تفاضل الأعمال في الحرم المكي
[فتاوى الشيخ ابن جبرين 24/ 51]
س/ أيهما أفضل في الحرم المكي في رمضان الصلاة تطوعاً أو الطواف، أو قراءة القرآن؟
يفضل لغير أهل مكة الطواف، لأنه لا يتيسّر لهم كل وقت فأما أهل مكة
فالأفضل التطوع بالصلاة والقراءة إذا ناسب وقتها، فإن عجز القادم عن
الطواف في بعض الأوقات أو كان هناك ما يمنع من فضل الطواف كالزحام وكثرة
النساء مع خوف الفتنة فالصلاة تطوعاً أفضل، ويمكن الجمع في الطواف بين
القراءة والدعاء فيكون له أجران. والله أعلم.
التهاون في سنة الاعتكاف
[فتاوى الشيخ ابن جبرين 24/ 44]
س/ هنالك سنة قد تهاون فيها أكثر الناس، ألا وهي سنة الاعتكاف فما
توجيهكم؟ وما شروط الاعتكاف؟ وما يجوز وما لا يجوز؟ وهل يجوز للمرأة أن
تعتكف؟ وأين يكون؟
الجواب:-
الاعتكاف هو لزوم المسجد لطاعة الله، وهو سنة مؤكَّدة في كل زمان،
وتتأكَّد في العشر الأواخر من رمضان، كما روت عائشة -رضي الله عنها-: "أن
النبي صلى الله عليه وسلم، كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفّاه
الله -عز وجل-، ثم اعتكف أزواجه من بعده.
وروى البخاري عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،
يعتكف في كل رمضان عشرة أيّام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين
يوماً.
قال ابن رجب في اللطائف: "وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعتكف في
العشر قطعاً لأشغاله، وتفريغاً لباله، وتخلياً لمناجاة ربه، وذكره ودعائه،
وكان يحتجر حصيراً يتخلى فيها من الناس". ولهذا ذهب الإمام أحمد إلى أن
المعتكف لا يستحب له مخالطة الناس، حتى ولا لتعليم علم، أو إقراء قرآن؛ بل
الأفضل له الانفراد بنفسه، وهو الخلوة الشرعية لهذه الأمة، وإنما كان في
المساجد لأن لا يترك به الجمعة والجماعات.
فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله
عنه، وعكف بقبله وقالبه على ربه، وما يقرْبه منه، فما بقي له همّ سوى الله
وما يرضيه عنه، فمعنى الاعتكاف وحقيقته: قطع العلائق عن الخلائق، للاتصال
بخدمة الخالق، وكلما قويت المعرفة والمحبة له، والأنس به، أورثت صاحبها
الانقطاع إليه بالكليّة على كل حال". اهـ.
ولا يصحّ الاعتكاف إلا بشروط:
(الأول) : النية، لحديث: "إنّما الأعمال بالنيات".
(الثانية) : أن يكون في مسجد، لقوله تعالى: (وأنتم عاكفون في المساجد) . وكان صلى الله عليه وسلم، يعتكف في مسجده.
ظاهرة البكاء بصوت عال في صلاة التراويح
[فتاوى الشيخ ابن جبرين 24/ 31]
س / لقد انتشرت في المساجد في شهر رمضان ظاهرة البكاء بصوت عال، يصل إلى
حدّ الإزعاج، وتجاوز بعض الناس حدّ الاعتدال، وأصبحت هذه الظاهرة عادة عند
بعضهم ألفوها، فهم يتباكون لبكاء الإمام، أو المأمومين من دون تفهّم
وتدبّر، فهل ورد في السنة الحثّ على التباكي؟ وما الفرق بين التباكي
والخشوع الكاذب؟ هل من توجيه للأئمة المكثرين من البكاء، حيث يُخشى عليهم
أن يداخل الرّياء أعمالهم، ويزيّن الشيطان لهم فتختلف النّية؟
الجواب:-
البكاء مسنون عند سماع القرآن، وعند المواعظ والخطب ونحوها، قال -تعالى-:
(إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سُجّداً وبُكِيّاً) (مريم:58)) . وروى
أهل السنن عن عبد الله بن الشخير قال: "رأيت رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، يصلي، وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء". فإذا حصل البكاء في
الصلاة لم تبطل إذا كان من خشية الله، وكذا عند سماع القرآن، حيث إنه يغلب
على الإنسان، فلا يستطيع رده، ولكن لا يجوز التكلّف في ذلك برفع الصوت
عمداً، كما لا يجوز المباهاة بذلك، وقصد الشهرة بين الناس، فإن ذلك
كالرّياء الذي يُحبط الأعمال، كما ورد في الحديث: "من سمع سمع الله به،
ومن راءى راءى الله به".
وهكذا لا يحسن البكاء تقليداً للإمام أو لبعض المأمومين، وإنَّما يُمدح
إذا كان من آثار الخشوع، والخوف من الله -تعالى-، وقد ورد في الحديث:
"اقرأوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا". والتباكي هو تكلّف البكاء
ومحاولته دون خشوع غالب دافع عليه، وأما الخشوع الكاذب فهو ترك الحركة،
وسكون الأعضاء، دون حضور القلب، ودون تدبُّر وتفهم للمعاني والحالات. وعلى
الأئمة وكذا المأمومين محاولة الإخلاص، وصفاء النيّة، وإخفاء الأعمال،
ليكون ذلك أبعد عن الرياء الذي يُحبطها، فإن كثرة البكاء بدون دافع قوي،
وتكلف التخشّع، ومحاولة تحسين الصوت وترقيقه ليكون مثيراً للبكاء، ليُعجب
السامعون والمأمومون به، ويكثر القاصدون له، دون أن يكون عن إخلاص أو صدق،
هو مما يُفسد النيّة، ويُحبط الأعمال، وقد يطلع على ذلك بعض من يسمعه.
والله علاّم الغيوب.
ترتيب القراءة في صلاة التراويح للإمام
[فتاوى الشيخ ابن جبرين 24/ 19]
ما ترون في مسألة ترتيب القراءة في صلاة التراويح للإمام؟ هل يقرأ حسب
ترتيب السور، أم له أن يقرأ من هنا وهناك بدون تسلسل السور؟ وهل ينبغي أن
يقرأ القرآن كاملاً في قيام رمضان أم يقتصر على بعضه؟
ج/ قال النووي في التبيان: الاختيار أن يقرأ على ترتيب المصحف، فيقرأ
الفاتحة ثم البقرة، ثم آل عمران، ثم ما بعدها على الترتيب، وسواء قرأ في
الصلاة أو في غيرها حتى قال بعض أصحابنا: إذا قرأ في الركعة الأولى سورة:
(قل أعوذ برب الناس) ، يقرأ في الثانية: بعد الفاتحة من البقرة ... ودليل
هذا أن ترتيب المصحف إنما جعل هكذا لحكمة، فينبغي أن يُحافظ عليها إلى أن
قال: وقد كره جماعة مخالفة ترتيب المصحف، وروى ابن أبي داود عن الحسن:
"أنه كان يكره أن يقرأ القرآن إلا على تأليفه في المصحف". وبإسناده الصحيح
عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قيل له: "إن فلاناً يقرأ القرآن
منكوساً؟ فقال: ذلك منكوس القلب". انتهى.
وقال في المناهل الحسان: ويستحب أن يقرأ بسورة القلم في عشاء الآخرة، من
الليلة الأولى من رمضان بعد الفاتحة، لأنها أول ما نزل من القرآن، ويستحب
أن لا ينقص عن ختمه في التراويح، ليسمع الناس جميع القرآن. اهـ. ونقل ابن
قدامة في المغني عن القاضي أبي يَعْلى، قال: لا يستحب النقصان عن ختمة في
الشهر، ليسمع الناس جميع القرآن، ولا يزيد على ختمة، كراهية المشقّة على
من خلفه، والتقدير بحال الناس أولى، فإنه لو اتفقّ جماعة يرضون بالتطويل
ويختارونه كان أفضل. انتهى.
الفرق بين صلاة التراويح والقيام
[فتاوى الشيخ ابن جبرين 24/ 14]
س/ ما الفرق بين صلاة التراويح والقيام؟ وما الدليل على تخصيص القيام
بالعشر الأواخر؟ وهل من دليل على تخصيص القيام بتطويل القراءة والركوع
والسجود؟
ج/ صلاة التراويح هي قيام رمضان بما تقدّم، ولكن طول القيام في العشر
الأواخر يسمى بالقيام، وفي الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنهما- قالت: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم، "إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله،
وأيقظ أهله". قال ابن رجب في اللطائف: يُحتمل أن المراد إحياء الليل كله،
وقد روي من وجهٍ فيه ضعف بلفظ: "وأحيا الليل كله، وفي المسند عنها قالت
كان النبي صلى الله عليه وسلم، يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر
شمر وشد المئزر".
وخرج أبو نعيم بإسناد فيه ضعف عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه
وسلم، إذا شهد رمضان قام ونام، فإذا كان أربعاً وعشرين لم يذق غمضاً اهـ.
وقال -أيضاً- في معنى شدّ المئزر: والصحيح أن المراد اعتزاله للنساء ...
وقد ورد ذلك صريحاً من حديث عائشة وأنس، وورد تفسيره بأنه لم يأو إلى
فراشه حتى ينسلخ رمضان، وفي حديث أنس: وطوى فراشه، واعتزل النساء.
ومن هذه الأحاديث يُعلم سبب تخصيص ليالي العشر الأواخر بالقيام، فإن ظاهر
هذه الأحاديث أنه يقوم الليل كله بالصلاة والقراءة، ولا شك أن ذلك يستدعي
طول القيام والركوع والسجود، وقد ذُكر في المناهل الحسان عن الأعرج، قال:
ما أدركنا الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان، وكان القارئ يقرأ سورة
البقرة في ثمان ركعات، وإذا قام بها في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد
خفّف. وعن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه، قال: كنّا ننصرف في رمضان من
القيام، فنستعجل الخدم بالطعام، مخافة فوت السحور. وسبق في حديث السائب أن
القارئ يقرأ بالمئين، حتى كانوا يعتمدون على العصي، فما كانوا ينصرفون
إلا في فروع الفجر، وروى مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله،
صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصلاة طول القنوت". أي طول القيام، وروى مسلم
-أيضاً- عن حذيفة، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ذات ليلة،
فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة،
فمضى، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً
إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم
ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال:
"سمع الله لمن حمده". ثم قام طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد، فقال: "سبحان
ربي الأعلى". فكان سجوده قريباً من قيامه".
وروى البخاري ومسلم عن ابن مسعود، قال: "صليت مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأطال، حتى هممت بأمر سوء، هممت أن أجلس وأدعه".
فمن هذه الأحاديث يؤخذ أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، التي داوم عليها
طول القيام، وطول الأركان، وأنه يخص العشر بمزيد من الاجتهاد، والله
أعلم.
الجماعة في قيام رمضان
[فتاوى الشيخ ابن جبرين 24/ 10]
س/ ما مشروعية الجماعة في قيام رمضان؟ وما السبب في عدم استمرار النبي، صلى الله عليه وسلم، بالجماعة في صلاة التراويح؟
ج/ قال أبو محمد بن قدامة في المغني: والمختار عند أبي عبد الله فعلها في
الجماعة، قال في رواية يوسف بن موسى: الجماعة في التراويح أفضل. وإن كان
رجل يُقتدى به فصلاَّها في بيته خفت أن يقتدي الناس به، وقد جاء عن النبي
صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا بالخلفاء". وقد جاء عن عمر أنه كان يُصلي في
الجماعة، وبهذا قال المزني، وابن عبد الحكم، وجماعة من أصحاب أبي حنيفة،
قال أحمد: كان جابر وعلي وعبد الله يصلونها في جماعة.. إلخ.
وأما المرفوع في ذلك ففي صحيح مسلم عن عائشة قالت: صلى النبي، صلى الله
عليه وسلم، في المسجد ذات ليلة، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، وكثر
الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أوالرابعة، فلم يخرج إليهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال: "قد رأيت الذي صنعتم، فلم يمنعني
من الخروج إليكم إلا أنني خشيت أن تفرض عليكم". وذلك في رمضان.
وعن أبي هريرة قال: خرج رسول الله، فإذا الناس في رمضان يُصلون في ناحية
المسجد، فقال: "ما هؤلاء"؟ قيل: هؤلاء ناس ليس معهم قرآن، وأُبي بن كعب
يُصلي بهم، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: "أصابوا، ونعم ما صنعوا".
رواه أبو داود. وروى مسلم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج
من جوف الليل، فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس يتحدثون
بذلك، فاجتمع أكثر منهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الليلة
الثانية، فصلوا بصلاته، فأصبح الناس يذكرون ذلك، فكثر أهل المسجد من
الليلة الثالثة، فخرج فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد
عن أهله، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق رجال منهم
يقولون: الصلاة، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى خرج
لصلاة الفجر، فلما قضى الفجر أقبل على الناس، ثم تشهد، فقال: "أما بعد فإنه
لم يخف عليَّ شأنكم الليلة، ولكني خشيت أن تُفرض عليكم صلاة الليل،
فتعجزوا عنها".
ففي هذه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها ببعض أصحابه جماعة،
ولم يداوم عليها، وعلل تركها بخوفه أن تُفرض عليهم، فلما أمنوا من ذلك
بعده جمعهم عليها عمر -رضي الله عنه- فروى البخاري عن عبد الرحمن بن عبد
قال: خرجت مع عمر -رضي الله عنه- ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس
أوزاع متفرقون، يُصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال
عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على
أُبي بن كعب.
حضور النساء لصلاة التراويح
[فتاوى الشيخ ابن جبرين 24/ 12]
س/ ما مشروعية حضور النساء لصلاة التراويح؟ وما رأيكم -أحسن الله إليكم-
في مجيء بعضهن مع السائق بدون محرم، وربما جئن متبرّجات أو متعطرات؟ وكذلك
بعضهن يصطحبن أطفالهن الصغار، مما يسبب التشويش على المصلين، بكثرة
إزعاجهم بالصياح والعبث فما توجيهكم؟
الجواب:-
قال في مجالس شهر رمضان: ويجوز للنساء حضور التراويح في المساجد، إذا
أمنت الفتنة منهن وبهن، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء
الله مساجد الله". متفق عليه. ولأن هذا من عمل السلف الصالح -رضي الله
عنهم-، لكن يجب أن تأتي متسترة متحجّبة، غير متبّرجة ولا متطّيبة، ولا
رافعة صوتاً، ولا مبدية زينة، لقوله -تعالى-: (ولا يبدين زينتهن إلا ما
ظهر منها) (النور:31) . أي لكن ما ظهر منها، فلا يمكن إخفاؤه، وهي الجلباب
والعباءة ونحوهما، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم، لما أمر النساء
بالخروج إلى الصلاة يوم العيد قالت أم عطّية: يا رسول الله: إحدانا لا
يكون لها جلباب، قال: "لتُلبسها أختها من جلبابها". متفق عليه.
والسنة للنساء أن يتأخرن عن الرجال، ويبعدن عنهم، ويبدأن بالصف المؤخر،
عكس الرجال، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها،
وشرها آخرها. وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها". رواه مسلم، وينصرفن
عن المسجد فور تسليم الإمام، ولا يتأخرن إلا لعذر، لحديث أم سلمة -رضي
الله عنها- قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا سلَّم حين يقضي
تسليمه، وهو يمكث في مقامه يسيراً قبل أن يقوم، قالت: نرى والله أعلم أن
ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال. رواه البخاري أ. هـ. ولا
يجوز لهنَّ أن يصطحبن الأطفال الذين هم دون سن التمييز، فإن الطفل عادة لا
يملك عن العبث، ورفع الصوت، وكثرة الحركة، والمرور بين الصفوف، ونحو ذلك،
ومع كثرة الأطفال يحصل منهم إزعاج للمصلين، وإضرار بهم، وتشويش كثير بحيث
لا يُقبل المصلي على صلاته، ولا يخضع فيها، لما يسمع من هذه الآثار، فعلى
الأولياء والمسئولين الانتباه لذلك، والأخذ علي أيدي السفهاء عن العبث
واللعب، وعليهم احترام المساجد وأهلها، والله أعلم.
أما ركوب المرأة وحدها مع قائد السيارة فلا يجوز، لما فيه من الخلوة
المحرمة، حيث جاء في الحديث عنه، صلى الله عليه وسلم، قال: "لا يخلون رجل
بامرأة إلا ومعها ذو محرم". وقال -أيضاً-: "لا يخلون رجل بامرأة إلا كان
ثالثهما الشيطان". فعلى المرأة المسلمة أن تخشى الله، ولا تركب وحدها مع
السائق، أو صاحب الأجرة، سواء إلى المسجد، أو غيره خوفاً من الفتنة، فلا
بد من أن يكون معها غيرها من محارم أو جمع من النساء، تزول بهن الوحدة مع
قرب المكان، والله أعلماللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
الموضوع : فتاوى رمضانية المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: ام ابراهيم