حسني: يجب
أن أعرف كل ماضي الفتاة منها مباشرة، وإن علمت ذلك من مصدر آخر أعتبر ذلك خيانة.
والحمد لله
أن أبي وأمي ترفقا بي، وبعد أيام من انتهاء العدة عوضني الله بزوج صالح، أنجبت منه
البنين والبنات، ولم نعر كلام الناس أي اهتمام، والشيء العجيب أن شقيق زوجي السابق
الذي تسبب في طلاقي، طُلقت ابنته بعد شهر واحد من زواجها، وكثير من الناس قالوا هذا
قصاص عادل من المولى - سبحانه وتعالى -، فكما تدين تُدان؛ لأن مسألة الشرف هذه من
أهم الأشياء التي تحفظ كرامة الأسرة كلها.
غشاء
البكارة.. جزء من منظومة أخلاقية عامة
فاطمة
حامد، خريجة كلية الإعلام، ومتزوجة حديثًا من شاب يعمل في سلك القضاء، ووالدتها
طبيبة، تقول فاطمة: عندما تزوجت لم يهتم زوجي مطلقًا بنزول الدم الذي يدل على غشاء
البكارة، حتى إنني تعجبت من ذلك، وعندما أخبرت أمي قالت لي إنها كذلك لم يكن لها
غشاء بكارة، وهي طبيبة وتعلم ذلك، ولم يناقشها أبي، وكذلك ـ بحمد الله ـ لم يثر
زوجي هذا الموضوع، وهو رجل مثقف، ويعلم جيدًا أخلاقي وأخلاق أسرتي، فنحن أسرة
محافظة، وأنا أرتدي الحجاب منذ سن البلوغ، ومسألة غشاء البكارة في رأيي تمثل جزءًا
وليس كلاً، المهم المنظومة الأخلاقية العامة.
شباب يرون:
الصراحة أحلى.. وجيل اليوم متفهمون
يقول محمد
حسني: "يجب علي أن أعرف كل ماضي الفتاة منها مباشرة، وإن علمت ذلك من مصدر آخر
أعتبر ذلك خيانة، مع أنني سأستمر بالحياة معها إن صارحتني مهما كانت الأسباب لذلك.
يؤيده في
ذلك م. إذ إنه يفضل مصارحة الفتاة قبل الزواج لشريك حياتها بأي علاقة سابقة لها
مهما كانت نتائج هذه المصارحة، مسوّغاً ذلك بأنه لا يمكن كتمان أمر خطأ كهذا،
وعمليات إعادة العذرية بحسب رأيه ليست أكثر من تفسير للخيانة والكذب؛ لأنها من
الممكن القيام بها ألف مرة، ويستطرد قائلاً: "ولو أن كل فتاة فعلت ذلك لقامت أسر
عديدة على بنيان هش وعلى الشك وعدم الثقة.. مضيفاً: الشباب اليوم متفهمون أكثر من
جيل الماضي".
وشباب
يرون: الستر أولى.. وباب التوبة مفتوح
بعكس من
يؤيدون المصارحة فيفضل سامي إبراهيم عدم مصارحة الفتاة له قبل الزواج بعلاقة سابقة
مهما كانت ظروف تلك العلاقة كونها تابت توبة نصوحاً، وإلاّ اضطر للابتعاد عنها مهما
كانت الأسباب وحتى وإن تأكد من عفتها وتوبتها.
وليد: على
كل فتاة مبتلاة أن تستر على نفسها بدلاً من الفضيحة وتبدأ بداية
جديدة
كذلك يرى
وليد بأن فكرة المصارحة غير ضرورية، ويرى أنها باب للشرور، وأن على كل فتاة مبتلاة
أن تستر على نفسها بدلاً من الفضيحة، وأن تبدأ بداية جديدة، ويرى وليد أن المبالغة
والجهل أيضاً في مسألة العذرية ينبغي التصدي لها.
الطب
النفسي: الترقيع يؤدي لانفصام بالشخصية
يرى العديد
من الأطباء النفسيين أن عملية ترقيع غشاء البكارة لها ردود أفعال كبيرة في نفسية
الفتاة والشاب المتزوج بفتاة فعلت مثل هذه العملية.
يقول أستاذ
علم الاجتماع في جامعة النجاح الوطنية بفلسطين الدكتور فيصل الزعنون إن الفتاة التي
تقوم بتلك العملية ستبقى تعاني انفصاماً في شخصيتها بين العذرية والسفوح، ويضيف:
ساعات تمر عليها وهي تفكر أنها عذراء دون أي شك، ولكن سرعان ما يزول هذا الواقع
المصطنع لتدرك أنها ليست بعذراء، وهذا يؤثر على الحالة النفسية والجنسية لدى الفتاة
على حد قوله، بينما سيبقى الشاب المرتبط بفتاة عمدت إلى ترقيع البكارة في حالة من
الغموض في تصرفاتها الشخصية.
دوافع
الأطباء بين الاستغلال المادي والشفقة
وتختلف
الدوافع عند الأطباء الذين يجرون هذه العملية، ففي الوقت الذي يهدف بعضهم إلى الكسب
المادي يقوم بعضهم بإجرائها بدافع الشفقة والتعاطف ودون تقاضي أي أجر. وتصل أجور
مثل هذه العمليات إلى أكثر من سبعة آلاف دولار في بعض الأحيان.
عملية
إعادة العذرية بين القانون وأخلاق المهنة
الملاحظ
أنه إلى الآن لا يوجد أية إجراءات قانونية يتم اتخاذها بحق الأطباء الذين يقومون
بمثل هذه العمليات إلاّ في حال تحريك شكوى ضدهم.
د.
عبدالملك: طبيب الأمراض النسائية يستطيع معرفة السبب وراء فض الغشاء.
ويرى رئيس
جمعية اختصاصيي الأمراض والجراحة النسائية والتوليد الأردنية، الدكتور عبد الملك
محمد أن هذه العمليات منافية لأخلاق مهنة الطب التي تقوم على الصدق.
ويشير إلى
نقطة هامة وهي أن هذه العمليات موجودة منذ زمن طويل وليست حديثة كما يُعتقد؛ إذ
يقوم الطبيب بأخذ غرزة أو غرزتين من بقايا الغشاء ويجمعهما سوياً، مما يؤدي إلى
نزول الدم وقت الدخول نتيجة الممارسة، مشدداً إلى أن المسمى "إعادة العذرية" غش
وادعاء باطل، نافياً أن تؤثر مثل هذه العمليات مستقبلاً على الصحة الجنسية للمرأة.
وبرأي
الدكتور عبد المالك أنه لا يوجد أي مسوّغ لهذه العملية لأن طبيب الأمراض النسائية
يستطيع معرفة السبب وراء فض الغشاء، ويضيف "إذا سمحنا بهذه العمليات تحت باب
(الستر) فسيُساء استعمالها، وتصبح رخصة للفساد الاجتماعي".
حالات
تستدعي التدخل
د. أحمد
الفولي أخصائي أمراض النساء والتوليد له رأي مختلف، فيقول: هناك بعض الحالات التي
يكون فيها الترقيع ضرورة، وهي أولاً حالات الاغتصاب والتي تقهر فيها الفتاة وتحس
بالظلم، وأحيانًا لا يتقبل الزوج هذا الأمر ولا يتفهمه، ويحدث شك قد يدمر مستقبل
هذه الفتاة التي وقع عليها الظلم، وخصوصًا الآن بعد تزايد معدلات الجريمة.
ومن ناحية
أخرى هناك فتاة قد تحدث لها حادثة تتسبب في فقد هذا الغشاء، ونحن نكتب تقريرًا
طبيًا بذلك، والعديد من الأسر الواعية لا تهتم إلاّ بصحة ابنتها، لكن البعض قد يرى
غير ذلك، وغالبًا ما يكون الترقيع قبل الزواج مباشرة حتى يكون أكثر ثباتًا.
د. إلهام
الفاروقي أستاذة الاجتماع تقول: غشاء البكارة دليل إثبات، وليس نفي في عموم
الحالات، لكن هناك حالات شاذة عن القاعدة، ويُستفتى فيها الأطباء فقد تكون هناك
فتاة ملتزمة محافظة على نفسها، ومع هذا يفض الغشاء لقفزها من مكان مرتفع أو لشيء من
هذا القبيل.
الموضوع : هل يمكن أن يكون غشاء البكارة في يوم ما مجرد موضة ؟ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: ام خديجة