حذرت دراسة طبية المدخنين من أنهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون وكذلك احتمالات الوفاة بسبب هذا السرطان.
وجاء
في الدراسة التي أجراها باحثون إيطاليون ونشرت نتائجها في العدد الأخير من
مجلة الجمعية الطبية الأميركية أن تدخين التبغ يزيد مخاطر نشوء سرطان
القولون بنسبة 18%، ويزيد مخاطر الوفاة بسبب هذا الورم الخبيث بنسبة 25%،
مقارنة بغير المدخنين.
وبحسب المؤلف الرئيسي للدراسة إدواردو بوتيري
اختصاصي الإحصاء الحيوي وزملائه في قسم الأوبئة والإحصائيات الحيوية
بالمعهد الأوروبي للأورام في ميلانو بإيطاليا، فإن التحليل الإحصائي يظهر
ارتباطاً كبيراً بين التدخين والإصابات والوفيات الناجمة عن سرطان القولون
والمستقيم.
وعي
وتشدد الدراسة على أهمية وعي الجمهور
بأن التدخين يزيد مخاطر الإصابة بالسرطان، ليس فقط في الأعضاء المتصلة
مباشرة بمسرطنات التبغ كالرئتين والبلعوم والحنجرة والجهاز الهضمي العلوي،
بل أيضاً في أعضاء معرضة بشكل غير مباشر لنواتج تفكك التبغ، كالبنكرياس
والكلى والمثانة وعنق الرحم والقولون والمستقيم.
وتذكر الإحصاءات
الواردة في الدراسة أن التبغ مسؤول عن نحو 100 مليون وفاة خلال القرن
الماضي، وأكثر من خمسة ملايين وفاة سنوياً. ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أنه
لا يزال هناك مليار مدخن بمختلف أرجاء العالم.
وقام بوتيري وزملاؤه
بتحليل بيانات ومعطيات من 106 دراسات رصد ومتابعة سابقة، وتتراوح هذه
الدراسات بين التجريبية المحدودة التي تشمل عدة مئات من المشاركين فقط
ودراسات مسحية واسعة جداً تتجاوز نطاقاتها مليون مشارك.
وعندما نظر
الباحثون في الإطار العام لمخاطر الإصابة التي أجملوها، وجدوا أن تدخين
التبغ مرتبط بزيادة نسبتها 18% في احتمالات الإصابة بسرطان القولون
والمستقيم.
ويضيف الباحثون أنهم وجدوا هناك تناسباً طردياً بين
زيادة مخاطر الإصابة بهذا السرطان والزيادة في عدد السجائر والعلب
المستهلكة يومياً، وخاصة مضروب عدد علب السجائر المستهلكة يومياً في عدد
سنوات التدخين.
ويظهر التحليل الإحصائي أن زيادة مخاطر الإصابة لدى
المدخنين تبدأ بعد السنة العاشرة من التدخين، وتزداد طردياً حتى تصل إلى
الأهمية الإحصائية بعد 30 عاماً من التدخين.