|
يأمل البروفيسور كوستامانيا أن تكون هذه الكبسولة الفيديوية الحل المواتي لدراسة القولون ومسحه |
لمن
يخشى الخضوع لعملية تنظير القولون، أي فحص الجهاز الهضمي السفلي لا سيما
القسم الأخير من الأمعاء الغليظة، يعرض علينا الأطباء الإيطاليون الآن
بديلاً وهو عبارة عن كبسولة فيديوية، يجري بلعها وكأنها حبة دواء عادية.
تقوم هذه الكبسولة بتصوير داخل الأمعاء(ومن ضمنها الأغشية المخاطية
للأمعاء) وذلك للعثور على مناطق أصابها الخلل، من تخرش وتحطم ودرن.
في
هذا الصدد، يشير البروفيسور غويدو كوستامانيا، في مستشفى جامعة أغوستينو
جيميللي في روما، الى أن سرطان القولون هو ثالث سرطان يتم تشخيصه في أغلب
الأوقات، بعد سرطان الرئة وسرطان البروستاتة.
وتتمحور الآلية الوقائية
الرئيسة حول إخضاع كل من تجاوز الخمسين عاماً من العمر لعملية تنظير وذلك
للتأكد من أوضاع القسم الأخير من الأمعاء بهدف استباق خطر الإصابة بأمراض
معينة.
وتكمن المشكلة في أن تنظير القولون قد يكون مزعجاً! لذلك، فان
نسبة قليلة من أولئك الذين تجاوزوا خمسين عاماً من العمر يخضعون لهذه
العملية التي ينبغي أن تكون روتينية كونه من المهم جداً اكتشاف أي التهاب
أم جرح أم غيره يستهدف الأمعاء، في الوقت المناسب، قبل أن تسوء حالته
ليتحول بالتالي الى مرض خطر.
هكذا، يأمل البروفيسور كوستامانيا أن تكون
هذه الكبسولة الفيديوية الحل المواتي لدراسة القولون ومسحه. في ما يلي نص
الحوار الذي أجري معه:
مما تتكون هذه الكبسولة؟
- إنها على
شكل حبة دواء، تحتوي على كاميرتين منمنمتين اثنتين، كما تحوي مصدرين من
الضوء عدا عن هوائي، ثمة شركة واحدة، حول العالم، تنتج هذه الكبسولة وطولها
31 مليمتراً وقطرها 11 مليمتراً. يتم بلعها كما حبة الدواء وهي تعبر
الأمعاء بالكامل.
هل تمت تجربة هذه الكبسولة على المرضى؟
-
نعم .. للتأكد من فعالية هذه الآلية التشخيصية الجديدة، فإننا قمنا بتجربة
الكبسولة على أكثر من 300 مريض في مختلف أنحاء أوروبا، ان النتائج واعدة
جداً، إنما علينا العمل على تطوير هذه الكبسولة الى حد أبعد. لغاية الآن،
فإننا ننجح بواسطتها في التعرف إلى أهم الأمراض التي تصيب القولون.
كيف تعمل هذه الكبسولة؟
-
يبتلعها المريض بمساعدة شرب كوب من الماء، بعد مرور دقيقتين، فان هذه
الكبسولة تنطفئ لتوفير الطاقة المخزنة في بطاريتها، ثم تعود الى العمل بعد
مرور الساعتين تقريباً على ابتلاعها.
وهذا الوقت الضروري لوصولها الى
الأمعاء الدقيقة، التي تبدأ من منطقة البواب بالمعدة وتنتهي مع بداية
الأمعاء الغليظة، أسفل القولون الصاعد وفوق الزائدة الدودية، بعدها، تبدأ
الكبسولة إرسال أربع صور في الثانية الى جهاز استقبال صغير يحمله المريض
معه.
بفضل كاميرتي الكبسولة فإننا ننجح في رؤية مخاط الأمعاء ودراستها
من مختلف الزوايا الأمامية والخلفية. عادة، يتم طرد هذه الكبسولة من الجسم
بعد عشر ساعات، أي الوقت الضروري لبقاء بطاريتها شغالة.
هل ينبغي تحضير المريض قبل بلع هذه الكبسولة؟
-
بالطبع. علينا تنظيف الأمعاء بصورة عميقة قبل إدخال هذه الكبسولة كي تتمكن
الأخيرة من رؤية سطح مخاط الأمعاء بوضوح. لذلك، ينبغي على المريض، قبل
جلسة التنظير بواسطة هذه الكبسولة، تعاطي بعض المواد التي يتم تذويبها في
كمية مفرطة من الماء.
هكذا، يتم ملء القولون بسوائل شفافة تخوله
الانبساط والتمدد بصورة تسمح للكبسولة التحرك داخله بسهولة، كالغواصة.
علاوة على ذلك، يتعاطى المريض أدوية خاصة لحفز حركة القولون وتسهيل حركة
سير الكبسولة داخله.
ما هي المشاكل التي ينبغي تخطيها في التكنولوجيا الجديدة؟
-
لم نتوصل بعد الى حل نهائي من أجل تنظيف القولون على نحو مثالي قبل أن
تبحر الكبسولة داخله، كما أن التكنولوجيا الواقفة وراء هذه الكبسولة أكثر
تكلفة من تلك الخاصة بتنظير القولون المعياري.
بيد أن تكلفة هذه
التكنولوجيا الحديثة ستتراجع عندما تصبح الكبسولة بديلاً مضموناً خاليا من
الألم والإزعاج للمرضى، علاوة على ذلك، فان هذه الكبسولة يمكن استخدامها
فقط للتشخيص، ما يعني أن استئصال درن الأمعاء لا نزال ننجزه للآن حصراً عبر
عملية التنظير التقليدية!
أين يكمن الفرق بين التنظير التقليدي وذلك عبر كبسولة التصوير هذه؟
-
يبدو أن الكبسولة الفيديوية قادرة على دراسة القولون بدقة فائقة. كما تكمن
منفعتها الهائلة، مقارنة بطريقة التنظير التقليدية، في أنها لا تسبب
للمريض الألم إطلاقاً.