وبما أن عمل الناس لا يخلو
غالبا من خلل ونقص وسهو؛ فإن أداءهم للنوافل
يعد جابرا لما يصدر عنهم؛
بل إن بعض أهل العلم والفضل رأى أن هذه الزيادات
على الفرائض لا تعد في
حقيقتها نوافل إلا في حق النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن سلوكه وعباداته
وأخلاقه قد بلغت الكمال البشري
الذي قدره الله له، وهو صلى الله عليه
وسلم المعصوم عن الوقوع في المعاصي.
وقد وجدوا لهذا المعنى إشارة في
قوله تعالى: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك}.
ولاحظ كلمة "لك"
وكأنها إشارة إلى اقتصار المعنى الحقيقي للنافلة على
ما يؤديه صلى الله
عليه وسلم من عبادات زائدة على الفرض
أما بحق غيره فهي مكفرات للذنوب،
وجوابر للنقص.
3-
النوافل دليل العبودية الحقة لله تعالى؛ لأن أي
فعل لا بد له من دافع يدفع إليه
. ومن المعلوم أن الإنسان يميل بطبعه
إلى الراحة، فما الذي يجعل جنبه يتجافى
عن مضجعه؟ وما الذي يبعثه من
فراشه ليقف في ليل الشتاء البارد متذللا خاشعا
بين يدي مولاه؟ إنه الشوق
إلى مرضاة الله، والراحة التي يجدها في الركون إليه
وما يمده الله به
من الأنوار.
فالنوافل دليل واضح وبرهان ساطع على أن العبد
يتذوق حلاوة العبادات
ولا يستثقلها، ويدرك أثرها في حياته
الدنيا
والأخرى.وما من شك أن من يكثر من نوافل الصلاة مثلا يدلل بفعله
هذا على
أنه يحس بعذوبة المناجاة، ويفهم معنى
الوقوف بين يدي ملك الملوك،
ولولا هذا لما أكثر من النوافل وهو يعلم
أنها ليست مفروضة، وأنه لن
يعذَّب إذا تركها.
4- والنوافل علامة على أن
العبد يرغب بالتقرب إلى الله سبحانه
ويبتغي الزلفى لديه عز وجل،
وهذا ينقله إلى مرتبة رفيعة؛ إنها مرتبة المحبوب.
فلا يكفي أن تكون
محبا، فكم من محب ليس بمحبوب! والأهم والأرقى أن تكون محبوبا
قال تعالى:
{يحبهم ويحبونه}.
وقد جعل الله تعالى النوافل سببا لبلوغ مرتبة
المحبوبية؛ ففي الحديث القدسي
الذي رواه البخاري عن أبي هريرة عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
"يقول تعالى: وما تقرب إلى
عبدي بشيء أفضل من أداء ما افترضت عليه
ولا يزال عبدي يتقرب إلي
بالنوافل حتى أحبه".
5- ومن أسرار النوافل أنها باب واسع مفتوح للربح وجني الأجر
والثواب
من غير حدود وقيود.
ومن العجيب أن بعض الناس لا
يشبعون من الربح الدنيوي، ولكنهم
ربما زهدوا في الربح الأخروي، غير أن
العاقل يعمل لآخرته كأنه يموت غدا
ويتزود لسفر طويل لا بد منه. والنوافل
من خير الزاد وأفضل العتاد.
6- ومن أسرار النوافل وفوائدها أنها
وسيلة للصلة الدائمة بالله عز وجل
والعيش ساعة فساعة في طاعته وفي كنفه،
قال تعالى: {وأقم الصلاة لذكري}.
فهيا
إلى الاستزادة من النوافل، عسى أن يزيدنا الله تعالى من رحمته وفضله،
والله تعالى أكرم وأعظم على الدوام، وفي الحديث "من تقرب إليّ شبرا تقرّبت
إليه ذراعا...".
من ثابر على أثنتى عشرة
ركعة من السنة , بنى الله له بيتا فى الجنة
ركعتين قبل صلاة
الفجــــــــــــر
أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدهــــــــــــا
ركعتين بعد المغرب
ركعتين بعد صلاة العشـــــــاء
الموضوع : النوافل طريق العاشقين و زاد الصالحين المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya