بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلاتا وسلاما على
رسول الله وبعد،
إن العائق الأكبر الذي صار يسيطر على شبابنا
ويمنعهم من الإبداع هو عائق
الخوف من الفشل، الخوف من النقد والوقوع
في الخطأ، ولا ريب أن لا نجاح بدون
تجارب فاشلة، فهي التي مهدت الطرق
وفتحت الابواب،
وعلى الفرد المسلم خاصة، أن لا توقفه أعاصير، ولا تصده
عن بغيته أحقاد
الحاقدين ولا فشل الفاشلين
لسان حاله ومقاله:
اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِل فَسَوْفَ
تَعْلَمُونَ
مَن يَأْتِيهِ عَذَاب يُخْزيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَاب
مُقِيم
سورة
الزمر الآية 39 - 40
لا يضره من خالفه، ولا يعيقه من
عابه، ثابت على رأيه مصر على هدفه إن وافق الحق.
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا إمعة
تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن
الناس
أن تحسنوا وإن أساءوا أن لا تظلموا
هذا هو الفرد المسلم،
عصي على الجحود، محسن لا لذوات الناس، إنما قصده الرب
المعبود، لينال
بذلك الموعود، فهو يتلقى في طريقه أنواع السباب والشتم،
ولا يرد إلا
بالكلام الطيب، كالشجرة، ترمى بالحجارة، فتلقي بأطايب الثمر
ولا
يضره شتم من شتم، ولا سب من سب، فذاك إن دل، فإنما يدل على معدن صاحبه
وسوء خليقته
ولو أن كل كلب عوى ألقمته حجرا **
لأصبح الصخر
مثقالا بدينار
إن الفرد المسلم يجب ان
يستوي عنده المدح مع الشتم، فما هذا بنافعه ولا هذا
بضاره، ولو فرضنا
أن هذا قد ينفعه، فلم يجعل نفسه وعمله تبعا لأجر دنيوي
متغير زهيد
مهما كثر؟
وهذا يقال لمن على الحق سار، وإلى هدفه المنشدود ثابر
واكتوى بألف نار، أما
إن عارض رأيه الحق، وجانب تفكيره الصواب فلا عيب
في مراجعة النفس، وتصليح
العيوب، فذاك كمال في الإنسان، وشرف له
وإعلاء في المكانة، ويكفيه أن سيد
الخلق صلى الله عليه وسلم لم يكن
يتمسك برأي إن وجد رأيا خير منه، حتى
وإن كان صدر هذا الراي الأحسن
ممن هم دون النبي صلى الله عليه وسلم فهاهو
ذا في غزوة بدر لما أنزل
الجيش منزلا برايه صلى الله عليه وسلم فأشار
عليه أحد الصحابة وهو
الحباب بن المنذر رضي الله عنه بتغيير المنزل طلبا
لمنزل أكثر
استراتيجية وأنفع ميدانا، فاستجاب له الحبيب صلى الله عليه
وسلم، إذ
رأى أن في ذلك مصلحة للجيش، وكل هذا من الوحي، فهو بأبي وأمي صلى
الله
عليه وسلم غني عن كل مشورة، هو الذي كمله ربي في خلقه وخُلقه ورأيه
فليس
في حاجة لا إلى رأي ولا إلى مشووة، ولكن تلك حكمة من الله عز وجل،
لنستفيد
منها بأن العظماء هم اتباع للحق أينما سار
ساروا
خلفه بخطى ثابتة واثقة.
الموضوع : هل أنت إمعة ؟!!! المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya