أن تكون خالصة لله لا ينتظر
من
وراءها مدح أو منصب أو مادة
حديث خطير جداً
هل تعرف من هم أول من تُسعّر
بهم النار يوم القيامة ؟؟
اليهود ؟؟ لا ، النصاري ؟؟ لا
أول
من تُسعّر بهم النار يوم
القيامة هم ثلاثة أصناف من المسلمين ولكنهم لم
يعملوا
الأعمال خالصة لوجه الله تعالي
أولاً
الشهيد
أتدري مكانة
الشهيد ؟ الله
سبحانه وتعالي قال لحبيببه ومصطفاه :(إِنَّكَ
مَيِّتٌ
وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) الزمر30
ولكن انظر ماذا قال للشهيد :(وَلاَ
تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ
قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ
أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ ) آل عمران169
أمثلة علي شهداء أخلصوا في
عملهم
1- عبد الله بن حرام أحد
الصحابة
الذين استشهدوا في أحد فقابل النبي صلي الله عليه وسلم ابنه جابر
فسأله : مالي أراك حزيناً
كئيباً ؟ فقال :
أبي وقع شهيداً في أُحد وترك ديونا
وعيالاً
فقال له : ألا أبشرك بما لقي الله به أباك ،إن الله لم يكلم
أحداً
إلا من وراء حجاب
ولكنه أحيا أباك وكلمه
كفاحاً
(بدون حجاب)
وقال له : تمن يا عبدي قال : أتمني ان
أعود إلي الدنيا
وأُقتل فيك ، قال الله :
إنه
سبق القول مني أنهم إليها
لا يُرجعون ،
عبدي
! إني رضيت عنك فهل أنت
عني راض ؟
الله
يسأل عبد من عباده هل هو
راض عنه !
2- صحابي
آخر
وقف أمام النبي فأعطاه تمرات فقال له : لا ، لا أريد هذا التمر ، أ
نا أعاهدك الآن علي الجنة بشرط ، علي أن
أُضرب بسهم هاهنا
فأدخل الجنة
بعد المعركة
وجده النبي مضروب
بسهم في نفس المكان الذي أشار إليه فقال :
صدق الله فصدقه الله
3- أمير الؤمنين عمر بن الخطاب
كان يريد اختيار
قائد لمعركة نهاوند وهي معركة خطيرة
لدرجة أن
المؤرخين يقولون أن الخيول كانت تنزلق من
علي الصخور
من كثرة الدماء في المعركة
فدخل
عمر بن الخطاب للمسجد
ليختار القائد من هناك فوجدالنعمان بن
مقرًنيصلي بخشوع
تام
وبفراسة المؤمن شعر أنه
أهلاً
لقيادة المعركة فانتظره حتي انتهي من صلاته وقال له : يا نعمان أنا أخترتك ،
فقال له إذا كنت اخترتني
جابياً(لجمع الصدقات) فلا ، فقال عمر
: اخترتك
لقيادة جيش المسلمين
في نهاوند فقال النعمان : لك السمع والطاعة ،
وعندما جاء وقت المعركة
جمع الجيش وخطب فيهم
وأمرهم بالتضحية في سبيل الله ونصرة الدين ثم رفع
يديه وقال : إني داع فأمنّوا
" اللهم اكتب للمسلمين
نصراً وارزقني فيه الشهادة "
ياالله ! هذا جيل نصر الله به
الدين، مش عايز يرجع بعد النصر
عشان يقال له أنت القائد المغوار
وأنت جلبت النصر
وسنضع علي
كتفيك النياشين ، لا ، هو يريد الشهادة لأنه مخلص في عمله
ولا يريد مدح ولا شكر من الناس
فلما
جاء وقت المعركة ضُرب ضربة
قوية أسقطته علي الأرض وجُرّ إلي خيمة
ليُداوي
فجاءه عبد الله بن عمر
ليبشره فسأله النعمان : لمن الغلبة؟ فقال له
: أبشر ، العزة لله ولكتابه ولرسوله
ولأئمة
المسلمين وعامتهم ، قال النعمان : الحمد لله ووقع شهيداً ،
فلما سمع عمر الخبر
صعد المنبر وأخذ يبكي لإنه
افتقد
قائد مثل النعمان
أما الشهيد المرائي
الذي تُسعر به النار يوم
القيامة يسأله الله فيم قُتلت يا
عبدي ؟ يقول قُتلت فيك يارب،والله أعلم فيقول الله : كذبت قُتلت ليقال شجاع
مغوار قد قيل اذهبوا به إلي النار
أرأيت كيف يفسد الرياء العمل
ثانياً المتصدق
نيتك إذا كانت صالحة ربنا ينفع
بصدقتك ، مثال علي ذلك الرجل
الذي تصدق علي ثلاثة
أول ليلة تصدق علي غني
فأصبح
الناس يقولوا تُصُدق علي غنيفغضب من ذلك
وتصدق الليلة التالية
علي سارق فأصبح الناس يقولوا تُصُدق علي سارق ،
فغضب من ذلك وتصدق
الليلة التالية علي زانية ،
فأصبح الناس يقولوا تُصُدق
علي
زانية ، فلما كانت نيته صالحة أوحي الله إليه : أما صدقتك علي غني
علمته الصدقة ( الغني
كان بخيل فلما تصدق عليه رقق
الله قلبه وتعلم الصدقة)
وأما صدقتك علي سارق منعته
من
السرقة وأما صدقتك علي زانية فمنعتها من الزني
هذا حال الصدقة عندما تكون
النية صالحة أما المتصدق رياءاً
يسأله الله يوم القيامة :فيم تصدقت ؟
فيقول فيك
يارب ، فيقول الله : كذبت
بل تصدقت ليقال متصدق
وقد قيل ، اذهبوا به إلي النار
ثالثاً عالم
ونسأل الله السلامة يقال له :
فيم عملت بعلمك ؟
فيقول تعلمت العلم وعلمته فيك يارب، فيقول الله : كذبت
بل تعلمت
ليقال عالم وقد قيل اذهبوا به إلي النار
الأعمال بالنيات
النبي صلي الله عليه وسلم قال :
إنما الأعمال بالنيات وإنما
لكل إمرئ ما نوي
نفس العمل ممكن يكون سبب
لزيادة
حسناتك أو ممكن أن تُعذّب بسببه
ممكن
تتمتع بحياتك وتركب أحسن
سيارة وتلبس أحسن ملابس وتتزوج وربنا يأجرك
خير علي هذا
لو أحسنت النية
وممكن تأكل وتلبس وتتمتع وربنا
يدخلك بهذا النار ويعذبك
لماذا ؟ ماذا في نيتك وانت تعمل
العمل؟
النبي صلي الله عليه وسلم يقول : من كانت هجرته لله ولرسوله فهجرته لله ولرسوله
ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو
إمرأة ينكحها فهجرته إلي ما
هاجر إليه
مهم أن في كل عمل تقوم به
استيقاظك
نومك زواجك مرحك سرورك عمرتك
حجك صلاتك صومك
صدقتك
كل شيء في حياتك لازم تجهز
نيتك
وتجدد نيتك فيه انه يكون خالصاً لوجه الله تعالي
والنية محلها القلب
لماذا تتزوج ؟
لتحصن فرجك وتغض بصرك أنت
وزوجتك ؟ اتنجب أطفال صالحين ؟
أم لتتزوج فلانة بنت فلان ذات
النسب والثروة؟
لماذا تهاجر ؟
لله وللرسول ولنصرة الدين ؟؟ أم
سعياً وراء امرأة تحبها؟؟
كالذي هاجر ليس لله ولرسوله
وإنما لأن حبيبته هاجرت
لماذا تزور أهلك ؟
هل للبر وصلة
الرحم وابتغاء وجه
الله ؟؟
أم لطلب الرفعة
بين الناس ؟
لماذا
تأكل ؟
لتتقوي علي طاعة الله ؟
أم لتعصي الله بعد الأكل ؟
الصحابة
اشتكوا للنبي
في يوم وقالوا له: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور
(السابقين كانوا أغنياء
وأعمارهم طويلة وكانوا يتصدقون ونحن
فقراء )فقال لهم النبي :
إن لكم بكل تحميدة صدقة
وبكل
تكبيرة صدقة وبكل تهليلة صدقة وفي بُضع أحدكم صدقة
فتعجب الصحابة وقالوا: أيأتي
أحدنا زوجته ويؤجر فقال النبي:أرايتم
لو وضعها في
حرام؟
لو كانت هذه نيتك مع زوجتك
أن
تحصنوا فروجكم وتغضوا أبصاركم فإنكم تؤجرون علي ذلك
قصة صاحب النقب
في أحد المعارك كان الصحابة
يريدون اختراق حصن
الأعداء لينالوا منهم ، فجاء شخص ملثم فتح فتحة
في
سور الحصن ، ففتح الله لهم به وانتصروا
علي عدوهم
، وكان القائد كل يوم يقسم عليهم ليعرف
من صاحب النقب ولا أحد يتكلم لأنه عمل هذا
العمل
لله ولا يريد أحد أن يتكلم عنه،
فكان
القائد يدعي ويقول : اللهم
احشرني مع صاحب النقب
مهم جداً ان تركز في مسألة
الإخلاص في العمل ولا تجعل الشيطان
يُفسد عليك عملك
لأن إفساد العمل يعني ضياع
هذا
العمل ، دائما إسأل نفسك هل أن مخلص أم مرائي ؟
أسال الله العلي العظيم أن
يتقبل منا أعمالنا وأن يجعلها
خالصة لوجهه الكريم
إنه نعم المولي ونعم
النصير
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد
ألا
إله أنت أستغفرك وأتوب إليك
سلسلة
الضياء
للشيخ أحمد صبري