أمور الموجبة لخشية الله عز وجل
1 - قوة الإيمان بوعده ووعيده على
المعاصي.
2 - النظر في شدة
بطشه وانتقامه وسطوته وقهره، وذلك يوجب للعبد ترك التعرض لمخالفته، كما قال
الحسن: ( ابن آدم، هل لك طاقة بمحاربة الله، فإن من عصاه فقد حاربه ).
وقال
بعضهم: ( عجبت من ضعيف يعص قوياً ).
3
- قوة المراقبة لله، والعلم بأنه شاهد رقيب على قلوب عباده وأعمالهم، وأنه
مع عباده حيث كانوا فإن من علم أن الله يراه حيث كان، وأنه مطلع على باطنه
وظاهره وسره وعلانيته، واستحضر ذلك في خلواته، أوجب له ذلك ترك الماصي في
السر.
قال وهب بن الورد: (
خف الله على قدر قدرته عليك، واستحي منه قدر قربه منك ). وقال: ( اتق الله
أن يكون أهون الناظرين إليك ).
4
- استحضار معاني صفات الله تعالى، ومن صفاته ( السمع، والبصر، والعلم )،
فكيف تعصي من يسمعك، ويبصرك ويعلم حالك؟!.. فإذا استحضر العبد معاني هذه
الصفات، قوي عنده الحياء، فيستحي من ربه أن يسمع منه ما يكره، أو يراه على
ما يكره، أو يخفي في سريرته ما يمقته عليه، قتبقى أقواله وحركاته وخواطره
موزونة بميزان الشرع غير مهملة ولا مرسلة تحت حكم الطبيعة والهوى.
قال
ابن رجب: ( فتقوى الله في السر، هي علامة كمال الإيمان، ولها تأثير عظيم
في إلقاء الله لصاحبها الثناء في قلوب المؤمنين ).
قال
أبو الدرداء: ( ليتق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر، يخلو
بمعاصي الله، فيلقي الله له البغض في قلوب المؤمنين ).
وقال
سليمان التيمي: ( إن الرجل ليصيب الذنب في السر، فيصبح وعليه مذلته ).
وقال
غيره: ( إن العبد ليذنب الذنب فيما بينه وبين الله ثم يجيء إلى إخوانه
فيرون أثر ذلك الذنب عليه ).
وهذا أعظم الأدلة
على وجود الإله الحق، المجازي بذرات الأعمال في الدنيا قبل الآخرة، ولا
يضيع عنده عمل عامل، ولا ينفع من قدرته حجاب ولا استتار.
فالسعيد
من أصلح ما بينه وبين الله، فإنه من أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما
بينه وبين الخلق، ومن التمس محامد الناس بسخط الله عاد حامده من الناس
ذاماً له.
ومن أعجب ما روي في
هذا، ما روي عن أبي جعفر السائح قال: ( كان حبيب أبو محمد تاجراً يكري
الدراهم، فمر ذات يوم بصبيان فإذا هم يلعبون، فقال بعضهم لبعض: قد جاء آكل
الربا. فنكس رأسه، وقال: يا رب، أفشيت سري إلى الصبيان. فرجع فجمع ماله
كله، وقال: يا رب، إني أسير، وإني قد اشتريت نفسي منك بهذا المال فاعتقني،
فلما أصبح تصدق بالمال كله، وأخذ في العبادة، ثم مرّ ذات يوم بأولئك
الصبيان، فلما رأوه قال بعضهم لبعض: اسكتوا فقد جاء حبيب العابد. فبكى،
وقال: يا رب، أنت تذم مرة وتحمد مرة، وكله من عندك ).
قال
سفيان الثوري: ( إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك
من الله شيئاً ). وودّع ابن عون رجلاً فقال: ( عليك بتقوى الله، فإن المتقي
ليست عليه وحشة ).
قال زيد بن أسلم: (
كان يقال: من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا ).
نسأل
الله عز وجل أن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة، وفي السر والعلانية
فلاش يا نفس