غم أنه مصاب بمرض "التوحد" الذي
عجز الطب الحديث عن إيجاد علاجٍ له، إضافة إلى أنه فاقدٌ للبصر منذ ميلاده،
ومصاب بنوبات من الصرع؛ إلا أن الفتى السعودي "عوض الشماسي" استطاع تحدي
كل هذه العقبات، فحفظ القرآن الكريم، وأسماء الله الحسنى.
الشماسي الذي لم يتخطَّ عمره السادسة عشرة وهو أحد نزلاء مركز التأهيل
الشامل في مدينة جدة الساحلية؛ بات بحسب كثير ممن يرونه مصدرا لبثِّ الأمل
في نفوس الأسوياء، وذوي الاحتياجات الخاصة على السواء.
وفي تعليقه على حالة الشماسي يقول حسين مغربل مدير المركز لبرنامج mbc في
أسبوع يوم الجمعة 10 أبريل/نيسان: "وجدنا لدى عوض قدرات خاصة في الحفظ، وهي
ميزة تميز بها عن غيره من المعاقين ذهنيّا، كما أن لديه نسبة كبيرة من
الذكاء في التواصل، بعكس المصابين بمرض التوحد الذين يعانون غالبا من عدم
القدرة على التواصل".
ولم تقتصر معاناة عوض على الإصابة بمرض التوحد وفقدان البصر فقط، فهو يقوم
بحركات لا إرادية مستمرة، إضافة إلى إصابته بنوبات صرع بين الحين والآخر،
تؤدي غالبا إلى حدوث رجفة سريعة في جميع أطرافه.
ملكة الحفظ الأخير
لكن اللافت في هذا الطفل أن لديه قدرة كبيرة جدّا على الحفظ، وقام
المسؤولون في المركز باستثمار تلك القدرة من خلال تدريبه على الحفظ بإعطائه
السؤال والإجابة في نفس الوقت، وبالتالي يحفظ تلك الإجابات ويلقيها.
وحفظ عوض القرآن الكريم وأجاد تلاوته، كما حفظ أسماء الله الحسنى عن طريق
سماع الأشرطة التسجيلية بمساعدة أخيه صالح الذي يعاني فقدان البصر أيضا.
وعن هذا يقول صالح: "اكتشفت أن عوض لديه قدرة كبيرة على حفظ ما يسمعه من
خلال الأشرطة وعمره ثلاث أو أربع سنوات، ولاحظت أنه يؤدي المادة الموجودة
في الشريط وبنفس صوت القارئ".
ويستطرد قائلا: "حرصتُ على ترك كاسيت القرآن دائرا بشكل مستمر، لفترات
طويلة قريبا منه، فكانت النتيجة أن عوض بدأ يرددُ الآيات حتّى بالتقطيع
الذي يحصل لبعض الأشرطة الصوتية".
من جهته يؤكد أيضا كمال فتياني -اختصاصي النطق واللغة بالمركز- أن عوض
يتميز بالفعل بقدرة كبيرة على الحفظ تفوق أقرانه من المصابين بالتوحّد،
الأمر الذي يجعل من حفظ عوض معجزة"، على حد تعبيره ..
فسبحان ربي العظيم على قدرتة .
الموضوع : علاج التوحد بالقران المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: Da3waSal7a