أتى رسول الله بلحم ، فدفع إليه منها الذراع ، وكانت تعجبه ، فنهس منها نهسة ، ثم قال :
أنا سيد الناس يوم القيامة ،
وهل تدرون لم ذلك ؟
يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ، فيقول بعض الناس لبعض :
ألا ترون إلى ما أنتم فيه ؟
ألا ترون إلى ما قد بلغكم ؟
ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟
فيقول بعض الناس لبعض :
أبوكم آدم ، فيأتون آدم ، فيقولون :
أنت أبو البشر ، فاشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟
ألا ترى ما قد بلغنا ؟
فيقول آدم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته ، نفسي نفسي ،
( نفسي نفسي ) اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح ، فيأتون نوحا ، فيقولون :
يانوح ، أنت أول الرسل إلى الأرض ، وسماك الله عبدا شكورا ، فاشفع لنا إلى ربك ، ألاترى إلى ما نحن فيه ؟
ألا ترى ما قد بلغنا ؟
فيقول نوح : ؟
إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه كانت لي دعوة دعوت بها على قومي ، نفسي نفسي
( نفسي نفسي ) اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى إبراهيم ، فيقولون :
يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض ، ألا ترى إلى مانحن فيه ؟
ألا ترى ما قد بلغنا ؟
فيقول : ؟ إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وذكر كذباته ، نفسي نفسي ( نفسي نفسي ) اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى موسى ، فيقولون يا موسى أنت رسول الله ، اصطفاك الله برسالاته وتكليمه على الناس ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟
ألا ترى ما قد بلغنا ؟
فيقول لهم موسى :
إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها ، نفسي نفسي ( نفسي نفسي ) اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى عيسى ، فيقولون : يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، قال :
هكذا هو ، وكلمت الناس في المهد فاشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟
ألا ترى ما قد بلغنا ؟
فيقول لهم عيسى :
إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ،
( ولم يذكر له ذنبا )
اذهبوا إلى غيرى ، اذهبوا إلى محمد ، فيأتوني ، فيقولون :
يا محمد ، أنت رسول الله ، وخاتم الأنبياء ، غفر الله لك ذنبك ، ما تقدم منه وما تأخر ، فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟
ألا ترى ما قد بلغنا ؟
فأقوم ، فآتي تحت العرش ، فأقع ساجدا إلى ربي عز وجل ، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد من قبلي ، فيقال :
يا محمد ارفع رأسك ، سل تعطه ، اشفع تشفع ، فأقول :
يا رب أمتي أمتي
( يارب أمتي أمتي ، يارب أمتي أمتي ) ،
فيقول :
أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سواه من الأبواب ، ثم قال :
والذي نفسي بيده ، لما بين مصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر ، أو كما بين مكة وبصرى
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: شرح الطحاوية - الصفحة أو الرقم: 229
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الموضوع : أنا سيد الناس يوم القيامة ، وهل تدرون لم ذلك ؟ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya