أسباب كثرة الانحراف في الشباب
المشاهد في هذه الأزمنة وقوع
انحراف الكثير من الشباب عن الاستقامة ، وانهماكهم في الفساد ، وانغماسهم
في الشهوات التي أردت بالكثير منهم ، وجلبت لهم الشرور والأضرار ، فعاثوا
في الأرض فسادا ، وأضاعوا الصلوات ، وتعاطوا المسكرات والمخدرات ، ولذلك
أسباب ومغريات (منها) الإهمال من الآباء والأولياء ، فإن أغلب الآباء-
هداهم الله- منشغلون عن أولادهم ، فأحدهم يذهب إلى وظيفته أو مقر عمله كل
صباح ، ويرجع آخر النهار ، وقد لا يرجع إلى منزله حتى يؤويه المبيت ،
فيتقلص النهار وهو في تقليب تجارته أو حرفته وصناعته ، أو في زياراته
واتصالاته بأصدقائه ورفقائه ، فلا يبقى لأهله إلا أقل الوقت وآخره ، فهو لا
يتفرغ لأهله ، ولا يتفقد أعمال ولده ، ولا يحدث نفسه بما يحصل لهم من بعده
، فإما أن يكل تربيتهم إلى الخدم والمعلمين ، وإما أن يهملهم ويترك لهم
الحبل على الغارب ، بحيث يتمكنون من الذهاب والتقلب كيف شاءوا ، والاختلاط
بأهل الفساد والمعاصي ممن يزين لهم الوقوع في المسكرات ، وتعاطي المخدرات ،
وشرب الدخان ، وسماع الأغاني ، والعكوف على النظر إلى الصور الخليعة ،
والإكباب على الأفلام الهابطة ، والتمثيلات الماجنة ، فتفسد أخلاقهم ،
وتنحرف طباعهم ، فتثقل عليهم الصلوات ، ويستصعبون حضور الجماعات ، ويهون
عليهم أمر جميع العبادات ، ويعتادون غشيان المحرمات ، وينهمكون في الفساد ،
وينغمسون في اقتراف الفواحش والمنكرات ، فلا ينتبه ولي أحدهم إلا بعد أن
تتمكن من ولده تلك العادات السيئة ، وتصبح ركيزة في نفسه ، يندر أن يقلع
عنها مهما بذل والده من النصح والتوجيه ، والتحذير والتخويف والتهديد ،
ومهما فعل من الضرب والحبس والتعزير ، فيندم الأب ولات حين مندم ، ويعض كفه
على ما فرط منه من الغفلة والإهمال .
مع أن الكثير من الآباء
وأولياء الأمور قد يغفلون عن أولادهم ، وينشغلون بحرفهم وأعمالهم ، فيصلح
أولادهم ، وتتولاهم عناية الله ، ويحفظهم ربهم عن الأخطار والأضرار: ﴿ مَنْ
يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْخَاسِرُونَ ﴾ [ سورة الأعراف الآية 178 ].
كما أن من أسباب هذا
الانحراف في الشباب سوء التربية ، فإن الكثير من الآباء قد يتنزل على رغبة
أهله وولده عندما يتضجرون أمامه ، ويشتكون الفراغ والتحجر والتضييق ،
ويطلبون منه ما يسليهم ويفرج عنهم الهموم والأحزان ، ويشغلهم عن التفكير
والتعقيد والانزواء ، فيرغبون إليه في جلب ما يرفهون به عن أنفسهم بزعمهم ،
ويجلب لهم الفرح والانبساط ، ويضربون له الأمثال بفلان وآل فلان ، فينخدع
بتعليلاتهم ، ويحزنه بكاؤهم وشكاياتهم ، فيلبي طلباتهم ، ويبذل لهم ماله
رخيصا ، فيجلب لهم ما يفسد أخلاقهم ، وما يصدهم به عن سواء السبيل ، من
آلات اللهو واللعب وأجهزة الأغاني وأشرطة الفيديو والكاسيت ، ومن الصحف
والمجلات الفاسدة .
ولا تسأل عما في طياتها من خلاعة ومجون ودعارة
وفساد ، وما تزرعه في نفوس الأولاد والأهل ذكورا وإناثا من ميل إلى الدعة
والخمول ، والانقطاع عن الأعمال ، ومن اندفاع إلى اقتراف الفواحش ، وارتكاب
المحرمات التي تمثلها لهم تلك الأفلام والأشرطة والصور الفاتنة ، حيثما
يشاهدون فيها الصورة الفاتنة ، والمرأة المتبرجة شبه العارية ، وصور الشباب
أمام النساء ، وما بها من حلق اللحى ، وشرب الدخان .
ولا تسأل عن
تأثير هذه المرئيات والمسموعات في قلوب الشباب ، على غفلة من الأب أو الولي
، زاعما أن هذا من باب التسلية والترفيه ، وتنشيط النفوس ، وإزالة السآمة
والملل ، ونحو ذلك من الأعذار الباردة ، ولم يشعر أن الذين نشروا هذه
الملاهي ، وصوروا هذه الأفلام في هذه الآلات والأجهزة ، لهم أهداف سيئة
زائدة على هدف الاستغلال ، واكتساح الأموال ، فإنهم قد عرفوا أن المسلمين
من العرب وغيرهم ذكورا وإناثا عندهم من الفهم والإدراك ، وقوة الذاكرة ما
يمكنهم من معرفة الصناعات ، والقدرة على الاختراع ، والإنتاج الفكري
والعملي ، بحيث يستغني المسلمون عما يستوردونه من إنتاج أولئك الكفرة من
الصناعات والأجهزة والأدوات . . . إلخ ، فتكسد سلعهم ، أو يقل من يحتاج
إليها ، مما يضعف اقتصادهم ، ويقلل من الاحتياج إلى إنتاجهم ، فلعل هذا من
أشهر مقاصدهم ، فانشغل به شباب المسلمين والعرب ، وصيروه شغلهم الشاغل ،
فضاعت أعمارهم فيما لا أهمية له ، أو فيما فيه هلاكهم المعنوي وهم لا
يشعرون .
كما أن من أسباب الانحراف كثرة المفسدين ودعاة الضلال
الذين وقعوا في شباك الردى ، وتمكن منهم الفساد ، فأحبوا أن يغروا جلساءهم
وزملاءهم ، ويوقعوهم فيما وقعوا فيه ولم يستطيعوا التخلص منه ، وهدفهم أن
يكثر أشباههم ، ويتمكنوا من الظهور ، ويقل الإنكار عليهم ، ويحتجوا على من
أنكر عليهم بفعل الآخرين ، فكثيرا ما ننصح بعض الشباب عن شرب الدخان ، وحلق
اللحية ، وسماع الغناء ، فيقول: الناس مثلي كثير؛ أما رأيت غيري ، هذا شيء
موجود في العالم ، ألا ينكره غيرك؟! ونحو ذلك .
مع أنهم عند
التحقيق يعرفون خطأهم ، وفساد ما اقترفوه ، ولكن لما تمكن ذلك منهم ،
وسيطرت تلك العادات عليهم ، واستولى عليهم خلطاؤهم وزملاؤهم ، وتحكمت فيهم
تلك الأفعال السيئة ، لم يجدوا بدا من أن يبرروا موقفهم بأن لهم قدوة ، وأن
الناس سواهم كثير .
ونحن ننصح أولياء الأمور عن الإهمال والإضاعة
لأولادهم وفلذات أكبادهم ، ونقول: إن الواجب على الأب وولي الأمر أن يتفقد
جلساء ولده ، ويتحقق من صلاحهم واستقامتهم ، ومتى كانوا أفاضل وعبادا
أتقياء ، من خيرة الشباب وأهل الالتزام والعمل الصالح ، أوصاه بملازمتهم ،
وحضه على مجالستهم ، وعلى الاقتداء بهم ، ومنافستهم ومسابقتهم إلى الخيرات
وإلى حلقات العلم والمذاكرة والقراءة ، والحرص على الاستفادة ، وإن كان
جلساؤه من أهل السفه واللهو ، وإضاعة الوقت ، وأهل الضحك والمزاح ، فإن
عليه أن ينصحه بالبعد عنهم ، ويحذره من الجلوس معهم ، حرصا على الاستفادة
من الزمان ، وعلى حفظ الأعمار فيما يعود على الإنسان بالمصلحة في دينه
ودنياه .
أما إن كانوا من أهل الفساد والخنا ، وعمل الفواحش وفعل
المنكرات ، والانهماك في المحرمات ، فإن صحبتهم تردي بمن صحبهم .
وقد
نهى الله تعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- عن مجالسة مثل هؤلاء بقوله
تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ
عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ
الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ ﴾
[ سورة الأنعام الآية 68 ] . والأمر لرسوله -صلى الله
عليه وسلم- ولكل فرد من أفراد أمته .
والخوض في آيات الله تعالى
يعم من يستهزئ بها ، أو يكذب بها ، أو يطعن في صحتها ، أو يعيب أهلها ،
ويدخل في الآيات كلام الله تعالى وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأحكام
الشرع ، والحلال والحرام ، فكل من خاضوا في ذلك بالباطل حرم الجلوس معهم ،
ولو كانوا من المتسمين بالإسلام ، فمن جلس معهم غافلا عن الحكم ثم تذكر ،
أو بدءوا بكلام مباح ثم انتقلوا إلى الخوض المنهي عنه ، فإن عليه المبادرة
بالقيام عنهم إن لم يتأثروا بالنصح ، ولم يقبلوا المعروف ، وقد نبه الله
تعالى المؤمنين على هذا الحكم ، وأكده مرة أخرى بقوله: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ
عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ يُكْفَرُ
بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا
فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ﴾ [ سورة النساء الآية
140 ].
وهذا وعيد شديد ، وتهديد أكيد ، لمن جلس مع الخائضين في آيات
الله ، والمستهزئين بها ، حيث اعتبر من جلس معهم مثلهم ، أي لإقراره وسكوته
مع تمكنه من الإنكار ، أو من مبارحة المكان ، والبعد عن أولئك المستهزئين .
ولقد مدح الله تعالى عباده المؤمنين به حقا ، الذين وعدهم بمضاعفة
الأجر بقوله: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا
لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا
نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [ سورة القصص الآية 55 ] . وقال تعالى: ﴿
وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [ سورة الفرقان الآية 72
].
ويدخل في اللغو الخوض في آيات الله بالباطل والسخرية بالأحكام ،
والتكذيب بالآيات ، والطعن في القرآن ونحو ذلك ، فكله من اللغو المنهي عنه
، فمتى اشتملت المجالس على مثل ذلك ، فإن العاقل الذي يريد نجاة نفسه
يتركها ، ويربأ بنفسه عن مجالسة أهلها ، حتى لا يعلق به شيء من وضرهم
ودنسهم ، فيصعب التخلص منه .
وقد أمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة
والسلام بمجالسة أهل الصلاح والإصلاح ، والتمسك بالدين الصحيح ، والمؤمنين
بالله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وذلك في مثل قوله تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ
نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ﴾ [ سورة الكهف الآية
28 ]. وهؤلاء هم الذين أسلموا قديما ، وفارقوا الكفار ، وقاطعوهم ، فأمر
الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- بأن يصبر نفسه معهم ، ولا ينظر إلى غيرهم
نظرة إكبار وإجلال .
وقد روي أن المشركين طلبوا من النبي -صلى الله
عليه وسلم- أن يطرد عنه ضعفاء المسلمين وفقراءهم ، من المماليك والموالي
والحلفاء الذين أسلموا معه ، وذكروا أنهم يأنفون عن مجالستهم ، فهم النبي
-صلى الله عليه وسلم- بطردهم طمعا في إسلام أولئك الأكابر من المشركين
ليسلم غيرهم ، ولكن الله تعالى نهاه عن طرد أولئك المؤمنين بقوله: ﴿ وَلَا
تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾ [ سورة الأنعام الآية 52 ] إلى قوله: ﴿
فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [ سورة الأنعام الآية 52 ]
وفي هذا ترغيب في مجالسة الصالحين ، والقرب منهم ، والاستفادة من علومهم
وأعمالهم ، وفي ضمن ذلك التحذير من مجالسة الأشرار والمفسدين ، وأهل الغي
والضلال .
ولقد وردت السنة النبوية في التحذير من جلساء السوء ،
والترغيب في صحبة الأخيار والصالحين ، والقرب منهم ، كما في قول النبي -صلى
الله عليه وسلم-: « مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ
الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه
ريحا طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة »
متفق عليه عن أبي موسى( ). وروى أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله
عليه وسلم- قال: « ومثل جليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شيء
أصابك من ريحه ، ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير ، إن لم يصبك من سواده
أصابك من دخانه »( )
قال النووي في شرح مسلم : " وفيه فضيلة مجالسة
الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب ،
والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ، ومن يغتاب الناس ، أو يكثر فجوره
وبطالته ، ونحو ذلك من الأنواع المذمومة ".( ) ا هـ .
والتمثيل
واقعي فالجليس الصالح إما أن يفيدك بفوائد علمية ، أو يدلك على خير ، وإما
أن يحذرك من الشرور ، أو على الأقل يكون قدوة حسنة في قوله وفعله . أما
الجليس السوء فهو إما أن يغويك ويوقعك في الردى ، وإما أن يكسلك عن الطاعات
، وإما أن يكون قدوة سيئة في أفعاله وكلماته .
وقد روى أبو سعيد
-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « لا تصاحب إلا
مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي »( ) قال في تحفة الأحوذي: " المراد منه
النهي عن مصاحبة الكفار والمنافقين؛ لأن مصاحبتهم مضرة في الدين . « ولا
يأكل طعامك إلا تقي » أي: متورع يصرف قوة الطعام إلى عبادة الله ".( ) ا هـ
.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله
عليه وسلم-: « المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل »( ) والخليل
هو الصديق المصاحب ، يعني أن الغالب على الإنسان الاقتداء بأصدقائه وجلسائه
، فهو يقتدي بهم ويحتذي حذوهم ، فإن كانوا صالحين سعد بهم في الدنيا
والآخرة ، وجمعه الله بهم في دار كرامته ، وإن كانوا أشقياء أثروا فيه ،
وأردوه وأوقعوه في الشقاء ، فيندم في الآخرة ، كما قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ
يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ
الرَّسُولِ سَبِيلا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا
خَلِيلا ﴾ [ سورة الفرقان : 27 : 28 ] . هكذا حكى الله عن هذا الظالم أسفه
على خلة فلان الذي أضله عن الذكر ، وصده عنه ، وزين له الكفر والفسوق
والمعاصي ، وقد قال تعالى عنهم وهم في العذاب: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَنَا
قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ
الْقَرِينُ *وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي
الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴾ [ سورة الزخرف : 38 ـ 39 ] . أي لا يخفف عنهم
اجتماعهم في العذاب ، بل تنقلب تلك الصداقة والمحبة عداوة وبغضا ، كما قال
تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا
الْمُتَّقِينَ ﴾ [ سورة الزخرف الآية 67 ] .
والأخلاء هم الأصدقاء
في الدنيا . وقال ابن عبد القوي( ) :
وصــاحب إذا صــاحبت كــل
مــوفق * * * ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
عن المرء لا تسأل وسل عن
قرينه * * * فكــــل قـــرين بالمقـــارن يقتـــدي
وهذا أمر مشاهد ،
فيعرف كل إنسان بجلسائه ، ومما يروى عن علي :
فلا تصحـب أخـا
الجـهل * * * وإيـــــــــــاك وإيـــــــــــاه
فكــم مـن جـاهل أردى *
* * حليمــــا حــــين آخـــاه
يقـــاس المـــرء بــالمرء * * * إذا
مـــا المـــرء ماشــاه
وللشيء على الشيء * * * مقــــــاييس
وأشـــــباه
وفي القصيدة المعروفة بالزينبية قوله:
واحـــذر
مصاحبـــة اللئــيم فإنــه * * * يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
وكلام
العلماء في اختيار الصحبة كثير ، وفيما ذكرنا كفاية .
الموضوع : أسباب كثرة الانحراف في الشباب المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: ابراهيم كمال توقيع العضو/ه:ابراهيم كمال |
|