| الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم | |
|
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 10:58 | |
| قال ابن الجوزي في بستان الواعظين ص: 338-339: اعلمواْ عباد الله وأحباب الله رحمكم الله ! أن الله تبارك وتعالى لطف بعباده المؤمنين وأمرهم بالصلاة على سيد المرسلين، ليستنقذهم بها من العذاب الدائم المهين فصلى عليه ربنا ومولانا تشريفا وتكريما، وصلت عليه ملائكته تفضيلا وتعظيما، وأمر عباده أن يصلوا عليه ليبيح لهم الجنة مقاما كريما، فقال من لم يزل سميعا عليما عليا عظيما: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) الأحزاب: 56. فاجتهدوا بنا يا معاشر الإسلام في الصلاة والسلام على محمد خير الأنام فعسى أن يشفعه فينا يوم تشقق السماء بالغمام.
ذكر في بعض الأخبار أن ما من ملك ولا نبي، ولا ولي ولا صفي، ولا صديق ولا شهيد، ولا شقي ولا سعيد إلا وهو يقول يوم القيامة: بحرمة محمد أن تنجيني من عذابك، وما من عبد صلى عليه وسأل الله مولاه حاجة له فيها رضا عنه، إلا قضى الله حاجته، وصرف عنه عند صلاته على محمد صلى الله عليه وسلم سبعين نوعا من البلاء في بدنه وفي دينه وفي ماله وفي أهله. ورفع له سبعين درجة في الجنة، اللهم صل على النبي محمد المختار، وسيد الأنبياء والأبرار، وزين المرسلين الأخيار، وأكرم من أظلم عليه الليل وأشرق النهار، أبي القاسم الأواب المختار.
وقال: وذكر في بعض الأخبار أن ما من بقعة يكثر فيها الصلاة على محمد إلا تصير روضة من رياض الجنة، وحصنا وحجابا بين المصلين وبين حجاب النار. فاجتهدوا في الصلاة على محمد يا معشر المؤمنين والمؤمنات، وتحصنوا بها من العذاب الشديد.
- وقال الفيروز أبادي صاحب كتاب الصلات والبشر: وقال الإقليشي "أي علم أرفع؟ وأي وسيلة أشفع؟ وأي عمل أنفع من الصلاة على من صلى عليه الله وجميع ملائكته وخصه بالقربة العظيمة منه في دنياه وآخرته، فالصلاة عليه أعظم نور، وهي التجارة التي لا تبور، وهي كانت هجيرة الأولياء في الإمساء والبكور".
- وروى النميري وابن بشكوال موقوفا على أبي بكر الصديق رضي الله عنه: "الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمحق للخطايا من الماء للنار، والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل من عتق الرقاب، وحب الرسول صلى الله عليه وسلم: أفضل من مهج الأنفس أو من ضرب السيف في سبيل الله".
وذكر الحافظ أبو النعيم في الحلية عن كعب قال: أوحى الله إلى موسى عليه السلام: (لولا من يحمدني ما أنزلت من السماء قطرة ولا أنبت من الأرض حبة، وذكر أشياء كثيرة إلى أن قال: يا موسى أتريد أن أكون أقرب إليك من كلامك إلى لسانك؟ ومن وساوس قلبك إلى قلبك ؟ ومن روحك إلى بدنك ؟ ومن نور بصرك إلى عينك ؟ قال: نعم يا رب، قال: فأكثر الصلاة على (حبيبي) محمد صلى الله عليه وسلم).
ويروى: يا موسى أتحب أن لا ينالك من عطش يوم القيامة ؟ قال: إلهي نعم، قال: فأكثر الصلاة على صفيي- محمد صلى الله عليه وسلم.
وروى التميمي عن زيد العابدين أنه قال: "علامة أهل السنة كثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم". الموضوع : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 10:59 | |
| نكت لطيفة في فوائد الصلاة عليه صلى الله وسلم عليه لابن الجوزي:
قال في البستان ص: 364: واعلموا رحمكم الله أن في الصلاة على نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم إشارات جميلة ونكتا كثيرة، وذلك أن الله تعالى أجرى الصلاة على النبي الرشيد، السيد السديد، مجرى شهادة التوحيد، قال تعالى: "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة" آل عمران: 18. وهكذا قال رب القريب والبعيد، وفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الصادق الرشيد: "إن الله وملائكته يصلون على النبي" الأحزاب: 56.
إشارة حسنة ونكتة مليحة. قال الله تعالى: "فاذكروني أذكركم" البقرة: 152. ولم يقل: أذكركم عشر مرات، وقال تعالى وجل وعلا: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" الحشر: 7. وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا). فكأن الله سبحانه وتعالى يقول: عبدي إذا أثنيت علي مرة أثنيت عليك مرة، وإذا أثنيت على حبيبي مرة أثنيت عليك عشراً، لأنه أكرم الخلق علي وأجلهم عندي.
- ثانية: قال الله تبارك وتعالى: "إن الله وملائكته يصلون على النبي". وقال في المؤمنين: "هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور" الأحزاب: 43. بصلاتكم على النبي المحبوب.
وأنشدوا:فأكثروا التسليم بعد صـلاتكم *** للسيد المختار ذاك الأمجد
ومن يك ذا بخل شديد بذكره *** فذاك عن الحق المنير مبعد
إشارات وبشارات:
قال ابن الجوزي في البستان ص: 371: إشارة حسنة: وذلك أن الصلاة من الملك الجبار رحمة ونجاة من عذاب النار، لأن الله إذا صلى على المؤمنين فقد رحمهم.
إشارة أخرى: قال الله تعالى: "إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض" يونس: 24. وقوله: "كأن لم تغن بالأمس" يونس: 24. فإذا جاءت الساعة بعذابها وأهوالها ذهب نبات الأرض وتلاشى في جنب العذاب، حتى تبقى الأرض كأن لم يكن فيها نبات قط، وإذا كان هذا فعل العذاب فرحمة الله أولى وأكثر إذا جاءت تلاشت ذنوب المؤمنين في جنبها كأن لم تكن قط، هذا في رحمة الله الكريم مرة واحدة فكيف في عشر مرات ؟ !. فهذه بشارة حسنة للمؤمنين والمؤمنات بكثرة صلاتهم على سيد السادات، وخير البريات. روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: [ ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله تعالى ولم يذكرواْ النبي صلى الله عليه وسلم، إلا كان ذلك المجلس عليهم وبالا وحسرة يوم القيامة ]. فتزينواْ يا أمته وزينواْ مجالسكم بالصلاة على نبيكم صلى الله عليه وسلم. الموضوع : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 10:59 | |
| طيب المجلس الذي صلي فيه على النبي صلى الله عليه وسلم:
قال ابن الجوزي في بستان الواعظين ص:353: روي عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه قال: (ما جلس قوم مجلساً فتفرقواْ عن غير صلاة علي إلا تفرقواْ عن أنتن من جيفة حمار)، فإذا كان المجلس الذي لا يصلى فيه على النبي صلى الله عليه وسلم تفرق أهله عن أنتن من جيفة حمار، فلا غرو أن يتفرق المصلون عليه من مجلسهم عن أطيب من خزامة العطار. وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أطيب الطيبين وأطهر الطاهرين، وكان إذا تكلم امتلأ المجلس بريح المسك، فكذلك مجلس يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم نمت فيه رائحة تخترق السماوات السبع حتى تنتهي إلى العرش ويجد كل من خلق الله ريحها في الأرض غير الإنس والجن فإنهم لو وجدوا تلك الرائحة اشتغل كل منهم بلذته عن معيشته، ولا يجد تلك الرائحة ملك أو خلق من خلق الله تعالى إلا استغفر لأهل المجلس، ويكتب لهم بعدد هذا الخلق كلهم حسنات، ويرفع لهم درجات، سواء كان بالمجلس واحد أو ألف كل واحد يأخذ من الأجر مثل هذا العدد، وما عند الله تعالى أكثر. فيا أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا على حبيب غُذي بماء الوصال، وكُسي ثوب الجمال والكمال، وزين بكتاب الكريم المتعال. "...."
وأنشدوا:نـــور النبي عـلا على الأنـوار *** فهو الدلـيل لسبل دار قـرار
صلـوا علـيه لعـلكم تنـجوا بـه *** يوم الحساب وكشفه الأسـرار
صلـوا على القمر الـمنير إذا بـدا *** فهـو الحبـيب لربنا الجـبار
صـلوا على نـور تكـون بالهـدى *** فهو الشـفيع لصاحب الأوزارعباد الله ارغبوا فيما رغبكم فيه الملك القهار، من فضل الصلاة على نبيه المختار ولا تغفلوا عن الصلاة عليه بالليل والنهار، فإن الله ينجيكم بها من عذاب النار، ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار، الصلاة على النبي فضيلة جزيلة، والصلاة على أصحابه سنة وفضيلة، والصلاة على الملائكة قربة ووسيلة، صلوا رحمكم الله على النبي الرفيع، والنور البديع والحبيب الشفيع، أكرم من ولد، وأعز من فقد،
وانشدوا: صـلاة رب مـاجـد وهـاب *** على النبي الصـادق الأواب
صلوا على المختار أنوار الهدى *** صلوا عليه معـشر الأحباب
صلوا على النـور البهي محمد *** صلوا عليه جماعة الأصحاب
عـجيبـة:
ذكرها ابن الجوزي في بستان الواعظين ص:341: (قلت: ولدي أكثر من رواية لمثل هذا الحديث) روي عن محمد بن النعمان رضي الله عنه أنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه فتى من الأنصار في حاجة فوسع له رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر لعلك يشق عليك أن أجلست هذا الفتى بيني وبينك؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه: إي والله يا رسول الله إنه ليشق علي أن يكون بيني وبينك أحد.
فضل المصلي وأبو بكر:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر هذا الفتى يصلي علي صلاة، ما يصليها علي أحد من أمتي، فقال أبو بكر رضي الله عنه: كيف يقول يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: اللهم صل على محمد عدد من صلى عليه، وصل على محمد عدد من لم يصل عليه، وصل على محمد كما أمرت بالصلاة عليه، وصل على محمد كما تحب أن يصلى عليه، وصل على محمد كما ينبغي أن يصلى عليه). واعلم يا أخي علما يقينا لا شك فيه أنه ليس أحد أحظى عند نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا عند ربنا سبحانه بعد النبيين من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم عمر بعده كذلك، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم أجمعين، وصلوات الله ورحمته عليهم وعلى العشرة وجميع الصحابة، ولكن خص النبي صلى الله عليه وسلم الفتى بإقعاده بينه وبين أبي بكر لما ألهمه الله من تلك الصلاة فأكرمه النبي كذلك، صلوات الله وسلامه عليه، ما حن مشتاق إليه."..." ص: 343:
وأنشدواْ:لهـجت بذكـرك مهجتي ولساني *** وحللت من قلـبي بكل مـكان
فـأنا بذكـرك في البـرية كـلها *** علـم وحـبك آخـذ بعـناني
سلطان حبك في الهوى عين الهوى *** وبه تعزز في الهوى سلطاني
أنـت النـبي الهاشـمي محــمد *** صلى الإله عليك في القـرآن
أنـت الحبـيب لأهل ديـنك كلهم *** يـوم المعاد وموقف الخسران
أنـت الشفيع لمن عصى رب العلا *** أنـت الـدليل لجنة الرضوان
فلأ ذكـرنك ما بقـيـت معـمرا *** حتى الممات ولا يـمل لساني
فصـلاة ربي ماجـد ومهـيـمن *** تترى عليك تعاقـب المـلوان الموضوع : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 11:00 | |
| بعض الوصايا والآداب
روى مسلم وأصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً). فإن كان هذا فضل الصلاة على الحبيب، فكيف لا يستكثر منها المؤمن، وإنه لشح ما له مثيل أن يكتب المؤمن ذاكراً رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكتب بين قوسين صاداً صماء،او صلى الله عليه وسلم ويحرم نفسه من ذلك الفضل العظيم.نحذر أن نبعد عن رحمة الله إن ذكر عندنا اسمه الحبيب فبخلنا عن الصلاة عليه، ""صلاتنا على الرسول الكريم على الله عز وجل تبلغه ويبلغه سلامنا، كما جاء في الحديث، فلنتأدب مع إمام الأنبياء وخيرة الخلق صلى الله عليه وسلم، وأول هذه الآداب تعظيمه في أنفسنا، ومحبته الموصولة بمحبة الله لا تنفك، ومن الآداب أن نهدي ثواب صلاتنا لروحه الشريفة، ومنها أن نكثر من الصلاة عليه يوم الجمعة. الموضوع : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 11:00 | |
| الملائكة يستغفرون له ما بقي اسمي صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة يستغفرون له ما بقي اسمي في ذلك الكتاب ) قال العراقي: رواه الطبراني في الأوسط ، وأبو الشيخ في الثواب ، والمستغفري في الدعوات من حديث أبي هريرة بسند ضعيف . وعن عامر بن ربيعة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من صلى علي صلاة صلت عليه الملائكة ما صلى علي فليقلل عبد أو ليكثر ) رواه البيهقي بإسناد ضعيف والطبراني في الأوسط بإسناد حسن . وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة ) أخرجه الترمذي وحسنه وابن عاصم .
قال الفيروز أبادي : وفيه بشارة لأصحاب الحديث ، لأنهم يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا ، نهاراً وليلاً ، وعند القراءة والكتابة ، فهم أكثر الناس صلاة لذلك ، واختصوا بهذه المنقبة من بين سائر فروق العلماء ، قال أبو اليمن ابن عساكر: فليهنأ أهل الحديث كثرهم الله ، بهذه البشرى وأتم الله عليهم نعمة هذه الفضيلة الكبرى، فإنهم أولى الناس بنبيهم صلى الله عليه وسلم ، وأقربهم إلى الله وسيلة يوم القيامة إلى رسولهم ، فإنهم يخلدون ذكره في طروسهم ، ويجددون الصلاة والتسليم عليه في معظم الأوقات في مجالس مذاكراتهم وتحديثهم ومعارضاتهم ودروسهم ، والثناء عليه صلى الله عليه وسلم شعارهم ودثارهم ، وبحسن نشرهم لآثاره الرفيعة تحسن آثارهم ، مع ما وفقوا له من الوقوف عند نصوص الأخبار ، واقتفائهم آثار الآثار التي هي إذا أظلم ليل الرائي { أشرقت كأنها شمس نهار } . فهم إن شاء الله الفرقة الناجية ، والعصبة المؤملة لخصوصية الراحة والجماعة الحافة به يوم النشور اللائذة اللاجئة جعلنا الله منهم وأعاد علينا من بركاتهم ورضي عنهم وصلى الله على نبينا وسلم وشرف وكرم .
وروى سليمان بن الربيع ، يرفعه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى علي في كتاب لم تزل الصلاة جارية له ما دام اسمي في ذلك الكتاب ) . وعن جعفر بن علي الزعفراني قال : سمعت خالي الحسن ابن محمد يقول : رأيت أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في النوم فقال لي : يا أبا علي لو رأيت صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب كيف تزهر بين أيدينا ؟
وقال بعض أهل الحديث : كان لي جار، فمات فرؤي في المنام فقيل له : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي . قيل : بم ذاك ؟ قال : كنت إذا كتبت ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث كتبت [ صلى الله عليه وسلم ] . والروايات كثيرة في هذا الصدد .
وقد روى الحافظ أبو موسى في كتابه عن جماعة من أهل الحديث أنهم رؤوا بعد موتهم وأخبروا أن الله غفر لهم بكتابتهم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حديث .
عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من سره أن يكال له بالمكيال الأوفى [ وفي رواية أخرى لأبي هريرة: من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى ] إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المومنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد). رواه أبو داود والنسائي [ صحيح البخاري، مسلم، موطأ مالك، الترمذي، ابن ماجة. نزل الأبرار] . الموضوع : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 11:00 | |
| الصلاة تنور القلب:
قال ابن الجوزي في بستان الواعظين ص: 358-359: وأما تنوير الظواهر والأسرار: فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه قل: (من أكثر الصلاة علي نور الله قلبه) وذلك أن الذنوب تسود القلوب، لأن العبد إذا عمل ذنباً صار نكتة سوداء في قلبه، فإذا تمادى على الذنوب نمت تلك النكتة حتى يسود بها القلب كله، وإذا رطب الله لسان العبد بالصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم غفر الله له ذنوباً ولو كانت مثل وزن الجبال، فإذا غفرت ذنوبه زال السواد عن قلبه وبدا فيه النور، لأن الإسلام لا يتم إلا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه لو قال العبد: لا أرى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واجبة لكان كافراً وراداً على الله، وخرج عن دين الإسلام وزال نور الهدى عن قلبه، قال تعالى: "أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه" الزمر:22. فهذا بيان واضح.
وأنشدوا: نـور القلوب يزيد عند صـلاتنا *** للهاشـمي فنـوره لا ينجـلي
فضـياؤنا من ضوء نور محمـد *** صلوا على ذاك النبي الأفضل وقال: واعلمواْ أنه ما من عبد مسلم أكثر الصلاة على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إلا نور الله قلبه، وغفر ذنبه، وشرح صدره، ويسر أمره، فأكثروا من الصلاة لعل الله يجعلكم من أهل ملته، ويستعملكم بسنته، ويجعله رفيقنا جميعا في جنته، فهو المتفضل علينا برحمته
وذكر حكاية: روي عن عبد الواحد بن زيد أنه قال: خرجت مع حجاج إلى بيت الله الحرام فصحبني رجل في الطريق كان لا يقوم ولا يقعد، ولا يجيء ولا يذهب، ولا يأكل ولا يشرب، ولا يتطهر ولا ينام، ولا يتصرف في شيء إلا أكثر من الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم، فسألته عن ذلك فقال: أحدثك بعجب عجيب، خرجت مرة إلى مكة معي والدي فنزلنا منزلا في موضع من منازل الطريق فنمت فإذا أنا بهاتف يهتف بي وهو يقول: يا فلان قم فقد أمات الله والدك وقد سود وجهه، فانتبهت فزعاً مرعوباً مما سمعت، فإذا هو راقد وقد غطي وجهه، فكشفت الثوب عن وجهه فإذا هو ميت ووجهه أسود، فاشتد حزني لذلك وتحيرت في أمره، فغلب علي النوم، فإذا أنا بأربعة سودان عند رأسه، وأربعة عند رجليه، بأيديهم أعمدة من حديد من نار، وهم يريدون عذابه، فبينما أنا أنظر فيما يكون من أمر والدي مع السودان إذا برجل قد جاء فأشرق من نور وجهه الموضع كله الذي كنا فيه، وأقبل على السودان فانتهرهم وقال: تنحو عنه، فتنحى السودان عنه من ساعتهم، وغابوا عني فلم أرهم، ثم أقبل على والدي فمسح بيده على وجهه فإذا هو أشد بياضا من الثلج، والنور قد علا وجهه، ثم أقبل علي فقال لي: بيض الله وجه أبيك وزال عنه السواد فقلت له: من أنت فجزاك الله عنه خيراً ؟ قال: أنا محمد رسول الله {صلى الله عليه وسلم}، فقلت له: يا رسول الله ! ما كان السبب في مجيئك إليه ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أما والدك فكان مسرفاً على نفسه غير أنه كان يكثر من الصلاة علي، فلما نزل به ما نزل استغاث بي وأنا غياث لمن أكثر الصلاة علي، فقمت من نومي فكشفت الثوب عن وجهه فإذا هو قد ابيض، فأخذت في أمره وشرعت في دفنه، فما تركت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك.
فإذا كانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تورث تنوير الوجه بعد الممات، فأولى أن تورث تنوير القلوب في الحياة، وذلك أن الله تعالى جعل شخصه صلى الله عليه وسلم نوراً، وقد سماه في كتابه سراجاً منيراً قوله تعالى:{يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً }الأحزاب:45-46، ووصف من اتبع أمره وسنته وأحبه بنور القلب، قال الله تعالى: { أمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه } الزمر:22. ووصف من خالف دينه ومن لم يؤمن به بظلمة القلب، قال تعالى: { ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور} النور:40. فما لكم عباد الله غافلون عن هذه الفضيلة، والنعمة الدائمة الجزيلة ؟
وأنشدوا:صلوا على نـور تزايد فـخره *** يعلوا على الأنوار والألبـاب
محمد زين الخلق شرقا ومغرباً *** وخير شفيع ناطـق بصـواب
وخـير حبـيب للإله نـبـينا *** وخير رسول عامـل بكتـاب
أتى الخلق والأصنام تعبد جهرة *** وبوأهم إبلـيس شـر مـآب
فصلوا على خير الخلائق كلهم *** لتستوجبوا يا قـوم خير ثواب عباد الله تعاهدوا على الصلاة على حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى إذا أراد بعبده خيرا يسر لسانه للصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا أراد بعبده شراً حبس لسانه عن الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم، فيكون ذلك سببا لسواد وجهه، كما أن الصلاة { سبب} لتنوير القلب. الموضوع : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 11:01 | |
| المقصود والثمرة من الصلاة عليه والتسليم
قال الأستاذ عبد السلام ياسين في المنهاج النبوي ص: 164:
ولا يفوتنا كما يفوت الكثيرين أن المقصود من الصلاة عليه والتسليم والإكثار منهما هو صحبته ومحبته، فإننا إن أكثرنا من ذكره كما أمرنا أصبحت صورته ومعناه في قلوبنا بمثابة النور الذي نهتدي به إلى ذكر الله ومحبته، نتيجة الصلاة على المحبوب المجتبى صلى الله عليه وسلم وصلتنا الدائمة به"". وقال أيضاً: "الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الخير، لذلك أوصى بعض سلفنا الصالح أن يبتدئ المؤمن دعاءه ويختمه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: فإن الله تعالى أكرم من أن يقبل الصلاتين ولا يقبل ما بينهما".
فبكثرة الصلاة عليه والتسليم صلى الله وسلم عليه يتنور القلب وتزداد محبته صلى الله عليه وسلم في قلوبنا، فهي للقلب كالماء للزرع، وبصحبته وذكره وكثرة الصلاة عليه تقوى صلته بنا لأن الصلاة صلة وتنطبع صورته ومعناه في قلوبنا ونفوسنا، فيكون ذلك بمثابة النور الذي نهتدي به إلى ذكر الله ومحبته.
يقول الأستاذ عبد السلام ياسين في كتاب الإحسان 1 ص: 300:
من أعظم الأذكار فضلاً، وأجلها قدراً، وأوفاها بمقصود المريدين المحبين المتقربين، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: هي شيخ من لا شيخ له. هي وسيلتنا إلى ربنا، إذ هي ميثاق وفاء ومحبة، تلتقي صلاتنا عليه بصلاة الله عليه وصلاة ملائكته، فأي فضل أعظم من أن يكون موضوع صلاتنا مطابقا موافقا ؟... الموضوع : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 11:01 | |
| الصلاة والسلام عليه سبب لصلاة الله وسلامه على العبد:
قال ابن القيم في جلاء الأفهام: وأما صلاة الله سبحانه فنوعان:
عامة : فهي صلاته على عباده المؤمنين قال تعالى: (هو الذي يصلي عليكم وملائكته) ومنه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة على آحاد المؤمنين كقوله (اللهم صل على آل أبي أوفي) وفي حديث آخر أن امرأة قالت له: صل علي وعلى زوجي، قال (صلى الله عليك وعلى زوجك).
خاصة: صلاته الخاصة على أنبيائه ورسله خصوصا على خاتمهم وخيرهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال أيضا: أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم: أنه من صلى عليه مرة صلى الله عليه بها عشرا وأن الله سبحانه قال له: (من صلى عليك من أمتك مرة صليت عليه بها عشراً) وهذا موافق للقاعدة المستقرة في الشريعة أن الجزاء من جنس العمل، فصلاة الله على المصلي على رسوله جزاء لصلاته هو عليه، ومعلوم أن صلاة العبد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست هي رحمة من العبد لتكون صلاة الله عليه من جنسها وإنما هي ثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم وإرادة من الله أن يعلي ذكره ويزيده تعظيما وتشريفا.
فمن أثنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم جزاه الله من جنس عمله بأن يثني عليه ويزيد تشريفه وتكريمه. فصح ارتباط الجزاء بالعمل ومشاكلته له ومناسبته له. [من يسر على معسر يسر الله عليه حسابه. ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة. ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه] [ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة] [ومن سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار] [ ومن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم مرة صلى الله عليه بها عشراً] ونظائره كثيرة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من سره أن يكال له بالمكيال الأوفى [ وفي رواية أخرى لأبي هريرة: من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى ] إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المومنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد). رواه أبو داود والنسائي [ صحيح البخاري، مسلم، موطأ مالك، الترمذي، ابن ماجة. نزل الأبرار] الموضوع : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 11:02 | |
| الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه صلى الله وسلم عليه
قال الإمام الحافظ محمد بن أبي بكر السخاوي الشافعي في القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص 101 _ 102:
ففي ثواب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمن صلى عليه من صلاة الله عز وجل وملائكته ورسوله وتكفير الخطايا وتزكية الأعمال ورفع الدرجات ومغفرة الذنوب، واستغفارها لقائلها وكتابة قيراط مثل أحد من الأجر والكيل بالمكيال الأوفى وكفاية أمر الدنيا والآخرة لمن جعل صلاته كلها صلاة عليه، ومحو الخطايا وفضلها على عتق الرقاب، والنجاة بها من الأهوال وشهادة الرسول بها، ووجوب الشفاعة ورضى الله عنه ورحمته والأمان من سخطه والدخول تحت العرش، ورجحان الميزان وورود الحوض والأمان من العطش والعتق من النار، والجواز على الصراط ورؤية المقعد المقرب من الجنة قبل الموت، وكثرة الأزواج في الجنة ورجحانها على أكثر من عشرين غزوة، وقيامها مكان الصدقة للمعسر، وأنها زكاة وطهارة، وينمو المال ببركتها، وتنقضي بها من الحوائج مائة بل أكثر، وأنها عبادة، وأحب الأعمال إلى الله، وتزين المجالس، وتنفي الفقر وضيق العيش ويلتمس بها مظان الخير، وأن فاعلها أولى الناس به وينتفع هو وولده وولد ولده بها، ومن اهديت في صحيفته بثوابها، وتقرب إلى الله عز وجل وإلى رسوله، وأنها نور وتنصر على الأعداء وتطهر القلب من النفاق والصدأ وتوجب محبة الناس ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وتمنع من اغتياب صاحبها وهي من أبرك الأعمال وأفضلها وأكثرها نفعا في الدين والدنيا وغير ذلك من الثواب المرغب للفطن الحريص على اقتناء ذخائر الأعمال واجتناء الثمرة من نضائر الآمال في العمل المشتمل على هذه الفضائل العظيمة والمناقب الكريمة والفوائد الجمة العميمة التي لا توجد في غيره من الأعمال ولا تعرف في سواه من الأفعال والأقوال صلى الله عليه وسلم تسليما كثيراً. انتهى. الموضوع : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 11:02 | |
| سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته
روى ابن الغازي من حديث الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي في يوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة في رواية وقصره-). قال الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: لا أعرفه إلا من حديث الحكم بن عطية. قال الدارقطني: حدث عن ثابت أحاديث لا يتابع عليها، وقال الإمام أحمد: لا بأس به إلا أن أبا داود الطيالسي روى عنه أحاديث منكرة، وقال وروي عن يحيى بن معين أنه قال: هو ثقة. [جلاء الأفهام: 26]. وفي رواية: (من صلى علي ألف مرة في اليوم لم يمت حتى يبشر بالجنة في اليقظة والنوم).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى في يوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده في الجنة) رواه ابن شاهين في ترغيبه وغيره وابن بشكوال من طريق أبي الشيخ الحافظ وأخرجه الضياء في المختارة وقال: لا أعرفه إلا من حديث الحكم بن عطية. [القول البديع: 126].
قال ابن الجوزي في البستان ص: 363: روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صلى علي ألف مرة لم يمت حتى يبشر بالجنة). وأبخل الناس رجل ذكر عنده محمد صلى الله عليه وسلم أو سمع بذكره فلا يصلي عليه، وأكسل الناس من سمع المؤذن فلم يقل مثل ما يقول، وأعجز الناس من لم يدْعُ لنفسه دبر كل صلاة. فإذا كان العبد عاجزا لنفسه فهو لغيره أعجز. وأما سلام الرحيم القهار، فهو أن كل من كان مصليا على النبي صلى الله عليه وسلم فهو من أهل الجنة، سلم عليه ربنا ومولانا وهو قوله تعالى: "سلام قولا من رب رحيم" يس: 58. وقوله تعالى: "وتحيتهم فيها سلام" يونس: 10. وقوله تعالى: "ويلقون فيها تحية وسلاما" الفرقان: 75. و "تحيتهم يوم يلقونه سلام" الأحزاب: 44.
تحصل بها الشفاعة لصاحبها عند الموت وبعده
حكي عن فضيل بن عياض عن سفيان الثوري أنه قال: خرجت حاجا فرأيت رجلا في الحرم يصلي على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم حيث كان: في الحرم وطواف البيت وعرفات ومنى، فقلت: أيها الرجل لكل مقام دعاء فما بالك لا تشتغل بالدعاء ولا بالصلاة سوى أنك تصلي على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: إن لي فيه قصة، فقلت: أخبرني بها، فقال: خرجت من خراسان حاجا إلى هذا البيت ومعي والدي فبلغت الكوفة، فمرض والدي فتوفي فغطيت وجهه بإزار فلما كشفت عن وجهه رأيت صورته كصورة الحمار فحزنت حزناً شديداً وقلت: كيف أظهر للناس هذه الحالة وأن والدي قد صار بهذه الصورة ثم نعست ساعة فرأيت في المنام، دخل علينا رجل صبيح وعليه نقاب وكشف عن وجهه وقال لي: ما هذا الغم العظيم ؟ فقلت: وكيف لا أغتم مع هذه المحنة فانطلق إلى أبي فمسح وجهه فبريء مما ابتلي به فقربت منه وكشفت عن وجهه فنظرت إليه فإذا وجهه كالقمر الطالع يلوح ليلة البدر فقلت له: من أنت ؟ فقال: أنا المصطفى، فلمست طرف ردائه، فقلت: بحق الله أخبرني بالقصة، فقال: كان والدك آكل الربا وإن من حكم الله تعالى أن من أكل الربا يجعل صورته كصورة الحمار إما في الدنيا وإما في الآخرة، وقد جعلها الله تعالى لوالدك في الدنيا، وكان والدك في الدنيا يصلي علي كل لبلة قبل أن يضطجع مائة مرة، فلما عرضت له هذه الحالة، جاء الملك الذي يعرض علي أعمال أمتي فأخبرني بحاله، فسألت الله تعالى فشفعني فيه. تمت القصة. وهي هكذا في درة الواعظين.
سبب لنيل رضى الله ورحمته والنجاة من عذاب جهنم ومن شدة الحساب
قال ابن القيم: لأن الرحمة إما معنى الصلاة كما قاله طائفة، وإما من لوازمها وموجباتها على القول الصحيح فلا بد للمصلي عليه من رحمة تناله. قال إسماعيل حدثنا نصر بن علي حدثنا محمد بن سواء عن جويبر عن الضحاك قال: صلاة الله رحمته وصلاة الملائكة الدعاء. وقال المبرد: أصل الصلاة الرحمة، فهي من الله رحمة ومن الملائكة رقة واستدعاء للرحمة من الله، وهذا القول هو المعروف عند كثير من المتأخرين [جلاء الأفهام: 83].
- وفي ذرة الواعظين: روي أن الله تعالى قال لموسى: "من قدر وعفا نظرت إليه كل يوم سبعين مرة ومن نظرت إليه مرة واحدة لم أعذبه بناري".
- وفي فاتق الرتق ص: 295. للشيخ ماء العينين رواية أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: (إن الله عز وجل لينظر إلى من يصلي علي، ومن نظر الله إليه لا يعذبه أبداً).
قلت: ولا شك أن من يصلي عليه رب العزة وينظر إليه مرة بعد مرة نظر رحمة و.. و... ويقول له: أصلي عليك يا عبدي وأرحمك و..و.. مرات، فأكيد أن الرحمة ستصيب ذلك العبد وتلازمه أبدا ولن يشقى بعدها أبدا بل لن يسخط عليه سبحانه وتعالى بعدها أبدا لأن قوله تعالى حق ووعده حق وهو أرحم الراحمين.
وقال ابن الجوزي في بستان الواعظين ص:362: ذكر في بعض الأخبار أنه إذا كان في يوم القيامة أمر الجبار جل جلاله أن يؤتى بجهنم، فإذا جىء بها وكانت من الموقف مسيرة خمسمائة عام ونظرت إلى أهل المعاصي اشتد غضبها وتقلب بعضها على بعض، وأخنى بعضها على بعض، وغلا بعضها على بعض، زفرت زفرة فلا يبقى غل ولا قيد ولا سلسلة ولا حية ولا عقرب إلا ألقت الكل على ظهرها، وقلبت الزبانية على وجوههم، وانهزم مالك عليه السلام من بين يديها "مالك: خازن النار وهو على كرسي فوق النار.." فعند ذلك لا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا ولي ولا صفي إلا جثا على ركبتيه، وفر الناس كلهم هاربين، ونبينا صلى الله عليه وسلم قائم عليه حلة خلقها الله تعالى من قبل أن يخلق الخلق بمائة ألف عام، وهو صلى الله عليه وسلم يلوح إليها كمه ويقول: كفي عن أمتي كفي عن أمتي، فعند ذلك يتعلق العبد به صلى الله عليه وسلم وهو يقول: يا نبي الله أنقذني من عذاب الله، فيقول له صلى الله عليه وسلم: ألم أبلغك رسالة ربي فلِمَ عصيت ؟ فبقول: يا رسول الله غلبت علي شقوتي، فيقول صلى الله عليه وسلم: لا شقوة على أحد ممن أكثر الصلاة علي، فيشفع له عند الله تعالى، فإذا رأت جهنم نور وجه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم خمدت وكفت]. فإذا كانت جهنم أخمدها الجبار، من نور وجه النبي المختار، فكيف لا تطفىء الصلاة عليه عن صاحبها جميع الخطايا والأوزار؟ وإذا كان نور المصطفى أخمد عظيم النيران، فكيف لا توجب الصلاة عليه لصاحبها جزيل الغفران ؟ وإذا كان نور وجه محمد النبي صلى الله عليه وسلم أخمد سموم الجحيم، فكيف لا تورد الصلاة عليه المقام الكريم، والنظر إلى وجه الحكيم العليم ؟
وأنشدوا:يا من تمرد في الأيام منهـمكا *** صلوا على المصطفى يا أكرم الأمم
صلوا عليه لعل الله يرحمـكم *** يوم الحساب ويوم الكـرب والزحم
إن الصلاة على المختار قارئة *** لقـلب صاحبها جزءاً من الحـكـم
فهو الشهيد لأهل الجمع كلـهم *** وهو الدليل إلى الـفردوس والنـعموقال أيضا: روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صلى علي مائة مرة تزحزحت النار عنه مسيرة خمسمائة عام)، فأكثروا من الصلاة عليه يا أهل ملته. صلى الله عليه وسلم صلاة مقرونة بالكمال، والحسن والجمال، والخير والإفضال.
"حكاية" روي عن أبي الحسن قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله بم جوزي الشافعي عنك حيث يقول في كتابه الرسالة: ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: جوزي عني أنه لا يوقف للحساب.
أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم
إذا أقرنها بسؤال الوسيلة أو أفردها عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سلوا الله لي الوسيلة لا يسألها لي مسلم أو مؤمن إلا كنت له شهيدا أو شفيعا) رواه اسماعيل القاضي بإسناد حسن. وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت عليه شفاعتي) رواه "الإمام" أحمد، والبخاري، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي وقال: حسن غريب، وقال: لا نعلم أحدا رواه غير شعيب.
- وروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمر وأنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله تعالى وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي)
- وفي فاتق الرتق ص:296 قال: وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف الصلاة عليك ؟ فقال قل: (اللهم صل على محمد وأنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة، فمن قال ذلك وجبت له شفاعتي).
وذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قال جزى الله عنا محمداً صلى الله عليه وسلم بما هو أهله، اتعب سبعين ملكاً ألف صباح). الموضوع : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 11:03 | |
| من صلى علي صلاة صلى الله عليه وملائكته عشرا
أخرج الطبراني من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريل آنفا {الآن} عن ربه عز وجل فقال: يا محمد ما على الأرض من مسلم يصلي عليك مرة واحدة إلا صليت عليه أنا وملائكتي عشرا). وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى علي صلاة صلى الله عليه وملائكته عشرا، فليكثر عبدا أو ليقل) أخرجه ابن أبي عاصم في فضل الصلاة عليه.
وفي بستان الواعظين لابن الجوزي ص 350-351: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صلى علي صلت عليه الملائكة، ومن صلت عليه الملائكة صلى عليه ربه، فليقل العبد أو ليكثر) {حديث حسن: ذكره العلجوني في الكشف وعزاه للبيهقي في الشعب، وأحمد في المسند}. واعلموا أن الفاجر الشقي الذي يسمع هذه الفضائل على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقد حبس لسانه عنها فيجب أن يتعوذ بالله منه. نعوذ بالله من لسان جامد، عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم رسول الملك الماجد، العزيز الفرد الصمد الواحد.
وأنشدوا :
صلوا على النور البهي محمد ***** إن الصلاة عليه تنجي من لظى
فهو الدليل إذا اهتديت بنوره ***** وهو الرسول فذاك مصباح الهدى
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله تعالى وهب ذنوبكم عند الاستغفار، فمن استغفر الله تعالى بنية صادقة غفر له، ومن قال لا إله إلا الله رجح ميزانه، ومن صلى علي كنت شفيعه يوم القيامة). عباد الله ارغبوا في الشفاعة، وتمسكوا بالصلاة على شفيع المذنبين يوم قيام الساعة، وارغبوا إلى مولاكم أن يوفقنا إلى أعمال أهل السنة والجماعة.
وأنشدوا:
من كان يعلم أن الله خالقه ***** ومحمدا قد جاء بالقـرآن
فليكثر التسليم بعد صلاته ***** للطيب المبعوث بالتبـيان
الهاشمي الأبطحي محمد ***** خير الأنام وزين كل مكان
ومن صلت عليه الملائكة دخل الجنة
عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي عليه السلام أنه قال: (جاءني جبرائيل وقال: يا محمد لا يصلي عليك أحد إلا صلى عليه سبعون ألف ملك، ومن صلت عليه الملائكة دخل الجنة) [درة الواعظين].
- أن المصلي عليه تصلي عليه الملائكة ولا يبق شىء في الوجود إلا صلى عليه :
وأخرج ابن الملقن عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( من صلى علي صلت عليه الملائكة ومن صلت عليه الملائكة صلى الله عليه ومن صلى الله عليه لم يبق شيء في السماوات السبع والأرضين السبع والبحار السبع والأشجار والنبات والطيور والسباع والأنعام إلا صلى عليه) كذا في الحقائق [خزينة الأسرار] .
قال ابن الجوزي في بستان الواعظين ص 349-350: ذكر في بعض الأخبار أن العبد المؤمن أو الأمة المؤمنة إذا ابتدأ بالصلاة على محمد فتحت له أبواب السماوات السبع والسرادقات حتى العرش، فلا يبقى ملك في السماوات إلا صلى على محمد صلى الله عليه وسلم، ويستغفرون لذلك العبد أو الأمة مادام العبد أو الأمة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأنشدواْ:
صلوا بنا يا معشر الإسلام ***** على النبي الواضح الأحكام
نطق الكتاب بفضله وجلاله ***** وبفضله ننجوا من الإجرام
وأنشدوا :
صلاة رب كريم ماجد صمد ***** على النبي الذي قد نال تفضيلا
صلى عليه إله العرش خالقنا ***** جاء الكتاب بذا وحياً وتنزيـلاً
فهو الدليل لأهل الخير كلهـم ***** لمن أراد إلى الفردوس تحويلا
ومن أراد فـراراً عن تمرده ***** ومن أراد الرحمن توصـيلاً
هذا بيان لأهل الفضل كـلهم يعـجلون لدار الخـلد تعجيلاً
عباد الله ارغبواْ في هذا الملك الجليل، والنعيم الدائم الطويل، بإكثار الصلاة على محمد الأصيل، النبي السيد النبيل، الذي جاء بالوحي والتنزيل، وأوضح بيان التأويل، وجاءه الأمين جبريل، بالتكريم والتفضيل، وأسرى به الجليل، في الليل البهيم الطويل، كشف له عن أعلا الملكوت، وأراه أسنى الجبروت، ونظر إلى الحي الذي لا يموت. فلقد رأى في ليلة الإسراء من آيات ربه الكبرى، وانتهى إلى سدرة المنتهى .
وأنشدواْ :
صلواْ على خير الأنــام محمد ***** فهو الدليل إلى السبيل المرشـد
صلى عليه الرب ما دام الدجـى ***** ومضى النهار وفي الظلام الأسود
من صلى علي صلاة واحدة كتب الله له قيراط ، والقيراط مثل أحد
قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً) صحيح البخاري، مسلم ، أبو داود، الترمذي، النسائي، مصابيح الهدى.
وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من صلى على النبي صلى الله وملائكته عليه سبعين صلاة فليقل عبد من ذلك أو ليكثر) وحسنه المنذري والهيثمي.
وروى ابن عدي في الكامل عن علي رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى علي صلاة واحدة كتب الله له قيراط، والقيراط مثل أحد) وحسنه في الجامع وشرحه.
* وقال صاحب السنن والمبتدعات: والجمع بين هذين الحديثين وبين ما تقدم [يعني من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا] أنه صلى الله عليه وسلم كان يخبر بالثواب شيئا فشيئا فكلما أعلمه بزيادة ثواب أخبر عنها فهو أخبر بالقليل أولا ثم بالكثير والله أعلم.
وفي كتاب الإحسان ج 1 ص 300 للأستاذ عبد السلام ياسين: أخرج الإمام أحمد وحسنه المنذري عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة) .
وأخرج أحمد بن حنبل في المسند أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم واحدة صلى الله وملائكته عليه سبعين صلاة)، قال الشوكاني: وهو من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما كما قال المنذري في الترغيب والترهيب، وأخرجه أحمد بإسناد حسن، وكذلك حسنه الهيثمي، وتمامه: (فليقل عبد من ذلك أو ليكثر).
* والجمع بين هذا الحديث وبين ما تقدم بأنه صلى الله عليه وسلم كان يُعلم بهذا الثواب شيئا فشيئا وكلما علم بشيء قاله، فعلم صلى الله عليه وسلم بأن ثواب من صلى عليه هو ما في الحديث الأول وما ورد في معناه فأخبر به، ثم علم بأن ثوابه هو ما جاء في الحديث الثاني فأخبر به.
من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى
أما حديث الكيل بالمكيال الأوفى فعن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صل على محمد النبي الأمي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) أخرجه مسلم وأبو داود، قال الشوكاني: وأخرجه أيضا من حديث البيهقي، وفيه الترغيب العظيم إلى أن تكون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على تلك الصفة، وأصل الحديث ثابت في الصحيحين وغيرهما من الأمهات الست من دون قوله (من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى) فإنه تفرد بذلك مسلم وأبو داود.
قال الحافظ السخاوي الشافعي: قوله في بعض الأحاديث السالفة من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى أي الأجر والثواب فحذف ذلك للعلم به وكنى بذلك عن كثرة الثواب لأن التقدير بالمكيال يكون في الغالب للأشياء الكثيرة والتقدير بالميزان يكون غالباً للأشياء القليلة وأكد ذلك بقوله الأوفى.
عشر حسنات..عشر درجات..عشر رقبات
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه بها عشر سيئات، ورفعه بها عشر درجات، وكان له عدل عشر رقبات) ذكره شيخ الإسلام مجد الدين محمد الفيروز في كتابه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا) أخرجه مسلم، قال الشوكاني: وأخرجه أيضا من حديثه أبو داود، والنسائي، وابن حبان، وفي بعض ألفاظه: (من صلى علي مرة واحدة كتب الله له بها عشر حسنات) كذا في سنن الترمذي، وفي لفظ للنسائي وأحمد: (من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات، وحط عنه بها عشر سيئات، ورفعه بها عشر درجات)، وأخرجه أيضا ابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وقال صحيح الإسناد، وأقره الذهبي، وهو عند هؤلاء من حديث أنس رضي الله عنه.
وأخرج أحمد والنسائي عن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر، فقالوا: يا رسول الله إنك أصبحت اليوم طيب النفس يرى البشر في وجهك، قال: (أجل، أتاني آت {أي جبريل} من ربي عز وجل فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة صلى الله عليه بها عشر صلوات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له بها عشر درجات).
وأخرج النسائي، والطبراني والبزار من حديث أبي برده بن نيار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي من أمتي صلاة مخلصا قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات). وأخرج نحوه ابن أبي عاصم من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، وزاد: (كن له عدل عشر رقاب)... [تحفة الذاكرين:34 ].
حسنات الحرم
قال ابن الجوزي في بستان الواعظين ص 352: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صلى علي من أمتي كتبت له عشر حسنات من حسنات الحرم، قيل: يا رسول الله وما حسنات الحرم؟ قال: الحسنة بسبعمائة حسنة) يا أخي هذا والله قول يسير وثواب كبير.
قال الشوكاني: وفي هذه الأحاديث دلالة على شرف هذه العبادة من تضعيف الصلاة وتضعيف الحسنات وتكفير السيئات ورفع الدرجات وأن عتق الرقاب مضاعفة فأكثر من الصلاة على سيد السادات ومعدن أهل السعادات فإنها وسيلة لنيل المسرات وذريعة لأنفس الصلات ومنع المضرات ولك بكل صلاة صليتها عشر صلوات [أو سبعين صلاة] يصليها عليك جبار الأرضين والسماوات مع حط سيئات، ورفع درجات، وصلاة ملائكته الكرام عليك في دار المقام، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا. [القول البديع..: 138].
فتح أبواب الرحمة والتطهير من النفاق
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا تطهر أحدكم فليذكر إسم الله فإنه يطهر جسده كله، وإن لم يذكر إسم الله على طهوره لم يطهر إلا ما مر عليه ماء، فإذا فرغ أحدكم من طهوره فليشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم ليصل علي، فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الرحمة) رواه الدارقطني والبيهقي وقالا: ضعيف [ الصلات والبشر: 65].
وقال أبو الشيخ في كتابه عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا فرغ أحدكم من طهوره فليقل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، ثم ليصل علي، فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الرحمة) هذا حديث مشهور له طرق عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعقبة بن عامر، وثوبان، وأنس، ليس في شيء منها ذكر الصلاة إلا هذه الرواية. [جلاء الأفعام :254 ].
* قال شيخ الإسلام مجد الدين محمد الفيروز أبادي صاحب الصلات والبشر: أخبرنا جماعة من أشياخنا وذكر سندا طويلا يرفعه إلى أبي المظفر قال سمعت الخضر وإلياس يقولان: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من مؤمن صلى على محمد صلى الله عليه وسلم إلا بَصرَ { نضر} به قلبه ونوره الله تعالى).
- وبالإسناد المتقدم عن أبي المظفر قال: سمعت الخضر وإلياس عليهما السلام يقولان: سمعنا رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول: (من قال: صلى الله على محمد طَهُرَ قلبه من النفاق كما يطهر الثوب بالماء). وبالإسناد المتقدم عن الخضر وإلياس عليهما السلام قالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: ( من قال: صلى الله على محمد فقد فتح على نفسه سبعين باباً من الرحمة). وفي روايتين في القول البديع للسخاوي بسند طويل وكذلك في فاتق الرتق ص 300، للشيخ ماء العينين: أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى علي طهر الله قلبه من النفاق كما يُطهر الماء الثوب) وعنه كذلك: ( من صلى علي فقد فتح على نفسه سبعين باباً من الرحمة، وألقى الله محبته في قلوب الناس فلا يبغضه إلا من بقلبه نفاق).
قال الإمام الشعراني قال شيخه: هذا الحديث والذي قبله رويناهما عن بعض العارفين عن الخضر عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهما عندنا صحيحان في أعلى درجة وإن لم يثبتهما المحدثون على مقتضى اصطلاحهم والله أعلم. الموضوع : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
| الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم | |
|