نقول من
كتاب (الاستقامة) لشيخ الإسلام ابن تيميه
1- ولهذا لما سئل القاسم
بن محمد عن الغناء، فقال للسائل: "يا ابن أخي أرأيت إذا ميز الله يوم
القيامة بين الحق والباطل؛ ففي أيهما يجعل الغناء؟"، فقال: "في الباطل"،
قال: "فماذا بعد الحق إلا الضلال؟". (1/278)
2- الغناء ينبت النفاق
في القلب كما ينبت الماء البقل. (1/308)
3- فإن الصلاة - كما ذكر
الله - تنهى عن الفحشاء والمنكر.
وهذا مجرب محسوس يجد الإنسان من نفسه
أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ويجد أهل هذا السماع (يعني الغناء) أن
نفوسهم تميل إلى الفحشاء والمنكر. (1/318 - 319)
4- فالرجال إذا
اختلطوا بالنساء كان بمنزلة اختلاط النار والحطب. (1/361)
5- وهذا
الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه.
-
والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه كما
تقدم.
ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة؛
فكلما كثر البر والتقوى قوي الحسن والجمال، وكلما قوي الإثم والعدوان قوي
القبح والشين، حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح، فكم ممن لم تكن
صورته حسنة، ولكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه حتى ظهر ذلك
على صورته؛ ولهذا يظهر ذلك ظهوراً بيّناً عند الإصرار على القبائح في آخر
العمر عند قرب الموت؛ فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها
وبهاؤها، حتى يكون أ حدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره.
ونجد
وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها و شينها، حتى لا يستطيع
النظر إليها من كان منبهراً بها في حال الصغر، لجمال صورتها. (1/365)
6-
وأما الجمال الخاص فهو - سبحانه - جميل يحب الجمال، والجمال الذي
لِلْخُلُق من العلم، والإيمان والتقوى أعظم من الجمال الذي لِلْخَلْق وهو
الصورة الظاهرة.
وكذلك الجميل من اللباس الظاهر؛ فلباس التقوى أعظم
وأكمل، وهو يحب الجمال الذي للباس التقوى أعظم مما يحب الجمال الذي للباس
الرِّياش، ويحب الجمال الذي للخُلُق أعظم مما يحب الجمال الذي للخَلْق.
7-
وكذلك الصور الجميلة من الرجال أو النساء؛ فإن أحدهم إذا كان خلقه سيئاً
بأن يكون فاجراً، أو كافراً معلناً، أو منافقاً - كان البغض، والمقت
لِخُلُقِه، ودينه مستعلياً على ما فيه من الجمال، كما قال - تعالى - عن
المنافقين: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ} [المنافقون:
4].
وقال: {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [البقرة: 204].
فهؤلاء إنما أعجبه صورهم
الظاهرة للبصر، وأقوالهم الظاهرة للسمع؛ لما فيه من الأمر المعجب.
لكن
لما كانت حقائق أخلاقهم التي هي أَمْلَكُ بهم مشتملة على ما هو من أبغض
الأشياء، وأمقتها إليه - لم ينفعهم حسن الصورة والكلام. (1/445)
8-
فالذي يورثه العشق من نقص العقل، والعلم، وفساد الدين والخلق، والاشتغال عن
مصالح الدين والدنيا - أضعاف ما يتضمنه من جنس المحمود.
وأصدق
شاهد على ذلك ما يعرف من أحوال الأمم، وسماع أخبار الناس في ذلك؛ فهو يغني
عن معاينة ذلك وتجربته.
ومن جرب ذلك، أو عاينه اعتبر بما فيه
كفاية؛ فلم يوجد قط عشق إلا وضرره أعظم من منفعته. (1/459)
9- فاعلم
أن اللذة، والسرور أمر مطلوب، بل هو مقصود كل حي. (2/148)
10- وإذا
كانت اللذة مطلوبة لنفسها فهي إنما تذم إذا أعقبت ألماً أعظم منها، أو
منعت لذة خيراً منها، وتحمد إذا أعانت على اللذة المستقرة، وهو نعيم
الآخرة، التي هي دائمة عظيمة. (2/151)
11- ولا يمكن العبد أن يصبر
إذا لم يكن له ما يطمئن له، ويتنعم به، ويغتدي به، وهو اليقين. (2/161)
نقول
من كتاب (الاستقامة) لشيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - وهو من مجلدين،
بتحقيق
الدكتور محمد رشاد سالم - رحمه الله -.
الموضوع : نقول من كتاب (الاستقامة) لشيخ الإسلام ابن تيميه المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya