الذنوب و آثارها

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
الذنوب و آثارها
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
الذنوب و آثارها Empty

شاطر | 
 

 الذنوب و آثارها

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:20 

ذنبان معجلة عقوبتهما





هذه القصة تبين مدى قسوة قلوب الأبناء وعقوقهم، وأنه لابد من
العقوبة في الدنيا قبل الآخرة.

كان الابن يلح على أبيه التاجر
العصامي – الذي لم يرث المال بل كوَّنه بنفسه – بأن يتزوج من البنت التي
تعرَّف عليها في الجامعة، بينما كان أبوه يرفض هذه الزيجة حيث كان يساوره
الخوف من فشلها بسبب ما يعرف من صفات بتلك الفتاة التي يريد ولده الاقتران
بها.

وأمام إصرار الولد العنيد، رضخ الوالد لطلبه، فطلب الولد من
أبيه أن يشتري له بيتا، فاقترح عليه أبوه بأن يشتري بيتا كبيرا يسكن هو
وزوجته في الطابق الأعلى، ويسكن والده وأمه في الطابق الأسفل.

وافق
على الاقتراح وتم شراء البيت، وسكنوا جميعا في ذلك المنزل الجديد.

وبعد
فترة وجيزة توفيت والدته وظلَّ الوالد من غير أحد يرعاه ويلبي حاجاته وقد
بلغ السبعين، وكان ذلك الولد العاق يمر به ويلقي عليه فضلات طعامه وزوجته،
كأنه يرميها إلى بهيمة، وازدادت الأوساخ في مسكن الأب دون أن يجد من ينظف
له، وحاصرته الأمراض، وكان يتوسل لولده أن يعرضه على الطبيب ولكن الرفض كان
الجواب الوحيد الذي يعرفه ذلك العاق، بينما كانت زوجته تحثه على طرد والد
من المنزل وتسوِّل له الاستيلاء على البيت كاملا.

ودخل الولد على
والده في ليلة شاتية لا يكاد يسمع من والده سوى السعال، وتكاد الحمى تقطع
جسده النحيل، والروائح الكريهة تنبعث من ملابسه التي لم يغيرها منذ ما يزيد
على الشهر، وأقدم هذا الولد العاق على عمل قبيح، فبعد حفلة من السب والشتم
والركل لفَّ والده ببطانية ورماه خارج المنزل.

خرج المصلون من صلاة
الفجر وإذا بهم يرون بطانية ملفوفة وبداخلها جسد كان أقرب للهيكل العظمي
وقد جمده الهواء البارد والأمطار المتساقطة عليه، وعندما رفعوا البطانية عن
رأسه وجدوه ميتا وقد خرج الدم من أنفه وتجمد على شاربه وفمه.

بعد
إجراء التحقيقات تعرَّف رجال الأمن على الجاني واقتادوه مكبلا إلى المخفر.
وبعد أن بدأت المحاكمة صدر الحكم بالسجن لمدة عشرين عاما كانت زوجته حينئذ
حاملا في شهرها الأول.

أمضى فترة السجن كاملة، وبعد مضي هذه الفترة
الطويلة أرادت زوجته مفاجأته بولده الذي بلغ العشرين دون أن يراه طيلة هذه
الفترة، وعند باب السجن كانت تنتظره وولده في السيارة التي كان يقودها
الولد المشتاق لرؤية أبيه، وما أن رأته الزوجة وهو يخرج من الباب حتى أمرت
ولدها بالتوجه إلى والده بالسيارة، ولكن الولد من شدة الفرحة بأبيه ضغط
مكبس البنزين بدلا من الفرامل، الأمر الذي تسبَّب في الاصطدام بأبيه،
وعندما ترجل الولد من السيارة وجد أباه منكفئا على وجهه وقد نزل الدم من
أنفه وسال على فمه.

إنه المنظر نفسه الذي مات به جده على يد والده
الذي يراه تحت عجلات سيارته هذه اللحظة(1).



(1)
"الأنباء"، زاوية عالمكشوف، للشيخ عبدالحميد البلالي، تاريخ 15/7/1995.
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:20 

هما أخوان لا ثالث لهما يعملان مع أبيهما في
المزرعة، أحدهما متزوج وله صبية صغار، والآخر متزوج ولم يرزق بولد.


كانت
حالة أبيهما ميسورة، فطمع الأخر الآخر بميراث أخيه، فوسوس له الشيطان قتل
أخيه فقتله حتى يكون هو الوريث الوحيد بعد موت أبيه.


افتقد
الأب ولده فسأل أخاه عنه، فأجاب بأنه لا يعلم عنه شيئا، وأخذ هو والأب
يبحثان عن الولد المفقود ومعهما جمع من الناس، وبعد مدة عثر عليه ملقى في
أحد الآبار المهجورة.


قام رجال الأمن بواجبهم
بالبحث عن الجاني، ومرت مدة دون أن يعثروا على أي خيط يدلهم على الجاني.


حزن
الأب على فقدان ولده حزنا شديدا، وبعد عدة شهور مات الأب من شدة حزنه
وأسفه.


صار المال كله للأخ الآخر، وعاش أبناء أخيه
الصغار مع عمهم، وتزوج الأخ الآخر عدة مرات ولكن الله عز وجل حرمه من
الذرية، لذلك أخذ يعطف على أولاد أخيه ويصرف عليهم ويرعاهم وهم يحبونه
ويرون فيه أباهم الذي فقدوه وهم صغار.


ومرض الأخ
وأحس بدنو أجله ووقوفه بين يدي الله الحكم العدل، وصار طيف أخوه لا يفارقه،
وصارت عيشته كلها هم وغم، وعشَّش الخوف في زوايا حياته وصار دائم البكاء،
ليله طويل ونهاره عليل.


دخل عليه أهله وأولاد أخيه
وهو يبكي وينتحب حتى أبكى من حوله من شدة حزنهم عليه، فقالوا له يطمئنونه
ويهدِّئون من روعه: لماذا كل هذا البكاء؟ ما هي إلا وعكة بسيطة وتمر بسلام
إن شاء الله فلا تخف ولا تجزع. وقالوا له: لاتخف أعمالك صالحة .. تصلي،
وتصوم، وتحج، وتتصدق على الفقراء والمحتاجين، هذه أعمال كلها خير.


فقال
لهم: آه لو تعلمون.. إني أكتم في نفسي سرا، لايعلمه إلا الله، لذلك أنا
خائف أن أقابل الله وهذا هو سبب خوفي وبكائي.. ولابد أن أخبركم به قبل
رحيلي لعل الله يغفر لي خطيئتي وأرجوكم أن تسامحوني.


قالوا
له: وما هذا السر؟!


قال: أنا قتلت أخي.

فبهتوا
كأن ما سمعوه ألجم أفواهم ثم صرخوا بصوت واحد: أنت الذي قتلت أخاك؟!!


قال
وهو يبكي ويتحسر: نعم وذلك كله بسبب الطمع، كنت لا أريده أن يشاركني في
الميراث، ولكني منذ أن أقدمت على فعل هذه الجريمة وأنا لم أذق طعم الراحة
أبدا، خاصة عندما أقعدني المرض، فأنا أرى طيف أخي أمامي في كل لحظة، وأنا
الآن قد أخبرتكم بما جنيته فافعلوا بي ما شئتم، وبما أن الله قد حرمني من
الذرية فلقد آل المال كله لكم أنتم أولاد أخي وأرجوكم أن تسامحوني وأسأل
الله أن يغفر لي ويرحمني.


وتركوه على فراشه وحيدا
يعاني ويتألم ويترقب، وبعد مرور شهر من الخوف والألم والحسرة والترقب
مات(1).












(1) جريدة "الأنباء" العدد 6981.



المصدركتاب
كما تدين تدان).
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:21 

حرب من الله





كثير
من الناس يحب أن يكون غنيا، وهناك عدة طرق يسلكها الإنسان لكي يصبح غنيا،
والكسب الحلال الذي أحله الله ورسوله يبارك الله فيه ويحفظ صاحبه.


ولكن
بعض الناس يبحث عن الربح السريع، ومن أجل ذلك يسلك أي طرق مشروعة أو غير
مشروعة، المهم أن يكوِّن ثروة من المال، يدفعه إلى هذا الطريق طمع وجشع وحب
للدنيا يطغى على كل شيء، فلا يرى ولا يبصر إلاَّ المال والرصيد في البنوك،
ويكون جل تفكيره جمع المال من أي مصدر كان.


وصاحب
قصتنا من أولئك الذين يلهثون وراء المال، وإليكم قصته:


هو
موظف قد منَّ الله عليه براتب شهري يصرف منه ويزيد، وقد بارك الله له
فيه.. ولكن الإنساء لا يملأ عينيه إلا التراب؛ فهو يريد أكثر وها هي
المغريات من حوله تسهل له طريق الحرام، وها هي المصائد والفخاخ قد نصبت من
قبل البنوك تدعوه إلى الربا وتزيِّنه له، وهذا هو المجتمع بأكمله إلا من
رحم ربي يتعامل بالربا.


حدثته نفسه بأن يعمل
بالتجارة ويكون مثل غيره عنده مال ويمتلك رصيدا في البنك، وتاقت نفسه لهذه
الفكرة، والأمر سهل جدا: ما عليه إلاَّ أن يحول راتبه إلى أحد البنوك
الربوية ويقبض ضعف راتبه عشر مرات أو أكثر، وذهب باختياره إلى المصيدة،
ووقع بالفخ دون عناء، وخرج من البنك مبتسما منشرح الصدر، لأنه صار عنده
رصيد من المال وليبدأ بمشروعه التجاري.


وسمع به
أحد أصدقائه فأسرع إليه ينصحه قائلا له: يا أخي أنا أعرفك رجلا طيبا وراتبك
ولله الحمد يكفيك وزيادة، فلماذا تسعى للحرام وترهق نفسك بالديون؟!


يا
أخي إن العمل الذي فعلته وأقدمت عليه حرام وعاقبته وخيمة في الدنيا
والآخرة، وأخذ صديقه ينصحه عدة مرات؛ عله يسمع ويعي إلا أنه لم يحرك به
ساكنا.


وبدأ في تنفيذ مشروعه فاشترى من ألمانيا
سيارات مستعملة وشحنها إلى بيروت لتصليحها وتلميعها، وبعد ذلك نقلها بواسطة
سيارتين من سيارات النقل إلى الكويت ليبيعهم، وفي الطريق عبر الأراضي
السعودية انقلبت السيارة الأمامية واصطدمت بها السيارة الثانية التي تسير
خلفها، وأتلفت جميع السيارات المنقولة عن بكرة أبيها ولم يبق فيها شيء
صالح، ونجا السائقان بفضل الله تعالى وعادا إلى بلدهما سالمين.


ولمَّا
علم مالك السيارات بما حدث ملأت الحسرة قلبه، فقد ضاعت أمواله في رمال
الصحراء هباء منثورا وهو يدفع للبك أكثر مما أخذ منه، ولم يجن من عمله
إلاَّ الخسارة، فبعد أن كان يعيش في رغد العيش، صار حاله بائسا وصارت
الديون تطارده، هذه حالته في الدنيا والله أعلم بحاله في الآخرة(1).




يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا
إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ
بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ
أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ (279)










(1)
روى القصة الأخ "سالم بن سليمان الخشان"، وهو له علاقة بصاحب القصة.


(2)
سورة البقرة: الآيتان 278، 279.
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:21 

خسر الدنيا
والآخرة





قال علي
بن يحيى المنجم: جلس المنتصر بالله – الخليفة العباسي – مرة يلهو، فرأى في
بعض البسط دائرة فيها فارس عليه تاج وحوله كتابة فارسية، فطلب من يقرأ.


فأحضر رجلا مترجما، فنظر فقطب وسكت وفال: (لا معنى له).

فألحَّ المنتصر عليه.

قال فيه: (أنا شيرويه بن كسرى بن هرمز قتلت أبي فلم أمتع
بالملك سوى ستة أشهر).


قال: فتغير
وجه المنتصر وقام.


فلم يمر إلاَّ
ستة أشهر، وكان يتهم بأنه تواطأ على قتل أبيه فما أمهل.


وورد عنه أنه قال في مرضه: "ذهبت يا أماه مني الدنيا
والآخرة، عاجلت أبي فعوجلت".


قال
الذهبي: فتحيلوا – أي الأتراك – إلى أن دسوا إلى طبيبه ابن طيفور ثلاثين
ألف دينار عند مرضه فأشار بفصده ثم فصده بريشة مسمومة فمات فيها.


ويقال، والكلام للذهبي أيضا: أن طيفور نسي ومرض؛ فافتصد
بتلك الريشة فهلك(1).


فكما تدين
تدان، ولا مفر من الذنب .






(1) "سير أعلام النبلاء" ج12، صفحة 45،43.
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:21 

جزاء النضيرة بنت الساطرون





الساطرون
هو الضيزن بن معاوية صاحب "الحضر".


و"الحضر" هو
حصن على حافة الفرات وبداخله مدينة عظيمة أغار عليها سابور وحاصره سنتين،
فأشرفت النضيرة بنت الساطرون، فنظرت إلى سابور وعليه ثياب ديباج وعلى رأسه
تاج من الذهب مكلل بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ.


وكان
سابور جميلا فدست إليه تسأله: أتتزوجني إن فتحت لك باب الحضر؟ فقال: نعم.


فلما
أمسى ساطرون شرب حتى سكر، وكان لا يبيت إلا سكران، فأخذت ابنته النضيرة
مفاتيح باب "الحضر" من تحت رأس أبيها وبعثت بها مع مولى لها فتتح الباب
فدخل سابور "الحضر" فقتل ساطرون واستباح "الحضر" وخربه وسار بها معه
فتزوجها.


وفي ليلة وهي نائمة على فراشها إذ جعلت
تململ لا تنام، فدعا لها بالشمع ففتش فراشها فوجد عليه ورقة آس!


فقال
لها سابور: أهذا الذي أسهرك؟!


قالت: نعم.

قال:
فما كان أبوك يصنع لك؟!


قالت: كان يفرش لي
الديباج ويلبسني الحرير ويسقيني الخمر.


قال سابور:
أفكان جزاء أبيك ما صنعت به؟!! أنت إلى ذلك أسرع: أي إلى العقاب.


فربط
قرون رأسها بذنب فرس ثم ركض الفرس حتى قتلها، كما كانت سببا في مقتل
أبيها(1).


جزاء وفاقا.





(1)
"الجزاء من جنس العمل"، الجزء الثاني.






من كتاب
"كما تدين تدان"
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:22 

جزاء وفاقا





يعيش
مع أمه في بيت واحد ليس معهما إلا خادمة ترعى شؤون أمه وتخدمها، إلا أنه
كان قاسي الطبع شيء المعاملة حتى مع أمه التي فقدت البصر وأصيبت بالشلل،
فبدل أن يشفق عليها ويعاملها بعطف وحنان كان يسمعها بذيء الكلام الذي
يؤلمها ويجرح نفسيتها.

كان هذا الولد العاق يذهب مع أمه إلى (البنك)
كي تستلم راتبها الشهري فكان يجلسها على الكرسي المتحرك ويدفعها، وأثناء
ذهابه بها إلى (البنك) كان يتذمر ويتكلم بكلام جارح فكانت تسمعه وهو يقول
لها: "أنت عمية ومشلولة وأنا ابتليت فيك"وكانت تتألم ولكنها لا تتفوه
بكلمة.

وتبكي من كلامه، وهو يزيد من كلامه المسموم فيقول: "والله لو
ما هذا المعاش كنت رميتك في دار العجزة" يقول هذا الكلام وهو ينفخ بحسرة
وألم، والأم المسكينة يتقطع قلبها ألما عند سماعها كلام ولدها العاق، ثم
يعود بأمه إلى البيت ويأخذ راتبها الذي قبضته من (البنك) ويتركها مع
الخادمة ثم يذهب يلهو ويلعب مع أصدقائه في الديوانيات والسفر والرحلات لا
يهتم بأمه ولا يسأل عنها ولا يبالي بما يجري لها، بل إنه كان يمنع أي أحد
من أقرباء أمه أن يزورها أو يسأل عنها وإذا رأى أحدا منهم طرده وأسمعه
الكلام الفاحش وهدده وتوعده، وهكذا كانت هذه الأم البائسة تعاني الويل من
هذا الولد العاق، ولكنها لا تستطيع أن تفعل شيئا.

وفي يوم من الأيام
سافر الولد مع مجموعة من أصدقائه إلى إحدى البلدان المجاورة، وكان سفرهم
بالسيارة، وبعد أن قضوا إجازتهم عادوا إلى البلاد وهم في طريق العودة
انقلبت بهم السيارة وكانت إصاباتهم طفيفة إلا الولد العاق فقد أدخل غرفة
الإنعاش وظل في المستشفى حوالي شهر ثم خرج من المستشفى على كرسي متحرك
مشلولا لا يستطيع الحراك، وتكررت صورة ذهابه إلى (البنك) ولكن بدل أن يذهب
مع أمه وهو يدفعها وهي على الكرسي المتحرك لاستلام راتبها كان هو يجلس على
الكرسي وتدفعه الخادمة كي يستلم راتبه(1).

إن الأم محبة وحنان لا
يشعر بهذه النعمة إلا من فقدها، ولكن بعض الأبناء قد قست قلوبهم فهي
كالحجارة أو أشد قساوة والله عز وجل عزيز ذو انتقال، وعقوبة عقوق الوالدين
معجلة في الدنيا.

وها نحن بعد أن قرأنا هذه القصة عرفنا عاقبة
العقوق فمن كانت أمه حية فليحمد الله وليقبل رأسها ويديها وقدميها فالله عز
وجل يكرم المرء بدعاء والديه ومن فقد والديه فليدع لهما ويستغفر لهما لعل
الله يجمعهم في مستقر رحمته إنه سميع عليم.



قال الله تعالى
: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ
كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا
قَوْلاً كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ
الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)
(2).



سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوالدين، فقال
صلى الله عليه وسلم للسائل: "هما جنتك ونارك"(3).





(1)
الأنباء .

(2) سورة الإسراء: الآيتان 24،23.

(3)
رواه ابن ماجه.
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:22 

على الباغي تدور الدوائر





نشأ نشأة عادية، كان يقضي معظم وقته في الشارع يلعب ويلهو مع
أصدقائه الذين يقاربونه بالسن. هو بينهم شقي جدا وعصبي جدا، لا يحب أن
يضربه أحد أو يتحرش به، ولا يتحمل الإهانة، وكان دائما يحب أن يكون هو
الرئيس، وكان أصدقاء السوء يرحبون به، ويعتبرونه عضوا فعّالا في جمعية
الفاشلين والمنحلين أخلاقيا، أما على المستوى الدراسي فكان فاشلا دائم
الرسوب، وأين دور الأسرة من هذا العضو المريض التائه؟!

لقد كان وضعه
الأسري تعيسا، فالأسرة ضائعة، راعي الأسرة هو الأب لا يدري ماذا يفعل؟
وترك زمام رعاية الأسرة لأمه التي كانت شخصيتها ضعيفة، ولا تدري ما يدور
حولها، وكانت الأسرة مثل السفينة في وسط بحر هائج، لا أمل لها في النجاة أو
الوصول إلى بر الأمان.

لما رأى أنه فاشل دراسيا، خرج من المدرسة
يبحث عن وظيفة، فلم يجد إلا وظيفة في السلك العسكري، وانخرط فيه، ولكن بما
أنه كان إنسانا غير سوي وغير مستقر نفسيا، لم يدم في السلك العسكري، وترك
الوظيفة وأراد أن يعمل بالقطاع الخاص، ولكن الفاشل نجاحه صعب، وأشار عليه
رفقاء السوء أن أسهل كسب للربح المادي هو الاتجار بالمخدرات، وبما أنه ليس
لديه أي رادع ديني، أو أخلاقي، أو اجتماعي يقيه من الوقوع في مثل هذه البؤر
الفاسدة، فإنه لم يتردد لحظة واحدة، بل رحّب بالفكرة وبدأ العمل.

وكانت
النتيجة بالنسبة له ناجحة، وجمع رأسمال لا بأس به، وبدا عليه الثراء، فزاد
في فحشه وفجوره. وكما هو معروف، فإن المال الحرام لا يذهب إلا في الحرام،
ولا يؤدي بصاحبه إلا إلى المهالك، حتى جلوسه في البيت كان يقضيه في الفساد،
فكان يشاهد الأفلام الخليعة الساقطة، حتى صار أسفل سافلين، واندحر خلقيا
إلى أدنى درجة، فصار إنسانا بلا دين ولا خلق ولا غيرة، حتى الحيوان يشمئز
منه ويخرجه من فصيلته، وصار يرتاد شقق الدعارة، ومواخير الفسق والفجور،
فصار القرد والخنزير أرقى منه خلقيا.

وفي إحدى الليالي الحمراء، دعي
إلى شقة نتنة، ولما دلف إليها وجد فيها أحد المطربين يتلاعب بالعود، وعبدة
الشيطان يرقصون ويصفقون ويضحكون وكأنهم باقون خالدون!!

والدخان
يتصاعد في كل مكان والكؤوس تلمع بما فيها مع أضواء المصابيح، والأنخاب
تتبادل بين النساء والرجال، بل قل بين الإناث والذكور، فالرجال لا يتواجدون
في مثل هذه البؤر الفاسدة، والمستنقعات الآسنة. واعتاد على هذا الجو
الفاسد، وفي كل ليلة يجد في هذه الشقة وجوها جديدة من النساء الحسناوات
الفاتنات يرقصن ويتمايلن ويشربن.

وهكذا كل ليلة يسهر مع رفقاء
السوء، ورفيقات الشيطان إلى ساعات الفجر الأولى، ولا يهدأ إلا مع صوت
الأذان ينادي حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح.

ولكن من يسمع... إنها
أجساد قد خلت من الشعور وخوت من الحياة، وكما قال الشاعر:
لقد أسمعت لو
ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي



وذات ليلة قرر
هذا الماجن أن يستريح ولا يذهب إلى شقة الفساد، ولكن من له أصدقاء مثل
أصدقائه قد غلبوا الشيطان بمكرهم وخبثهم لا يمكن أن يهدأ أو يستقر لحظة،
فأصروا عليه وهو يتمنّع، وأخذوا يغرونه ويصفون له الجو هذه الليلة بأنه جو
ساخن، فسوف يأتي مطرب مشهور لإحياء هذه الليلة – بل لدفنها وليس لإحيائها-
وسوف تكون معه بنت جميلة باهرة الجمال رشيقة القوام، فاتنة، وسوف تصاحب هذا
المطرب بالرقص والغناء، فتاق قلبه وزاد شوقه وسبقهم إلى شقة الفجور، وجلس
ينتظر وكله شوق، وإذا بالفتاة تدخل وهي ترقص مع أنغام الموسيقى وصوت المطرب
الفاسد يزيد الجو سخونة، وأخذت تتمايل، والقلوب معها تتمايل، وتعلقت
العيون بها، وأخذ هو يتفحصها من أخمص قدميها إلى أعلاها حتى وقفت عيناه عند
وجهها فتسمّرت، ولم يرتد إليه طرفه، وفغر فاه من هول المفاجأة، وأراد أن
يصرخ بأعلى صوته، ولكنه لم يستطع. وأخذ شريط حياته الفاسدة يعرض أمامه،
وأخذ يحدث نفسه قائلا: أنا الذي كل ليلة مع بنت من بنات الهوى، ألعب بهن
كيف أشاء وأدنس شرفهن وشرف أسرهن يحدث لي مثل هذا الموقف؟! ...
أنا...أنا... أي حيوان خسيس يحدث له هذا؟!

أتدرون ما الذي حدث؟ إن
هذا الراقصة الفاتنة التي تتمايل بجسمها بين هؤلاء الذكور الفسقة والتي تاق
قلب هذا الفاسق لها إنها أخته!! شقيقته من دمه ولحمه... ولم تكن تدري أن
أخاها مدعو للتفرج على جمالها والتمتع برقصاتها، ولا هو يعلم وأصدقاء السوء
أيضا لا يعلمون، ولكن لا بد لأي شيء من نهاية إمّا سعيدة أو تعيسة حسب
العمل ونوعه، إن كان عملا طيبا فالنهاية سعيدة، وإن كان عملا خبيثا
فالنهاية تعيسة ولو بعد حين.

لقد كان منظر أخته وهي ترقص في هذا
الجو القذر صدمة كبيرة له، ولكنه تمالك نفسه رغم أنفه وجلس صامتا، يحترق من
الداخل، ولكنه لم يقم بأي حركة، ولمحته أخته، فعرفته فارتبكت، وخافت
وتظاهرت بالتعب والإرهاق، وخرجت مسرعة إلى المنزل، وأتم هو سهرته مع رفقاء
السوء، وأخذ يفكر كيف يتصرف مع أخته، ودفعه تفكيره الشيطاني إلى أمر.

وفي
الصباح ذهب إلى البيت، وكأنه لم ير أخته في ذلك المكان النتن، حتى اطمأنت
أخته، وتيقّنت أنه لم يعرفها، ولم يدر عن عملها شيئا، ومرت فترة تقارب
الشهر، وخرج مع أخته لقضاء بعض الحاجات في السوق، وأثناء عودتهما عرج إلى
طريق البر، وتوغل في الصحراء، فاستغربت أخته وقالت له: إلى أين أنت ذاهب؟!

فتذرّع
لها بقضاء حاجة.

وفي وسط الصحراء القاحلة الخالية من النبات والطير
والإنسان أنزلها من السيارة، وأخرج سلاحه وأفرغ في رأسها طلقات، وتركها
تنزف وحيدة في هذا المكان الخالي، ثم ذهب إلى أقرب مخفر للشرطة وسلم نفسه،
وبسرعة توجه رجال الشرطة إلى مكان الحادث، فوجدوها قد زحفت لمسافة 20 مترا
تجاه الشارع العام، ولكنها ماتت، وقد تبين عند الفحص عليها أنها لم تمس ولا
يثبت عليها أنا باشرت الزنا.

وحكمت عليه المحكمة بالسجن عشر سنوات
فقط(1)!!

مجرم فاسد مروج للمخدرات قاتل يحكم عليه عشر سنوات، ولكن
ما النتيجة؟ هل اتعظ مثل هذا المجرم بهذا الحكم؟... لا... بل تمادى في غيّه
وواصل فسقه وفجوره في السجن، ففي أثناء سجنه، راود شابا وهتك عرضه، وهذه
هي نتيجة التهاون بشرع الله وعدم العمل بالقوانين الشرعية التي شرعها الله
عز وجل.

إن هذه القصة تبين أن لكل شيء نهاية، فمهما تمادى الإنسان
واغتر بما لديه من مال وقوة، فإن الله له بالمرصاد، وإن الجزاء من جنس
العمل، فهذا الفاسق قد تعرّض لبنات الناس، فطعن بعرضه أمام عينيه، فاعتبروا
واعلموا أنه كما تدين تدان.

من كتاب "كما تدين تدان"
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:23 

إنها دعوة
مظلوم





تجمعت الأسرة حول مائدة الإفطار
ينتظرون الأذان، ولو اطلعت على الطعام الجاف القاسي الذي استقر أمام تلك
الأسرة لرثيت لحالهم، ومع ذلك كان الكل يقول: الحمد لله.

وكان رب
الأسرة شارد الفكر يستعيد في قلبه الحديث الذي دار بينه وبين ذلك الطاغية
الجبار الذي تهدَّده إن لم يرجع له المبلغ الذي استلفه منه اليوم فإنه
سيناله عذاب شديد، ولكن كيف يستطيع هذا المسكين أن يعيد له تلك الجنيهات
وهو لا يملك أن يطعم الأفواه الجائعة ولا أن يكسو الأجسام العارية.

وكيف
سيواجه ذلك الطاغية المتحجر القلب سليط اللسان مع جهل وحمق؟

وفجأة
وهو شارد تائه مع أفكاره سمع طرقات هزت الباب بل هزت جدران المنزل، وصوتا
أجش يرغي ويزبد هائجا كأنه ثور هارب من حظيرة، وفتح هذا المسكين الباب
بيدين مرتجفتين وإذا بالطاغية الجبار يقف كالمارد أمام الأب المسكين والشرر
يتطاير من عينيه، ودون أن يتكلم هذا الطاغية كلمة واحدة تناول ذلك المسكين
يوسعه ضربا بيده وركلا برجله وسبابا وشتما أمام أولاده الصغار، الذين
ارتفعت أصواتهم تستغيث، ودوى صوت الأم طالبة المساعدة، وأسرع الجيران
لإنقاذ هذا الجار المسكين. وبعد أخذ وعطاء وتوسل ترك هذا الوحش المتسلط
فريسته بعد أن أشبع نهمه وأرضى نفسه، وبعد أن سقط هذا الأب المسكين ممددا
على الأرض دون حراك، وفي هذه اللحظة ارتفع صوت المؤذن: الله أكبر، الله
أكبر...

ومع الأذان نظر المسكين إلى الطاغية ثم نظر إلى السماء وأخذ
يردد بصوت متهدج والدموع تتقاطر من عينيه: "روح الله ينتقم منك، الله
ينتقم منك...".

ومرت عشرة أيام على هذه الحادثة المؤلمة، فإذا بذلك
الظالم يشكو من ألم في ساقه، وحار أطباء بلده في ألمه، ولما لم يجد عندهم
ما يخفف ألمه غادر القرية إلى المدينة، وهناك دخل المستشفى بساقين وخرج
بساق واحد.

لقد كان مرضا خبيثا.. إنه السرطان، ولم يمض وقت طويل حتى
أصاب الساق الثانية ما أصاب الأولى، وخرج ذلك الطاغية الظالم مكسور
الجناحين لا يستطيع أن يسير بل يحتاج إلى من يحمله، ويحتاج إلى من يخدمه
ويطعمه ويقضي له التافه من أموره.

لقد أصابت هذا الظالم دعوة
المظلوم في ساعة استجابة، وهذا مصير كل ظالم (فإن الله يمهل ولا يهمل)(1).







(1) "مواقف ذات عبر" د. عمر الأشقر.
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:23 

أعق الناس





قال الأصمعي: حدثني رجل من الأعراب قال: خرجت من الحي أطلب أعق
الناس وأبر الناس، فكنت أطوف بالأحياء حتى انتهيت إلى شيخ في عنقه حبل
يستقي بدلو لا تطيقه الإبل، في الهاجرة والحر الشديد، وخلفه شاب في يده
رشاء في قد – أي حبل على شكل سواط – ملوي يضربه به، قد شق ظهره بذلك الحبل.

فقلت:
أما تتقي الله في هذا الشيخ الضعيف؟ أما يكفيه ما هو فيه من حد هذا الحبل
حتى تضربه؟!

قال: إنه مع هذا أبي!!

قلت: فلا جزاك الله خيرا.

قال:
اسكت، فهكذا كان يصنع بأبيه، وكذا كان يصنع أبوه بجده.

فقلت: هذا
أعق الناس(1).

أي عقوق وصل بهذا الولد الشرير حتى وصل به الأمر أن
يربط أباه بالحبل ويضربه بالسوط في عز الظهر، فهو لا شك خاسر في الدنيا
والآخرة، وهذا جزاء الأب كما فعل بأبيه وسيفعل بالابن كما فعل بأبيه أيضا،
وكما تدين تدان فلا مفر من العقوبة.





(1) المحاسن
والمساوىء.
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:23 

الشاعر العاق





كان
جرير بن عطية الشاعر أعق الناس بأبيه، وكان بلال ابنه كذلك، فراجع بلالا
في الكلام، فقال له بلال: الكاذب بيني وبينك فاعل بأمه؟!


فأقبلت
أمه عليه، يا عدو الله تقول هذا لأبيك؟


فقال
جرير: دعيه فكأنه سمعها مني وأنا أقولها لأبي(1).


كما
تدين تدان، هكذا الإنسان يلقى جزاء عمله في الدنيا أمام عينيه، ويشرب من
نفس الكأس ويتجرع السموم نفسها التي سقاها لغيره، فما بالك إذا كان هذا
المقصود هو الأب أو الأم، فبروا آباءكم وأمهاتكم، تبركم أبناؤكم.






(1)
الجزاء من جنس العمل
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:24 

العقيد





قال اللواء الركن محمود شيت خطاب: اضطرتني ظروفي الصحية إلى دخول
أحد المستشفيات في بيروت لإجراء الفحوص الطبية خلال صيف سنة 1972م، وكان
جيراني المرضى قسم من الضباط المتقاعدين وغير المتقاعدين، فآثرت أن أتعرف
بهم وأزورهم وأواسيهم وأقدم الهدايا لهم، وبعثت أكبر باقة من باقات الزهور
إلى ضابط لا ينام الليل ولا ينيم أحدا، وسألتني الممرضة: "ألك معرفة سابقة
به؟".

قلت: "لا ولكنه لا ينام الليل ولا يتركني أنام، فلعله يحن على
نفسه ويرفق بي بعد استلام هديتي".

وعلمت من الممرضة أنه في
المستشفى منذ شهور وهو زبون دائم في المستشفى، لا يخرج منه أياما ليمكث بين
أهله، إلا ويعود إليه شهورا ليمكث فيه، وزرت العقيد المريض، وكان يسمي
نفسه "الكولونيل"، كان ضابطا قديما عمل في الشرطة الفرنسية أثناء الاحتلال
الفرنسي للبنان.

كان عقله حاضرا، وكان منطقه سليما وكانت ذاكرته
واعية، وكان قلبه ينبض، وهذا كل ما بقي له في الحياة.

أمراضه التي
ابتلي بها كثيرة، الضغط، والسكر، وتصلب الشرايين، وتسمم في الدم، وتليف
الكبد والكلى، وتهري لحم الرجلين والجسم، وكان يصحو نهارا ليخيل إليك أنه
معافى، ولكنه كان ينهار ليلا حتى ليخيل إليك أنه لا يعيش ساعات الليل!!

وكان
في الليل يصرخ من الألم تارة، ويصرخ طالبا أحد الممرضين تارة أخرى، فإذا
جاء الممرض لم يجد عنده مطلبا فيعود من حيث أتى، ولكن ما يكاد يصل إلى
مكانه إلا ويستدعيه العقيد ثانية وثالثة ورابعة، وهكذا طوال الليل، حتى
تشرق الشمس، وكان إذا خفت صوته يستعمل الجرس الكهربائي بشدة، وتبقى يده على
زر الجرس حتى بعد قدوم الممرض.

وحين زرته أجهش بالبكاء وحدثني
بقصته فقال: كنت في شرطة الفرنسيين، وكنت برتبة كولونيل، أقود الشرطة
المحلية، وكانت بيروت تخافني، وكان إسمي يخيف أشجع الشجعان، وكان الفرنسيون
يعتمدون عليَّ، وكنت أخلص لهم كل الإخلاص، فإذا عجز الفرنسيون عن اكتشاف
جريمة من الجرائم أحضروا المتهم إليَّ، فكنت أستخلص منه الاعترافات
بالقوة!! كنت لا أرحم أحدا، وكنت أمارس أنواع التعذيب، وكان المجرمون
ينهارون فيعترفون بما أريد أو يريد الفرنسيون، فيساقون إلى المحاكم لينالوا
ما يستحقونه من عقاب.

ومضى يسرد على مسمعي أربعة وثمانين نوعا من
أنواع التعذيب كان يمارسها مع المتهمين، فاقشعر بدني من هول سرده وتعذيبه.

ثم
قال: وما أعانيه اليوم عذاب من الله، فقد سقت إلى المحاكم كثيرا من
الأبرياء، وعذبت كثيرا من الصالحين، إرضاء لأسيادي الفرنسيين.

مضى
الفرنسيون، وبقي العقيد تلاحقه اللعنات، حتى زوجته وأولاده وأقرباؤه لا
يحبونه يتمنون على الله أن يموت، لأنه يعذبهم بصراخه، ولكنه يعذب نفسه أكثر
مما يعذب الآخرين.

كان يعذب ضحاياه في الليل، ويعذبه الله اليوم في
الليل، أيضا، وكانت أعضاء المعذبين تتساقط في تعذيبه، واليوم تتساقط
أعضاؤه عضوا عضوا، أبقى الله لسانه ليحدث الناس عن أعماله الإجرامية، وأبقى
ذاكرته واعية ليعدد على الناس ما اقترف من آثام، وأبقى عقله حاضرا ليتذكر
ويندم ولات ساعة مندم، وأبقى قلبه ينبض حتى يتحمل عذاب الدنيا ولعذاب
الآخرة أشد وأقسى(1).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لايزال
العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما"

إن تعذيب الأبرياء،
والاعتداء عليهم بغير حق لهم ظلم عظيم، والله عز وجل ينتقم لهؤلاء الأبرياء
من السفاحين والطغاة في الدنيا والآخرة، وفي هذه القصة الواقعية عبرة
لأولى الألباب، فهل يعتبر الناس؟!!





(1) عدالة
السماء ص 74 – 77.

(2) رواه أحمد والبخاري.
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:24 

لله نقمة لم
تبلغ غايتها فيكم





سمر المنصور الخليفة
العباسي ذات ليلة، فذكر خلفاء بني أمية وسيرتهم، وأنهم لم يزالوا على
استقامة، حتى أفضى أمرهم إلى أبنائهم المترفين، فكان همهم في عظيم شأن
الملك وجلالة قدره قصد الشهوات وإيثار اللذات والدخول في معاصي الله
ومساخطه جهلا منهم باستدراج الله تعالى، وأمنا من مكره تعالى، فسلبهم الله
الملك والعز ونقل عنهم النعمة.

فقال له صالح بن علي: يا أمير
المؤمنين! إن عبيد الله بن مروان لما دخل النوبة هاربا فيمن اتبعه، سأله
ملك النوبة عنهم فأخبره، فركب إلى عبيد الله فكلمه بكلام عجيب في هذا النحو
لا أحفظه، فإن رأى أمير المؤمنين أن يدعو به من الحبس بحضرتنا في هذه
الليلة ويسأله عن ذلك.

فأمر المنصور بإحضاره وسأله عن القصة، فقال:
يا أمير المؤمنين، قدمت أرض النوبة بأثاث سلم لي، فافترشته بها، وأقمت
ثلاثا، فأتاني ملك النوبة، وقد أخبر أمرنا فدخل عليَّ رجل طوال أقنى حسن
الوجه فقعد على الأرض ولم يقرب الثياب.

فقلت: ما يمنعك أن تقعد على
ثيابنا؟

فقال: إني ملك! وحق لكل ملك أن يتواضع لعظمة الله إذ رفعه
الله.

ثم قال: لم تشربون الخمر وهي محرمة عليكم في كتابكم؟

فقلت:
اجترأ على ذلك عبيدنا وأتباعنا بجهلهم.

قال: فلم تطأون الزرع
بدوابكم والفساد محرم عليكم؟

قلت: فعل ذلك عبيدنا وأتباعنا بجهلهم.

قال:
فلم تلبسون الديباج والذهب والحرير وهو محرم عليكم في كتابكم؟

قلت:
ذهب منا الملك وانتصرنا بقوم من العجم دخلوا في ديننا فلبسوا ذلك على كره
منا.

فأطرق ينكت بيده الأرض ويقول: عبيدنا وأتباعنا، وأعاجم دخلوا
في ديننا، ثم رفع رأسه إليَّ وقال: ليس كما ذكرت، بل أنتم قوم استحللتم ما
حرم الله عليكم وأتيتم ما عنه نهيتم، وظلمتم فيما ملكتم فسلبكم الله العز
وألبسكم الذل بذنوبكم، ولله نقمة لم تبلغ غايتها فيكم وأنا خائف أن يحل بكم
العذاب وأنتم ببلدي فينالني معكم، وإنما الضيافة ثلاث فتزود ما احتجت إليه
وارتحل عن أرضي(1).





(1) "جولة في رياض العلماء"،
صفحة 16،15.
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:24 

جزاء عقوق الأم





نشأ مدللا
بين والديه، ومات والده وقامت أمه برعايته حتى كبر واشتد ساعده واستوى على
سوقه، وأصبح رجلا وعمل في مجال التجارة حيث إن والده ترك له ثروة لا بأس
بها، ودعوات الأم الطيبة ترافقه في كل مكان، ومع كل خطوة يخطوها تدعو له
بالتوفيق فكثرت أمواله واتسعت تجارته.

وكانت أمه لا زالت ترعاه
وتقوم بشؤونه وتفرح لفرحه وتحزن لحزنه وتواسيه وتحبب إليه الحياة وتحثه على
العمل، فكانت هي السبب بعد الله – عز وجل – في هذه الثروة العظيمة التي
يمتلكها، وهذه الشهرة التي اشتهر بها بين الناس، والأم لا تكمل فرحتها إلا
بزواج ولدها لتفرح به وبأولاده، وتسعد معه بتكوين أسرة تكمل المشوار. وبحثت
له عن بنت الحلال، ولكنه لم يرض بما أشارت إليه بهن أمه، بل اختار هو
بنفسه وتزوج وفرح بزواجه ولكن فرحة أمه أكبر وأعظم، وأخذت الم تدعو ربها أن
يرزق ولدها الذرية الصالحة لكي تفرح بهم وتسعد معهم، واستجاب الله تعالى
لدعائها ورزق بولدين مطيعين له، فأحبهما أكثر من نفسه ورعاهما وسهر على
راحتهما حتى كبرا وشبّا عن الطوق، وكبرت الأم وصارت بحاجة إلى من يرعاها
ويقوم بشؤونها، ولكنه تأفف من ذلك، فرغم أنه الرجل صاحب الثروة الكبيرة
والجاه العظيم، إلا أنه بخل على أمه بأن يجعل لها خادمة تقوم برعايتها،
وتضايق من أمه، وفكر في وسيلة تريحه منها، فهو لا يطيق حتى أن ينظر إليها،
ودفعه تفكيره إلى أن يودعها في دار العجزة.

فتبا له من ولد عاق كيف
هانت عليه أمه أن يودعها في دار العجزة أين السهر؟ أين المعاناة؟ أين
الصبر؟ أين الحنان؟ أين الرعاية؟... لقد ذهب كل هذا أدراج الرياح، أمك التي
بذلت كل ما في وسعها من أجلك يكون هذا جزاؤها من ولدها لاوحيد؟! فتبا لك
ألف مرة.

وذهب مرة لزيارة أحد أصدقائه ليبث له شكواه، وقال لصديقه
وهو يندب حظه العاثر: تصور يا أخي ما أن أودعت والدتي دار العجزة، ورعاية
المسنين حتى لامني الكثير من الأهل والأقارب والبعيد والقريب ممن أعرفهم،
فأجابه صديقه مندهشا: ماذا تقصد بوالدتك التي أودعتها دار العجزة؟! هل هي
أمك التي حملتك؟ أمك فلانة التي ربتك صغيرا، ورعتك كبيرا؟ أم لديك أم
غيرها؟!

قال: بل هي أمي فلانة!! فما العجب في ذلك؟ وقد افتتحت
الحكومة هذه الدار لأمثالها.

فقال صديقه: يا سبحان الله... اللهم
ارفع مقتك وغضبك عنَّا... هل ضقت بوالدتك ذرعا وأنت صاحب المال والجاه
والثروة الواسعة والتي آلت إليك بسبب دعواتها لك بالتوفيق، عد إلى رشدك يا
رجل، واستغفر الله واذهب إلى أمك وقبِّل قدميها، واسأل الله التوبة
والمغفرة، واطلب الصفح منها، وعد بها إلى البيت وهيِّء لها من يقوم
بخدمتها، واعمل على سعادتها وراحتها، أما إن كان الذي فعلته رغبة حرمكم
المصون، فلم أعلم أنك مطيَّة بين الرجال، بل عرفتك رجلا.

ولما سمع
من صديقه هذا الكلام الصادق ضاق وهاج وماج وقال: يا أخي إن كنت ستزيد من
آلامي فأنا في غنى عن معرفتك.

فقال له صديقه: هذا لا يشرفني من ابن
عاق مثلك فصداقة أمثالك عار.

ومرت الأيام وأمه ملقاة في دار العجزة
لا أحد يزورها، وهي تعاني من آلام الكبر والمرض والقهر، واشتد عليها المرض،
ولم يزرها مرة واحدة، ونقلت إلى المستشفى، ولم يرق قلبه لها، وحثه أقرباؤه
وأبناؤه لزيارتها وهي في المستشفى فأبى واستكبر وأخذته العزة بالإثم،
واشتد عليها المرض، واقترب الوعد الحق، وعلم العاق أن أمه تعاني سكرات
الموت، فهل فاق وتاب وأناب... أبدا، بل شد رحاله وغادر البلاد فجأة دون علم
أحد، وبعد أن تأكد أنها ودعت الدنيا بما فيها من مآس ودفنت في قبرها، عاد
راجعا، ولكنه رجع ليجني ثمار ما زرع، ويا شرّ ما زرع، لقد زرع العقوق
والعصيان، فماذا سيجني؟ وماذا ستكون النتيجة؟... لاشك أنه سيجني البؤس
والشقاء.

لم تمر إلا أيام معدودة قبل أن يجف قبر أمه، تعرّض فلذة
كبده وأحب أبنائه إلى قلبه إلى حادث مروري مروِّع راح ضحيته الابن، وكان
هذا الحادث عبارة عن خنجر غرس في قلب الأب، ولم يمر عام على هذا الحادث
الأليم، إلا ويتعرض ولده الثاني وساعده الأيمن في تجارته وأعماله لمرض عضال
جعله ملازما للسرير، وأخذه والده وجال فيه أرجاء العالم، يبحث له عن شفاء
ولكن دون جدوى، ولحق الابن الثاني بأخيه، وبقي الأب وحيدا، فقد كسر جناحاه،
وساءت حالته النفسية، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وبارت تجارته، وأخذ
موظفوه يسرقونه، وأخذ يجني ثمار زرعه، وها هو يرى حياته تتصدع أمام عينيه،
وها هو يرى ما بناه يسقط أمامه دون أن يستطيع عمل أي شيء، وها هي العقوبة
تطل عليه في كل يوم وكل ساعة وكل لحظة، والله أعلم بمصيره في الآخرة(1).

إنها
الحكمة الإلهية والعدل الإلهي، فكما تدين تدان.





(1)
عن جريدة الوطن الكويتية العدد (7221) بتصرف.
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:24 

القصاص العادل





نجح وائل في
اختبار الشهادة الثانوية، وكانت فرحة أبويه أكبر من فرحته، كيف لا وهو
ابنهما ووحيدهما وأملهما في هذه الحياة، وكانت أمنية وائل دراسة الطب
البشري في باريس، ووافق الوالد على اقتراح ولده وعمل على تحقيق أمنيته خاصة
وإنه وحيده. وسافر وائل إلى جامعة (السوربون) في باريس ليدرس الطب وكان
أبوه تاجرا فكان يرسل لولده المال الذي يحتاجه فاستأجر الولد شقة صغيرة قرب
الجامعة من عائلة فرنسية. ونشأت صداقة بين وائل وابنة هذه العائلة وكانت
جميلة فاتنة، وتوثقت العلاقة بين وائل وهذه الفتاة على مر الأيام وصارا
زميلين كل منهما يحب الآخر، واعتادت الفتاة أن تدخل شقة وائل في أي وقت
تشاء، وكان الشيطان ثالثهما، فزين لهما الغي والعصيان فهام كل منهما
بالآخر، وأخذ وائل يغدق على فتاته من عطاياه وهداياه، وكان والده يواصل
الليل بالنهار كي يوفر لولده المال الذي يحتاجه، وهذا الولد يلهو ويلعب.
واشتغل فكر وائل بصاحبته فأثر ذلك على دراسته فتخلف فيها، ومرت العوام
والأب لم يتخلف في إرسال ما يحتاجه ولده من مال، وكانت الأم تحثه وتذكّره
كي لا ينسى، فهذا ولدهما الوحيد وهما في غفلة لا يدريان ما يفعل هذا الولد.

وفي
أحد الأيام جاءت الفتاة تبكي وتنتحب فشق ذلك على قلب وائل فأخذ يهدئ من
روعها ويربت على كتفيها فلما هدأت سألها عن سبب بكائها فقالت له:- إن والدي
طردني من المنزل حيث إني بلغت السن التي يجب فيها أن أعتمد على نفسي وأن
أصرف على نفسي فهو غير ملزم بالإنفاق عليّ.

وهنا لم يتردد وائل أن
عرض عليها الزواج الشرعي فلبّت دون أن تتريث لحظة واحدة خوفا من ضياع
الفرصة، وتزوجا وأصبح وائل مكلفا بالإنفاق على زوجته وبيته، وطلب من أبيه
مضاعفة المبلغ وبين لأهله أنه بحاجة إلى نقود كثيرة حيث إن الأسعار مرتفعة
جدا، ولم يتوان الأب عن إرسال المال لابنه، والأم تحثه أن لا يبخل على
ابنهما حتى صرف الأب آخر مبلغ لديه ونفد ماله، واحتار من أين يأتي بالمال
اللازم لابنه، وسارعت الأم إلى بيع ما لديها من حلي من أجل ولدهما ومن أجل
مستقبله، ووائل مستمر في المطالبة بمزيد من المال ولم يكن يفكر بوالديه وما
يعانيانه من أجل توفير المال له، المهم عنده أن يصله المال لينفق بسخاء
على المحبوبة الغالية!!

وساءت حالة الولد الاقتصادية وتدهورت موارده
المالية، وطالت مدة دراسة وائل، والوالدان ينتظران تخرجه بفارغ الصبر كي
يعوضهما عن كل ما عانياه من تعب وكد ويوفر لهما العيش الرغيد، وكانت الأم
تصبّر زوجها وتمنيه بالأيام السعيدة القادمة عندما يأتي وائل!! ليرد لهما
الجميل وأكثر، والولد يطلب منهما المزيد من المال، فلم يجد الوالدان سبيلا
لتوفير المال اللازم سوى بيع الدار، ويتركان دارهما ويسكنان في دار صغيرة
بالأجرة ويرسلان المال لولدهما فلم يبق على تخرجه إلا القليل وسوف يشتري
لهما قصرا يسعدان به معه!، والولد المسرف يبذر المال دون تفكير أو اهتمام،
وضاق الحال بالوالدين فليس لديهما ما يرسلانه، فبعث الوالد رسالة يشرح فيها
لابنه أن المال قد نفد وأن الدار قد بيعت حتى حلي والدتك قد بيعت أيضا
وليس لدينا ما نبعثه إليك فدبر أمر نفسك.

ولكن وائل غضب ولم يصدق
كلام أبيه وظن بأبيه ظن السوء ووسوس له الشيطان أن والديه قد ضيعا مستقبله،
فقسا قلبه وقاطعهما وأكثر يعمل لمتابعة دراسته، ولما أكمل دراسته ظل
مستمرا في عمله كي يجمع مبلغا من المال ليفتح به عيادة في بلده عند عودته.
وتحقق له المراد وجمع مبلغا من المال وشدّ الرحال للعودة إلى بلده، وعاد هو
وزوجته إلى وطنه ولم يعلم به أحد حتى والداه!!

عاش وائل مع زوجته
الفرنسية وكثر ماله ولم يحاول أن يتصل بأبويه فلقد كان يحمل بين أضلاعه
حجرا قاسيا مليئا بالحقد والضغينة على من كانا سببا لما هو فيه من رغد
العيش، ولكن الله عز وجل يمهل ولا يهمل فلا يغفل سبحانه وتعالى عن أمر
العباد، وشاء الله عز وجل أن يأتي إلى عيادة وائل رجل من أصدقاء والده وعرف
وائل ولكن وائل لم يعرفه، وما أن خرج الرجل من العيادة حتى أسرع إلى والد
وائل ليخبره بأن ولده قد عاد وفتح عيادة، فيتفاجأ الوالد عند سماعه هذا
الخبر ولم يصدق ما سمعه من صديقه فأقسم له الصديق أنه صادق وقال له: هيا
بنا لأدلك على عيادته هيا.

وسار الوالد وهو في دهشة من أمره، وما أن
وقعت عيناه على لافتة العيادة وقرأ اسم ولده واشتم رائحة ولده فلذة كبده،
حتى ذرفت عيناه بالدموع، إنها دموع الفرح والسعادة، وصعد الاثنان درج
العيادة والأب لا يكاد يصدق عينيه. ورأى الأب ابنه بعد هذه الغيبة الطويلة
وأراد أن يضمه إلى صدره كي يطفئ لهيب أشواقه، وما أن اقترب الوالد من ابنه
حتى صاح فيه الولد العاق بكل وقاحة: قف مكانك ولا تقترب مني كي لا تراك
زوجتي الأجنبية فتحتقرني وأسقط من عينها!! وتسمر الأب مكانه، وأردف الولد
العاق قائلا: اسمع سأقدم لك مساعدة مالية ولكن المهم أن تبتعد عن العيادة
ولا أراك أبدا!!

وهنا شعر الأب أنه أصيب بخيبة أمل مريرة وتبددت
جميع توقعاته فتماسك وشد من عزمه وأجاب ولده العاق على الفور قائلا له
كلاما لو سمعه جبل لانهد من مكانه وتطايرت حجارته.

قال الأب لولده
العاق: "عليك لعنة الله والناس أجمعين وعليك غضب الله
إلى يوم الدين وعليك الشقاوة أبد الآبدين".


ثم بصق في وجهه
بصقة أطفأت النار التي أشعلها هذا الولد العاق في قلب أبيه، ثم أردف الأب
قائلا: أغنانا عنك رب العالمين.

وعاد الأب إلى زوجته مخيب الآمال
والحزن والقهر يفتت كبده ولما وصل إليها أخبرها الخبر المشؤوم فحزنت حزنا
شديدا وبكت بكاء طويلا وكان لا بد من نهاية لما حدث خاصة بعد هذا الدعاء
الشديد الصادر من قلب مكلوم قلب أب مجروح.

لم يؤثر كلام الأب بنفس
هذا الابن العاق ولا بقلبه فهو كالحجارة بل أشد قسوة وأسود من دياجير الليل
البهيم.

وفي يوم إجازة خرج وائل مع زوجته للنزهة والراحة
والاستجمام وقضاء يوم جميل بعد عناء العمل، وعند أحد المنعطفات انزلقت
السيارة فجأة وهوت في الوادي السحيق ومات وائل وزوجته في الحال، ووصل الخبر
إلى الوالدين فأيقنا بالله العليم الحكيم الذي لا يرد دعوة المظلوم فما
بالك بالوالدين، فقد ورثا كل ثروة الابن حتى العيادة(1).

إن ربك
لبالمرصاد والله عز وجل يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. وفي هذه القصة
عبرة وعظة للأبناء والآباء، فيجب على الأبناء أن يرعوا آباءهم وأمهاتهم.
ويجب على الآباء أن يحرصوا على أن يربوا أولادهم التربية الدينية الصحيحة
وأن يحافظوا عليهم من آفات الدنيا ومصائد الشيطان خاصة في زماننا هذا.

قال
الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا (:lol!:.(2)



قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "رضى الرب في رضى الوالدين وسخط الرب في سخط الوالدين".(3)






(1) وقائع أغرب من الخيال

(2) سورة
العنكبوت: الآية 8.

(3) رواه الحاكم
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:25 

عاقبة التبرج
والسفور





عن الحارث بن أسد المحاسبي وأصبغ
وخلف بن القاسم وجماعة عن سعيد بن سلمة قال: بينما امرأة عند عائشة رضي
الله عنها وأرضاها إذ قالت: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا
أشرك بالله شيئا ولا أسرق ولا أزني ولا أقتل ولدي ولا آتي ببهتان أفتريه
بين يدي ورجلي ولا أعصي في معروف، فوفيت لربي ووفّى لي ربي فوالله لا
يعذبني الله. فأتاها في المنام ملك فقال لها: كلا إنك تتبرجين وزينتك تبدين
وخيرك تكندين وجارك تؤذين وزوجك تعصين، ثم وضع أصابعه الخمس على وجهها
وقال: خمس بخمس ولو زدت لزدناك، فأصبحت وأثر الأصابع في وجهها(1).

إن
كثيرا من النساء في أيامنا هذه يصلين ويزكين ويصمن ويقمن بأداء الحج
والعمرة إلا أنهن سافرات متبرجات، وهذا نقص في الإيمان وتجرؤ على حكم الله
وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاحذرن فإن الموت يأتي بغتة والحياة
قصيرة والقبر ضيق ويوم القيامة يوم عسير فالحذر الحذر.

قال الله
تعالى: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ
إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى
جُيُوبِهِنَّ
(31). (2)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ستر ما بينها وبين
الله".(1)

قال المناوي في فيض القدير: "أيما امرأة وضعت ثيابها في
غير بيتها" كناية عن تكشفها للأجانب وعدم سترها منهم، فقد هتكت ستر ما
بينها وبين الله عز وجل لأنه تعالى أنزل لباسا ليوارين به سوءاتهن وهو لباس
التقوى، وإذا لم يتقين الله ويكشفن سوءاتهن هتكن الستر بينهن وبين الله
تعالى، وكما هتكت ستر نفسها ولم تصن وجهها وخانت زوجها يهتك الله سترها.





(1) رواه الحاكم.

(2) سورة النور: الآية
31.

(3) رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:25 

خطوات الشيطان





تخرج أنور من الجامعة مهندسا وافتتح له أبوه مكتبا فخما وأهداه
سيارة ووعده بأن يهديه "فيلا" فخمة عند زواجه، وكان والد أنور يعمل مقاولا
وقد رست مناقصة بناء عمارة حكومية عليه وكانت المهندسة (س.و) هي المشرفة
الهندسية على مشروع بناء العمارة الحكومية وكانت جميلة حسناء فأعجب بها
المقاول والد أنور. ومع مرور الأيام نشأت بينه وبينها علاقة غرامية اختلطت
فيها المصالح الشخصية مع العواطف والشهوات الحيوانية، ورغم فارق السن
بينهما تطورت العلاقات بين المقاول والمهندسة وكان والد أنور يغدق على
المهندسة بالهدايا، وبارك الشيطان هذه العلاقة فسقطا بالفاحشة وهتكا
المحرمات وانغمسا في الحرام دون خوف أو حياء وكان الشيطان يرعى هذه العلاقة
وينميها ويطورها. وتعددت اللقاءات بين المهندسة (و.س) والمقاول والد أنور
فحملت منه سفاحا، فأخبرت المهندسة عشيقها المقاول أنها حامل في شهرها
الثاني وأنها لا تمانع في الزواج منه لكن المقاول مع كبر سنه إلا أنه سقط
في الوحل واستلذ الحرام فاقترح عليها اقتراحا شيطانيا خبيثا وذلك أن يجهض
عشيقته المهندسة ويزوجها لابنه المهندس (أنور)، والمهندسة (س.و) هي من نفس
حزب المقاول حزب الشيطان الذين لا يتوانون عن فعل أي شيء في سبيل شهواتهم
ومتطلباتهم فوافقت المهندسة على الاقتراح الشيطاني وأجهضت الجنين. وأخذ
المقاول يحاول بكل وسيلة إقناع ابنه بالزواج من المهندسة، ولكن الابن رفض
الزواج منها لأنه كان يعرف سلوكها عندما كانوا زملاء في الجامعة وعلاقاتها
المشبوهة مع زملائه أثناء الدراسة، لكن والده المقاول غضب وهدده أن يحرمه
من كل الامتيازات التي وفرها له "الفيلا والسيارة والمكتب" ويحرمه من أي
مشروع وذلك من خلال علاقاته بالمسؤولين.

ورضخ (أنور) لرغبة والده
وعقد القران بين المهندسة (س.و) وأنور بمباركة من الوالد العاشق، ومرت
الأيام وعادت العلاقة بين المهندسة ووالد زوجها، وحملت (س.و) وهي غير
متأكدة هل حملها من زوجها المهندس أنور أم من والده!! وولدت طفلين توأمين.

وحتى
يخلو الجو للوالد الماجن كان يرسل ابنه المهندس في مهمات عملية للإشراف
على تعهدات ومقاولات تابعة له في مناطق نائية بعيدة حتى يغرق الوالد في
بؤرة الفساد مع زوجة ابنه.

وحملت المهندسة (س.و) مرة ثانية ولكنها
هذه المرة كانت متأكدة أن حملها كان أثناء غياب زوجها فهي حامل من والده
المقاول.

ولدت المهندسة أيضا توأمين طفلا وطفلة!!

استمرت
(س.و) مع المقاول والد زوجها بعلاقتها الحرام وكان المقاول الأب يغرقها هي
وأولادها بالأموال ويرعاهم.

وذات يوم كان الابن المخدوع في مهمة عمل
إلا أنه عاد قبل موعده ورأى سيارة والده في الكراج فصعد الدرج إلى الطابق
العلوي حيث غرف النوم فرأى والده مع زوجته وهما يتنادمان في جلسة لا توحي
إلا بعلاقة حرام بينهما، ولما أحسا به تصرفا بشكل طبيعي وكأن لم يكن بينهما
شيء، وجم المهندس أنور وأدرك أن علاقة حرام تجمع بين والده وزوجته ولكنه
انتظر حتى يستفسر من زوجته عندما غادر والده البيت عائدا لبيته، وكتم أنور
غضبه. وفي الصباح أخذ في مساءلة زوجته عما رآه البارحة وتطور النقاش بينهما
فاتهمها أن الأولاد ليسوا أولاده وأنهم أولاد حرام، فبصقت الزوجة في وجه
زوجها واتهمته بعدم الرجولة وخرج أنور والشر يتطاير من عينيه متوجها إلى
بيت والده وصارحه بالأمر وانهارت بينهما القيم وتقطعت الأواصر.

أما
الزوجة التعيسة فجن جنونها وسيطرت عليها حالة من الهيستيريا أفقدتها
أعصابها فأخذت ترمي بأولادها من الطابق العاشر واحدا تلو الآخر وسط ذهول
الناس ورغم توسلاتهم ألا تلقي بهم ولكنها أعماها الغضب والجنون وألقت بهم
جميعا دون رحمة أو شفقة من الطابق العاشر(1)!.

وهكذا كانت نزوة
شيطانية سببا بارتكاب هذه الجرائم البشعة التي لا يصدقها عقل ولكنها الشهوة
الحرام واتباع الشيطان، وكم حذرنا الله عز وجل في كتابه المجيد من ألاعيب
الشيطان ومكايده وأن همه إسقاط الناس بحبائله وضمهم لحزبه.



قال
الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا
تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ
الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ
أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

(21).(2)



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه
منزلة أعظمهم فتنة.. يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين
امرأته... فيلزمه ويقول: نعم أنت!"
.(3)



(1)
جريدة الأنباء.

(2) سورة النور: الآية 21.

(3) رواه
مسلم.
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:25 

النفوس الضعيفة





وصل الساحر ومعه شخص آخر يرافقه يصف نفسه بأنه مساعد للساحر وصلا
إلى الكويت عام 1996م. ومنذ وصول هذا الساحر إلى الكويت أشاع بين الناس أنه
قادر على علاج المرضى وشفاء الأرواح القلقة كما يدعي، ووجدت هذه الإدعاءات
والأكاذيب من يصدقها ويروج لها فتسابق ضعاف النفوس على الساحر يعرضون
ثرواتهم طلبا للشفاء.

وعندما رأى هذا المشعوذ تهافت السفهاء من
الناس عليه أراد أن يستغلهم ويضحك عليهم ويستولى على أموالهم بالكذب
والخديعة، فأعلن في جلسة خاصة كانت تضمه مع مسؤول في أحد البنوك وأحد
التجار أعلن هذا المشعوذ أنه قادر على إنزال الثروة من السماء!! واستطاع
هذا المشعوذ الأفّاك أن يقنع هؤلاء السذج المتهافتين على الثراء بأي وسيلة
كانت بأنه سينقلهم إلى مصاف أصحاب الملايين، واتفق الثلاثة المشعوذ
والطامعون الجشعون على أن يذهبوا إلى أحد البيوت في إحدى المناطق النائية
لإجراء هذه العملية السحرية، وهناك دخل المشعوذ إحدى غرف البيت واعتزل
فيها. وبعد مدة خرج المشعوذ إلى من معه ليعلن لهم أن الأموال هبطت من
السماء وملأت الصندوق المعدني الذي جهزوه لهذا الغرض، وقد أكد الجميع في ما
بعد أنهم شاهدوا الأموال ولمسوها، لكن الساحر طلب منهم تركها في الصندوق
لأنهم لا يستطيعون تداولها والإنفاق منها إلا بعد خلطها بنقود حقيقية!!

دفع
الطمع مسؤول البنك وزوجته والتاجر إلى الإسراع بجمع مبلغ من المال يصل
قرابة الثلاثمائة ألف دينار وقدموا هذا المبلغ الكبير إلى المشعوذ لخلطه مع
النقود التي في الصندوق المعدني فأخذ الساحر هذه الأموال منهم وزعم أنه
سيخلط هذا المال مع ما في الصندوق المعدني ثم يرش عليه ماء "دمدم" وهو ماء
موجود في إحدى الدول الإفريقية وهو غالي الثمن كما يدعي هذا الأفّاك، وصدق
هؤلاء السذج البلهاء هذه الادعاءات والأكاذيب وأعماهم الطمع وسيطر عليهم
الجشع حتى ساروا خلف هذا المشعوذ وصدقوا ألاعيبه، واختفى المشعوذ ومن معه
واختفى الصندوق واختفت الأموال. وفي النهاية اتضح أن المشعوذ احتال على
العديد من مرضى النفوس بعد أن تظاهر بأنه على صلة بقوى خارقة يسخرها في
علاج ضحاياه.(1)

خسر هؤلاء الناس أموالهم وأخلاقهم وقبل كل شيء
خسروا دينهم إن لم يتوبوا إلى الله ويستغفروه.

كيف اغتر هؤلاء السذج
بكلام هذا المشعوذ واتبعوه وصدقوه، ألا يعلمون ويدركون بعقولهم أن السحر
شعوذة وخفة يد لا تغير في الحقيقة شيئا، فلو كان هذا المشعوذ يستطيع تنزيل
ثروة من السماء كما يدعي لتحول هو إلى مليونير!! ولأفاد نفسه، ولكنه استطاع
بمكره وخداعه وضعف إيمان من صدّقه وجشعهم استطاع أن يستولي على مبلغ ربع
مليون دينار تقريبا، وهكذا الطمع يذهب ما جمع، وهكذا حب الدنيا والتفاني في
جمع الثروة من أي مصدر كان حلالا أم حراما، دون خوف من الله عز وجل
ومراقبته يؤدي في النهاية إلى الخسارة الفادحة في الدنيا والله تعالى أعلم
بمصيرهم في الآخرة.

قال الله تعالى: وَأَلْقِ
مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ
وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى
(69).(2)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يدخلون
الجنة: مدمن الخمر ومصدق بالسحر، وقاطع رحم
".(3)





(1)
جريدة الأنباء بتصرف.

(2) سورة طه: الآية 69.

(3)
رواه أحمد وابن حبان.
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:26 

الملاح القاتل







كان يعمل جزارا كالعادة ذبح أغنامه قبيل الفجر وعاد مع
الفجر إلى داره التي تقع على جانب طريق ضيقة متعرجة مسدودة، وفي طريق عودته
من المجزرة إلى داره وعلى بعد أمتار معدودات منها سمع صرخة مستغيث فهرول
مسرعا باتجاه الصوت المستغيث، وعثر الجزار وهو يهرول بجثة قتيل يلفظ أنفاسه
الأخيرة يسبح ببركة من دمه النازف فتلطخت يداه وثيابه بالدماء وسقطت سكينه
من وسطه على صدر القتيل فتلونت السكين بالدماء، وأصيب بصدمة عنيفة ولكنه
لم يكد يصحو من هول هذه الصدمة إلا وأصيب بصدمة أخرى أشد هولا من سابقتها
فقد أحاطت به جماعة من الحراس الليليين المسلحين فأمروه بالنهوض فنهض عن
جثة القتيل وهو في حالة يرثى لها من الفزع والهلع، واجتمع عدد من الناس
يتطلعون ليعرفوا حقيقة المر، واقتيد الجزار إلى مخفر الشرطة، وبدأ التحقيق
في القضية وشهد الحراس بأنهم قبضوا على الجزار وهو على صدر القتيل وأن
سكينه التقطت من فوق القتيل، وأيد الشهود الذين تجمعوا شهادة الحراس
فاقتنعت المحكمة بأن الجزار هو القاتل فحكمت عليه بالإعدام شنقا حتى
الموت!! ولم يسمع أحد لإنكاره بأنه ليس القاتل، ولم يصدق احد قصته الحقيقية
بأنه عثر بالقتيل وهو في طريقه إلى داره، وذهبت أقواله أدراج الرياح، وبعد
أن صدر الحكم عليه قال لقضاته الذين تولوا محاكمته على مسمع من الحاضرين:
"إن أقوالي صادقة وأقوال الشهود كاذبة ولكنني أستحق الحكم علي بالإعدام
لأنني قتلت طفلا رضيعا وأمه قبل سنوات، ففتشوا عن القاتل الأصلي الذي ارتكب
جريمة القتل وأفلت من العقاب". ونفد فيه حكم الإعدام شنقا حتى الموت. لكن
إعدام هذا الجزار ترك أثره العميق في المجتمع بحيث لا يزال يتردد حديثه حتى
اليوم، وسر هذا الأثر يكمن في أنه كان بريئا من دم القتيل الذي أعدم
بسببه، ولكنه لم يكن مظلوما في الحكم عليه بالإعدام لأنه كان متهما بقتل
طفل ووالدته، عجز البشر في حينه عن اكتشاف قاتلهما، ولكن الله كان له
بالمرصاد، وإليكم قصة هذا الجزار القاتل:



نشأ في عائلة
فقيرة جدا لا تكاد تحصل على قوتها اليومي إلا بشق الأنفس، وفي السادسة عشرة
من عمره عمل في قارب من قوارب العبور بين ضفتي النهر ومرت عليه سنوات في
عمله الدائب وكان ما يجمعه يوميا لا يكاد يسد رمق عائلته الكبيرة المؤلفة
من أبوين شيخين وخمسة إخوة وست أخوات وكان هو أكبرهم. وذات صباح وهو ينتظر
في قاربه جاءته فتاة مع أمها يبلغ عمر الفتاة ست عشرة سنة على قدر كبير من
الحسن والجمال، ونقل الأم وابنتها إلى جانب النهر الآخر فتحرك قلبه للفتاة
ونظر إليها نظرة تعبر عما يختلج في نفسه فبادلته النظرات، فلما وصلت إلى
الضفة الأخرى حيته بابتسامة مشرقة جعلت قلبه ينهار لوعة وحبا.

ومع
مرور الوقت عرف أنها تصاحب أمها كل يوم خميس لزيارة خالتها فأخذ ينتظر
قدومها وينقلها إلى الجانب الآخر وينتظر عودتها فيعيدها من حيث نقلها وهكذا
حتى تم التعارف بين الطرفين وتبادل الكلمات القصيرة كالتحية والسؤال عن
الصحة، وهمس مرة في أذن الفتاة قائلا: "أحب أن أتزوجك".

فقالت:
"اطرق باب والدي فتسمع الجواب"

رنت هذه الجملة في أصداء قلبه وصار
يفكر في أسلوب عرض زواجه بالفتاة على أبويه حتى يقتنعا، ومرت أسابيع عدة
وهو غارق في تفكيره، وكانت الفتاة تلاحقه بنظراتها وفي ذات صباح همست في
أذنه قائلة: "طرق باب والدي غيرك" أشعلت هذه الجملة نار الشوق في قلبه
وزادت لهيبها، ولما عاد في المساء إلى أهله أخبر أمه بقصته فوعدته أمه أن
تخبر والده ولكنها قالت له أين سيعيش هو إن تزوج مع زوجته إن المسكن ضيق
والعائلة كبيرة العدد ثم من أين له بالمهر؟ بهذا الأسلوب حدثت الأم ولدها
وهي تبكي حسرة على حظ ولدها ففهم الفتى ومضى إلى سبيله دون أن يرد عليها أو
يحتج.



انتظرت الفتاة طويلا وطال انتظارها دون أن يتقدم
الفتى لخطبتها وأصيبت الفتاة باليأس وكذلك كان حال الفتى؛ تزوجت الفتاة
وسلا قلبها بعد زواجها ونسبت تلك الأيام، ولكن قلب الفتى لم يسل ولم ينس،
وعلم الفتى بزواج فتاته فامتلأ قلبه حزنا وأسى ومع مرور الأيام صار الحزن
حقدا وضغينة، ومضى عامان والفتى يعاني من الحزن ولا يفتأ يفكر في فتاته
التي حرم منها بسبب ظروفه الاقتصادية القاسية.



وفي يوم من
الأيام حمل في قاربه فتاة وطفلا وكان الضباب كثيفا والجو غائما، ولما صار
في وسط النهر رأى فتاته فجأة تحمل طفلها الرضيع والجو غائما، ولما صار في
وسط النهر رأى فتاته فجأة تحمل طفلها الرضيع من زوجها الذي زُفت إليه فأمعن
النظر في وجهها طويلا حتى تأكد من أنها فتاته التي هام بها وكانت هي
مشغولة عنه بطفلها، وذكرها ولم تكن الفتاة ناسية فقالت له: "لست لك اليوم
فأنا بذمة زوج وهذا طفلي".



ولكنه تمادى في غيه وقد تقمصه
الشيطان فصار نسخة منه واعتلج في نفسه الشوق فراودها عن نفسها فاستعصمت
وهددها بإغراق طفلها في النهر فما استكانت، فأخذ طفلها من بين يديها وقذف
به في النهر دون رحمة أو شفقة فما هانت وما ضعفت، وهاجمها بخنجره فصدته
بقوة وطعنها بضع طعنات فما رضخت وأخذ يجرجرها كي يضمها إلى صدره فقاومته
بكل شراسة وخارت قواها من شدة النزيف ولكنا لم تستسلم له ولفظت أنفاسها
الأخيرة وهي تدافع عن شرفها وعرضها، فحمل المجرم جثتها وقذفها في الماء
الجاري على الساحل. غسل قاربه من الدماء وتخلص من آثار الجريمة، وسجلت
الجريمة ضد مجهول!!



وعاش المجرم في صراع مع نفسه خاصة إذا
مر وسط النهر يخيل إليه صوت بكاء الطفل وصوت الأم وهي تهدده وتتوعده، لذلك
هجر الملاح عمله وعمل في الجزارة وحدث ما حدث.

جلس المجرم في ليلته
الأخيرة يحدث أباه وأمه وإخوانه وأخواته عن قصته وكان هذا هو حديثه الأخير
معهم واقترب موعد تنفيذ حكم الإعدام بالملاح القاتل، وجاء من يضع فوق رأس
الملاح القاتل كيسا أسود ويقوده إلى المشنقة، وصاح المجرم وصرخ بأعلى صوته
قبل أن يخرج من الدنيا صاح قائلا: "فتشوا عن قاتل صاحبكم فأنا أشنق لقتلي
الطفل الرضيع وأمه، والحكم الذي صدر بحقي ليس عدلا من البشر بل عدل من رب
البشر".(1)

انتهى الأمر والقصة ليست بحاجة إلى تعليق.



قال
الشاعر:
ألا إن خير العفو عفو معجَّلٌ
وشرُّ عقاب ما يجازي به القدَر





قال الله
تعالى: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا
فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ
وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا
".(2)



قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن أهل السماء
والأرض اشتركوا في دم مؤمن لكبهم الله عز وجل في النار
".(3)





(1) تدابير القدر

(2) سورة النساء: الآية
93.

(3) رواه الترمذي وصححه الألباني.
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:26 

جزاء سب
الصحابة






قال القيرواني: أخبرني شيخ
لنا من الفضل قال: أخبرني أبو الحسن المطلبي إمام مسجد النبي صلى الله عليه
وسلم قال: رأيت بالمدينة عجبا، كان رجل يسب أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما
– فبينما نحن يوما من الأيام بعد صلاة الصبح إذ أقبل رجل قد خرجت عيناه
وسالتا على خديه فسألناه ما قصتك؟!

فقال: رأيت البارحة رسول الله
صلى الله عليه وسلم وعليا رضي الله عنه بين يديه ومعه أبو بكر وعمر رضي
الله عنهما فقالا: يا رسول الله هذا الذي يؤذينا ويسبنا. فقال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "مَن أمرك بهذا يا أبا قيس؟" فقلت له: علي، وأشرت
عليه.

فأقبل عليٌّ رضي الله عنه عليَّ بوجهه ويده وقد ضم أصابعه
وبسط السبابة والوسطى وقصد بها إلى عيني، فقال: إن كنت كذبت ففقأ الله
عينيك وأدخل أصبعيه في عيني فانتبهت من نومي وأنا على هذا الحال. فكان يبكي
ويخبر الناس وأعلن التوبة.



عن أبي حاتم الرازي عن محمد بن
علي قال: كنا بمكة في المسجد الحرام قعودا فقام رجل نصف وجهه أسود ونصفه
أبيض فقال: يا أيها الناس اعتبروا بي فإني كنت أتناول الشيخين وأشتمهما
فبينما أنا ذات ليلة نائم إذ أتاني آت فرفع يده فلطم وجهي وقال لي: يا عدو
الله يا فاسق ألست تسب أبا بكر وعمر، فأصبحت وأنا على هذه الحالة.



وعن
شيخ من قريش قال: رأيت رجلا بالشام قد اسود نصف وجهه وهو يغطيه فسألته عن
ذلك فقال: قد جعلت لله علي أن لا يسألني أحد عن ذلك إلا أخبرته به. كنت
شديد الوقيعة في علي بن أبي طالب رضي الله عنه فبينما أنا ذات ليلة نائم إذ
أتاني آت في منامي فقال لي: أنت صاحب الوقيعة فيَّ فضرب شق وجهي فأصبحت
وشق وجهي أسود كما ترى(1).



عن محمد بن سيرين رحمه الله
قال: كنت أطوف بالكعبة وإذا رجل يقول: اللهم اغفر لي وما أظن أن تغفر لي!!

فقلت:
يا عبدالله ما سمعت أحدا يقول ما تقول!

قال: كنت أعطيت عهدا إن
قدرت أن ألطم وجه عثمان رضي الله عنه إلا لطمته، فلما قتل ووضع في سريره في
البيت والناس يجيئون يصلون عليه، فدخلت كأني أصلي عليه فوجدت خلوة فرفعت
الثوب عن وجهه ولحيته ولطمته، فأيبس الله يدي اليمنى فأصبحت كالخشبة لا
تتحرك. قال ابن سيرين: فنظرت إلى يده فرأيتها يابسة، وعثمان بن عفان ذو
النورين الخليفة الثالث المظلوم قد فوَّض أمره إلى ربه فقضى الله ونفذ قدره
وجعل من ظلمه عبرة، والله عزيز ذو انتقام.(2)



عن عامر بن
سعد رضي الله عنه قال: بينما سعد رضي الله عنه يمشي إذ مر برجل وهو يشتم
عليا وطلحة والزبير، فقال له سعد: إنك تشتم أقواما قد سبق لهم من الله ما
سبق والله لتكفنَّ عن شتمهم أو لأدعونَّ الله عز وجل عليك.

فقال:
تخوفني كأنك نبي.

فقال سعد: اللهم إنه كان يشتم أقواما قد سبق لهم
منك ما سبق فاجعله اليوم نكالا.

فجاءت بختية – أي الأنثى من الجمال –
فأفرج الناس لها فتخبطته. فرأيت رجالا يتبعون سعدا ويقولون: استجاب الله
لك يا أبا إسحاق.(3)



وعن قيس قال: شتم رجل عليا – رضي الله
عنه – فقال سعد: اللهم إن هذا يشتم وليا من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع
حتى تريهم قدرتك.

فوالله ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على
هامته في تلك الحجار فانفلق دماغه فمات.(4)



سب الصحابة
رضوان الله عليهم من أكبر الكبائر ولا يجرؤ على سب الصحابة إلا زنديق أهوج
قد ملأ قلبه غيط وحقد عليهم ويكفينا قول التابعي الجليل أبو زرعة رحمه
الله: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاعلم أنه زنديق".



من سب الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه
طرده الله من رحمته وأبعده عن جنته وأورثه الذلة والهوان في الدنيا قبل
الآخرة، وهل يُسبُّ من أتى القرآن والإنجيل والتوراة بوصفهم والثناء
عليهم؟!

قال الله تعالى: " مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ
اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء
بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ
وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ
مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ
أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا
عَظِيمً
ا.(5)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".(6)





(1) كتاب المنامات لابن أبي الدنيا

(2)
البداية والنهاية

(3) رواه الطبراني

(4) رواه الحاكم

(5)
سورة الفتح: الآية 29

(6) رواه الطبراني وحسنه الألباني
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:26 

الغدر







كان صديقان يحب أحدهما الآخر وكان كل واحد منهما يقدر
الآخر ويحترمه ويشكو له همومه ويبث له أسراره، وكان أحدهما لديه مال يحتفظ
به وأما الاخر فكان فقيرا لا يملك درهما ولا دينارا، وكان صاحب المال يضع
نقوده في مكان لا يعلمه أحد من الناس إلا صديقه، وكان الزمن زمن شح وقحط
وكانت النقود عزيزة، لذلك كان صاحب المال حازما يقظا وكان يحذر أن تسرق
نقوده.



كان صديقه يفكر في حاله وكيف يحصل على نقود يتمتع
بها مثل غيره، فسولت له نفسه سرقة أموال صاحبه فهو يعلم أين يضع أمواله.
وأخذ يفكر في رسم خطة يستطيع بها أن يسرق أموال صديقه دون أن يشعر به وبذلك
يستولي على النقود دون علم صاحبه، وأخذ يتحين الفرصة، وفي ليلة من ليالي
الشتاء الباردة والمطر يهطل والوحل كثير وكان صاحب المال نائما هو وزوجته
وبينهما نام طفلهما، وفي حوش الدار كان صديقه يفكر كيف يتسنى له الحصول على
النقود فهو يعلم أن صديقه يضع النقود في حفرة صغيرة تحت فراشه الذي ينام
عليه هو وزوجته فكيف يصل إلى النقود؟! فكان لا بد أن يبعدهما عن الفراش كي
يسهل عليه أخذ النقود وهنا خطرت له فكرة خبيثة وبدأ بتنفيذها فورا دون تردد
فأخذ يحبو بخفة وحذر على يديه كي لا يشعرا بحركته، ووسط هذا الجو البارد
الممطر أخذ يزحف تارة ويقف أخرى، ولما أيقن أنهما مستغرقان في النوم التقط
الطفل من بينهما بخفة دون أن يحسا به وخرج به إلى فناء الدار والحوش ووضعه
وسط الوحل والمطر ينهمل عليه وعاد إلى مكانه وجلس بهدوء عند باب الغرفة
منتظرا ماذا سيحدث، لقد كان ينتظر بكاء الطفل كي يستيقظ أبواه ويخرجا، من
الغرفة عندها يدخل هو ويلتقط النقود ويهرب ولا يشعر به أحد، لقد رتب هذا
الماكر كل شيء، وفعلا صرخ الطفل صراخا عاليا وقفزت الأم فزعة ووضعت يدها
تبحث عن طفلها فلم تجده فأيقظت الأب فقفز من فراشه مذعورا فقالت له: إن
الطفل يبكي خارج الغرفة فهيا لنأتي به، وخرجا معا وما إن خرجا حتى دخل
الصديق اللص مسرعا ورفع الفراش وانتشل النقود بسرعة، وما إن أمسكت يده كيس
النقود حتى انهارت عليه الغرفة وأطبقت عليه، والتفت الأبوان إلى مصدر الصوت
وهما يحضنان طفلهما فإذا الغرفة عبارة عن كومة من الحجارة، فنظر كلمنهما
للآخر وهما يضحكان ويتعجبان ويحمدان الله تعالى إذ نجا طفلهما من موت محقق،
وسمعا أنينا منبعثا من الغرفة المنهارة وتشجع الزوج وقصد مصدر الصوت وأخذ
يبحث بين أكوام الحجارة وأخشاب السقف المنهار وفي الطين عن مصدر الصوت
وسأله من أنت؟!



وبعد جهد جهيد استطاع أن يعرف صاحب الصوت
إنه صديقه وحاول أن يزيح عنه الأنقاض لكنه لم يستطع بسبب الظلام الحالك
وشدة المطر ووحولة الأرض ووعده أن يحاول إنقاذه عندما يأتي بمن يعينه على
إزاحة الأنقاض من عليه.



هذا جزاء الغدر والخيانة، لقد أمنه
صديقه على سره إلا أن الطمع أعمى بصره وطمس على بصيرته فأراد أن يغدر
بصاحبه فكانت نهايته مثل نيته سيئة وكان جزاؤه من جنس عمله. قال الشاعر:
أخلق بمن رضي الخيانة شيمـــــــة أن لا يرى إلا صريع
حوادث

مازالت الأرزاء تُلحق بؤسها
أبدا بغادر ذمة أو ناكث





قال الله
تعالى: " وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ
أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا
".(1)

قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل غادر لواء يوم
القيامة يقال: هذه غدرة فلان
".(2)





(1)
سورة النساء: الآية 107

(2) متفق عليه
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:27 

الغشاش





نشأ فقيرا إلا أنه كان يسعى لتغيير حاله إلى الأحسن، واستمرت
حالته على ما هي عليه حتى زارهم في يوم من الأيام ضيف، واقترح عليه العمل
عنده كعامل في أحد المصانع التي يملكها. ووافق وعمل عاملا لمدة ثلاث سنوات
لكنه كان يطمح إلى أكبر من هذا بكثير فقد كان يطمح أن يكون ممن يملكون
المال، فأخذ يجمع النقود التي يحصل عليها ولا ينفق منها شيئا وكان يقتر على
نفسه حتى صار الناس يطلقون عليه اسم "البخيل" ولكنه لم يهتم بكلامهم كان
همه أن يجمع المال فالمال غايته وهدفه وأمله، ومع مرور الأيام كون مبلغا من
المال لا بأس به وأنشأ مصنعا للطابوق مع شريك آخر، وكثرت أمواله إلا أن
نفسه المريضة بحب المال لم ترض بهذه الثروة، وأصبح يفكر في طريقة كي يزيد
من ثروته فقاده شيطانه إلى غش الناس فصار يزيد في كمية الرمل ويقلل من كمية
الإسمنت في الطابوق، فزادت أمواله، وكان الشيطان يغريه بهذه الزيادة،
ونفسه تحثه على طلب المزيد أكثر فأكثر فأنشأ مصنعا ثانيا للبلاط، لقد صار
حبه للمال أشد حبا من أي شيء آخر فأصبح مشغوفا بحب المال فلا يرى إلا المال
ولا يسمع إلا رنين المال ولا يفكر إلا في المال، وازدادت ثروته وتحقق حلمه
وصار من الأغنياء، وكان جشعه وحبه للمال قد جعله يرتاب بكل من حوله فكان
حبيبه المال فقط لا يثق بأحد غيره ولا يناجي أحدا غيره.. المال.. المال...
لا غيره، وكان هذا المال وبالا على أهله وأولاده، فمن شدة حبه للمال وخوفه
عليه وحرصه على جمعه بخل به على أهله وأولاده فحرمهم من كل ما تشتهيه
أنفسهم فهو يعمل لجمع المال وكنزه فقط أما الإنفاق منه فلا وكما قال الشاعر
:
ومن طلب الحوائج من بخيل
كمن طلب العظام من الكلاب





ساءت علاقاته الاجتماعية فقطع رحمه وخاصم أقرباءه، وكان يظن أنهم
لا يريدونه إلا لماله ولا يحبونه إلا بسبب ثروته لذلك شك فيهم فقاطعهم
فقاطعوه ونبذوه، وكانت تجارته في ازدهار وكأن الدنيا تمد له وتغريه فكان
المال يأتيه من كل صوب فافتتح مصنعا ثالثا.



وفي ذات يوم
جاءه زبون ليشتري كمية كبيرة من الطابوق من أجل بناء منزله وشيد الرجل
منزله، إلا أنه هوى وسقط وكان بسبب الطابوق المغشوش الذي اشتراه من التاجر
البخيل. وقام الرجل برفع قضية على صاحب المصنع فقضت المحكمة بحبسه أربع
سنوات أو دفع غرامة قيمتها خمسون ألف دينار، إلا أن نفسه المريضة وبخله
الشديد جعلاه يؤثر الحبس على دفع المبلغ المطلوب فقضى أربع سنوات من عمره
في السجن بسبب حبه للمال، ولكن هل كانت هذه نهاية هذا الغشاش؟ لا، فلقد
احترقت جميع مصانعه عن بكرة أبيها خلال الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت
ولم يبق منها شيء يُذكر، وقد ابتلاه الله عز وجل بالشلل النصفي(1).



إن ما أصاب هذا الرجل بسبب غشه وطمعه وجمعه للمال بأي وسيلة كانت،
فكان انتقام الله عز وجل منه شديدا، وكان ما أصابه عبارة عن درس قاس وصفعة
على وجهه أفاق بعدها وأدرك أنه كان على خطأ كبير وأن ما حدث له ما هو إلا
رحمة من الله عز وجل وتنبيه له من غفلته، فعاد الرجل إلى الله وتاب توبة
نصوحا وأقبل على عمل الخير وبنى مسجدا تكفيرا عما اقترفه من ذنوب وعاهد
الله عز وجل بأن لا يكسب إلا الكسب الحلال وأن يسخر أمواله لفعل الخيرات،
نسأل الله تعالى أن يتوب عليه وأن يتقبل منه عمله ويوفقه لطاعته والله غفور
رحيم.



قال الله تعالى : " الَّذِينَ
يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ
اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
.(1)



قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا".

(حديث قدسي)
إن من عبادي من لو أغنيته لفسد حاله.
وإن من عبادي من لو أفقرته لفسد حاله.
وإن من عبادي من لو أصححته لفسد حاله.
وإن من عبادي من لو أمرضته لفسد حاله.
وإن من عبادي من يطلب بابا من أبواب الدنيا فأكفه عنه حتى لا
يصيبه العجب،

إني أدبر أمر عبادي بعلمي
بهم، إني بهم عليم خبير.





(1) جريدة
الرأي العام

(2) سورة الحديد:الآية 24
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:27 

لظى الشهوة





شاب مستقيم
السلوك متزوج من امرأة طيبة، عاش مع زوجته وطفلته حياة سعيدة يعمل في إحدى
الوزارات وكان عمله فاحصا للذهب في المطار، ومن هنا بدأت معاناته. ولنتابع
قصته وهو يرويها لنا قائلا: بما أنَّ عملي فاحص للذهب كانت تأتيني الفتنة
تمشي على أقدامها، نساء من كل صنف، وكان بعضهن مع شديد الأسف يعرضن عليَّ
أنفسهن مقابل أن أسمح لما يحملنه من ذهب بالمرور دون فحص، لكني كنت قويا
متماسكا، ولكن مع مرور الأيام شيئا فشيئا وجدت نفسي وقد تراخيت فلم أعد أنا
ذلك الرجل الذي يرفض المغريات مهما كانت، لكنني كنت أخجل من زملائي فأنا
صاحب المبادئ والقيم والأخلاق كيف لي أن أنحدر إلى هذا المستوى الوضيع،
وفعلا تماسكت ولكن زملائي الذين ارتضوا طريق السوء وساروا في دروب الشيطان
حاولوا إغوائي حينا بعد حين وقد نجحوا في ذلك، لاحظت زوجتي التغير الذي طرأ
عليّ فلم أعد أحرص على صلاة الفجر ولا على صلاة الجماعة وكانت تحاول
توجيهي ونصحي، وكنت أوبخها بشدة.



أهملت زوجتي إلى درجة أن
أصبحت أشعرها أني لست بحاجة لها، ولكنها كانت حريصة على الوقوف إلى جانبي
وعدم تركي في مثل هذه الظروف وذلك لأنها كانت امرأة صالحة تخشى الله
وتراقبه.



مرت الأيام هكذا كنت أعيش حياة اللهو والمجون،
نساء وفتيات وصداقات، ودخلت في عالم شرب الخمور واعتدت على ارتياد شقق
الفساد وسوء الأخلاق، وطريق الغواية يجر إلى المهالك فوقعت في وحل المخدرات
وأخذت أغرق في هذا الوحل، وكانت زوجتي الصابرة هي الوحيدة التي تحاول أن
تنتشلني من هذا الوحل الآسن، إلا أني لم أكن أستجيب لها، وكلما مر يوم
ازدادت حاجتي للمخدر، فبعت ذهب زوجتي وأثاث المنزل وسيارتي وكل ما تقع عليه
عيني بعت كل شيء من أجل الحصول على المخدرات.



ومرة كنت
جالسا مع أحد أصدقاء السوء فقال لي: إن ثمن المخدرات هذا مرتفع فلماذا لا
نسافر إلى إحدى الدول حتى نأتي بها لأنها هناك متوفرة ورخيصة، وسافرت معه
واشترينا الكمية التي نريدها، وفي طريق العودة كان الشيطان يزين لنا
أعمالنا ويعدنا بأننا سنصبح أغنياء فقد كنا على ثقة من أننا سنمر عبر حاجز
الجمارك لأنهم زملائي ويعرفونني ويستحيل أن يشكُّوا بي وحتى إن شكوُّا فإن
من المستحيل أن يفتشوا أمتعتي مجاملة لي لأنني زميل لهم.



وعند
وصولنا إلى حاجز الجمارك فتش الموظف المسؤول أمتعتي ليفاجأ بوجود المخدرات
مدسوسة بين أغراضي الشخصية. وتم القبض عليَّ من قبل السلطات المختصة وصدر
ضدي حكم المحكمة النهائي بالحبس لمدة سبع سنوات أقضيها خلف أسوار السجن
لأتعذب بلظى الشهوة التي قادتني إلى هذا الطريق المظلم، ولما علم والدي
بالأمر بعد صدور الحكم عليَّ أصيب بالشلل وامتنع عن الطعام إلى أن مات،
وترملت والدتي وذلك كله بسبب بحثي عن الشهوات المحرمة.(1)

قال الله
تعالى: " أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ
حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا
تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا
يَصْنَعُونَ"
(2)



هذه نهاية كل إنسان لا يعرف حق ربه
عليه ولم يشعر بواجبه تجاه وطنه وعائلته وزوجته وأبنائه. وها هو هذا
الضال العاصي الذي لم يتوانَ عن ارتكاب الفواحش ها هو الآن خلف القضبان
يبكي ألما وحسرة ويعض أصابع الندم على ما فرط في جنب الله وعلى ما آلت إليه
حال أمه وزوجته وأبنائه. إنه لا شك يحتقر نفسه الأمارة بالسوء التي قادته
إلى هذا الطريق الشائك فهل من معتبر؟!

إذا المرءُ أعطى
نفسه كل ما اشتهت ولم ينهها تاقت إلى كل باطل

وساقت إليه الإثم والعار بالــــــــــذي
دعته إليه من حلاوة عاجـــل







(1)
جريدة الرأي العام بتصرف

(2) سورة فاطر: الآية 8
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 14:28 

الطمع





كان طالبا في إحدى جامعات بلده وكان يحلم بأن يكون تاجرا يملك
المال الكثير، لهذا تخصص في مادة الرياضيات والمحاسبة، وبعد تخرجه سافر إلى
إحدى الدول الخليجية للحصول على فرصة عمل تحقق له أهدافه التجارية، وعمل
مدرسا لمادة الرياضيات، ونجح في عمله وجمع مبلغا من المال استطاع من خلاله
الزواج وتكوين أسرة وعاش حياة سعيدة هانئة، وكان كلما جمع مبلغا من المال
أرسله إلى أهله عن طريق أحد أصدقائه. وكان له رصيد في بلده فكان يأخذ منه
العملة الخليجية ويعطيه (شيكا) يصرفه في بلده، فكان صديقه يربح فرق العملة
بهذه التحويلات وكلما زادت التحويلات زاد ربحه، ولما رأى المدرس أن صديقه
يربح بهذه الطريقة فكر بأن يجرب هذا العمل خاصة وأن الربح فيه مضمون من غير
عناء ولا تعب، ودخل في هذا المجال وربح مالا كثيرا، ويوما بعد يوم يزداد
ربحه ويزداد حبه للمال وطمعه، وفكر في أن يفتح شركة لتوظيف الأموال، وكانت
عبارة عن شركة وهمية، وبدأ يستقبل أموال المودعين وكان يشترط عليهم ألا
يطالبوه بأموالهم قبل عام من تاريخ الإيداع على أن يكون الربح (50%) حتى
وثق الناس به، فعرض عليهم وديعة الأموال لمدة ثلاث سنوات ويصبح الربح
(100%) وفكر بعد ذلك أن يترك عمله وينتقل بهذه الأموال إلى أوروبا
لاستثمارها هناك. وقد كان له ما أراد، وبعد عامين اشترى سوقا مركزيا من
الأرباح وكذلك اشترى بعض المحلات، وقبل أن ينتهي العام الثالث تم القبض
عليه من قبل السلطات لمخالفته القوانين فقام بتوكيل محام ليدافع عنه وأعطى
أخاه توكيلا عاما كي يتصرف في البيع والشراء وأن يكتب جميع ممتلكاته باسمه
كي لا يطالبه المودعون بأموالهم، وانتشرت القضية في الصحافة، وبعد ذلك أعلن
إفلاسه وحكم عليه بالسجن عشر سنوات، وهو في السجن أخذ يراسل أخاه ويطلب
منه أن يرعى أسرته، وقد فعل ونجحت ابنته الوحيدة في الثانوية العامة ودخلت
كلية الطب، وفي أثناء دراستها في الكلية أصيبت بمرض في صمام القلب فحزن
عليها حزنا شديدا خاصة وأنه بعيد عنها يقضي أيامه بين جدران السجن مما يزيد
من ألمه، وكلما مرت الأيام عليه في السجن ازدادت حالته سوءا وحياته كآبة
وأصيب بمرض الضغط وفقد إحدى عينيه بسبب هذا المرض، ولكن الخنجر الذي انغرس
في قلبه وما جعل مصابه عظيما هو أن أخاه قرر أن يصرف له راتبا شهريا ما
يعادل (50) دينارا كويتيا كمصروفات له وسرته وهو الذي أودع ما يقرب من
(مليون دينار كويتي) باسم أخيه، وذهبت كل الأموال التي جمعها بالحرام في
جيب أخيه وعاش حياته سجينا بائسا محروما.(1)



وهذه نتيجة
الطمع والكسب الحرام فالمال الحرام يأتي سريعا ويذهب سريعا ويكون وبالا على
صاحبه في الدنيا والآخرة فها هو الطماع يعاني الأمرَّين في حياته في سجن
مظلم، وحياة تعيسة بائسة وأسرة محرومة، وماذا سيكون موقفه غدا عندما يقال
الذين ظلمهم وسلب أموالهم من دون وجه حق سوى أنهم وثقوا به مما أدى إلى موت
بعضهم قهرا على ضياع أمواله، فالويل للظالمين في الدنيا والآخرة.



قال
الله تعالى: " أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ
مِن مَّالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا
يَشْعُرُونَ
".(2)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المكر والخديعة والخيانة في النار".(3)





(1) جريدة الرأي العام بتصرف

(2) سورة المؤمنون:
الآيتان 56،55

(3) رواه أبو داود
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبوسيف
المدير العام

المدير العام
أبوسيف


المشاركات :
4405


تاريخ التسجيل :
28/10/2009


الجنس :
ذكر

sms :
لاتحزن


الذنوب و آثارها _
مُساهمةموضوع: رد: الذنوب و آثارها   الذنوب و آثارها Emptyالخميس 4 أغسطس 2011 - 0:35 

بارك الله في جهودكم
وجعل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
 الموضوع : الذنوب و آثارها  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أبوسيف

 توقيع العضو/ه:أبوسيف

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

الذنوب و آثارها

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: الملتقى الشرعي العام-