قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة -
حديث رقم 484: ( أَمَّا أَبُوكَ فَلَوْ كَانَ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ
فَصُمْتَ وَتَصَدَّقْتَ عَنْهُ نَفَعَهُ ذَلِكَ ):
أخرجه الإمام
أحمد حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ : " أَنَّ الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ
نَذَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَنْحَرَ مِائَةَ بَدَنَةٍ وَأَنَّ
هِشَامَ بْنَ الْعَاصِي نَحَرَ حِصَّتَهُ خَمْسِينَ بَدَنَةً وَأَنَّ
عَمْرًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ
فَقَالَ : ( فذكره ) .
والحديث دليل واضح على أن الصدقة والصوم تلحق
الوالد ومثله الوالدة بعد موتهما إذا كانا مسلمين , ويصل إليهما ثوابها
بدون وصية منهما , ولما كان الولد من سعي الوالدين , فهو داخل في عموم قوله
تعالى : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) النجم 39 , فلا
داعي إلى تخصيص هذا العموم بالحديث وما ورد في معناه في الباب , مما أورده
المجد ابن تيمية في " المنتقى " كما فعل البعض .
واعلم أن الأحاديث التي
ساقها في الباب هي خاصة بالأب أو الأم من الولد فالاستدلال بها على وصول
ثواب القرب إلى جميع الموتى كما ترجم لها المجد ابن تيمية بقوله " باب وصول
ثواب القرب المهداة إلى الموتى " غير صحيح لأن الدعوى أعم من الدليل , ولم
يأت دليل يدل دلالة عامة على انتفاع عموم الموتى من عموم أعمال الخير التي
تهدى إليهم من الأحياء , اللهم إلا في أمور خاصة ذكرها الشوكاني في " نيل
الأوطار , ثم الكاتب في كتابه " أحكام الجنائز وبدعها " , وقد يسر الله –
والحمد لله – طبعه , من ذلك الدعاء للموتى , فإنه ينفعهم إذا استجابه الله
تبارك وتعالى , فاحفظ هذا تنج من الإفراط والتفريط في هذه المسألة .
وخلاصة
ذلك أن للولد أن يتصدق ويصوم ويحج ويعتمر ويقرأ القرآن عن والديه , لأنه
من سعيهما , وليس له ذلك عن غيرهما , إلا ما خصه الدليل مما سبقت الإشارة
إليه , والله أعلم .
الموضوع : الصوم والصدقة عن الوالد المسلم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya