دفاعا عن الدولة العثمانية
الدولة
العلية العثمانية حامية ديار الإسلام والمسلمين لمدة 600 سنة
"
كانت الدولة العثمانية دولة إسلامية بكل معنى الكلمة ، كان الأوروبيون
يسمونها تركيا ، ولكنها هي نفسها ما كانت تتلقب بلقب التركية أبدا "
(
الحصري " كاهن العروبة " وأستاذ الفكرة القومية )
"
وحدة العالم العربي قد تحطمت في القرن التاسع .. والحكم العثماني فرض
مقدارا عظيما من الوحدة ابتداء من القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر "
(
مورد بيرجر )
"
كان الأتراك ضيوف أعزاء علينا في الجزائر ولم يكونوا محتلين أو غزاة .. كنا
وهم أخوة العقيدة الواحدة وتحت رايتهم الغالبة كان الاستقلال والمنعة ..
وكان الإسلام في ضميرهم وهم يدافعون عنا .. قاتلوا معنا وسقط منهم شهداء
أبرار .. ولما ضعفوا سقطت الجزائر "
( مولود
قاسم )
"
كم كان شعور المسلمين بالتساهل شاملا إلى درجة أن العثمانيين منحوا حتى
الأوروبيين الحقوق الشخصية والتجارية والدينية وقدرا من الحكم الذاتي على
الأرض العثمانية"
( مورو بيرجر – أحد مبشري
الجامعة الأمريكية في بيروت – )
"
ولا زال الناس يرددون تلك المقالة المأثورة التي صدرت عن رئيس ديني بيزنطي
يدعى ( لوكاس فاتوراس ) في ذلك الحين وهي : إنه لخير لنا أن نرى العمامة
التركية في مدينتنا من أن نرى تاج البابوية "
(
فازلييف )
....
بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)
وبعد :
أهدي هذه الكلمات
إلى :
كل
مسلم غيور على دينه وعلى تاريخ أمة الإسلام والمسلمين .
كل
أجدادنا العظماء من قادة وعلماء وفاتحين وربانيين .
الدولة
العثمانية
المجاهدين
العظماء الأتقياء الأنقياء الذين باعوا الثمين بلا ثمن
وأخيرا إلى :
كل
مزيفي التاريخ من ( مستشرقين ، ومستخربين ، وكل رويبضة ممن هم من جلدتنا
ويتكلمون بألسنتنا )
مقدمة
-
قصتي مع الدولة العثمانية –
وقفة
صغيرة : مع سؤال طفل صغير لم يعرف إجابته إلا بعد مضي نحو 20 سنة من عمره
!؟
... ( في يوم من الأيام
في أوائل التسعينيات وبينما أنا أتابع نشرة الأخبار في التليفزيون وكنت
وقتها طفلا صغيرا في المرحلة الايتدائية أخذت الأخبار تتوالى عن المذابح
والأحداث الدامية التي تحدث في البوسنة والهرسك ، وما يلاقيه المسلمون من
هجمة صليبية شرسة على أيدي الصرب والكروات .
كل ما كنت أعرفه أنهم
مسلمون ، ولكن كيف ومتى وصل إليهم الإسلام وهم في أوروبا !؟ سؤال كان دائما
يجول بخاطري ولا أجد من يجيبني عليه حتى أبي وأمي ، وبعد مرور العديد من
السنوات حدثت مأساة كوسوفا وتكرر نفس السؤال في ذهني كيف ومتى !؟ وعلمت
بعدها أن العثمانيون هم من فتحوا هذه المناطق ، من هم العثمانيون وكيف ومتى
وصل العثمانيون هؤلاء إلى أوروبا ؟ وكيف لا يدرس لنا في المدارس شيئا عنهم
؟ أسئلة ظللت أتسائلها لعدة سنوات وما من مجيب حتى أفاض الله عز وجل علي
بجوده وكرمه فكانت البداية ... ) .
...
أولا أقدم اعتذاري الشديد إلى آل عثمان (سلاطينهم العظام –
قوادهم الأبطال – علمائهم الأطهار) لأني قد قصرت في حقهم من حيث
كوني امرؤ مسلم ألقى الله في قلبي حب هذا الدين وحب من يحبه ، ويسر الله (
عز وجل ) لي بحب علم التاريخ حبا جما ، ملأ روحي وعقلي وفؤادي ، فانكببت
على القراءة فيه ، وأخذت أنهل من كل كتاب يقع في متناول يدي إما بالشراء أو
بالاستعارة لأعرف أكثر عن تاريخ أمة الإسلام الذي أعتز شديد الاعتزاز
بكوني أحد أفرادها .
... ورغم ذلك وبالرغم
من كثرة قراءاتي فإني لم أكن أعرف عن آل عثمان غير الذي ورد في كتب التاريخ
المدرسية ( للصف الثالث الإعدادي – الصف الثاني الثانوي ) ،
وظللت على جهلي هذا أعواما حتى يسر الله لي بكتاب ( تاريخ الدولة
العثمانية ) للدكتور محمد علي الصلابي ( حفظه الله ) فقرأته بنهم
ووجدت فيه خيرا كثيرا وكان ذلك في عام ( 2003 – 2004 ) ، ومن يومها وأنا
أعشق كل ما هو عثماني ، أو يمت بصلة إلى هذه الدولة العلية ، وعرفت مدى
تقصيري الشديد في معرفة تاريخها وأمجادها التي هي ليست أمجادا للأتراك فقط
وإنما هي أمجاد لأمة الإسلام بجميع أفرادها قديما وحديثا ، ومنذ تلك اللحظة
التي وقع في يدي الكتاب أخذت أجتهد في معرفة كل ما له علاقة بالعثمانيين
بما لهم وعليهم ، وظللت على هذه الحال مدة ( 5) سنوات حتى بصر الله عيني
بخير كثير في تاريخ هذه الدولة ، اكتشفت مدى ما نحن فيه من تغييب عن
تاريخنا العريق والماضي المجيد من نتاج الهزيمة النفسية التي منينا بها في
هذه الأيام ....
الدولة العثمانية فى اقصى اتساع لها فى عهد سليمان القانونى رحمه الله
... في هذه الأثناء
أخذت أخط العديد من المسودات من خلال الكتب التي أقف عليها حتى علا هذه
المسودات التراب ، وظللت أقرأ وأتتبع الأحداث وأخط الأوراق حتى سأمت وقلت
حتى متى هذا الرقاد ؟ وإلى متى هذا الخمول ؟ وبينما أنا في هذا الضيق يسر
الله لي أخانا السلطان بايزيد ( أسأل الله أن يجعلنا وإياه هداة مهتدين )
ورأيت جهده العظيم من خلال المنتدى فعلت همتي وشحذت حواسي ، فما مضت بضع
شهور حتى بدأت أنفض الغبار عن أوراقي وكتبي ، وأخذت أجمع المسودات وأقوم
بتبييضها حتى يطلع عليها الجميع وتعم الفائدة .
كان من مشاريعي التي
كنت قد وودت أن أقوم بها هي عمل بحث مختصر في تفنيد أهم الاتهامات
والافتراءات التي وجهت إلى الدولة العلية ، بحيث يستطيع القارئ العادي
ودارس التاريخ المتخصص من الوقوف على حقيقة ما تم نسبه زورا وبهتانا إلى
جناب الدولة العثمانية ، ولكن نظرا لوجود بعض المستجدات التي طرأت علي ،
فكرت في أن أكتب بعض المقالات التي تفند مثل هذه الشبه والافتراءات سميتها (
دفاعا عن الدولة العثمانية ) سائلا الله أن ينفع بها والله من وراء
القصد وهو يهدي السبيل ..
اللقاء القادم :
الدولة العثمانية وتخاذلهم عن نصرة مسلمي الأندلس .
( للأستاذ / محمود ثابت الشاذلي ) من كتابه ( المسألة الشرقية ) .