فتاوى
الشيخ محمد بن صالح
العثيمين في العقيقة
الـسـؤال
الأول
فـضـيـلـة الـشـيـخ : حبذا
لو
أتحفتنا ببعض أحكام العقيقة : تسميتها ،
وقتها
، وهل يُـعطى الأغنياء منها ؟ وهل يجوز إعطاء الكافر منها ؟ وهل
الأفضل
توزيعها أو عمل وليمة ؟
الـجـواب :
العقيقة سنة مؤكدة ، عن الغلام شاتان وعن
الجارية
شاة ، تذبح في اليوم السابع ، ويؤكل منها ويوزع على الأغنياء
هدية وعلى
الفقراء صدقة .
هل يجوز أن يُعطى الكافر
منها ؟
الكافر يتصدق منها عليه إذا كان لا ينال
المسلمين منه
ضرر ، لا منه ولا منه قومه لقوله تعالى : " لَا يَنْهَاكُمُ
اللَّهُ
عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ
يُخْرِجُوكُمْ
مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ
" [
الممتحنة : 8 ] . يعني ما ينهاكم عن برهم ، بروهم تصدقوا عليهم ليس
هناك
مانع أن تبروهم وتقسطوا إليهم ، فالبر إحسان ، والقسط عدل : " إِنَّ
اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" [ الممتحنة : 8 ] .
الـسـؤال
الـثـانـي
فـضـيـلـة الـشـيـخ : شخص يقول :
عندي عقيقة ذبحتها
فأكرمت العمال وبينهم مسلم ، وبينهم كافر فهل يجوز
لي إكرامهم أم لا ؟
الـجـواب :
أولا العقيقة ذبيحة لله -
عز وجل - لا
يجوز أن يدفع بها الإنسان مذمة عن نفسه ولا أن يجلب لنفسه بها
مصلحة ،
فإذا كان قد أكرم العمال من أجل أن يزيدوا في عمله وينصحوا له ،
فهذا
لا يجوز ، أما إذا أكرم العمال بها لأنهم فقراء فهذا لا بأس به ، سواء
كانوا مسلمين أو غير مسلمين ، وسواء كان معهم مسلم أم لم يكن ، لأن الله
تعالى
قال في كتابه : " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ
فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ
تَبَرُّوهُمْ
وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُقْسِطِينَ " [
الممتحنة : 8 ] .
الـسـؤال
الـثـالـث
هل الولد الصغير الذي يسقط قبل أن يتم له عقيقة أم لا ؟
الـجـواب
: ما سقط قبل تمام أربعة أشهر فهذا ليس له
عقيقة ، ولا
يسمى ولا يصلى عليه ، ويدفن في أي مكان من الأرض .
وأما بعد أربعة أشهر فهذا قد
نفخت فيه
الروح ، هذا يسمى ويغسل ويكفن ويُصلى عليه ويدفن مع المسلمين ،
ويعق عنه
على ما نراه ، لكن بعض العلماء يقول : ما يعق عنه حتى يتم
سبعة أيام حيا ،
لكن الصحيح أنه يعق عنه لأنه سوف يبعث يوم القيامة ،
ويكون شافعا لوالديه .
الـسـؤال
الـرابـع
رجل له مجموعة من
الأبناء
والبنات ولم يعق لأحد منهم إما لجهل أو لتهاون ، وبعضهم كبار الآن
،
فماذا عليه الآن ؟
الـجـواب : إذا عق عنهم
الآن
فهو حسن إذا كان جاهلا ، أو يقول غداٌ أعق حتى تمادى به الوقت ، أما
إذا
كان فقيرا في حين مشروعية العقيقة فلا
شيء
عليه .
الـسـؤال الـخـامـس
فـضـيـلـة
الـشـيـخ : ما حكم توزيع كل العقيقة
وإخراجها
خارج البلاد مع العلم بعدم حاجة أهلها للحم هذه العقيقة
؟
الـجـواب : بالمناسبة
لهذا السؤال ، أود أن أبين للإخوة الحاضرين
والسامعين أنه ليس المقصود من
ذبح النسك سواء كان عقيقة أم هديا أم
أضحية اللحم أو الانتفاع باللحم ،
فالانتفاع باللحم يأتي أمرا ثانويا ،
المقصود بذلك هو أن يتقرب الإنسان إلى
الله بالذبح ، هذا أهم شيء ،
أما اللحم فقد قال الله تعالى : " لَنْ
يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا
وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ
التَّقْوَى " [ الحج : 37] .
وإذا علمنا ذلك تبين لنا خطأ
من يدفعون فلوسا ليضحي عنهم
في مكان آخر ، أو يعق عن أولاده في مكان
آخر ، لأنه إذا فعلوا ذلك ، فاتهم
المهم بل فاتهم الأهم من هذه النسيكة
وهو التقرب إلى الله بالذبح ، وأنت
لاتدري من سيتولى الذبح ، قد
يتولاها من لايصلي ، فلا تحل ، قد يتولاها من
لا يسمي عليها فلا تحل ،
قد يعبث بها ولا يشترى إلا شيئا لا يُجزيء .
فمن الخطأ جدا أن تصرف الدراهم
لشراء
الأضاحي أو العقائق من مكان آخر ، نقول : اذبحها أنت بيدك إن
استطعت أو
بوكيلك ، واشهد ذبحها حتى تشعر بالتقرب إلى الله سبحانه
وتعالى بذبحها ،
وحتى تأكل منها لأنك مأمور بالأكل منها . قال الله
تعالى : " فَكُلُوا
مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ" [
الحج : 28 ]
وقد أوجب كثير من العلماء على الإنسان أن
يأكل من كل
نسيكة ذبحها تقربا إلى الله كالهدايا والعقائق وغيرها ، فهل
ستأكل منها
وهي في محل بعيد ؟ لا .
وإذا كنت تريد أن تنفع إخوانك في مكان بعيد فابعث
بالدراهم
إليهم ، ابعث بالثياب إليهم ، ابعث بالطعام إليهم ، وأما أن تنقل
شعيرة
من شعائر الإسلام إلى بلاد أخرى ، فهذا لا شك أنه من الجهل ، نعم
أعتقد
أن الذين يفعلون ذلك لا يريدون إلا الخير ، لكن ليس كل من أراد الخير
يوفق له . ألم تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل رجلين في حاجة ،
فحضرت
الصلاة وليس معهما ماء ، فتيمما وصليا ، ثم وجدا الماء فأحدهما توضأ
وأعاد
الصلاة ، والثاني لم يعد الصلاة ، فقال للذي لم يعد الصلاة أصبت
السنة
. والذي أعاد الصلاة كان يريد الخير ، فشفعت له نيته هذه ، وأعطي
أجرا
على عمله الذي فعله باجتهاده . لكن هو خلاف السنة ولهذا لو أن الإنسان
أعاد الصلاة بعد أن سمع بأن السنة عدم الإعادة لم يكن له أجر ، لكن هذا
كان
له أجر لأنه كان لا يعلم أن السنة عدم الإعادة .
فالحاصل أنه ليس كل من أراد
الخير يوفق له .
وأنا أخبرك وأرجو أن تخبر من يبلغه خبرك ، بأن هذا عمل
خاطيء ليس بصواب ،
نعم : لو فرض أنه أراد الأمر بين أن تعق أو تنجي
أناسا من المجاعة وهم
مسلمون وأردت أن تأخذ دراهم العقيقة وترسلها
لقلنا لعل هذا أفضل ، لأن
إنقاذ المسلمين من الهلاك واجب لكن لا ترسل دراهم
على أنها تكون عقيقة .
الموضوع : مسائل يكثر السؤال عنها في أحكام العقيقة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya