El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: 29- الهم والغم الإثنين 7 يونيو 2010 - 18:41 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجمعنا في جنة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين نتحدث اليوم عن حكمة جديدة من حكم ابن عطاء حكمة اليوم تقول ما تجده القلوب من الهموم والأحزان فلأجل ما مُنعت من وجود العيان القلوب عندما يصيبها الهم فذلك لأنها لم تعرف المعني الحقيقي للعبودية لله سبحانه وتعالي ولو تعرفت علي حقيقة الربوبية عندها تبدأ في معرفة ما يساعدها علي علاج همها وغمها وحزنها قد يأتي الشيطان ويلقي الهم والحزن في قلب المسلم ، ومع ذلك هو لا يستطيع إيقاع الضرر عليه فهو فقط يلقي الهم في قلبه لكن سريعاً ما يعود المسلم لربه ويعالج هذا الهم أمثلة علي الهموم والمهمومين الحياة ليست سهلة وهي مليئة بالفتن والابتلاءات التي تصيب الإنسان بالهم القائم علي أمر الرعية أو الحاكم عبد الرحمن بن عوف لما أوكلوا إليه اختيار خليفة بعد عمر ين الخطاب لم يهدأ حتي استشار حتي العجائز لأنه كان مشغول مهموم بأمر الأمة الداعي إلي الله دائماً مهموم لما يراه من أخطاء في المسلمين الأب الهم قد يصيبه خوفاً علي أطفاله وعلي مستقبلهم كيف نعالج هذا الأمر 1- الإيمان المقرون بالعمل الصالح في بعض الأحيان تجد فريق كبير من أهل المعاصي بعد الوقوع في المعصية يشعرون بهم وحزن شديد لأن العمل الصالح له دور في علاج الهم والعكس صحيح الوقوع في المعصية يسبب الضيق والهم { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } [المائدة/90] فحياة المسلم بالإيمان المقترن بالعمل الصالح تكون طيبة خالية من الأحزان سهلة لا يشعر فيها الإنسان بغم والإيمان مع العمل الصالح يساعدان الإنسان علي التخلص من الهموم والأحزان تجد بعض الناس عندما يكون مهموماً يذهب لمكان محرم أو يتفرج علي التليفزيون بحجة أنه يرفه عن نفسه وهذا حرام لا يرضي الله عز وجل لأن تفريج هم المسلم لا يكون إلا بالإيمان والعمل الصالح فإذا كنت مهموم وعملت عمل صالح سيفرج همك أما إذا عملت عمل غير صالح فإن همك سيزداد وسيعلو الحزن قلبك 2- الهم رفعة في الدرجات وتكفير للخطايا مما يخفف الهم النظر فيما يصيب المسلم من تكفير الذنوب وتمحيص القلب ورفع الدرجات نتيجة الهم فهذا الهم الواقع عليك يرفع قدرك ودرجاتك ويزيد في حسناتك ويمحو من سيئاتك النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا غم ولا حزن حتي الشوكة يشاكها العبد يكفر الله عنه بها من خطاياه" لو تعرضت لمرض ، عندك هم مع زوجتك , في عملك ، مع أقاربك ، مع جيرانك ، مع أولادك هذا الهم يرفع الله به قدرك في الدنيا والآخرة ويكفر به عنك من الخطايا ويعطيك به حسنات ومن منا لا يريد أن يرفع الله درجته ومن منا ليس له ذنوب يريد أن يكفرها 3- النظر إلي الابتلاء علي أنه أسوة بما أصاب الرسل والأنبياء لا تعتقد أنك وقوعك تحت البلاء كراهيةً من الله لك ، فالأنبياء مع مكانتهم الرفيعة ابتلاهم الله عز وجل علي أشكال فمنهم من ابتلاه الله عز وجل في صحته كأيوب ومنهم من ابتلاه في أولاده كأيوب أيضاً ويعقوب ومنهم من ابتلاه في ماله ومنهم من ابتلاه في أهله وعشيرته كنبينا محمد صلى الله عليه وسلم لذلك انظر إلي البلاء كإنه مشاركةً منك للأنبياء فيما أبتلاهم الله به ، واصبركما صبروا النبي سئل : من أشد الناس بلاءاً يا رسول الله قال:" الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل ويُفتن الرجل علي قدر دينه فإذا كان دينه قوياً صلباً زيد له فيه وإذا كان إيمانه ضعيف يخفف عنه" الله يصبّر النبي صلى الله عليه وسلم ويعلمه ويقول له { فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل } [الأحقاف/35] { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } [آل عمران/200] 4- معرفة حقيقة الدنيا اعرف أنك لن تستريح إلا عند الموت- أول منازل الآخرة - وأن الدنيا لو كانت تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقي كافر منها شربة ماء ، وانظر للأمثلة التي ضربها الله عنها في القرآن ، لو عرفت كل هذا لن يصيبك هم ولا غم علي أمر من أمور الدنيا ، ستتعلم ألا تفرح بخير جائك ولا تحزن علي شيء فاتك { لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور } [الحديد/23] اعرف ان الدنيا نهايتها إلي زوال وأنك تقضي أيام لتصل إلي المحطة الرئيسية وهي الآخرة 5- أن تجعل الآخرة همك النبي صلي الله عليه وسلم يقول :" من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع الله أمره وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق الله عليه أمره ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له منها " إذا كانت الآخرة هي أكبر همك ربنا يدبر لك أمرك ويجمع لك الدنيا التي تفر منها ولا تنشغل بها فيجعلها بين يديك ، ييسر لك أمرك ويجعل الغني والقناعة في قلبك والعكس إذا كانت الدنيا أكبر همك مستحيل تشعر بالراحة والطمأنينة والهدوء والاستقرار ، تعيش طول حياتك عندك هم ونكد وحزن ولن يأتيك من الدنيا إلا ما كتب الله لك منها دائماً إجعل الآخرة أمامك لأن هذا سيجعلك تقول في نفسك أنا لا أريد معصية حتي لا يقع الهم في قلبي 6- ذكر الموت عندما تكون مهموم اذكر هادم اللذات كما وصانا النبي صلى الله عليه وسلم : " أكثروا من ذكر هادم اللذات فإنه لم يُذكر في سعة إلا ضيقها وما ذُكر في ضيق إلا وسعه" لما تتذكر موتك فإن الهم الذي أنت فيه سيهون عليك أمامه، وكذلك إذا كنت في سعة فتذكر الموت حتي لا تغتر بها. 7- الصلاة علي النبي هذا علاج فعال ذكره لنا النبي لعلاج الهم والغم، صلاتك علي النبي تساعدك في تفريج همك ذات ليلة خرج النبي في المدينة فنادي في الصحابة أن قوموا لقيام الليل ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، اقتربت الساعة أُبيّ قال أنا أحبك يارسول الله، وأحب أن أصلي عليك ، فكم أجعل لك من دعائي صلاةً عليك "قال ما شئت وإن زدت فخير، قال أجعل ربع دعائي صلاةً عليك يارسول الله (أجلس أدعي ربنا ساعة ، أصلي عليك منها ربع ساعة) قال ما شئت وإن زدت فخير ، قال يا رسول الله أجعل ثلثي دعائي صلاةً عليك قال ما شئت وإن زدت فخير ، قال يا رسول الله أجعل دعائي كله صلاةً عليك قال إذاً يكفك الله ما أهمك ويغفر الله ذنبك" أفضل صيغة للصلاة علي الرسول هي الصيغة الإبراهيمية أي النصف الأخير من التشهد اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد كما صليت علي ابراهيم إنت ممكن تكون مهموم يضحكوا عليك ويقولوا لك" اسمع موسيقي ، الموسيقي غذاء الروح" مستحيل تهدأ وترتاح بعدها ، الحل أنك لا تغفل عن ذكر ربك وإذا قلت يا شيخ أنا لا أهدأ إلا عندما أسمع الموسيقي ، أقول لك إذاً أنت فطرتك منكوسة لأن ربنا قال { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب } [الرعد/28] النبي صلى الله عليه وسلم كان يسير ذات مرة وفجأة سجد علي الأرض وأطال السجود حتي أن الصحابي خشي أن يكون قُبض، فنظر في وجه النبي فرفع النبي رأسه وقال له : ما شأنك ؟ قال : يا رسول الله سجدت فأطلت السجود ، فخشيت أن تكون قد قُبضت فجئت أنظر إلي وجهك لأني خشيت ألا أراك ثانية ، فقال لا والله ولكن جاءني جبريل يقول:" يا رسول الله السلام يقرؤك السلام ويقول لك من صلي عليك صلاةً صلي الله عليه بها عشراً " معني صلاة الله عليك أنك لن تشعر بهمّ { هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما } [الأحزاب/43] لكي تخرج من الظلمات إلي النور صل علي النبي ليفج الله همك وكربك صل علي النبي 8- الدعاء النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله ويقول اللهم إني أعوذ بك من الهم والغم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل واعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال الدعاء يكشف عنك السوء ويُفرج همك وغمك، الله تعالي يقول : {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ }النمل62 إذا أصابك الهم إرفع يدك بالدعاء ، لمن تلجأ غير الله ؟ تلجأ لأصدقاء السوء ؟ تلجأ للتليفزيون وسماع الأغاني والترفيه المحرم ؟ إلجأ إلي الله وتوسل إليه أن يكشف همك ويفرج كربك وفي الختام أريدك أن تعلم أن الهم والغم إذا أصابك فهو رفعةً لك وتكفيراً لذنوبك وأنه لا يكشفه إلا الله بالعمل الصالح ، فاحرص علي الوصول إلي تفريج الهم بالطرق الصحيحة وليبس بما يُغضب الله فيزيد همك أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم أترككم في رعاية الله وأمنه والسلام عليكم ورحمة الله سلسلة الضياء للشيخ أحمد صبري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الموضوع : 29- الهم والغم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|