كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمناً
فإن تحديد الفرق بين المؤمن والمسلم ينبني على تحديد الفرق بين الإسلام والإيمان، والقاعدة عند العلماء: أنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا.
فإذا ورد الإسلام والإيمان في نص واحد، كان معنى الإسلام: الأعمال الظاهرة.
ومعنى الإيمان: الاعتقادات الباطنة، كقوله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) [الحجرات:14].
أما إذا ذكر الإسلام وحده دخل في معناه الإيمان، كقوله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ) [آل عمران:19].
وإذا ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام، كقوله تعالى: ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) [المائدة:5].
وعلى هذا التفصيل، فإن كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمناً، لذلك يحكم للمنافق في أحكام الدنيا بالإسلام، وقلبه خاوٍ من الإيمان، وإن مات على نفاقه فهو في الآخرة من الخاسرين.
قال الحسن البصري رحمه الله :
المؤمن يجمع إحساناً وخوفاً
والمنافق يجمع تقصيرًا وأمناً.
المسلم هو من اسلم وجهة لله تعالى و شهد أنه واحد أحد لا شريك له .. ثم تبع تسليمه لله بطاعته و إتباع ما جاء به خاتم الأنبياء سيدنا محمد من عقيدة و شريعة و منهاج حياة .. فأقام الصلاة .. و أدى الزكاة .. و صام رمضان .. و حج البيت عند الاستطاعة .
أما المؤمن فهو الذي عقد قلبه على الدين بحيث يترتب عليه العمل بالجوارح .. كل عمله و عباداته مقترنة بحب الله .. من قلب خاشع لعظمته سبحانه و تعالى.. راغبا في رضاه .. و المؤمن .. مؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله واليوم الآخر والقدر وسائر الأمور الغيبية .
و الخلاصة أن الإيمان مرتبة أعلى من الإسلام لأنه نابع من قلب محب لله راغبا في رضاه ..و المؤمن من ملأ قلبه تقوى فتحولت عاداته إلى عبادات .. و عباداته إلى قربات لله تعالى .. عاش بكل ذرة في كيانه لله وحده فتهذبت نفسه و تأدبت بأدب الله و رسوله .. و اخلص النية في كل عمل لله وحده
الإيمان مجموعة من الشعب ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث
( الايمان بضع وستون شعبه ) في رواية البخاري( بضع وسبعون شعبه ) في رواية مسلم ثم ذكر صلى الله عليه وسلم ( أعلاها شهادة ألا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ثم قال والحياء شعبة من الإيمان )
أو كما قال صلى الله عليه وسلم . وهذه الشعب لم يرد حصرها ولكن اجتهد العلماء في إيضاحها من الكتاب والسنة وقد ذكر الإمام ابن حجر في تفسير هذا الحديث أنها 7شعب باللسان و 24 بالقلب و 36 بالجوارح .
فمن أتى بهذه الشعب كاملة فقد أتى بالإيمان كاملا. ومن نقص منها شيئا ، نظر إلى الناقص فان كان مما يكفر به صاحبه فقد كفر.
مثل ترك الصلاة.فمن تركها فقد كفر ولم يعد مؤمنا.
وأما إن كان الناقص من الكبائرأو الذنوب أو المعاصي مما لا يكفر به صاحبه فانه لا يسلبه مسمى الإيمان ولكن يصبح مؤمنا بإيمانه فاسقا بمعصيته تحت مشيئة الله بالدار الآخرة.
إن شاء غفر له وان شاء عذبه
الموضوع : كل مؤمن مسلم و ليس كل مسلم مؤمن المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya