El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: أبحث عمَّن يبادلني الحب .. فلا أجده الثلاثاء 23 فبراير 2010 - 9:44 | |
| أبحث عمَّن يبادلني الحب .. فلا أجده
أجد في كثير من رسائلكن .. هذه النبرة الحزينة المترددة دائماً :
" لا أحد في البيت يحبني أو يفهمني أو يشعرني بالتقدير والاحترام .. أبحث عن من يبادلني الحب فلا أجده الجميع مشغول عني والكل يعاملني بقسوة ويحادثني بحدة .. أمي تعاملني كطفلة ، وأبي يشك في تصرفاتي .. وأخي يهزأ بي .. لقد سئمت هذه الحياة .. إنهم لاااااا يحبونني !! "
في كل مرة أقرأ أو أسمع مثل هذه الشكوى أحاول كظم ابتسامة خفيفة ، لأنني أعلم جيداً أن هذه الفترة الحساسة من حياة الفتاة مرت بها كل امرأة ، وتتذكر جيداً كيف كانت في صباها تنظر للأمور بحساسية فتعتقد أنها بحاجة لجذب انتباه الجميع وبحاجة لأن يغدقوا عليها حبهم واهتمامهم ..
لكني أعلم جيداً أنك كفتاة لن تصدقي ذلك ولن تستوعبيه .. وستباغتينني قائلة : " أنت أيضاً لا تفهمينني .. أقول لك لاااا أحد يحبني ! " وسأحاول أن أهدئ من روعك وأقول لك : " حسناً عزيزتي لماذا إذاً لم تكوني تشعري بذلك قبل سنوات قليلة ؟ .. وأنا جازمة أيضاً أنك لن تشعري به بعد أن تكملي الثانية والعشرين بإذن الله ؟! " ستصمتين في غضب .. لكنني واثقة أنك ستضحكين كثيراً حين أذكرك بذلك الموقف فعلاً بعد أن تكملي الثانية والعشرين بإذن الله
صديقتي .. تذكري دائماً أنك في هذه الفترة من عمرك .. تضخمين الأمور وتنظرين لها بحساسية شديدة ، فقلب الفتاة في هذه الفترة يكون متعطشاً للحب والاهتمام أكثر من أي وقت آخر لذا فإنك ستشعرين بالنقمة على والدك ووالدتك مهما أغدقا عليك من حب وحنان .. فأنت طماعة جداً في هذه المرحلة .. كما أن شعورك بأن أحداً لا يفهمك نابع من دخولك لمرحلة عقلية جديدة تتكون فيها شخصيتك التي تتبنى أفكاراً وميولاً مختلفة عن أفكار وميول والديك .. لكن تأكدي أنها بإذن الله فترة وستتلاشى .. وستبتسمين حين تتذكرينها يوماً بإذن الله ..
المستشارة مجلة حياة العدد 39
لماذا تسخرون منا .. ؟ لأننا نريد الحب !!
أنا فتاة أبلغ من العمر سبعة عشر عاماً ، أحب القراءة جداً وأقرأ هذا الباب دائماً .. وقد قرأت في العدد 39 ردك على مشكلة " أبحث عمن يبدلني الحب فلا أجده " وقد فهمت أنك تبتسمين من كلمات الأخت .. لماذا تبتسمين ؟ لست أنت فقط .. بل الكل يسخر منا .. هل كلامنا مضحك ؟ أنا لا أقول أريد أحداً يقبلني أو يضمني .. فقد تعديت هذه المرحلة .. لكننا نحتاج لبعض الكلمات التي تشعرنا بأن من حولنا يحبنا .. الأم والأب والأخت يحبوننا لكن لا يشعرونا بذلك . فأنا لم أشعر بذلك إلا عندما أصبحت أختاً لأخوة صغار أحبهم وأحاول أن أشعرهم دائماً بالحب لكنني أيضاً نقصرة ففاقد الشيء لا يعطيه .. وفقداننا للحب الطاهر قد تكون نتيجته سيئة كعلاقات الإنترنت والهاتف وغيرها بسبب الفراغ العاطفي .. أرجو الا تغضبي مني يا أستاذتي المستشارة ولكن هذه كلمات مكبوتة أخرجتها لك .. وأخبرك في النهاية أني أحبك جداً جداً وأتمنى أن أكون مثلك في المستقبل . حمرة الورد
حبيبتي الغالية .. أشكرك وأقدر كلماتك الرقيقة .. ومن قال أننا نسخر منكم يا فتياتنا الحلوات ؟ لو كنا نسخر لما أنشأنا هذه المجلة المتكاملة الخاصة بكن وحدكن .. أنتن فقط .. كل ما هنالك أني ابتسمت من هذه المشاعر .. لأني سبق ومررت بها .. وأجزم أن كل امرأة قد مرت بها في سن الشباب قبل نضجها التام .. فالحاجة للحب والحنان والعطف والكلمة الحلوة هي مطلب ماس لكل إنسان ، لكنها تتجسد في عقلية الفتاة في سنوات شبابها الأولى بشكل أكبر لتتحول بالنسبة لها إلى مشكلة تؤرقها وتبكيها الليالي ، وتجعلها تحس بالوحدة والألم وأنها الوحيدة في هذا العالم التي تعاني ما تعاني ، لأنها في هذه المرحلة العمرية تكون حساسة جداً بسبب التغيرات الهرمونية المختلفة في جسمها ، بالإضافة لكونها لا زالت تخوض تجربة التحول من طفلة لامرأة وتشعر أنها غريبة في هذا العالم ولا أحد يفهم معاناتها . لا أنكر – ولا يمكن أن أنكر – أن الفتاة هي بالفعل بحاجة للكلمة الحلوة والحنان والإحساس بالحب ممن حولها وأنها مهمة لهم .. كما أنها بحاجة لمن يستمع إليها ويحتويها .. هذا مطلب لكل إنسان ، لكن ماذا يمكن أن تفعل الفتاة لو لم تجد من يحتويها ويشعرها بالحب ؟ هل تنحرف ؟ بالتأكيد لا .. عليها أن تعرف أنها قوية جداً ومميزة لأنها تتحمل ذلك الفقر العاطفي ، والحب ليس أهم الأمور في هذا العالم ، بل هناك الكثير لتنجزه وتفعله في هذه الحياة ، كما أن في الخلوة الخاشعة بالله علاجاً يخفف من حاجتك للحب . وحين تتجاوزين هذه المرحلة العمرية بإذن الله وتحصلين على نضج أكبر وخبرة في الحياة ستصبحين بإذن الله أقوى وأشد تحملاً وسترين أن تلك المشاعر ( حتى وإن بقيت ) أصبحت أقل وأضعف وأنها كانت تأخذ أهمية أكثر مما تستحق ، وستنشغلين بأمور أكثر أهمية منها . أنصحك يا حبيبتي أن تتعلمي الهوايات الجديدة وتكثري من القراءة بحيث تشغلين وقتك بكل نافع لأن الفراغ يزيد من هذا المشكلة وبساعد على تداعي الألم في نفسك .. وكلما انشغلت وأنجزت كلما نضجت أكثر وأصبحت أكثر قوة بإذن الله .
مجلة حياة العدد 56
الموضوع : أبحث عمَّن يبادلني الحب .. فلا أجده المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|