكرنا في ذكرهم *** ليس الصحيح إذا مشى كالمقعدِ
وكم لرمضان من أيادٍ بيضاء!
فرمضان شهر تكفير
الذنوب، وشهر فتح أبواب الجنان، وشهر غلق أبواب النيران، وشهر الصبر
والتربية، وشهر الشكر والدعاء المستجاب، وشهر مضاعفة الأجر، وشهر تصفيد
الشياطين، وشهر غُنْم للمؤمن ونقمة للفاجر، وشهر تربية المجتمع.
رمضان شهر ليلة القدر،
وما أدراك ما ليلة القدر؟ ليلة القدر خير من ألف شهر، قال عنها رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: «.. وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من
عدد الحصى»؛ كما جاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الحَسَن عند
أحمد، وابن خزيمة، والطبراني في الأوسط.
وفي حديث أنس عند ابن ماجه: «وفيه ليلة خير من ألف شهر، مـن حُرِمَها فـقـد حُرِمَ الخـير كـله، ولا يُحرَم أجرها إلا محروم».
ورمضان شهر الجهاد
والفتوحات، وشهر النصر في يوم بدر، وشهر فتح مكة وهدم الأصنام كلها، وشهر
معركة البويب والانتصار العظيم فيها للمسلمين على جبهة العراق، وشهر فتح
بلاد النوبة، وفتح جزيرة رودس، وفتح الأندلس وجنوب فرنسا، وشهر فتح
عمورية، وموقعة حارم والنصر الشهير فيها لنور الدين محمود زنكي، وشهر فتح
أنطاكية، والنصر في عين جالوت، وفتح أرمينيا الصغرى، وشهر النصر في
معركة شقحب (معركة مرج الصفر)، وفتح البوسنة والهرسك، وشهر فتح بلغراد
على يد السلطان سليمان القانوني، وشهر فتح بلاد الحبشة.
فيا له من شهر هو سيد الشهور، وتاجٌ على مفرق الأيام والدهور، سلّمه الله لنا، وتسلَّمه منا متقبلاً بمنّه وكرمه، آمين!
أنفاسَك أنفاسَك في هذا
الشهر أوقفها على طاعة الله، واملأ خزائنك في الآخرة في هذا الشهر من
البرِّ، عساك تنعم بالقرب من مولاك، والنظر إلى وجهه الكريم في الفردوس
الأعلى في جنات النعيم.
ـــــــــــــــــــــــ
* داعية وواعظ وباحث إسلامي من مصر، له الكثير من المؤلفات الإيمانية النفسية، من أشهرها: (الجزاء من جنس العمل) في عدة أجزاء.
[1] حسن، حسّنه الألباني في «الصحيحة» (1890).
[2] صحيح، أخرجه ابن ماجه في سننه، وصححه الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه»، ح (3171).
[3] فيض القدير (6/123).
[4] حسن: أخرجه أحمد، وابن حبان في صحيحه، والبيهقي في شعب الإيمان، وحسَّنه الألباني في «صحيح الجامع» (2119).
[5] أخرجه البخاري ومسلم وأحمد عن سهل بن سعد.
[6] أخرجه البخاري، باب: ما جاء في صفة الجنة.
[7] أخرجه أحمد والبخاري ومسلم عن أبي سعيد.
[8] صححه الألباني.
[9] صحيح على شرط مسلم، أخرجه الحاكم في المستدرك (3/353).
[10] تاريخ دمشق، لأبي زرعة (562).
[11] سير أعلام النبلاء (1/27، 29).
[12] الخزَّاز: صانع الخزّ وبائعه، والخَزُّ من الثياب: ما ينسج من صوف وحرير خالص.
[13] جامع البيان، للطبري: 3/445.
[14] حسن: أخرجه الطبراني في «الكبير» عن واثلة، وأحمد في مسنده، وابن عساكر، وحسَّنه الألباني في «صحيح الجامع» (1509).
[15] مسند أحمد، مسند أبي سعيد الخدري.
[16] لطائف المعارف، ص 191 - 192.
[17] أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[18] صحيح: أخرجه ابن خزيمة، والبزار، وابن حبان في صحيحه واللفظ له، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (993).
[19] سنده صحيح: الترمذي وصححه، والنسائي، وابن ماجه.
[20] صلاة التراويح للألباني: 1/15.
[21] أخرجه مالك، وسنده صحيح
الموضوع : رمضان ربيع التقى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: ام ابراهيم