الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي خير خلقه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه ومن استن بسنته واقتفي اثره الي يوم الدين ... وبعد ::
ثبت في الصحيحين من حديث أشج عبد قيس قال له النبي صلي الله عليه وسلم يوما : " إن فيك خلتين –أي خصلتين - يحبهما الله عز وجل (أي فيك خلتين جبلك الله عليهما يحبهما الله جل وعلا ) فقال : ما هما يارسول الله ؟ قال صلي الله عليه وسلم :" الحلم والحياء " ،فقال : أكانا في قديما أم حديثا؟فقال المصطفي : " بل قديما "
فقال هذا الرجل : الحمد لله الذي جبلني علي خلتين يحبهما سبحانه وتعالي .
الحيـــــــــــــــــــــــــــــــــاء
الحياء الفطري الذي فطر الله الناس عليه – أين ذهب ؟؟؟؟؟!!!!!!!!
أين حياء من خرجت بهذا الزي العاري ؟
أين حياء من وضعت الأصباغ علي وجهها ؟
أين حياء من خالطت الرجال بجراة وصلافة؟
أين حياء من خرجت وجلست أمام التلفاز لتشاهد الرجال والنساء في مواضع فاضحة؟
أين حياء من سمعت الأذان ولم تصل لله؟ وأين حياء من سمع الأذان ولم يصل لله ؟
أين حياء من عق أمه أو ضرب أباه ؟ اين حياء من أعفي لحيته وجلس علي المقاهي ليشرب الشيشة ويدخن السيجارة ؟
أين حياء من ذهب بامرأته وبناته إلي الشواطيء العارية من أجل النزهة ؟ اين حياء من أكل الربا وقد علم حرمة الربا ؟
أين حيااء أهل المعاصي وهم يعلمون أن الله يسمع ويري ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
يقول المصطفي صلي الله عليه وسلم " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولي إذا لم تستح فاصنع ماشئت " رواه البخاري .
.............
تعالوا بنا نري صورا من حياة السلف لنري حجم الهوة السحيقة بين حياء السلف وجرأة الخلف ::
وسنبدأ الحديث بمن كان أشد حياء من العذراء صلي الله عليه وسلم.
ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري قال : "كان النبي صلي الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأي شيئا يكرهه عرفناه في وجهه "
وفي صحيح مسلم من حديث عائشة قالت : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه تسأله عن الغسل من الحيض فقال : " خذي فرصة من مسك فتطهري بها، فقالت : كيف أتطهر بها ؟ فقال : تطهري بها؟ قالت : كيف ؟ قال :
سبحان الله تطهري، ووضع المصطفي كمه أو يده علي وجهه ليستر وجهه حياء من المرأة فأخذتها إلي وفهمتها ما أراده النبي ،فقلت لها :" تتبعي أثر الدم" .
وهذا الصديق الأكبر أبو بكر الحيي الكريم الحبيب القريب يقول للصحابة علي المنبر : أيها الناس استحيوا من الله ، فوالله ماخرجت لقضاء حاجتي منذ بايعت رسول الله إلا وأنا مقنع رأسي حياء من الله .
وهذا الفاروق عمر الحيي الكريم الذي كان من أشد الناس حياء من ربه ، فأمام كل لقمة هنية وأمام كل شربة هنية وأمام كل زي يلبسه يستحي من الله ، فهو ينظر إلي نعم الله عليه وينظر إلي تقصيره في حق المنعم فيبكي ويقول : ماذا أنت قائل لربك غدا ياعمر ؟ .. يقول الفاروق : من قل حياؤه قل روعه ،ومن قل روعه مات قلبه .
وهذا عثمان الحيي الكريم ذو النورين الذي اختصه الله بصفة الحياء ، فلقد بلغ عثمان رضي الله عنه في صفة الحياء الذروة العليا ، ففي صحيح مسلم من حديث عائشة –رضي الله عنها – قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلىالله عليه وسلم وسوى ثيابه واعتدل في الجلسة فدخل فتحدث فلما خرج قالت عائشة دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال " ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة "
وهذا أبو موسي الأشعري –رضي الله عنه – كان إذا نام يشد عليه االسروايل حتي لا تنكشف عورته وهو نائم .
وهذه
الحيية الصديقة حبيبة رسول الله عائشة - رضي الله عنها – تقول :كنت أدخل الحجرة التي دفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي - تقول: أدخل البيت واضعة ثوبي وأقول: إنما هو زوجي وأبي، تقول: فلما دفن عمر رضي الله عنه، والله ما دخلته إلا مشدودة عليَّ ثيابي حياءً من عمر رضي الله عنه، وهو ميتٌ مدفونٌ تحت التراب!!!!!!
إذا لم تـخش عاقبة الليـالي ولم تستح فافعل ماتشاء
فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
................
لو أخبرنا عن أهل الحياء وأطلنا في هذا البستان الطواف لطال الأمر
ولكنها تذكره لي ولكم نسأله سبحانه جل وعلا أن يرزقنا الحياء والإيمان وأن يثبته في قلوبنا إنه ولي ذلك والقادر عليه