مناسبة
هذه الوصايا:
- لما
بين -سبحانه وتعالى- فساد اعتقاد المشركين وسلوكهم، ذكر هنا وصايا هذا
العبد الصالح الذي أسس بنيانه على أعظم أسس، فكانت هذه الوصايا لولده.
الوصية الأولى: لا تُشْرِكْ
بِاللَّهِ:
قال
-تعالى-: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ
يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ
عَظِيمٌ)(لقمان:13).
1- أهمية أعظم الوصايا:
قال ابن كثير -رحمه الله-: أوصاه أولاً بعبادة الله وحده لا
شريك له، ثم قال محذراً له: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ
عَظِيمٌ).
- التوحيد هو الميثاق الأول على العباد: قال -تعالى-:
(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ
ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ
بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى....)(الأعراف:172-174).
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَقُولُ
اللَّهُ تَعَالَى لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِى الأَرْضِ مِنْ شَىْءٍ أَكُنْتَ تَفْتَدِى بِهِ
فَيَقُولُ نَعَمْ . فَيَقُولُ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا
وَأَنْتَ فِى صُلْبِ آدَمَ أَنْ لاَ تُشْرِكَ بِي شَيْئًا فَأَبَيْتَ
إِلاَّ أَنْ تُشْرِكَ بِي) متفق عليه.
- التوحيد فطرة الله التي فطر
العباد عليها:
قال
-تعالى-: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا
فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ
اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا
يَعْلَمُونَ)(الروم:30).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ
مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ
أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ
بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ) متفق
عليه.
- التوحيد مهمة الرسل:
قال -تعالى-: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي
كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)(النحل:36).
وقال -تعالى-: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ
وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ
الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)(النساء:165).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أُمِرْتُ
أَنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حَتّى يَشْهَدوا أَنْ لا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَأَنَّ
مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ، وَيُقيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ،
فَإِذا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ إِلاّ
بِحَقِّ الإسْلامِ، وَحِسابُهُمْ عَلى اللهِ) متفق عليه.
2- خطر الشرك وعاقبته:
الشرك أعظم الظلم: قال -تعالى-: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، وعن عبد الله بن
مسعود -رضي الله عنه- قال: (لمَّا نَزَلَتِ: (الَّذِينَ
آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) قَالَ أَصْحَابُ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ
بِظُلْمٍ فَنَزَلَتْ (لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ
عَظِيمٌ) متفق عليه.
- كل الذنوب تغفر إلا الشرك: قال
-صلى الله عليه وسلم-: (قال الله: يَا ابْنَ آدَمَ
إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي
لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً)
رواه الترمذي، وصححه الألباني.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (بَيْنَمَا
كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ
بَغِي مِنْ بَغَايَا بَنِى إِسْرَائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَسَقَتْهُ،
فَغُفِرَ لَهَا بِهِ) متفق عليه.
الموضوع : لا تـُشْرِكْ بِاللَّهِ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya