لذا كان التنبيه في هذا التوسل إلى رفع البصر وتقليبه في ملكوت
السماوات (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ)(الأنعام:75).
- وعند ذلك سيعلم أن الذي يملك السموات والأرض هو
الله (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)(البقرة:107).
- وإذا كان هو المالك فهو المتصرف في ملكه (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ
تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ
وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ)(آل عمران:26).
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وهَازِمَ
الأَحْزَابِ):
- الأحزاب هم كل من تجمع لحرب
الإسلام من الكفار والمنافقين.
- بيان أن أحزاب اليوم قد يئسوا من القضاء على
المسلمين؛ ولذلك يريدون القضاء على الإسلام في نفوسهم، قال -تعالى-: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا
تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ)(المائدة:3)، ولذلك يرفعون رايات أخرى في
حربهم على الإسلام: "الشرعية الدولية - تحرير الشعوب - ونحو ذلك..."؛ لأنهم
لا يقدرون على حرب دينية بالرغم من ضعف المسلمين الحالي، قال -تعالى-: (لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ)(الحشر:13)، وقال: (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا
الأَدْبَارَ)(الفتح:22).
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (سَرِيعَ
الْحِسَابِ):
- لما كان كثير من الكفار يظن أنه لا حساب، أو أنه
بعيد عن الحساب توسل بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- (إِنَّهُمْ
يَرَوْنَهُ بَعِيدًا . وَنَرَاهُ قَرِيبًا)(المعارج:6-7).
(وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ
غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ
تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ)(إبراهيم:42)، (فَكَيْفَ
إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ
مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)(آل عمران:25).
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ
وَزَلْزِلْهُمْ):
- ذكر الآيات من سورة الأحزاب (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ
جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ
تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا . إِذْ جَاءُوكُمْ
مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ
وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا...
) إلى قوله -تعالى-: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ
كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ
الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا)(الأحزاب:9-25).
3- شرح موجز لغزوة الأحزاب مع
التركيز على هذه المعاني:
1- نعمة الله بنصر المسلمين مع قلتهم وضعفهم، وتكالب
الجيوش الكافرة عليهم.
2-
بيان حراجة الموقف من خلال: (وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ
الظُّنُونَا)، وموقف قريظة ونقض العهد.
3- حال المنافقين ومحاولات التوهين والتضعيف لصفوف
المسلمين من خلال: (يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا..)،
(إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ)،
(مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا)،
(وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ
سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلا يَسِيرًا).
4- بيان حال المؤمنين أثناء الحصار: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا
وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا
زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)، (مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا
بَدَّلُوا تَبْدِيلا).
5-
هزيمة الأحزاب -بفضل الله وحده- (وَرَدَّ اللَّهُ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ
الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا).
6- ظهور المسلمين بقوة بعد الأحزاب، قال -صلى الله
عليه وسلم-: (الآنَ نَغْزُوهُمْ وَلاَ يَغْزُونَنَا،
نَحْنُ نَسِيرُ إِلَيْهِمْ) رواه البخاري.
4- خاتمة:
- تدور حول فضل دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-
أيام الأحزاب مع التذكير بفضل الدعاء مرة أخرى من المقدمة.
فاللهم انصر دينك وكتابك، وعبادك المؤمنين.
الموضوع : فضل الدعاء عند تكالب الأعداء المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya