الحلقة التاسعة والعشرون:
إن الله سبحانه وتعالى يضرب للناس مثلا على طلاقة قدرته وعظيم فضله
ببيان عملى للإنسان يراه فى الأرض التى يعيش عليها والتى ذللها له ،
والناس لطول ألفتهم لحياتهم على الأرض وسهولة استقرارهم فوقها وسيرهم فيها
واستغلالهم لثرواتها ينسون نعمة الله فى تذليلها لهم وتسخيرها ، والقرآن
يذكرهم بهذه النعمة الهائلة .. نعمة الأرض الذلول ، والأرض الذلول كانت
تعنى فى أذهان الناس قديما هذه الأرض المذللة للسير فيها بالقدم وعلى
الدابة وعلى الفلك ، والمذللة للزرع والجنى والحصاد .. والمذللة للحياة بما
تحوى من هواء وماء وتربة صالحة للزراعة ، وهى مدلولات مجملة ، ولكن ما
توصل إليه العلم الحديث يفصل بعضها .. فالأرض التى يراها الناس مذللة
بذاتها كالدابة الهادئة يثبت العلم الحديث أنها دابة متحركة بل هى رامحة
راكضة ، وهى فى الوقت نفسه ذلول لا تطيح بما عليها ومن عليها .. إن هذه
الدابة التى نركبها وهى الأرض تدور حول نفسها بسرعة ألف ميل فى الساعة ،
وتدور حول الشمس بسرعة حوالى 65 ألف ميل فى الساعة ثم تركض هى والمجموعة
الشمسية كلها بمعدل 20 ألف ميل فى دورانها بالمجرة .. ومع كل هذه الحركات
السريعة تظل نعمة الله فى جعل الأرض ذلولا للإنسان لينعم الناس باستقرارها
ويمشون فيها سعيا وراء أرزاقهم .. فتبارك الله رب العالمين .
وقد وردت آية كريمة فى كتاب الله تشير إلى هذا المعنى .. اذكر رقم الآية واسم السورة الكريمة .
الموضوع : مسابقة إذاعة القرآن الكريم الرمضانية بالقاهرة 1432هـ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: أبوسيف