El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: الصـــيف والســـــفر ~ الأربعاء 22 يوليو 2009 - 15:42 | |
| الصيف والسفرالحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . لقد اعتاد البعض منا في حر الصيف اللافح أن يقوا إجازتهم في رلات غير مأمونة العواقب إلى بلاد واماكن لا تولي جانب الأخلاق والقيم كبير اهتمامها ، حيث توجد الشواطئ والملاهي والنوادي التي يعد فيها الحياء والخلق الحميد والمحافظة على العادات والتقاليد تخلفاً ورجعية! وقد يصطحب أولئك البعض معهم عوائلهم من نساء ومراهقين ومراهقات ، وبعضهم يصل به الحد في التفريط وعدم الشعور بالمسؤولية إلى درجة إرسال أولاده أو بناته إلى هذه الأماكن وحدهم ليضعهم بذلك في مواجهة قاسية مع فتن ومضلات فتاكة قتالة .
أقسام السفـر : قسم العلماء السفر بصفة عامة إلى ثلاثة أقسام ، وهي : أولاً: سفر مذموم : وهو السفر إلى معصية الله ، حيث يشد المسافر رحاله إلى بلاد يعصي فيها الرب عزوجل ، فهذا السفر محرم ، وعواقبه في الدنيا والىخرة وخيمة ، لا يعلمها إلا الله تعالى .
ثانياً : سفر محمود : وهو السفر لأجل طاعة وعبادة يتقرب بها المسافر إلى الله ، عزوجل ، ومن ذلك السفر لأداء الحج والعمرة والصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنه أيضاً السفر لطلب العلم وزيارة العلماء وأهل الخير ، وصلة الأرحام .
ثالثاً : سفر مباح : وهو السفر في طلب المعاش ، والسفر بقصد الاستجمام والترويح في حدود المباح .
ذكر العلماء لسفر آداباً كثيرة ينبغي على المسافر أن يتحلى بها في سفره ، ومن تلك الآداب : * التوبة من المعاصي والذنوب ، ورد المظالم وقضاء الديون الواجبة ، وإعداد النفقة لمن تلزمه ، ثم أخذ المال الحلال الطيب ، ومن العجيب أن تجد بعض الناس يسافر للنزهة بالأقساط ، فيذهب فرحاً مسروراً بإجازته، ويرجع وإذا الديون عليه متراكمة قد أفسدت فرحته التي لازمته في سفره.
* الاستخارة عند رغبته في السفر ، فعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول : "إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، لإغنك تقدر ولا أدقر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ( ..) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري. وعاجل أمري وآجله- فاقدره لي ، ويسره لي ، ثم بارك لي فيه . وإن كنت تعلم ان هذا الامر ( ...) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم ارضني . قال : ويسمي حاجته " ( رواه البخاري ).
* الحرص على طيب الكلام ، وإطعام الطعام ، وإظهار مكارم الاخلا ؛ لأن في السفر مشقة بالغة ، وفيه تيضق النفوس ، ولا يُذهب ذلك ويهونه إلا التحلي بالصبر ومكارم الأخلاق.
* أن يستأذن الشاب والديه، وتستأذن المرأة زوجها بشرط أن تسافر مع ذي محرم ، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تسافر المرأة صلاصة أيام إلا مع ذي محرم " متفق عليه .
* أن يطلب الرفقة الصالحة التي تعينه على الخير وتذكره إذا نس ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) التوبة 119.
* أن يقول عند الخروج من بيته دعاء الخروج من المنزل ، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا خرج الرجل من بيته ، فقال :(( بسم الله توكل على الله لا حول ولا قوة إلا بالله)). قال : ( يقال حينئذ : هديت وكفيت ووقيت ...) رواه أبو داود وصححه الألباني . ثم يقول دعاء السفر : ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ماترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل ). وإذا رجع قالهن. وزاد فيهن ( آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ). ( رواه مسلم )
* إذا نزل منزلاً فليقل دعاء المنزل : فعن خولة بنت حكيم السلمية - رضي الله عنها - أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقو : ( إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق. فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه ) ( رواه مسلم ) .
* أن يعجل العودة إذا قضى حاجته من السفر. فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : " السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل الرجع إلى أهله " .
* إذا رجع إلى أهله فلا يدخل عليهم في غلفة بل يخبرهم قبلها ، كما في الصحيحين قال أنس - رضي الله عنه - : ( كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يطرق أهله ليلاً وكان لا يدخل إلا غدوة أو عشية ).
* أن يحضر لأهل بيته مايفرح به الأهل والأولاد ؛ لأن الأعين تمتد إلى القادم من السفر والقلوب تفرح به.
****************
هناك منكرات كثيرة تقع في الأسفار ينبغي على المسلم الحذر منها ومن ذلك :
* السفر إلى بلاد الكفار والمشركين لغير مصلحة معتبرة ، أتعلم أخي الكريم ماذا في تلك البلاد؟ إنه الكفر والإلحاد ، إنه الإباحية والفساد ، إنه الأمراض المعدية الفتاكة، إنه إضاعة المال وتبذيره ، مفاسد خطيرة تكفي واحدة منها لقوم يعقلون. ولذلك حرم الإسلام على المسلم أن يقيم في بلد لا سلطان للإسلام فيه ، وثبت عند أبي داود ، وصححه الألباني من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنا بريء من مسلم يقيم بين ظهراني المشركين " ، وقد استثنى من ذلك من يسافر للعلاج، أو للدراسة ، أو للتجارة المباحة ، وكل ذلك مشروط بأن يكون مظهراً لدينه، عالماً بما أوجب الله عليه ، قوي الإيمان بالله قادراً على إقامة شعائره .
* إرتياد أماكن الفساد والمحرمات والملاهي وما يصاحبها من الفواحش والرذائل ، فيحذر المسلم أن يقع فيما يغضب ربه ويسخطه، وليعلم أن ربه مطلع عليه ، ناظر إليه، فليستح من نظر ربه إليه .
* ترك الصلاة المفروضة ، ونزع بعض النساء الحجاب حين الصعود إلى الطائرة وكأن الدين والعفة لا وزن لها في السفر .
* الإسراف في شراء البضائع ومتابعة أحدث الموديلات وبذل الأموال الطائلة في ذلك ، قال تعالى : ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) سورة الأعراف ، وقال : ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً ) سورة الإسراء .
[size=21]****************
وختاماً
أخي الكريم .. أختي الكريمة : إننا عندما نقدم لكم تلك النصائح إنما نقدمها من منطل حبنا لكم وخوفاً عليكم ؛ لأن ما يسركم يسرنا ، وما يضركم يضرنا ، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضواً تدعى له سائر جسده بالسهر والحمى ) متفق عليه . ولا نعني أبدا بإطلاق تلك التحذيرات أن يقضي المسلم حياته كئيباً حزيناً لا يدخل السرور والفرح على نفسه وأهله ، بل المسلم هو من يألف و يؤلف بحسن معاشرته للآخرين ومعاملته لهم وبخاصة ذوي الربى منهم، وقد صح عند الترمذي من حديث عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عله وسلم - ال : " خيركم خيركم لأهله وأن خيركم لأهلي " فباستطاعة المسلم أن يرفه عن أهله وأولاده ويسلك بهم السبل المباحة من عمرة إلى بيت الله الحرام ، أو زيارة إلى مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ، أو رحلة إلى ربوع البلاد الإسلامية الأمونة في نزهة بريئة إلى مصائف مباحة وأماكن خلابة تذخر بها بلاد المسلمين ويأمن فيها المسلم على أهله وأولاده مع تحي رغبتهم في الترفيه واللهو البريء المباح معهم وحفظ الدين والصلاح . والله نسأل أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، وأن يهدينا سواء السبيل ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آه وصحبه أجمعين .
مطوية ( الصيف والسفر ) من سلسلة العلامتين ابن باز والألباني للنصائح والتوجيهات مؤسسة الشيخ عيد الخيرية ،، مركز الشيخ عيد الثقافي [/size] الموضوع : الصـــيف والســـــفر ~ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
أبوسيفالمدير العام
تاريخ التسجيل : 28/10/2009
| |
تاريخ التسجيل : 22/07/2009
| |
الجنه تنادينيالاشراف العام
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: الصـــيف والســـــفر ~ الجمعة 24 يونيو 2011 - 14:01 | |
| بارك الله فيكم موضوع مميز ورائع جعله الله فى ميزان حسناتك نفع الله به كل من قرأه ونفع بكم المسلمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الموضوع : الصـــيف والســـــفر ~ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: الجنه تناديني توقيع العضو/ه:الجنه تناديني | |
|
|