أنواع السحر وأقسامه :
تتعدد أنواع السحر بتعدد
الاستعانات التي يستعين
بها الساحر في تحقيق غرضه، فمن السحرة من يزعم
الاستعانة بالكواكب،
ومنهم من يستعين بالجن، ومنهم من يستعين بالنفخ في
العقد، ومنهم من
قصارى أمره خفة اليد وسرعة الحركة،
وإليك تفصيل
هذه الأنواع:
النوع
الأول:
السحر الذي
يستعان فيه بالكواكب
كسحر الكلدانيين وأهل بابل وغيرهم، وهؤلاء كانوا
قوماً صابئين يعبدون
الكواكب السبعة، ويعتقدون أنها المدبرة للعالم،
وأن حوادث العالم كلها من
أفعالها، وقد قادهم هذا الاعتقاد الباطل إلى
اعتقاد أن لها ادراكات روحانية
فإذا قوبلت ببخور خاص ولباس خاص على
الذي يباشر البخور مع إقدامه على
أفعال خاصة، وألفاظ يخاطب بها الكواكب
كانت روحانية الفلك مطيعة له، فمتى
ما أراد شيئاً فعلته له على حد
زعمهم . وقد بعث الله إليهم إبراهيم عليه
السلام مبطلاً لمقالتهم .
وتأتي
الاستعانة
بالكواكب على أنواع منها:
1-
نوع يسمى بالطلاسم: وهو عبارة عن نقش
أسماء
خاصة لها تعلق بالأفلاك والكواكب - على زعم أهلها - في جسم من
المعادن
أو غيرها تحدث به خاصية معينة.
2-
نوع يعتمد النظر في حركات الأفلاك
ودورانها
وطلوعها وغروبها واقترانها وافتراقها، معتقدين أن لكل نجم منها
تأثيراً
حال انفراده، كما أن له تأثيراً حال اجتماعه بغيره على الحوادث
الأرضية
من غلاء الأسعار ورخصها، ووقوع الحوادث، وهبوب الرياح ونحو ذلك .
3-
نوع يعتمد النظر في منازل القمر
الثمانية
والعشرين، معتقدين التأثير في اقتران القمر بكل منزل منها
ومفارقته،
وأن في تلك المقارنة أو المفارقة سعوداً أو نحوساً أو تأليفا أو
تفريقاً
وغير ذلك .
4- نوع
يفعله من يستخدم الأرقام لحروف
أبجد هوز.... المسمى بعلم الحرف . وهو
أن يكتب حروف أبجد هوز... إلخ .
ويجعل لكل حرف منها قدراً معلوماً من
العدد، ويجري على ذلك أسماء الآدميين
والأزمنة والأمكنة وغيرها، ويجمع
جمعاً معروفاً عنده ويطرح طرحاً خاصاً
ويثبت إثباتاً خاصاً، وينسبه إلى
الأبراج الإثني عشر المعروفة عند أهل
الحساب، ثم يحكم على تلك القواعد
بالسعود والنحوس وغيرها مما يوحيه إليه
الشيطان .
يقول
الشيخ الشنقيطي
- رحمه الله – عن سحر الكلدانيين: "
ومعلوم أن هذا النوع من السحر كفر
بلا خلاف . لأنهم كانوا يتقربون فيه
للكواكب كما يتقرب المسلمون إلى
الله، ويرجون الخير من قبل الكواكب،
ويخافون الشر من قبلها كما يرجو
المسلمون ربهم ويخافونه. فهم كفرة يتقربون
إلى الكواكب في سحرهم بالكفر
البواح ".
النوع الثاني:
الاستعانة بالأرواح الأرضية، وهم
شياطين
الجن . فإن اتصال بني آدم بهم ممكن، وهذا الاتصال يحصل بشي من
الرقى
والدخن والتجريد . وعندما يتحقق الاتصال تحصل الاستعانة ثم الإعانة،
لكن
ذلك لا يكون دون الشرك بالله تعالى.
النوع
الثالث:
الشعبذة،
ومبناها على أن البصر
قد يخطئ ويشتغل بشيء معين دون سواه . فصاحب
الشعبذة الحاذق يظهر عمل شيء
يذهل أذهان الناظرين به، ويأخذ عيونهم
إليه، حتى إذا استغرقهم الشغل بذلك
الشيء بالتحديق ونحوه عمل شيئاً آخر
بسرعة شديدة، وحينئذ يظهر لهم شيء غير
ما انتظروه فيتعجبون منه جدا،
ولو أنه لم يفعل ما يصرف به أنظار الناس،
لتفطنوا لكل ما يفعله . ولا
يبعد أن يكون سحر سحرة فرعون من هذا النوع .
فهو تخييل وأخذ بالعيون
كما دلّ عليه قوله تعالى: { فإذا
حبالهم
وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى }.
النوع الرابع:
العقد
والنفث فيه – النفخ مع ريق خفيف -، قال تعالى: { ومن شر النفاثات
في العقد }(الفلق:
4 ) والنفاثات في العقد: هن السواحر اللاتي يعقدن الخيوط وينفثن في كل
عقدة
حتى ينعقد ما يردن من السحر، وذلك إذا كان المسحور غير حاضر، أما إذا
كان
حاضراً فينفثن عليه مباشرة. وهذا كله بعد أن تتكيف نفس الساحر بالخبث
والشر
الذي يريده بالمسحور ويستعين عليه بالأرواح الخبيثة فيقع فيه السحر
بإذن
الله الكوني القدري. ومن هذا النوع سحر لبيد بن الأعصم اليهودي للرسول
صلى الله عليه وسلم .
اسلام ويب
الموضوع : أنواع السحر وأقسامه المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya