| طحالب ، و أشواك في رياضنا ! | |
|
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: طحالب ، و أشواك في رياضنا ! الجمعة 17 يوليو 2009 - 2:05 | |
| الحمد لله الذي أنزل علينا من السماء ماء طهورا، و أمدنا بحبل ممدودا ، و بعث
إلينا معلما رسولا..
وبعد ؛
إن معرفة الفساد لا شك تعين العبد على سلوك طريق الرشاد ، و تُجنّبُه سُبُل
غواية الشُذّاذ ..
فكما أنّه لا يستطيع تقويض أركان الجاهلية من لا يعرف أصولها.. فكذلك الشأن
مع النفس ، فإنه لا يستقيم لها ساق ، و لا يقوم لها أساس ؛ إلاّ بفك الوثاق..
كما قال الفاروق رضي الله عنه : " إنما تنحلُّ عُرى الإسلام عروة عروة إذاعاش
في الإسلام من لا يعرف الجاهلية " . فمفتاح معرفة الله تعالى هو معرفة النفس .
كما جاء في قوله وتعالى:" : سَنُريهِم آياتِنا في الآفاقِ وَفي أَنفُسِهِم حَتّى يَتَبَيَّنَ
لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ " فلا شيء أقرب إليك من نفسك ؛ فإذا لم تعرفها ، فكيف يتسنى
لك معرفة باريها !؟
و إليكم أحبتي بعض أهم الأمراض النفسية التي استشرت ، و استفحلت بقوة بين
طلبة العلم ، و العاملين في حقول الدعوة إلى الله ، و حتى بين بعض العلماء :
1-إطلاق العنان للسان
باسم النقد البناء ، و النصيحة لهذا الدين ، و كشف الأخطاء ، تزين النفس
الأمّارة الطريق للعبد ، فيقع فريسة في قبضة الشيطان ، و تأويلاته النارية ،
فينطلق بلا عُقال في حصد الأعراض ، و نصب الموازين الحادّة التي تأخذ
بشفراتها كلّ العثرات !..و لا شك ، من اشتغل بالغيبة فإنها تقوده إلى الحسد ، و
الحسد يقوده إلى النميمة ، و النميمة تقوده إلى الكذب ، و من استجاز الكذب لم
يتورع عن النزاع إلى مائة عيب أو يزيد..و بذلك تنفصم عُرى الأخوة بلفحات
الغيبة ، و نظرات الريبة..! و لهذا كان السرّي السقطي - خال الجنيد - يتخوّف
خوفا شديدا من سرايان مرض تتبع عيوب النّاس إلى طلبة العلم ؛ فنادى بأعلى
صوته محذرا : " ما رأيت شيئا أحبط للأعمال ، و أفسد للقلوب ، و لا أسرع في
هلاك العبد ، و لا أدوم للأحزان ن و لا أقرب للمقت ، و لا ألزم لمحبّة الرياء و
العجب ، و الرياسة من قلّة معرفة العبد لنفسه ، و نظره في عيوب النّاس ".
قال سفيان بن الحسين: كنت جالساً عند إياس بن معاوية، فنلت من إنسان.
فقال لي: هل غزوت في هذا العام الترك والروم؟ فقلت: لا.
فقال: سلم منك الترك والروم، وما سلم منك أخوك المسلم؟ وقيل: يعطى الرجل
كتابه. فيرى فيه حسنات لم يعملها. فيقال له: ذا بما اغتابك الناس وأنت لم تشعر.
الموضوع : طحالب ، و أشواك في رياضنا ! المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: طحالب ، و أشواك في رياضنا ! الجمعة 17 يوليو 2009 - 2:06 | |
| 2-الحسد و البغضاء
هذان المرضان المتلازمان لايكاد ينجو منهما إلا القليل ، لشدة تمكنّه من القلوب..!
وهو موجود حتى في طبقة العلماء ، إلا من عصمه الله تعالى ..
و نشير هنا إلى مجامع ما تهيجه المناظرة فمنها الحسد ؛ قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم " الحسد يأكل
الحسنات كما تأكل النار الحطب " رواه
أبو داود ، و ابن ماجة . ولا ينفك المناظر عن الحسد ، فإنه تارة يغلب ، وتارة يُغلب
، وتارة يُحمد كلامه ، وأخرى يحمد كلام غيره. فما دام يبقى في الدنيا واحد يذكره
بقوة العلم والنظر ، أو يظن أنه أحسن منه كلاماً ، وأقوى نظراً ؛ فلا بد أن يحسده
، ويحب زوال النعم عنه ، وانصراف القلوب ، والوجوه عنه إليه . والحسد نارٌ
محرقة ، فمن بلي به فهو في العذاب في الدنيا ، ولعذاب الآخرة أشد وأنكى ؛
ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما: خذوا العلم حيث وجدتموه ولا تقبلوا قول
الفقهاء بعضهم على بعض فإنهم يتغايرون كما تتغاير التيوس في الزريبة. قال
تعالى : " ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر "
والحسد بسبب البغض ربما يفضي إلى التنازع ، والتقاتل واستغراق العمر في
إزالة النعمة بالحيل والسعاية ، وهتك الستر وما يجري مجراه. نسال الله العفو و
العافية في الدنيا و الآخرة ..
الموضوع : طحالب ، و أشواك في رياضنا ! المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: طحالب ، و أشواك في رياضنا ! الجمعة 17 يوليو 2009 - 2:06 | |
| 3-الظنّ بالعلم و العجب..
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " من قال أن عالم فهو أجهل
الناس .. ". ألم تروا إلى سيدنا موسى كيف ردّه الله إلى حقيقة كان
يجهلها ، رده
إلى الخضر ؛ لما أعتقد أنه لا يوجد على الأرض من هو أعلم منه ! و إعجاب
المرء بنفسه هو أن يُخيّل إليه أنه أفضل من إخوانه و ما علم المغرور أن
المفضول قد يكون أثبت علم و عمل منه ، و أورع عما حرم الله ... و لهذا أجاد
الفضيل بن عياض حين قال : " إذا ظفر إبليس من ابن آدم بإحدى ثلاث خصال
قال : لا أطلب غيرها ؛ استكثاره عمله ، و إعجابه بنفسه ، و نسيانه لذنوبه ... و
هذا يعني أن هذه الثلاث ؛ الجامعة لأوصاف العجب حين رآه الصالحون من
زواياه المختلفة ، بحيث أن إبليس يضمن بعدها كل عيب يحبه و يندرج تحت هذا
الباب .. فالعمل الصالح سراج منير لا ريب ، و لكن حذار قد تطفئه ريح
المعاصي ! و العبادة بناء قد يهدمها العجب .. ! فهذه سمات لازمة للمنافق ، لأنه
يحب المدح بما ليس فيه ، و يبغض من يبصره بعيوبه ، فتراه عند النصيحة ينقلب
بسرعة إلى حالة غريبة تنتفخ لها أوداجه ، و تنكشف أسراره..! و لله در القائل :
يا جاهلا غرّه إفراط مادحه *** لا يغلبن جهل من اطراك علمك بك
اثنى و قال بلا علم أحاط به *** و أنت أعلم بالمحصول من ريبك
فلا داعي إذن يا مغرور السباحة في محيطات الأوهام !
الموضوع : طحالب ، و أشواك في رياضنا ! المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: طحالب ، و أشواك في رياضنا ! الجمعة 17 يوليو 2009 - 2:07 | |
| التجرؤ على الفتيا
هذا الباب الذي كانت له حرمة لا يلج عتبته إلا من حاز النصاب ، و زكاه أولو
الألباب ، صار اليوم عُرضة للهوام و الدواب..!! رأى رجل ربيعة بن ابي عبد
الرحمن يبكي فقال : ما يبكيك ؟ فقال : استفتى من لا علم له ، و ظهر في الإسلام
أمر عظيم ! قال : و لبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السرّاق ! فقال ابن
قيم الجوزية معقبا على هذا القول : ط فكيف فلو رأى ربيعة زماننا ؟ و اقدام من
لا علم له على الفتيا ، و توثبه عليها ، و مد باع التكلف إليها ، و تسلقه بالجهل و
الجرأة عليها ن مع قلة الخبرة ، و سوء السيرة ، و لؤم السريرة ، و هو من بين
اهل العلم منكر أو غريب ..!! إذا كان الصحابة رضي الله عنهم يجمعون للمسألة -
التي يعدها طلاّب العلم اليوم، و بعض أنصاف العلماء بسيطة - مشيخة بدر و كلٌّ
يودّ لو أنّ صاحبه كفاه ! فعظمّ الله أجركم و أحسن عزاكم أيها المدّعون !
تمنيت أن تمسي فقيهاً مناظرا ً *** بغير عناءٍ فالجنون فنون
وليس اكتساب المال دون مشقةٍ *** تكبدتها فالعلم كيف يكونُ ؟
و يسميه بعض العلماء التدليس العملي : بأن يلبس لبوس العلماء دون سماع ،
و لا إجازة من ذوي الفهم و النباهة !كأن يسلك مسالك توهم بأنه من جهابذة هذه
الأمة ؛ فيتكلف الجواب على ما لا يعلم ، و ذلك بالبحث عبر محركات الأنترنت ثم
يضع الجواب الدقيق كأنه ابتدأه لتوّه .
الموضوع : طحالب ، و أشواك في رياضنا ! المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: طحالب ، و أشواك في رياضنا ! الجمعة 17 يوليو 2009 - 2:07 | |
| 6 - الدوران في فلك السلطان :
فإيّاك أخي أن تقف مع صورة العلم دون العلم به ، فإن الداخلين على الأمراء ، و
المقبلين على أهل الدنيا قد أعرضوا عن العمل بالعلم ، فمُنعوا البركة ، و زلّت
مواعظهم ، و فتواهم عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا .. قال سفيان بن
عيينة : " كنت قد أوتيت فهم القرآن فلما قبلت الصرة من الخليفة سُلبت لذة
القرآن ، و فهمه " ..! و قد قال الإمام احمد فيما معناه ؛ إذا رأيت
العلماء
يترددون على أبواب السلاطين ، و يدورون في فلكهم ، فلا تأخذون عنهم أمور
دينكم فإنهم فتنة..
7-كثرة الجدال والخصومة:
و ذلك بالرد على كل جزئية قالها "الخصم" ، وتتبع اثرها بالمناقيش ، ليمتطي
المجادل صهوة الجواد ، و يُشار إليه بالبنان.. و يقال عنه أنه من أولي
الألباب !! .. و كما قيل قديما :" ذو العيب يحتاج إلى رنّة و دعاية.. فتراه
حين يخطىء
المسكين ، يود لو أن النّاس كلهم أخطأوا كما أخطأ هو ، فيهون عليه ، و يصير
خفيفا لمشاركة غيره له فيه..! فينطلق بالفتنة في كل واد ، و يصيح بها في كل واد
ينشرها أفقيا ، و يصير راجفا مرجفا .. كما قال زهير بن نعيم !!! بل يظل ينقب عن
الأخطاء لإثارة الغبار ، فتجده يلوي عنق العبارات ليّا ، و يعتصرها إعتصارا
ليخرج منها أشكالا على مقاسه و اذواقه ؛ تخدم أفكاره المرادة و توطدها..!!
الموضوع : طحالب ، و أشواك في رياضنا ! المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: طحالب ، و أشواك في رياضنا ! الجمعة 17 يوليو 2009 - 2:07 | |
| 8-عدم الاهتمام بأمور المسلمين :
فشؤون المسلمين..وأحوال إخوانه المضطهدين عندهذا الصنف من الكماليات
التي تُسوّد بها صفحات التسلية ! وربما أعطى هذا الهم فضول أحاسيسه ! و
أشد من ذلك ينظر أحدهم إلى المكتوي بحال الأمة نظر المغشي عليه منالموت..و
كأنه يُساق إلى هذا التفكير رغما عنه ، كل ذلك الفرار و عدم القرار ؛ تحت ذريعة
الإشتغال بالعلم ، و ما درى المسكين أن العلم ينمو و يزداد بالزكاة ويتثبت بالعمل
، و كل إناء بما فيه ينضح ، و كل مما عنده يُنفق .!! فالذي لا يشعر بشكوى
جسده ؛ إما تابوت لا حياة له ، و إما مخبول لا عقل له !! لأنه و ضع اصابعه في
اذنيه ، و تجاهل نداء السماء " و إن استنصروكم في الدين فعليكم النصر.."
تحت مسوغات ؛ الإشتغال بالعلم ، و التربية ، و المحافظة على الإستقرار الذي لا
يدوم !!!!!!!!!!!!!
9-تقديس بعض الرموز العلمية :
و هي نفي أي خطأ عنها ، و كأنها صارت " كصاحب هذا القبر " ، رأيي صواب
لا يحتمل الخطأ ، و رأي خصومي خطأ لا يحتمل الصواب !
نعم ، هناك الكثيرون من تعلقت ارواحهم بالأشخاص و صارو ا يدافعون عنها و
يجهدون في تلميعها بدلا من المبادىء ، لأن الحي كما قيل لا تؤمن فتنته .. وحين
تحاور شخصاً منهم وتقول له : يا أخي هذا هو الشرع يرد عليك : قال شيخنا
فلان .. وأفتى شيخنا علان .. وكتب شيخنا رسالته الموسومة بكذا ( وهي بضع
وريقات ) .. وردّ شيخنا على فلان وأفحمه وسحقه .. ويتباهى بأن شيخه فلان قد
رد على كثير من الدعاة ..
هذا الصنف موجود بيننا ، و بدأ شرره يصيب جسم هذه الأمة.. نعم صنف قد باع
أتباعه عقولهم لمشائخهم وليس لدينهم ! فهو لا يرى إلا بعين
شيخه .. ولا يسمع إلا ما يقوله شيخه .. ولا يقرأ إلا ما يمليه عليه شيخه ..ضاربا
باقوال من أصلوا الأصول ، و قعدوا القواعد ؛ عرض الحائط !
الموضوع : طحالب ، و أشواك في رياضنا ! المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
أبوسيفالمدير العام
تاريخ التسجيل : 28/10/2009
| |
| |
زياد الحورانيعضو فعال
تاريخ التسجيل : 23/10/2009
| |
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: طحالب ، و أشواك في رياضنا ! الجمعة 20 نوفمبر 2009 - 6:01 | |
| |
|
| |
تاريخ التسجيل : 22/07/2009
| |
| |
الجنه تنادينيالاشراف العام
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: طحالب ، و أشواك في رياضنا ! الجمعة 24 يونيو 2011 - 13:42 | |
| بارك الله فيكم موضوع مميز ورائع جعله الله فى ميزان حسناتك نفع الله به كل من قرأه ونفع بكم المسلمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الموضوع : طحالب ، و أشواك في رياضنا ! المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: الجنه تناديني توقيع العضو/ه:الجنه تناديني | |
|
|
| |
| طحالب ، و أشواك في رياضنا ! | |
|