علمنا فيما سبق أن الدين عند الله
الإسلام، وتيقنا أن الإسلام دين الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى رسول
الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن
الإسلام دين الله الذي ارتضاه لعباده المؤمنين قد كمل، وأن الشريعة
الإسلامية هي خاتم الشرائع السماوية , وهي شريعة عامة للإنسان في كل زمان
ومكان من يوم أن بعث النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أن يرث
الله الأرض ومن عليها ولا حلال بعد كمال الدين إلا ما أحل الله في شريعة
النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولا حرام على المؤمنين إلا ما حرمه الله في
الشريعة الخاتمة فبعد أن قال الله تعالى ( وإذ أخذ الله
ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمه ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم
لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال
فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين* فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون
) آل عمران آية(82، 81).
- قال على بن أبى طالب وابن عمه عبد الله بن عباس
رضي الله عنهما: ما بعث الله نبيا من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق، لئن
بعث الله محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه , وقال طاووس والحسن البصري
وقتاده: أخذ الله ميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضا وهذا لإيضاد ما قاله
على وابن عباس ولا ينفيه بل يستلزمه ويقتضيه (عن تفسير بن كثير ) .
-
وحيث أن دين الأنبياء واحد , ودين الله
واحد قال تعالى عقب ذلك ( أفغير دين الله يبغون وله
أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه يرجعون * قل آمنا بالله وما
أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي
موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون )
آل عمران (84، 83).
قال سبحانه بعد أن أعلمنا أن دين الله واحد وهو
الإسلام , وبعدما أمرنا أن نقر بالإيمان بجميع الرسل وما انزل عليهم وأن لا
نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون قال
سبحانه بعد هذه الوحدة الإيمانية والوحدة العقائدية والوحدة بين جميع
المسلمين قال: ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل
منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) آل عمران (85).
الموضوع : ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya