لما كان الشيخ في قاعة الترسيم ( اثناء حبسة فى القاهرة ) دخل إلى عنده ثلاثة رهبان من الصعيد ، فناظرهم وأقام عليهم الحجة بأنهم كفار وما هم على الدين الذي كان عليه ابراهيم والمسيح .
فقالوا له : نحن نعمل مثل ما تعملون ، أنتم تقولون بالسيدة نفيسة ونحن نقول بالسيدة مريم ، وقد أجمعنا نحن وأنتم على أن المسيح ومريم أفضل من الحسين ومن نفيسة ، وأنتم تستغيثون بالصالحين الذين قبلكم ونحن كذلك .
فقال لهم : وإن من فعل ذلك ففيه شبه منكم ، وهذا ما هو دين ابراهيم الذي كان عليه فإن الدين الذي كان ابراهيم عليه أن لا نعبد إلا الله وحده ، لا شريك له ، ولا ند له ، ولا صاحبة له ، ولا ولد له ، ولا نشرك معه ملكا ولا شمسا ولا قمرا ولا كوكبا ، ولا نشرك معه نبيا من الأنبياء ولا صالحا { إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا } وإن الأمور التي لا يقدر عليها غير الله لا تطلب من غيره ، مثل إنزال المطر ، وانبات النبات ، وتفريج الكربات ، والهدى من الضلالات ، وغفران الذنوب فإنه لا يقدر أحد من جميع الخلق على ذلك ، ولا يقدر عليه إلا الله . والأنبياء عليهم الصلاة والسلام نؤمن بهم ونعظمهم ونوقرهم ونتبعهم ونصدقهم في جميع ما جاءوا به ونطيعهم كما قال نوح وصالح وهود وشعيب : { أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون } فجعلوا العبادة والتقوى لله وحده والطاعة لهم ، فإن طاعتهم من طاعة الله , فلو كفر أحد بنبي من الأنبياء وآمن بالجميع ما نفعه إيمانه حتى يؤمن بذلك النبي ، وكذلك لو آمن بجميع الكتب وكذَّب بكتاب كان كافرا حتى يؤمن بذلك الكتاب وكذلك الملائكة واليوم الآخر ،
فلما سمعوا ذلك منه قالوا : الدين الذي ذكرته خير من الدين الذي نحن عليه وهؤلاء عليه ، ثم انصرفوا من عنده .
الموضوع : من مناظرات شيخ الاسلام بن تيمية المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya