El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: لماذا نجيد اللغة الأجنبية أكثر من لغتنا الأم؟ الأربعاء 14 سبتمبر 2011 - 13:21 | |
| موضوع لطالما راودني منذ مدة وتساءلت كثيرًا عن أسبابه ودواعيه، وفي الحقيقة الحديث ذو شجون لماذا نجيد اللغة الأجنبية أكثر من لغتنا الأم ؟ فعندما نقرأ كتابات البعض باللغة الإنجليزية نجد أنه يحافظ على قواعد الكتابة بهذه اللغة من الإملاء الصحيح وعلامات الترقيم والحرص على عدم الوقوع في الخطأ، وبالمقابل عندما يكتب بلغته الأم وهي العربية، نجد عشرات الأخطاء النحوية والإملائية والصياغية وكأن قواعد الكتابة الصحيحة لا تنطبق على لغته الأم كونها مفهومة من القراء ولا حاجة للتكلّف ! عجبًا .. وبعد هذا نشتكي من ضعف لغتنا العربية ووهن تأثيرها على العالم إذا كنا نحن الناطقين بها لا نعير لقواعدها أي اهتمام فما بالك بالغريب عنها فاللغة لا تقوى بنفسها مالم يقوى الناطقون بها، وستضعف مع ضعف الناطقين بها. وقد كانت إحدى محاولات هدم وحدة اللغة الفصحى هي محاولة الدول المستعمرة إحلال اللهجات العاميّة محلّها آنذاك. ولنا عبرة في تاريخ الحضارة الإسلامية وبالتحديد إبان العصر العباسي حيث بلغت من الازدهار ذروته، ووصلت من التقدّم غايته، وارتقت في الحضارة قمّتها، وتربعت على عرشها، حيث كانت لغة العلم والتي تُدرّس بها مختلف العلوم وكان تعلّمها هو السبيل الوحيد لدراسة تلك العلوم :يقول أحد المستشرقين إن انتشار اللغة العربية ليعتبر من أغرب ما وقع في تاريخ البشر، كما يعتبر من أصعب الأمور التي استعصى حلها؛ فقد كانت هذه اللغة غير معروفة بادىء ذي بدء، فظهرت فجأة على غاية الكمال سلسة أية سلاسة .. غنية أي غنى .. كاملة بحيث لم يدخل عليها منذ ذلك العهد إلى يومنا هذا أدنى تعديل مهم، فليس لها طفولة ولا شيخوخة .. ظهرت لأول أمرها تامّة مستحكمة، ولا أدري هل وقع مثل ذلك للغة من لغات الأرض قبل أن تدخل في أدوار مختلفة، فإن العربية ولا جدال قد عمّت أجزاء كبرى من العالم ربما هذا الأمر عائد إلى قوة تأثير اللهجة العاميّة علينا، وسيطرتها التامّة على حياتنا اليومية صحيح أن جميع لغات العالم لابد من احتوائها على لهجة عاميّة تختلف باختلاف المناطق، لكن في لغتنا العربية بالتحديد البون شاسع والهوة متّسعة والفجوة عميقة بين العاميّة والفصحى إلى درجة نشوء كلمات دارجة في العاميّة لا أصل لها في الفصحى، بالإضافة إلى تحريف بعض القواعد النحوية، وهذا يزيد من صعوبتها كونها لا تمثّل الواقع الذي نعيشه، وأكثر ما نجدها عبر القنوات الإعلامية المقروءة والبعض من المسموعة والمرئية إذا نظرنا إلى اللهجة العاميّة في اللغة الإنجليزية مثلاً سنجد أن الكلمات قد تم تغييرها بعض الشيء بإضافة حرف أو بحذف آخر، لكن أصل الكلمة ثابت في الأساس، وقد تنشأ كلمات جديدة لكنها تُعد على الأصابع. فالمعلوم أن الدارس لأي لغة سيجيد اللغة الرسمية (الفصحى) أولاً ومن ثم تأتي العاميّة من خلال مخالطة المجتمع، ولن تجد صعوبة إذا درست الإنجليزية الرسمية لأنك ستفهم العاميّة بسرعة، لكن دارس العربية هو من سيعاني الأمرّين، لأنه لن يستطيع ممارسة الفصحى التي تعلّمها مع المجتمع وإلا سيجعل من نفسه أضحوكة أمام الآخرين، لأن الحديث بالفصحى أصبح وكأنه نكتة عن الماضي وأيام قريش وثكلتك أمك يا معاذ سيسأل سائل ويقول: قواعد اللغة العربية صعبة ومعقدة بخلاف اللغة الإنجليزية ! وأقول: ندرك مدى صعوبتها وتعقيدها ونحمد ربنا ونشكره أننا ولدنا عربًا وهذا سيسهّل فهم القواعد واستيعابها، ومن الضروري أن يكون الناطق بالعربية مجيدًا تمام الإجادة للغته قبل تعلّم لغة أخرى، ومهما بلغت الصعوبة لابد أن تحيط على الأقل بـ 80 % من قواعد لغتك الأم أتمنى عند الكتابة استخدام الفصحى وتجاهل العامية قد المستطاع، ولنُبقِ تأثيرها علينا في محادثات الحياة اليومية على الأقل، فما أجمل الكتابة بالفصحى ! جربوا وسترون :حلول وصلنا إلى أصعب مرحلة، كما نعلم أنه من السهل تشخيص الداء لكن يصعب وصف الدواء. لن أضيف شيئًا على ما ذكره الدكتور/ خالد الحليبي في إحدى لقاءاته أن أفضل وسيلة لتقوية الفصحى هي غرسها في النشء منذ الصغر، والممارسة قدر المستطاع بالقراءة والكتابة الموضوع : لماذا نجيد اللغة الأجنبية أكثر من لغتنا الأم؟ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|