متابعة إرهاصات ( وهي العلامات السابقة ) والأمارات اللاحقة لليلة القدر من هدي السلف رضوان الله عليهم .
ولم يصح في علامات ليلة القدر الظاهرة المحسوسة إلا علامة الشمس وكونها ليلة طلقة لا باردة ولا حارة .
وقد ثبت بالاستقراء أن هاتين العلامتين يعتريهما النسبية ولا يُعوّل على متحسسهما لاختلاف التعبير عن
المحسوس ( فيكون ظنيا ) لا لأن المحسوس غير يقيني .
ومما ورد في الآثار من علامات ليلة القدر الرؤى ، وقد تكون سابقة وقد تكون لاحقة ، وقد يكون من علاماتها
الحدس والوُجدان والإلهام ... وكل ذلك يتفاوت بين ظني ويقيني ، واليقيني منه لا يمكن إقامة الدليل
عليه لغير واجده ، فرجعت كل الإرهاصات والأمارات والعلامات إلى مرتبة الظن .

وفي هذا العام يتبادر إلي من بعض العلامات أن ليلة القدر ستكون في الأشفاع لا الأوتار ... وقد ورد في
الآثار احتمال حصول ذلك إذا كان الشهر ثلاثين وعددناه باعتبار ما بقي كما ورد في بعض ألفاظ الحديث
وقرر هذا المعنى شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ...

وكما أنه من السنة الاجتماع لترائي هلال رمضان وهلال شوال ، فمن السنة أيضا تحري ليلة القدر
والسؤال عنها ، وإحياء لهذه السنة نرجو من الأخوة التفاعل مع هذا الموضوع ..

ملحوظة : التحري لا يقتضي الإخبار ، فمن قام لديه الدليل اليقيني أو الظني الغالب على ليلة القدر
بأن أدرك ليلة القدر وعرفها وشاهدها فلا يستحب له الإخبار عنها ولا أنه شاهدها وعرفها وقرر هذا
السبكي كما في فتح الباري .

كما نرجو من الأخوة أن يسود جو الحب والوئام في هذا
الموضوع وغيره في هذه الليالي لأن ليلة القدر تُرفع إذا حصل
اللجاج والتخاصم ...

وفقني الله وإياكم لنوال ليلة القدر ، إنه ولي ذلك
والقادر عليه .
رضا أحمد صمدي