حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Empty

شاطر | 
 

 حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك _
مُساهمةموضوع: حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك   حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Emptyالخميس 11 فبراير 2010 - 12:21 

حكم تسمو بالهمم فوق القمم
*********************

شرح حكم الإمام ابن عطاء السكندري للشيخ راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علمًا ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين . أيها الأخوة الكرام ؛ انطلاقاً من قول الله عز وجل : { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً } البقرة269
الحكمة أن تعرف الحقيقة ! والحكمة أن تعرف سرّ وجودك وأن تعرف لماذا أنت في الدنيا ، وأن تتاجر مع الله ، وأن تكسب الدار الآخرة ، وأن تزكي نفسك ، وأن تسعد بربك ، كلمة جامعة مانعة ، ولأن خالق الأكوان يقول لنا : { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً }ولأن خالق الأكوان يقول لنا : { قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ }النساء77
فلو ملكت البلاد وجاءك ملك الموت فلابد من مفارقة الدنيا :{ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ }ولذلك فإنَّ الأنبياء كُتِب عليهم الموت ، وإنّ المؤمنين والكفار كتب عليهم الموت ، لأن الموت مغادرة ، فالبطولة أن يكون لك عند الله ما بعد الموت حظٌ كبير، فمن يؤتى الحكمة يعمل للدار الآخرة ، والكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.
لقد اشتهر في العالم الإسلامي الحكم العطائية ، وهي في الحقيقة من أجَلِّ الحِكَم ، وقد درّستها قبل سنوات عديدة ، وأخ كريم تمنى علي أن نقف وقفة عند بعض حكم ابن عطاء الله السكندري ، الحقيقة أنّي تصفحت هذه الحكم ، واخترت لكم بعضها :

" بَسَطَكَ كي لا يبقيك مع القبض ، وقَبَضَك كي لا يتركك مع البسط ،


وأخرجك عنهما كي لا تكون لشيء دونه "



فالإنسان تعتريه أحوال ، وفي بعض الأحيان يشعر بانشراح وامتداد وسرور وطمأنينة ، والحديث عن المؤمنين ، وعن طلاب العلم ، عمن يطلب ويرجو الله واليوم الآخر ، فأنا أخاطب طلاب علم ، وأخاطب رواد مسجد ، و أخاطب أناسًا إن شاء الله لهم باع طويل في معرفة الله ، فالحديث ليس عاماً ، بل هو خاص بالمؤمنين ، ففي بعض الأحيان تشعر بانشراح وامتداد وتألق وطمأنينة وسعادة ، وأنتَ أنتْ ، وأنت مستقيم ، وتؤدِّي عباداتك كلها ، وأنت وقّاف عند كتاب الله، وأنت مطبق لمنهج الله تشعر بالقبض فما الذي حصل ؟ الذي حصل هو أن الله سبحانه وتعالى ربّ العالمين ، فلو أن هذا الانبساط استمر ، فالانبساط من لوازمه أن تضعف عبادة الإنسان ، وأن تضعف همته ، وأن يكسل عن بعض الطاعات ، ويأتي الانقباض .

[center]فالله عز وجل يتجلَّى تارة باسم الجليل فتنقبض ، ويتجلى تارة باسم الجميل فتنشرح ، فقد يأتي القبض ، وقد يأتي البسط ، والحقيقة أن الله عز وجل يريدك أن تكون معه ، لا أن تكون عبدًا للأحوال ، فيجب أن تقدم له الأعمال ، أمّا الأحوال فمرَغِّبة معينة أحياناً ، ولكن ليست مقياساً ، والعلم حَكَم على الحال ، فبسطك كي لا يبقيك مع القبض ، فالله حكيم ، ولو استمر القبضُ لضجر الإنسانُ ، يأتي القبض فيضيق الإنسانُ به ذرعاً ، فيأتي البسط فيرتاح ، ولو استمر البسط نحن لسنا كالصادقين والأنبياء المقربين لا ، فنحن حينما نرتاح نضعف ، وقد كان عليه الصلاة والسلام يصلي الليل حتى تتورم قدماه ‍! ويمضي النهار في الدعوة إلى الله .

فَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، صَلَّى حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ ، فَقِيلَ لَهُ : أَتَكَلَّفُ هَذَا وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ فَقَالَ : أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا * (صحيح مسلم)فأحدنا إذا عمل عملاً صالحاً ، أولاً يعلن عنه كثيراً ، ويملأ الدنيا صخباً ، ثم يرتاح بعدها راحة عفوية ، وقد كان عليه الصلاة والسلام يجهد النهار ويجهد الليل ويقول : " أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا " فربنا عز وجل يعالجنا بالقبض والبسط ، فإذا تبحبحنا يأتي القبض ، وإذا كدنا نيأس يأتي البسط ، أنت ما مهمتك ؟ مهمتك أن تعبده وأن تدع أمر القبض والبسط إليه ، والدليل على ذلك أن الله عز وجل يقول : { وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ }الأعراف144 فهذه مهمتك ، ارتَحْ وأَرِحْ ، فأنا عليّ أن أطيعه ، وهو ليفعل بي ما يشاء ، فهو رحيم وحكيم وعليم وقدير ، وأنا علي أن أطيعه ، وتمثلوا قول النبي عليه الصلاة والسلام في الطائف :" اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، لمن تكلني إلى عبد يتجهمني، أو إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك من أن ينزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك "(الطبراني في الكبير عن عبد الله بن جعفر )ولا يوجد كلام أروع ولا أدق ولا أجمل ولا أعبق ولا أكثر أدبًا مع الله عز وجل من هذا الكلام ! " إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولك العتبى حتى ترضى ، ولكن عافيتك أوسع لي" فإذا أعطاك فالحمد لله ، وإذا منعك فالحمد لله ، وإذا بسطك فالحمد لله ، وإذا قبضك فالحمد لله ، وإذا رفعك فالحمد لله ، وإذا خفضك فالحمد لله ، وإذا ضيّق عليك فالحمد لله ، فهذا المؤمن الصادق ، والله عز وجل الذي تحبه وتعبده وتؤثره وتشتاق إليه ، فهذا الذي أنت فيه هو قراره ، وقل مع الإمام الغزالي رحمه الله تعالى : ليس في الإمكان أبدع مما كان ، ولو كشف الغطاء لاخترتم الواقع ، ولو أن كل إنسان انزعج من شيء ساقه الله إليه ، ثم كشف الله له علم الغيب لمَا تمنَّى إلا أن يكون كما هو .


ومرة قرأت مثلاً دقيقًا ؛ أب عنده بنت جميلة ، عمرها اثنتا عشرة سنة ، قطعة من الجمال والحيوية ، تملأ البيت حبوراً ، لو أنها ماتت فموتُها شيء لا يحتمل ، وشيء مؤلم ، لا سمح الله ولا قدر ، ولو أن الله كشف له أن هذه إذا عاشت عمرًا مديداً كانت زانية ، والأب صاحب دين ومؤمن ماذا يسأل الله ؟ يا رب اقبضها ! لو أن الله كشف لك ما سيكون لما أردت إلا ما هو كائن ، ولا تمنيت إلا ما هو كائن ، ولذلك استسلمْ دائماً، وعندنا حالة اسمها القبول ، فالمؤمن يقبل واقعه ، وهذا القبول مسعد ، عبَّر عنه علماء القلوب بالرضا ، فهو راضٍ عن الله ، قال له : يا رب هل أنت راض عني ؟ وكان وراءه الإمام الشافعي فقال له : هل أنت راض عن الله حتى يرضى عنك ؟ قال له : يا سبحان الله من أنت ؟ فقال : أنا محمد بن إدريس ، قال : كيف أرضى عنه وأنا أتمنى رضاه ؟ قال له : إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله .
إذا كنتَ تستقبل مكروه القضاء بالرضا فأنت تعرف الله ، فأنا لا أحب أن ينشغل المؤمن بالأحوال ، فأحياناً تجد إنسانًا مشروحًا مسرورًا منبسطًا ممتدًّا ، يتكلم بطلاقة ، وفي عينيه تألق ، عينان زئبقيتان ، وخده متورّد ، وكلامه دقيق ، ومرتاح ، وأحياناً تجده كابتًا ، فإذا اعتمر الإنسان، فربنا عز وجل لحكمة بالغة يذيقه أحياناً الانقباض ، وهناك أمام رسول الله ، وأمام سيد الخلق لا شيء أبداً ، مثل الحائط ، لقد كان قادمًا من باب عالٍ ، ويقول في نفسه : أنا وأنا ، وأنا لي أعمال صالحة ، وأنا مؤمن ، والآن سأبكي أمام رسول الله ، ثم لا يبكي أبداً ، بل ينكسر ، يأتي في اليوم الثاني منكسرًا ، يفتح الله عليه ، فيقول لك : ذقت لقاء مع رسول الله لا أنساه حتى الموت ، فأول يوم لم يتحقق اللقاء ، فكان فيه اعتداد وانبساط ، ومع الانبساط يوجد اعتداد ، وفي اليوم الثاني أصيب بانقباض ، ومع الانقباض وُجِدَ تذلل ، فالله فتح عليه .
ولذلك الأحوال مسعدة ، والانقباض صعب ، ولكن الله يربِّينا عن طريق الانبساط والانقباض ، وعن طريق البسط والقبض ، والله عز وجل من أسمائه الباسط والقابض ، يفهمون هذين الاسمين على أنهما بمعنى مادي ، أي يعطي المال أو يأخذه ، وهذا معنى مقبول ، لكن هناك معنى أرقى فهو قابض ، أي يقبض نفسك ، فإذا هي تضجر ، وباسط ، أي يبسطها ، فإذا هي تتألق ، لقد بَسَطك كي لا يبقيك مع القبض ، وقبضك كي لا يتركك مع البسط ، وأنت له ، أنت عبد الفتاح ، لا عبد الفتح ، وأنت عبد الله ، لا عبد الأحوال ، فإذا قام إنسان بخدمة كبيرة للمسلمين ، وليس عنده أحوال ، فسيدنا خالد كان يحارب ويفتح البلاد ، وهو في أثناء الفتح منهمكٌ بوضع الخطط ، ورسم الطرائق الناجعة لكسب المعارك ، ويهتم لضعف العدد وقلة العُدد ، فلا توجد الأحوال ، ولكن توجد الهموم ، وهذه الهموم مقدسة ، أي أنت فوق الأحوال ! والأحوال يستمتع بها الأشخاص الذين ليس عندهم غير الأحوال ، وهي مسعدة ممتعة ، وبالتقريب إذا جلس إنسان في حمام وملأ الحوض ماًء فاترًا ، واستلقى ، فارتاح ، فهو شيء مريح ، ولكنه لا يصبح تاجرًا عقب هذه الاستلقاءات ، ولو أمضى كل يوم ثماني ساعات لا يكون عالمًا ، والاستمتاع ليس له أيّة ثمرة، فلو أنّ إنسانًا كان هدفه الأحوال فقط دون الأعمال فلا يرقى عند الله ، والذي يرفعك عند الله هو العمل ، قال تعالى : { وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} فاطر10ولكن لا مانع من أن الله عز وجل يربِّي هذا الإنسان عن طريق الأحوال ؛ عن طريق القبض تارة وعن طريق البسط تارة أخرى ، والإمام علي كرم الله وجهه يقول :" النفس لها إدبار ولها إقبال ، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل ، وإذا أدبرت فاحملوها على الفرائض " ، وفي حالة القبض يجب أن تحافظ على الفرائض ، وفي حالة الانبساط ينبغي أن تسعى إلى النوافل ، لكن هناك أشخاص إيمانهم ضعيف ، فما دام في بسط فهو مرتاح ، فإذا أصيب بالقبض تجده يقصّر ، وحينما تقصر مع القبض فهذه بادرة غير طيبة إطلاقاً .





وإلى لقاء آخر في شرح حكمة جديدة نجدد بها إيماننا إن شاء الله تعالى ..
 الموضوع : حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك _
مُساهمةموضوع: رد: حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك   حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Emptyالخميس 11 فبراير 2010 - 12:22 

والآن إلى حكمة جديدة متعلقة بالحكمة الأولى :
ــ 2ــ
" العارفون إذا بُسِطوا أخوف منهم إذا قُبِضوا "

فمع الانبساط مزل القدم ، وهذا الشيء يستنبط من أن النبي عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن نفسه : جاءه جبريل قال : يا محمد أتريد أن تكون نبياً ملكاً ؟ أم نبياً عبداً ؟ فقال : بل نبياً عبداً ، أجوع يوماً فأذكره ، وأشبع يوماً فأشكره " ، ويبدو أن تلوين حياة المؤمن أكثر صلاحاً له من ثباتها على حال عالٍ ، أجوع يوماً فأذكره ، وأشبع يوماً فأشكره .
والآن القوي والضعيف ، فالقوي إذا كان إيمانه عاليًا بقوة يصالح المسلمين ، ولكن مع القوة توجد المزالق ، ومع الغنى توجد المزالق ، فإذا كان احتمال الانزلاق كبيرًا فالضعف أفضل من القوة ، وإذا كان الانزلاق كبيرًا مع الغنى فالفقر أقرب إلى السلامة من الغنى ، قال له : أتريد أن تكون نبياً ملكاً ؟ أم نبياً عبداً ؟ قال : بل نبياً عبداً ، أجوع يوماً فأذكره ، وأشبع يوماً فأشكره، فالعارفون إذا بُسِطوا أخوف منهم إذا قُبِضوا ، وأكثر الناس يتوهمون أن الصبر للفقير ! لا ، بل الصبر للغني ! وكيف ؟ فالفقير ما الذي هو متاح أمامه ؟ الدخل المحدود والبيت والعمل ، فلو أنّ غنيًّا سافر إلى بلد غربي ، ومعه الملايين فيتُاح له أن يفعل كل شيء ، وأن يرتاد أي مكان ، وأن يجلس في أي متنزه ، وأن يدخل أي ملهى ، وأن يلتقي مع أية امرأة في أي فندق متاح له ، فإذا اكتفى بغرفته في الفندق ، إلى مكتب العمل ، وعاد إلى بلده وذكر الله كثيراً ، فمن هو الذي يحتاج إلى الصبر أكثر ؟ هو الغني ، لأنّ المال قوة ، والمال يتيح له أن يفعل كل شيء ، وأن يأكل ما يشاء ، وأن يلتقي مع مَن يشاء ، وأن يسكن في أي مكان شاء ، وهذه الحرية التي يتيحها المال تحتاج إلى صبر ، فالقوي بإمكانه أن يظلم ، ولو استفزه رجل لبطش به فوراً ، لأنه قوي ، فالقوي في أمس الحاجة إلى الصبر أكثر من الضعيف ، وقد تجد أخًا مؤمًنا ملتزمًا تماماً متألقًا مرتاحًا ، فإذا ازداد الحال معه ، تجده إن رأى رجلاً مقصرًا يقول له : ماذا حصل لك ؟ فهو يصاب بنوع من الاستعلاء ، فهذا الحال فيه اعتداد ، وغفلة عن الله عز وجل ، فمع الغفلة أحياناً يأتي الانقباض، انقباض بحجمك .
قال لي أخ - وأنا أظنه صالحاً - والله اعتمرتُ عمرة وظننت أنني سأقف أمام النبي فأفنى من البكاء ، واللهِ كنتُ كالحائط تماماً ! في اليوم الثاني كُسِرَ كسرًا شديدًا ! فالله فتحها بوجهي ، فالإنسان تحت رعاية الله فلا تقل : أنا ، وتعتد باستقامتك ، ومرة قال لي أخ : أنا لا أنتبه للفتيات، ولا أنظر إليهن و الحمد لله عندي قوة إرادة ، قلت له : واللهِ هذا الكلام ليس فيه أدب مع الله ، والذي فيه أدب هو الكلام الذي قاله سيدنا يوسف قال : {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ }يوسف33
هذا كلام نبي كريم ، فقد تجد إنسانًا ذكيًّا ، ولكنه يرتكب حماقة كبيرة ، يُمَرّغ بالوحل من خلال لحظة ضعف ألمت به ! ولذلك : العارفون إذا بُسِطوا أخوفُ منهم إذا قبضوا " ، ولا يقف على حدود الأدب في البسط إلا القليل ، مثلاً : مدير مؤسسة قربّ منه موظفًا زيادة عن غيره ، وسهر معه سهرة ، وذهب معه إلى نزهة وأكرمه ، تجد الموظف يتمدَّد فيدخل من دون إذن أحياناً، ويجلس ويتكلم معه كلامًا فيه وحدة حال ، فهذا الإكرام الزائد لا ينفعه لأنه تجاوز حدوده، ولو كان من المدير العام شدَّة لأخذ حجمه ، وليس كل إنسان بالبسط يكون أديبًا ، وحتى مع الله ، فإذا بسَط اللهُ عز وجل للإنسان متَّعه بأحوال عالية ، فربما اعتدَّ بهذه الأحوال ، وظنَّ نفسه مقربًا ، فاستعلى على الناس قليلاً ، ولذلك قال ابن عطاء الله السكندري : ربّ معصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً ، ولو لم تذنبوا لخفت عليكم ما هو أكبر ، العُجْبُ العُجْب .
وإلى لقاء آخر في شرح حكمة جديدة نجدد بها إيماننا إن شاء الله تعالى ..
 الموضوع : حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك _
مُساهمةموضوع: رد: حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك   حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Emptyالخميس 11 فبراير 2010 - 12:23 

ــ3ــ

"
ربما أعطاك فمنعك ، وربما منعك فأعطاك "
كلام طيب ودقيق ، فقد تجد مثلاً بلادًا تنعم بغنى كبير ، ورفاهية كبيرة ، والأمور ميسرة إلى درجة مذهلة ، وكل شيء متوافر ، فهذه الدنيا العريضة هي في الحقيقة حجاب بين هؤلاء وبين الله ، وقد تجد مجتمعًا آخر في ضائقة ، وهذه المشكلات تكون لهم دافعًا كبيرًا إلى الله ! فالمجتمعات التي فيها قسوة وضعف ، وفقر وشدة تجد مساجدها ممتلئة ، ودروس العلم عامرة ، والناس ملتفتون إلى الله عز وجل ، فمن أدراك أن هذه الشدة التي ساقها الله لهؤلاء الناس هي سبب قربهم من الله ؟

وهناك رجلٌ عانى من أمراض كثيرةٍ طوال حياته ، فيبدو بساعة مناجاة لله بدأ في نوع من العتاب ، يقول : يا رب أنا لم أرتح يومًا في حياتي ، فما الحكمة من ذلك ؟ هكذا قال لي ، توفي رحمه الله ، قال : وقع في قلبي لولا هذا الحال لما كنت في هذا الحال ! فكل رجل له ظروف نشأ فيها ، وهذه الظروف هي أفضل شيء له ، ولولاها لما كان في هذه الأحوال التي ينعم بها ، وأحياناً ينشأ الولدُ يتيمًا، وليس معه ثمن طعام ، فيدرس ، فيأخذ أعلى شهادة ، فيتألق ويعيش حياة كريمة ، وهناك رجل قوي وغني ، والابن ليس لديه الدافع ليدرس ، وكل شيء موجود ؛ سيارة وبيت ، وطعام ، وشرب ، ومال ، يموت الأب فيصبح ابنَه وراء الناس في المؤخرة ، فبربك هل اليُتم والفقر خيرٌ أم الغنى والدلال ؟ إنّ الغنى والدلال جعله في المؤخرة ، واليتم والفقر جعله في المقدمة ، أليس كذلك ؟ هذا معنى قول بن عطاء الله السكندري : ربما أعطاك فمنعك ، وربما منعك فأعطاك ".واللهِ أيها الأخوة ؛ ما مِن آية في القرآن الكريم تهز مشاعر المؤمن كقوله تعالى : { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة216 دع الأمر لله عز وجل ، واستسلم لقضائه ، وارضَ بما أنت فيه ، واقبَل واقعك، وقل : يا رب لك الحمد الذي أوجدتني ، ولك الحمد الذي أمددتني ، ولك الحمد الذي هديتني ، "ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك "، ويوجد آباء ليسوا حكماء في تربية أولادهم ، فيعطونهم كلَّ شيء ، وهذا العطاء غير المعقول وغير المدروس وغير الحكيم سببُ حرمان الأولاد من مستقبل زاهر ، ويوجد آباء بالعكس ، في معاملتهم قسوة ظاهرة على أولادهم ، وهذه القسوة الظاهرة سبب تألق الأولاد في مستقبلهم !

ويوجد حكمة متعلقة بالحكمة السابقة : قال :

ـ 4 ـ
"متى فتح لك باب الفهم في المنع ، عاد المنع عين العطاء" ،
وينبغي لك أنْ توقن أنّ الأشياء التي حُرِمتَ منها لو كشف الغطاء لشكرت الله على حرمانك منها ! وهذا هو الإيمان ، الإيمان معه راحة . وإخواننا الأطباء يذكرون لي أنه كلما تقدم العلم الطبي يكتشف أن وراء معظم الأمراض الشدة النفسية ، فالقلق والخوف والندم ، ومشاعر الأسى كلها وراء أكثر الأمراض ، وأما الذي يرضى عن الله عز وجل فقدْ حقق أول شرط في الصحة النفسية ، وبالتالي للصحة الجسمية . "متى فتح لك باب الفهم في المنع ، عاد المنع عين العطاء " ، ولذلك فالمشكلة أن المصيبة تقع ، والعبرة لا أن تتأكد من وقوعها ، فوقوعها سهل ، فأحياناً يقع زلزال ، وتتناقل وكالات الأنباء أخبار هذا الزلزال ، ويذاع في كل إذاعة ، وينشر في كل صحيفة ، ويُرى في كل الأخبار المصورة ، فهل العبرة أن ترى حوادث الزلزال ، أم أن تفهم حكمة الزلزال ؟ العبرة أن تفهم الحكمة ، والبطولة لا أن تتأكد من وقوع مصيبة ، إنما البطولة أن تعرف الحكمة من هذه المصيبة، والآية الكريمة : { وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ }(سورة التغابن 11)
فمِن حكمة المصيبة ، إذا آمن الإنسان بالله يهدي قلبه.


وإلى لقاء آخر في شرح حكمة جديدة نجدد بها إيماننا إن شاء الله تعالى ..
 الموضوع : حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك _
مُساهمةموضوع: رد: حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك   حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Emptyالخميس 11 فبراير 2010 - 12:24 

ــ 5 ــ

"إن أردت أن يكون لك عز لا يفنى فلا تستعزن بعز يفنى
".
وقد ذكرت البارحة أن الإنسان عنده دوافع ، فالدافع إلى الطعام هذا أساسي لبقاء الفرد ، والدافع إلى الطرف الآخر من الجنس لبقاء النوع ، ولكن عنده دافع آخر إلى تأكيد الذات في التفوق إلى بقاء الذكر ، هذا الدافع الثالث لك أن تسميه دافع العزة :
فاجعل لربك كل عزك يستقر ويثبت فإذا اعتززت بمن يموت فإن عزك ميت
ومستحيل ثم مستحيل أن توالي الله ثم لا يعزك ، والذين وقفوا مع النبي عليه الصلاة والسلام هم في أعلى عليين ، والذين حاربوه وكفروا به هم في أسفل السافلين ، فالصحابة الكرام الأبطال الأعلام ، وكبار القادة المسلمون ، وكبار علماء المسلمين ، يذكرهم المسلمون في اليوم ملايين المرات ، أما الذين حاربوا الإسلام فيُذكَرون بأشنع الصفات ، فمثلاً : أبو جهل هل يترحَّم أحد عليه ؟ مستحيل ، قاتله الله ، وأبو لهب ، قاتله الله ، وسيدنا الصديق حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Radia ! خلال ألف وأربعمائة عام كلما ذكره مسلم ترضَّى عنه ، فماذا فعل ؟ لقد وقف مع النبي ، ومرة ذكرت آية وهي تدعو إلى الحيرة : { إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ }التحريم4
فهل مِن المعقول إذا انتقدت امرأتان جهة محترمة في بلد ، فيُعلَن استنفار في القوى الجوية، والقوى البرية ، والبحرية والشرطة ؟ امرأتان "وإن تظاهرا عليه" وبعدها "فإن الله هو مولاه" حسناً "وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير" .
لا يتناسب وامرأة ضعيفة أن يكون الرد على هذا التظاهر : الله وجبريل ، وصالح المؤمنين والملائكة ، فالعلماء قالوا : هذه الآية معناها : أنه لمجرد أن تفكر في معاداة أهل الحق ، ومعاداة الدين ، وفي إطفاء نور الله ، اعلم من هو الطرف الآخر ! أنت بأي بلد تعرف هذا الإنسان له صلة بأعلى جهة هل تسبب له مشكلة في الطريق ؟ لا بل تريد السلامة منه ، وتعرف من وراءه، اليوم شرطي عادي لا تستطيع أن تسبب له مشكلة لأنه يرتدي بدلة رسمية ، والدولة كلها وراءه ، وهذا شيء طبيعي في كل بلد ، فإنه يمثل النظام ، فإذا أنت أهنته أهنت النظام والجميع معه ضدك، وهذا في حياتنا اليومية هكذا ، فإذا أراد الإنسانُ أن ينال من الدين ، يا لطيف كم هو أحمق ، لأن الطرف الآخر هو الله ، والطرف الآخر حياته بيده، و قلبه بيده ، ودسّامات قلبه بيده، وكليتاه بيده ، يوجد عند الله أمراض وبيلة ، والله عنده قهر ، وعنده خسف . { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ}القصص81
فربنا عز وجل عنده أشياء كثيرة ، فكلما كنت مؤمناً تأدبت مع الله كثيراً ،
وإن أردتَ أن يكون لك عز لا يفنى فلا تستعزن بعز يفنى :
اجعل لربك كل عزك يستقر ويثبت فإن اعتززت بمن يموت فإن عزك ميت !
><><><><><><><
وإلى لقاء آخر في شرح حكمة جديدة نجدد بها إيماننا إن شاء الله تعالى ..
 الموضوع : حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك _
مُساهمةموضوع: رد: حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك   حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Emptyالخميس 11 فبراير 2010 - 12:25 

ــ 6 ــ

"العطاء من الخلق حرمان ، والمنع من الله إحسان "

أحياناً ينالك من إنسان فاسق فاجر عطاء ، فتميل له ميلاً شديدًا ، وبهذا الميل تجامله ، وتنافق له أحياناً، وتسترضيه ، وهو ليس أهلاً لذلك ، فحجبك عن الله ، فعطاء هذا الإنسان سبب حرمانك من رحمة الله ، وهناك إنسان له قريب غني فجعله يعمل عنده ، وعنده فتيات وسكرتيرات، وعنده بضاعة محرمة ، إذْ يبيع خمورًا مثلاً ، وخصص له معاشًا ثلاثين ألفًا مثلاً ! فهذا القريب الغني فاسق ، وعندما أعطاه راتبًا كبيرًا ، وأعطاه تعويضات، وكل حياته في المعاصي ، والمكتب كله فسق وفجور ، والبضاعة كلها محرمة ، ومَالَ معه ، فهذا الميل حرمه من عطاء الله عز وجل ، وهذا معنى العطاء من الخلق حرمان ، والمنع من الله إحسان .
وأحياناً يمنعك من شيء فتتذلل له ، وترجوه ، وتقبل عليه ، فالعبرة أنه أصبح بينكما اتصال.
يروى أن إنسانًا خطب فتاة اسمها وصال ، ولها والد شيخ ، فقال له : المهر أن تلازم دروسي ، فوافق لأنه يريدها ، لا مشكلة ، فقال : سآتي إلى المجلس ، ويبدو أنه سُرَّ بدروسه ، وتألق فنسي وصال ! فمرة قالت له : أين الوعد ؟ قال لها : يا وصال كنت سبب الاتصال ! فلا تكوني سبب الانفصال ! وأحياناً يستخدم الله عز وجل حاجاتك للتقريب لأرضك ، حاجة طارئة يجعلها بمسجد .
وأخ كريم دعاني مرة إلى تناول طعام الغداء ، وأنا لا أعرفه ، قلت له : ما قصتك مع هذا المسجد ؟ قال لي : أنا لي مع رجل دين : وإنه يحضر عندك يوم الجمعة ، فجئت لأطالبه بالدين، فدخلت المسجدَ وجلست ، فرأيت أن ثمَّة درسًا ، وليس من المعقول أن أطالبه قبل الدرس ، أحضر الدرس أولاً ، ثم أطالبه ، والدرس أعجبني ، فلم أتركه منذ ثماني سنوات ! فقلت : سبحان الله ، جاء فقط ليطالب إنسانًا بدين في هذا المسجد ، فلزم الدروس ثمانية سنوات ! وأخ ثانٍ قال لي : أنا أدرس في الجامع الأموي ، وأمر أمام بعض الدروس فأُسر وأسمع ، وسبب هدايتي أنني نويت أن أدرس بالأموي ! ويوجد فيه بعض دروس العلم ، وفي أثناء سماع بعض الدروس تأثّر، فأسلم !
فالله عز وجل يخلق مناسبات معينة ، فالعطاء من الخلق حرمان ، ومن هنا قال عليه الصلاة والسلام : " رب لا تجعل لي خيراً على يد كافر أو منافق " تميل له ، وإذا ملت إلى كافر أو منافق فقد أصبحتَ أسيرًا عنده ، إذ يتكلم بالخطأ فتجامله ، ويقول لك : رافقني إلى المكان الفلاني فتستحي منه ، والأغنياء الشاردون عن الله مثل البحر وأنت القارب ، فإذا بلعت شيء من ماءه بلعك كلك ، والسفينة إذا بلعت من ماء البحر شيئًا بلعها كلها ! فأنا أتمنى أن يبقى الإنسان مع المؤمنين ، ولا يقبل عطاءً من إنسان فاسق فاجر ، يعطيه شروطًا معينة ،
فالعطاء من الخلق حرمان ، والمنع من الله إحسان
><><><><><><
وإلى لقاء آخر في شرح حكمة جديدة نجدد بها إيماننا إن شاء الله تعالى ..
 الموضوع : حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك _
مُساهمةموضوع: رد: حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك   حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Emptyالخميس 11 فبراير 2010 - 12:26 


ـ
"
من علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل "
ولابد من التنويه إلى أن السالك إلى الله يمر بمراحل ويمر بأحوال ، فقد ينجو من المعصية فيصير تائباً ، وقد يمنحه الله عملاً صالحاً ، وهذا شيء طيب ، ولكن مع كل مرحلة صعوباتها ، ومنزلقاتها، وحينما يستقيم ويعتد باستقامته ، ويرى أنه فوق الناس ، فهذه الاستقامة أحياناً تحجبه عن الله ، لأنه اعتد بها ، واستعلى على خلق الله ، أما الموقف الكامل ، فموقف سيدنا يوسف قال : { وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ }يوسف33،فأنت إذا كنت عفيفاً ، فهذا من معونة الله لك ، ولو أن الله سبحانه وتعالى ضعّف مقاومتك لوقعت في المعصية ، وهذا هو التوحيد ، وهذا معنى قوله تعالى : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة5
والإنسان حينما يستقيم يجد مزالق ، فحينما يسلك الإنسان طريق الإيمان يجب أن يكون واعياً ، وأن يكون يقظاً ، وقد يطيب أن نعمق بعض فهمنا للإيمان ، فطالب العلم يريد شيئًا بمستوى تطوره ، ومستوى رقيه ، فالاستقامة من نعم الله عز وجل الكبرى ، ولكن حينما تعتد بها وتراها من إنجازك وقوة إرادتك ، فهذه تصبح حجاباً لك عن الله ! فيجب أن تفتقر إلى الله ، ورب معصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً ، ومن المنزلقات التي يمكن أن يقع بها المؤمنون وهم مستقيمون على أمر الله أن يعتدوا باستقامتهم ، وأن يزدروا مَنْ دونهم ، ولو رأى إنسان عاصيًا ، فيجب أن قلبه يشكر الله في قلبه على نعمة التوبة ويدعو له بالتوفيق ، أما أن يشمت به وأن يستعلي عليه ، فهذا نقص في كماله ، وقد قال بعض الأدباء : "رقصت الفضيلة تيهاً بنفسها ، فانكشفت عورتها "، وأنت حينما تتيه بالفضل ، تقع في النقص ! وتقع في عدم الفضل.
فالإنسان إذا استقام ، ومن منزلقات الاستقامة أن يعتد بها ، وأن يراها من كسبه الشخصي، ومن جهده ، وأن ينسى فضل الله عليه إذ أعانه عليها ، فنسيَ قوله تعالى : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة5فأنت في طاعة الله ، إذا أعانك الله عليها ، وهذا هو الافتقار إلى الله عز وجل ، والآن انتقلت إلى مرتبة العمل ، فلك عمل في الدعوة ، وفي مساعدة المساكين ، وفي إنشاء المساجد ، وفي العلم أحياناً ، وهذا العمل قد يكون عملاً عظيمًا ، فما الذي يفسده ؟ أن تعتمد عليه ، وفي الدعاء : "اللهم رحمتك أوسع من عملي "، واعتمادي على رحمتك أقوى من اعتمادي على عملي ، فالذي يعتمد على عمله يورِثه ذاك الاعتماد نقصانَ الرجاء عند وجود الزلل ، فإذا زلت قدمه وقع في اليأس ، لأن اعتماده كان على عمله ، لا على رحمة الله عز وجل .
وبالمناسبة توجد صعوبات كثيرة وأنت في طريق الإيمان ، وفي طلب العلم ، وفي المسجد، ومع جماعة المؤمنين ، تجد صعوبات كثيرة ، وقد ذكرت لكم من قبل أن القّمة ليس من السهل أن تصل إليها ! إنها صعبة ، ومع ذلك لو وصلت إليها ، فهناك مزلق خطير وأنت في قمة النجاح ، أن تصاب بالغرور ،
والغرور أخطر مرض يصيب الناجحين ، فلو نجحت في عمل صالح ، أو في دعوة إلى الله ، أو في خدمة الخلق ، أو في إنجاز كبير ، فهذا النجاح حوله خطر ، هو خطر الغرور ، وذات مرة ضربت مثلاً : إن القمة قمة الجبل ، والطريق إليها صعب ، وهو طريق ملتوٍ وعر متعب ، ولكن إذا وصلت إلى قمة هذا الجبل ، فهناك طريق زلق يجعلك في الحضيض في ثانية واحدة ! إنه الغرور .
وأحياناً فالإنسان كثيرًا ما يصاب بالغرور ، والغرور يحجبه عن الله عز وجل ! حتى إذا كنت كاملاً مع الكمال ، وإذا اعتمدت على الكمال ، واعتبرته من إنجازك ، ومن جهدك ، ففيه غرور ، لذلك ورد في بعض الأحاديث : " أن الذنب شؤم على غير صاحبه ، إن ذكره فقد اغتابه ، وإن عيّره ابتلي به ، وإن رضي به فقد شاركه في الإثم " ، حتى أنت لو لم تذنب ، وغيرك أذنب، فأنت معرَّض إلى ثلاثة أخطار ؛ خطر أن تعيِّره فتبتلى به ، وخطر أن تذكره للناس فقد اغتبته ، وخطر أن تقره عليه فقد شاركته في الإثم !
أيها الأخوة ؛ إنَّ النفس تحتاج إلى عناية ، وسيدنا عمر حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Radia يقول : تعهد قلبك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، فرعونات القلب حُجُبٌ بينك وبين الله ! والكِبْر حجاب ، والاعتماد على العمل حجاب، والنبي اللهم صلِّ عليه كان قدوة لنا في الأخذ بالأسباب ! فالأخذ بالأسباب هذا موضوع يحتاجه المسلمون في مثل هذه الأوقات الصعبة ، وهم في أمَسِّ الحاجة إلى مفهوم الأخذ بالأسباب ، فقال له : يا رسول الله أعقلها أم أتوكل ؟ إنها ناقة تركها بلا عقل ، قال : أعقلها أم أتوكل ؟ توهم هذا الأعرابي أن هناك تناقضاً بين الأخذ بالأسباب وبين التوكل على الله ، فماذا أفعل يا رسول الله ؟ أعقلها وآخذ بالسباب ؟ أم أتوكل على الله وأدعها سائبة؟ عَنْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ ، أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ ؟ قَالَ : اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ(سنن الترمذي) فالأخذ بالأسباب لا يتناقض مع التوكل ، بل يتكامل معه ، وتوجد نقطة مهمة وهي أن الله عز وجل جعل لكل شيء سببًا ، فهذه سنّته في خلقه ، وخَلَقَ الكونَ وفق نظام دقيق ، وأنت حينما لا تحترم هذا النظام ، فأنت لست عبداً لله ! وبعض الأمثلة : قال لك الطبيب : الملح يرفع لك الضغط ، وأنت ضغطك مرتفع ، أخي لا تسمع ، كل إنّه طعام لذيذ ، وأكثر من الملح ، وتوكل على الله ، هذا ليس كلامًا إيمانيًا ، ولا كلامًا علميًا أبداً ، مثلاً : فاكهة تحتاج إلى غسيل ، سمِّ الله ولا يضر مع اسمه شيء ، هذا ضعف في العقل ! من أكل التراب فقد أعان على قتل نفسه.
أرى والله أعلم أن التأدبَ مع قوانين الكون من لوازم العبودية لله عز وجل ، فالله عز وجل لا يخرق هذه القوانين إلا لضرورة ماسَّة ، أرسل نبيًّا ، فقال : أنا رسول الله ، فالكلام الأولي أنت كاذب لست رسول الله ، فماذا يفعل ؟ لابد له من أن يأتي بمعجزة تثبت أنه رسول الله ! فما المعجزة ؟ هي خرق القوانين ، فخرق القوانين يكون لنبي من أجل أن يتحدَّى الناس الذين كذّبوه، فالله عز وجل يخرق الأسباب ، وسيدنا عيسى من دون أب ، فهذا خرق للنظام العام ، نظام الإنجاب من ذكر وأنثى ، وسيدنا موسى ضرب البحر فصار طريقاً يبساً ! وهذا خرق للقوانين ، وسيدنا إبراهيم أُلقي في النار فلم تحرقه ، فهذا خرق ، لكن هذا الخرق للأنبياء لحكمة بالغة ، لإثبات أنهم رسل من عند الله عز وجل ، أما كل إنسان آمن بالله فهل يجب أن يخرق الله له القوانين ؟ هذا يسبب الفوضى ! وهذا ما أراه ، فالذي لا يحترم نظام الله عز وجل وقوانينه هو ليس عبداً لله عز وجل .فالأخذ بالأسباب واجب ، ولذلك أوضح مثلاً على ذلك ؛ فسيدنا عمر حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Radia هاجر ، ولم يأخذ احتياطًا ، ولا اختفى ، ولا سار مساحلاً ، ولم يمحُ الآثار ، ولم يأتِ بالأخبار ، بل تحدَّى الناس أمامهم جميعاً ! من أراد أن تثكله أمه فليلحقني إلى هذا الوادي ، إنّه شيء يحيِّر ، والنبي لم يفعل ذلك ، وسيدنا رسول الله خرج من مكة متخفياً ، وسار مساحلاً ، واختبأ في غار ثور ، وكلَّف من يمحو له الآثار ، ومن يأتيه بالأخبار ، ومن يأتيه بالطعام ، واستأجر دليلاً مشركًا رّجح فيه الخبرة على الولاء ! يا ترى أيهما أصوب ؟
يا إخواننا الكرام : النبي مشرّع ، ولو أن النبي الكريم فعل ما فعله عمر لعدّ أخذ الاحتياط حراماً ، ولعدّ الأخذ بالأسباب حراماً ، ولعدّ ترك الحيطة واجباً ، ولكن النبي عليه الصلاة والسلام مشرّع أخذ بالأسباب كلها ! فخرج متخفياً ، وسار مساحلاً ، واختبأ في غار ثور وقت شدة الطلب، وعيّن له من يأتيه بالأخبار ، ومن يمحو له الآثار ، واستأجر دليلاً للطريق رجّح فيه الخبرة على الولاء ، ثم وصلوا إليه ! وصلوا إلى غار ثور !
هنا النقطة الدقيقة الحسَّاسة ، ولو أنه اعتمد على هذه الأسباب لانهار عند وصول القوم إليه،
فلقد أخذ بها تعبداً ، ولم يعتمد عليها ، إنه يعتمد على الله عز وجل ، والحقيقة هذا موقف دقيق وحسَّاس ، ونحن في أمس الحاجة إليه كل يوم ! ونحن في طريق عن يمينه وادٍ سحيق ، وعن يساره وادٍ سحيق ، وهذا الطريق ضيّق ، إنه الطريق الذي يجنح بين التوكل والأخذ بالأسباب ! فتأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، وتتوكل على الله وكأنها ليست بشيء ، وهذا هو الموقف الكامل.
والشرق الآن لم يأخذ بالأسباب ، يقول لك : إيمان ، فالإيمان يلزمه استعداد ، والعدو يعمل ليلاً ونهاراً ، نحن نقول : نحن مؤمنون ولم ينصرنا الله عز وجل ! فلا يكفي الإيمان ، إذْ لابد من الاستعداد . {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ }(سورة الأنفال60)ولابد من الإعداد ، ومن الإيمان ، وكلٌّ منهما شرط لازم وغير كافٍ ، فالغرب أخذ بالأسباب ، واعتمد عليها فأشرك ، ونحن لم نأخذ بها فعصينا ، والموقف الكامل الذي فعله النبي عليه الصلاة والسلام ، أخذ بكل الأسباب ، واعتمد على الله ، فعَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي الْغَارِ : لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا ! فَقَالَ : مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا * (صحيح البخاري)
وفي رواية أخرى : قال : يا رسول الله وقعت عينهم علينا ، قال : يا أبا بكر ألم تقرا قوله تعالى : { وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ }الأعراف198
وهذا الذي يحتاجه المسلم اليوم ، فأعداء المسلمين أقوياء ووحوش ! أعداء المسلمين أغنياء، وأذكياء ، لكنه ذكاء شيطاني ، والله لا يقبل منا أن نتوكل عليه هكذا ، فلا بد أن نعمل ، لا بد نأخذ بالأسباب ، ويكمل هذا الموضوع هذا الحديث الشريف :
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ ، فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * (سنن أبي داوود)أهكذا تستسلم ، ولا تفعل أي شيء أبداً ؟ ماذا نفعل ؟ قدّم طلبًا ، وصّل ، وتحرك ، وهناك طرفة رُوِيَتْ ولها معنى عميق : أن رجلاً قال : الله هو الرزاق فلماذا أعمل ؟ جلس في الشيخ محي الدين ! وجاء رجل معه صفيحة ولم يتكلم ولا كلمة ، ونسي أن يعطيه ، فجاء رجل معه خبز لم يعطِه ، وفي المرة الثالثة سَعَلْ فلفت النظر فأعطوه ! إذًا تحرَّك واعطُس ، فلو توكلتم على الله حق التوكل ، كما قال عليه الصلاة والسلام ، فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا *(رواه الترمذي)الطير ماذا فعلتْ ؟ تغدو خماصا و تروح بطانا ، تغدو : إذن توجد حركة ، والمسلمون الآن في أمسِّ الحاجة لهذا المعنى ؛ أن نأخذ بالأسباب ، المسلم علمي ، إذا مرِض ابنه ماذا يفعل ؟ يبحث عن أفضل طبيب ، ويتلقى التعليمات بدقة ، وينفذها بحذافيرها ، ويتصدق ، ويقول : يا رب توكلت عليك ، يا رب اشفِ ابني ، فهذا هو المؤمن ، ولا نُحتَرم إلا إذا كنا هكذا ! وميزان الحضارة الآن يجب أنْ نكون هكذا .
يتسوق بضاعة سيئة بسعر غالٍ ، إنها لا تباع ، فيقول : الله لم يوفقني ، فأنت أين عقلك ؟ ولماذا لم تقم بدراسة دقيقة للسوق ؟ ولماذا لم تلاحظ جدوى البضاعة ؟ هل سألت عن أسعارها ؟ ومن لك منافس بالسوق ؟ فهذه يلزمها دراسة ، وهذا المسلم الساذج البسيط الذي لا يتحرك حركة، إنّه مرفوض الآن ، لأن الحياة اليوم فيها تنازع مخيف ! وحسبَ القوانين الإلهية ؛
القوي الذي يتحرى الأسباب هو أقوى من المسلم الذي لا يأخذ بالأسباب ، فالمسلمون الآن لا ينجيهم من أعدائهم الشرسين إلا أن يأخذوا بالأسباب وأن يتوكلوا على الله ، فإن أخذوا بها واعتمدوا عليها كانوا كالغربيين الذين وقعوا في وادي الشرك ! وإن لم يأخذوا بها كانوا كالسُّذَّج الذين توكلوا على الله عز وجل توكلاً ساذجاً .
سيدنا عمر رأى أشخاصًا في موسم الحج فقال : من أنتم ؟ قالوا : نحن المتوكلون ! قال : كذبتم ، المتوكل من ألقى حبة في الأرض ثم توكل على الله ! أنا والله أتمنى على إخواننا الكرام أن يكونوا علميِّين ، يأخذون بالأسباب ، ويتوكلون على الله ، وهذا هو الموقف الكامل ، ادرس وخذ بكل الأسباب ، ثم قل : يا رب وفقني ، أمّا : وفقني ، من غير حركة ، ومن دون سعي ، ومن دون إتقان عمل ، ومن غير ضبط المواعيد ، ومن غير دراسة للسوق ، فهذه هي سذاجة المغفل ، لا يحميه القانون ، والمغفل لا يستحق نصر الله عز وجل بهذه السذاجة والبساطة ، فمن علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل .
والآن أخذت بالأسباب الكاملة ، وبقي عندك قضية إيمانية ، فيجب أن تعتمد على الله الاعتماد الكبير ، وأخذت بالأسباب ، وعليك أن تعتمد على الله ، وهذا المعنى فيما أرى أنّ المسلمين في أمسِّ الحاجة إليه في دنياهم وحياتهم ، ومساكنهم ، وتجارتهم ، وتأمين طعامهم ، وتأمين عمل لأولادهم ، وتأمين مستلزمات حياتهم .. فيجب أن يأخذوا بالأسباب ، وأنْ يتوكلوا على الله عز وجل .
والمشكلة أن التوكل من عمل القلوب ، والأخذ بالأسباب من عمل الجوارح ، فإذا جعلتَ التوكل من عمل الجوارح لم تستفِد شيئاً ، وهذه أكبر مشكلة ، لأن التوكل الذي هو من عمل القلب أصبح من عمل الجوارح .
وفي حياتنا مغالطات ، فطبيب مهمل ، يموت المريض ، فيقول لك : انتهى أجله ، سبحان الله ، ولا إله إلا الله ، فهذا كلام فيه مغالطة ، وقد ورد في بعض الأحاديث : " من طبَّب ولم يُعلَم منه طب فهو ضامن " فيجب أن يدفع الدّية ، وما يجري في الغرب أصْوَب مما نفعله نحن ، فإذا أخطأ الطبيب يحاسب ! أما أن موضوع "انتهى أجله" فهذا ليس عملك ، وأمامك دليل قويٌّ ؛ هو حديث الإفك ، قال لي أخ منذ مدة : هناك مريض أجرى قسطرة ، فسمعت أنه لا يجوز أن تُجرَى له مرتين ! فلاحق المريض الطبيب وقال له : أجرِ عملية قسطرة ، ولم يقل له : أنت قمت بها سابقًا؟ أجرِيتْ له فمات ! ألا سألته هل أُجرِيتْ له سابقاً أم لا ؟ فكان على عجلة فقال له : أجرِ عملية قسطرة ، فالمرة الثانية كانت نهايته بهذه القسطرة ، فهذا بالميزان الإسلامي يحاسب الطبيب حسابًا عسيرًا ، لأنه سبب موت إنسان ، فما الفرق بين إنسان قتل إنسانًا خطأ ، وليس قصداً ، عليه ديّة وصيام ستين يومًا متتابعة ، وإنسان قتل إنسانًا تقصيراً ، فقد يكون يسير الإنسانُ بسرعة عشرة فيمر طفل أمامه فيدهسه ! فعليه الدية .{ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ }(سورة النساء92)
إذا كان الخطأ من الطفل ، فالإنسان يحاسب ، وإذا كان الخطأ من الطبيب لأنه أهمل وقصّر فيجب أن يحاسب ، الدليل ؛ تخيّل أن السيدة عائشة زوجة النبي عليه الصلاة والسلام يقال عنها : زانية ! وزوجها رسول الله ! فهذا الشيء هل يحتمل ؟ إنه لا يحتمل ، بل شيء فوق طاقة البشر، وكل رجل منا يتحمل ألف مشكلة في بيته ، أما أن تتهم زوجته بالزنى ، وأن يشيع الخبر في المدينة كلها ، فهذا الذي حدث ، وهذا الذي سمح الله به ، فقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ ..} (11سورة النور)وبما أن الله سمح بهذا ، فلدينا قاعدة ذهبية مريحة ؛ إنه لكل واقع حكمة ! فهذا الكون ملك الله، ولا يليق أن يقع شيء في كونه دون إرادته ، ودون أن يسمح له ، ولا يقع شيء في الكون إلا إذا أراده الله ، فمادام الشيء قد وقع ، فلهذا الوقوع حكمة ، سواء علمناها أم لم نعلمها ، نكشفها أو لا نكشفها ، إذْ لكل واقع حكمة ، وهذه قاعدة ، وطبعاً لها قاعدة أوسع : كل شيء وقع أراده الله ، وكل شيء أراده الله وقع ، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة ، وحكمته المطلقة متعلقة بالخير المطلق ، فإنه شيء قطعي ، فالإفك وقع ، وكان من الممكن ألا َّيقع .
وأجمل ما قرأت في التفاسير أنه يوجد اثنتا عشرة حالة ؛ كل واحدة منها كانت تلغي حديث الإفك ، فعندما حملَ أصحابُ رسول الله هودَجَ السيدة عائشة ووجدوه خفيفًا ، فأين هي ؟ بحثوا عنها فوجدوها ، وانتهى الأمر ، والتغى الحديث ، وضاع عقدها ، فلو لم يضِع عقدها لما كان الإفك ! لقد ذهبت تبحث عنه ، وابتعدت عن مكان الهودج ، إنه خيط قد انقطع ، وهو سبب حديث الإفك ! حُمِل الهودج فشعروا أنه خفيف ، فبحثوا عنها فوجودها ، وهي قصة طويلة ، ولو أن مسطح لم يكن متأخرًا ، لما بلغه الخبر بما تكلموا إلى آخره . { إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ } توحيدياً سمح الله به ، وتوحيدياً عدّه الله خيرًا ، والله يحاسب الذي روّج الخبر ، قال : {..وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور11
انظر فإنّ التوحيد لا يلغي المسؤولية ، إذا قصَّر الطبيب فمات المريض وقال : ترتيب أجله، لا إله إلا الله ، إنه ترتيب يدك ، جاء أجله ، لا يلغي محاسبة الطبيب ، والتوحيد ليس لك علاقة فيه، توحيدياً مات بأجله ، أما جزائياً فأنت مسؤول عن موته ، وهذا يا إخواننا كلام دقيق، والمسلمون يقعون في مغالطات كثيرة ، فيلغون أخطاءهم كلها بالتوحيد ، أخي درست ولم أنجح ، واللهُ لم يكتب لي أن أنجح ، ما هذا الكلام ؟ هذا كلام مضحك ، كلام تشمئز منه النفوس ، فأنت مقصِّر ، ولم تدرس ورسبت بالعدل ، أو باستحقاق ، ثم تقول : اللهُ لم يكتب ليَ النجاح ؟ وأكثر المسلمين بهذه التصورات ، وأنا باعتقادي هذا سبب تخلفهم ، وسبب أنهم الآن في المؤخرة وليسوا في المقدمة ، لأنهم لم يأخذوا بالأسباب .فانظر إلى صحابة رسول الله حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Sallah ، وإلى التابعين ، وإلى القرون الثلاثة الأولى ، وإلى المؤمنين الصادقين ، إنه شيء عجيب ، أخذوا بالأسباب من أعلى درجة ، وتوكلوا على الله من أعلى درجة ، وهكذا القرآن : وأعدوا لهم ، والآن لو أخذنا بالأسباب فلدينا صعوبات أخرى ، أن نعتمد عليها وننسى الله !
رجل فهيم ، وأموره محكمة ، وكل شيء لديه مدروس ، تكلم كلمة فيها سوء أدب مع الله ، فقال : الدراهم مراهم ! وكل شيء يَنحلُّ بالمال ، فالله عز وجل أدخله السجن ، وبقي فيه ثلاثة وستين يومًا بالمنفردة ، قال لي : كل يوم يأتيني ألف خاطر ، أن الدراهم مراهم ؟ فتفضل وحُلّها بالمال ، إنها لا تُحلُّ ، فأنت برحمة الله ، وبتوفيقه ، وحفظه لك ، وليس بذكائك .
فلذلك أيها الأخوة ؛ قضية التوكل والأخذ بالأسباب من أخطر الموضوعات في حياة المسلمين! وخطؤهم الأول أنهم لم يأخذوا بالأسباب ، وكل شيء له سبب ، قال : {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً{83} إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً{84} فَأَتْبَعَ سَبَباً{85}(سورة الكهف)
فإذا ركبتَ مركبة في طريق سفر ، فوقفت فجأة في صحراء ، ماذا تفعل ؟ يا رب يسِّر لي؟ لا ، هذه أخِّرها قليلاً ، تفتح غطاء المحرك وتبحث عن الخطأ فتصلحه ، يا رب لك الشكر ، ولك الحمد ، افتح غطاء المحرك ، وابحث عن شريط مقطوع ، وعن مشكلة ، وعن خطأ ، فعقلنا عقل طوبائي ، وليس عقلاً علميًّا ! ونحن بحاجة إلى عقل علمي ، أيْ أن نتعامل مع الأشياء وفق منهج الله ، ووفق الأسباب والمسببات ، وأن نتعامل مع منهج الله والنبيُّ صلَّى الله عليه وسلم عندما توفي ابنه إبراهيم ، وشاءت حكمة الله أن تكسف الشمس لموته ، هذا ما فهمه الصحابة ، إذْ ربطوا كسوف الشمس بموت إبراهيم ، فالنبي بلغه ذلك ،
فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ ، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ ،ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الأُولَى ، ثُمَّ انْصَرَفَ ، وَقَدِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ ، فَخَطَبَ النَّاسَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا ، ثُمَّ قَالَ : يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا *(صحيح البخاري)هذا هو الموقف العلمي ، كنت مرة بالعمرة ، فسمعت كلامًا عن المدينة غير معقول أبداً : مفادُه أنّ هناك أنوارًا تصعد من المقام النبوي ! أنوار للسماء ! ما هذه النورانية لرسول الله حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Sallah ؟ والله سمعتها من واحد واثنين وثلاثة وأربعة ... وذهبت إلى المدينة وأنا أحرص على حضورِ درس علم هناك ، فحضرت درس علم بين المغرب والعشاء ، ورجل أحترمه ، قال: يا إخوان اتصلت بأمير المدينة ، فأبلغني أن هذه الأنوار الساطعة من مقام النبي هي أشعة الليزر ! اليوم يوجد لدينا بناء يشع منه أشعة الليزر أخضر ، انظر إلى الموقف العلمي ! النبي منهجه السنّة، منهجه حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Sallah من الأحاديث ، بهذه التوجيهات الرائعة ، وبالموقف الكامل ، هذا هو ، ولا يوجد داعٍ لأن ترى أنوارًا صاعدة وهابطة ، لا حاجة في ذلك ، اقرأ السنّة وتعلم منها ، واجعله أسوة لك وقدوة .
ذات مرة ضربت مثلاً ، والشيء بالشيء يذكر ؛ هناك إنسان عالم كبير له حوالي ثلاثمائة أو أربعمائة مؤلف ، ويحمل أربع أو خمس دكتوراه ، وعنده حاجب لا يقرأ ولا يكتب ، فهذا العالم له مكتب ، ومكتبة ضخمة ، وكرسي واسع ، ففي غياب هذا العالم جلس هذا الحاجب على كرسيه وراء المكتب ، فهل يرقى بهذه العملية برأيكم ؟ لا ، لا يرقى ، يبقى هذا الحاجب أمّيًّا وجاهلاً ، ويبقى سيده عالمًا كبيرًا ، أما لو أخذ الحاجب كفاءة ،أو إتمام مرحلة ، وسار في طريق العلم ، فأخذ الكفاءة وأكمل ، وأخذ البكالوريا ، وأكمل لكان أرقى له .
وثمَّة مثل آخر ؛ هذه كلها من أمراض المسلمين ؛ نتبرّك ، والتبرك وحده لا يكفي ، وبالمناسبة أنا لا ألغي التبرك ، ولا أعتدُّ به لدرجة أني ألغي عملي الصالح ، وعندما تصلي بمصلى النبي تبكي ولا يوجد شك ، وثمّة صلَّى النبي ، وهنا سجد ، وكان وراءه سيدنا الصديق والصحابة ، فلا بد أن تتأثر ، ولكن لا تعتمد على التبرك وحده ،اعتمد على تطبيق منهج رسول الله ، فهذا الأكمل .
مثل آخر : لو أن عالمًا كبيرًا له ابن جاهل ، وهذا الابن مهما مدح أباه ، ولو أمضى كل حياته يمدح والده ، فالأب عالم والابن جاهل ، تجد وقد تجلس في عقود القران فمديح رسول الله شيء رائع ، وتبكي أحياناً ،ولكن يا تُرى إذا مدحناه طوال حياتنا وبيتنا ليس إسلاميًّا ، ولم نطبق منهجه ، فصدِّقوني أن هذا المديح لا قيمة له ! لأني أنا أملك دليلاً ، قال تعالى : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{31}(سورة آل عمران)
قلت لكم سابقاً : مسبح مختلط ، والنساء يسبحن شبه عاريات ، وصاحب المسبح أقام مولدًا نبويًّا في المسبح نفسه ، ودعا الناس ، وفِرَقَ الإنشاد ! وجاء أناس وألقوا كلمات ، شيء جميل ! وعملُه من أكبر المعاصي ! ومع ذلك دعا فرقة نشيدٍ ومدحوا النبي حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Sallah ، وجاء أناس والقوا كلمات وبارك الله بأبي فلان ، وهكذا أصبحت حياتنا ، تراها من غير تطبيق للإسلام، ولكن يوجد مظاهر ، ومظاهر صارخة للإسلام ، والآية الكريمة : { وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ{33}(سورة الأنفال)،فما دمت يا محمد ، وما دامت سنّتك مطبقة في حياتهم فهم في مأمن من عذاب الله ! وماداموا يستغفرون فهم في مأمن آخر ، أما لا يطبقون ولا يستغفرون ، إذاً ما العمل ؟ والِله امرأة اتصلت وقالت لي : أستاذ أنا لدي زجاجة خمر ، ولكنها غالية الثمن ، وحرام أن أكسرها ، فهل أهديها لأحد فيشربَها ! هذه صاحبة دين ، وتخاف من الله ، وجاءتها هدية ، فهل من المعقول أن تكسرها ؟ فهناك رجل يشرب فتهديها له لتكسب بياض الوجه ! ورجل آخر قال لي : باقة الورد هل يمكن أن أحسبها من الزكاة يا أستاذ ؟ يريد أن يحسب ألف ليرة ثمن الورد من الزكاة ! ويقدمه في عرس ! عجبت لهذا وقلت في نفسي : أين يسير هؤلاء الناس ؟ إنهم يسيرون في متاهات ، وهذا الدين منهج ، ولو أخذت شكلياته لا تستفيد شيئًا ! إذا أحضرت إشارة سيارة المرسيدس ووضعتها على عربة الحصان فإنها تبقى عربة ! ولا تصبح سيارة ، فأرجو الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بالحكمة الوحيدة اليوم : "من علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل ".

><><><><><><><><><



[b]وإلى لقاء آخر في شرح حكمة جديدة نجدد بها إيماننا إن شاء الله تعالى ..
 الموضوع : حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجنه تناديني
الاشراف العام

الاشراف العام
الجنه تناديني


المشاركات :
9027


تاريخ التسجيل :
16/05/2010


الجنس :
انثى

حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Caaaoa11حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Empty

حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك _
مُساهمةموضوع: رد: حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك   حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك Emptyالسبت 25 يونيو 2011 - 13:54 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الرحمن فيك اختي على الطرح النافع القيم
 الموضوع : حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  الجنه تناديني

 توقيع العضو/ه:الجنه تناديني

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: الملتقى الشرعي العام-