حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول : ( إنما الأعمال بالنية و إنما لامرئ ما نوى ., فمن كانت هجرته إلي الله و رسوله فهجرته إلي الله ورسوله . و من كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلي ما هاجر إليه ) متفق عليه .
من نفحات الحديث
*
ما أجمل هذا الحديث و ما أعظم موقعه فقد أجمع المسلمون علي عظمة هذا
الحديث لما فيه من كثرة الفوائد .. وعظيم العوائد.. قال الشافعي و غيره :( هو ثلث
الإسلام ) و ( قال يدخل في سبعين بابا من الفقه ) و قال عبد الرحمن المهدي
و غيره ( ينبغي لمن صنف كتابا أن يبدأ بهذا الحديث تنبيها للطالب علي
تصحيح النية ) حيث لا عمل إلا بنية .
*
و قد دار الحديث علي كلمتين النية و الهجرة لما بينهما من عميق اتصال :
ألم تر قوله صلي الله عليه و سلم :( إنما الأعمال بالنيات ) و قوله أيضا ) لا
هجرة بعد الفتح و لكن جهاد و نية ) فالهجرة إلي الله و رسوله هي أجل
الأعمال ... و هي لا تكون إلا بخلوص العمل من الشوائب .. و من أراد الله و
رسوله فلا بد له من تجريد القصد لله سبحانه في كل عمل يعمله صغيرا كان أم
كبيرا .
* و أكمل شيء في النية أن تجمع ما بين ثلاثة أشياء :
نية العبادة – و نية أن تكون لله – و نية أن تقوم بها امتثالا لأمر الله . كما قرر الشيخ بن العثيمين .
* والنية محلها القلب .. لذا فاستحضار العبد للإخلاص في نيته واجب . يقول تعالي
(
وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ..... ) و قد قيل في
معني الإخلاص : هو حجز النفس عند معاملة الرب عن الالتفات إلي الخلق . و
لهذا يقول صلي الله عليه و سلم ( إن الله قال أنا أغني الشركاء عن الشرك
,. من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته و شركه ) حديث قدسي صحيح .
و من أراد إخلاص النية و استحضارها دائما فعليه ب
1 – معرفة قدر الله 2 – معرفة قدر نفسه
أماالهجرة فثلاثة:
1 – هجرة المكان: كالهجرة من بلاد الكفر إلي بلاد الإسلام فإذا كان لا يستطيع إقامة دينه وجب علية مغادرة هذا الوطن و إلا فمستحب.
2 – هجرة العمل: و هو قول النبي صلي الله عليه و سلم: ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده و المهاجر من هجر ما نهي الله عنه )
3 – هجرة العامل: كهجر أهل المعاصي و المنكرات إذا كان في هجرهم فائدة و مصلحة.
الموضوع : حديث النيات المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: رياض99