الحمد
لله ،
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أحبتي في
الله ...
لا
شك أنَّ فضل
الأبوين عظيم ، وأنَّ برهما من أعظم القربات إلى الله تعالى ،
ولكن
أحيانا كثيرة يواجه الإنسان منَّا بصعوبات بالغة في بداية التزامه ،
ولا
يدري ماذا يصنع مع أهله ؟ ويظل حائرا لا يعرف وجهته ولا الطريقة المثلى
في التعامل مع والديه ، وأنا هنا أضع لك عشر وسائل عليك بها لتكون سبيلك
إلى
قلب والديك .
أولاً : أخلص
تتخلص .
فابدأ بنفسك . وكن ( خيركم خيركم لأهله ) ، فحاول أن
تتخلص من عيوبك في
التعامل معهم قبل التزامك ، وسترى أن مجاهدة نفسك
هنا ستفتح لك الطريق
لقلبهما .
ثانيًا : الحلم والبعد عن الغضب
" لا تغضب "
وإياك والمعارك ، والمواجهات العنيفة ، بل " وصاحبهما في
الدنيا
معروفًا "
ثالثًا :
الرفق واللين . "
ما دخل الرفق في شيء إلا زانه "
رابعًا : الرحمة . " ارحموا من في الأرض يرحمكم من
في السماء "
خامسًا :
الاعتدال والتوسط في
التوجيه ، وإياك والاعتداد
برأيك فإنه مهلكة " ثلاث
مهلكات : شح مطاع وهوى متبع
وإعجاب المرء بنفسه " [
رواه البزار
وحسنه الألباني ]
سادسًا
: حاول أن تحببهم في الالتزام ، لا أن
تنفرهم ، فأعظم الطرق
لدعوتهم حسن الخلق والمعاملة .
سابعًا : تقرب لهم ، واستشعر همومهم ، وراعهم في
أحزانهم
وأفراحهم .
ثامنًا :
تدرج في نصحهم ،
وتذكر أنَّ هذا هو هدي النبي صلى الله عليه
وسلم الذي كان يتخول أصحابه
بالموعظة مخافة السأم والملل .
تاسعًا : أشعرهم بك ، وبفكرك ، وأجب عن الشبهات التي
عندهم
بالتطبيق الفعلي ، اجعلهم يعرفون ماذا تقرأ ؟ ولمن تسمع ؟ وما
الذي تريده ؟ بشكل جذاب ولطيف ، ويظهر لهم بعدك عن التشدد والغلو ، وطلبك
لرضا
ربك .
عاشرًا : حقق
معنى البر بالآباء
تصل لقلوبهم .
(1) قال عز
وجل: "
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً
وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ
أَحَدُهُمَا أَوْ
كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا
تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا
قَوْلاً كَرِيماً " [الإسراء:23]. (فلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ) ( (وَلا تَنْهَرْهُمَا) لا
تزجرهما
بالكلام، ولا تنفض يدك في وجهيهما تبرماً. (وَقُلْ
لَهُمَا قَوْلاً
كَرِيماً) لا تسميهما باسميهما ولا تكنيهما، وإنما تقول:
يا أبي! أو يا
أبت! ويا أمي! - تبسمك في وجه أخيك صدقة فكيف بأبيك وأمك (
اضحكهما
كما أبكيتهما ) ؟
(2) احتسب دخول الجنة من
أوسع ابوابها .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الوالد أوسط أبواب الجنة)
[ رواه الترمذي وصححه الألباني ]
(3) ارض ربك
برضاهم : " رضا
الرب في رضا الوالد و سخط الرب في سخط الوالد " [
رواه الترمذي وصححه الألباني ]
(4) واحتسب
تكفير
أعظم خطاياك ببرهما : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقال: (يا
رسول الله! إني أصبت ذنباً عظيماً، فهل لي من توبة؟ قال: هل
لك من أم؟ قال:
لا. قال: هل لك من خالة؟ قال: نعم. قال: فبرها)
[رواه الترمذي وصححه الألباني ]
وجاء
رجل إلى ابن عباس فقال: [إني خطبت امرأة فأبت أن تنكحني، وخطبها غيري
فأحبت
أن تنكحه، فغرت عليها فقتلتها، فهل لي من توبة؟ قال: أمك حية؟ قال:
لا.
قال: تب إلى الله عز وجل، وتقرب إليه ما استطعت] فذهب، قال الراوي:
فسألت
ابن عباس : لم سألته عن حياة أمه؟ فقال: [إني لا أعلم عملاً أقرب إلى
الله عز وجل من بر الوالدة] [ رواه
البخاري في الأدب المفرد،
وإسناده على شرط الشيخين ]
-
فداوم على تقبيل يد أبيك وأمك .
- ولا ترفع
صوتك
عليهما ، أنفق عليهما ، " وصاحبهما في الدنيا معروفا "
- وأدخل
السرور
عليها . بأكلة حلوة ، بكلمة جميلة ، بهدية " تهادوا تحابوا "
- وأدم على
" سأستغفر لك
ربي " فأكثر من دعائك لهما .
فاجعل شعارك
من اليوم : "
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ
وَقُلْ رَبِّ
ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا " [ الإسراء :24 ]