بسم الله الرحمن الرحيم
كل
إنسان ينحرف عن سواء السبيل إن في كسبه للمال أو في إنفاقه له أو في
معاملته لمن حوله أو في ترك العبادات أو بالسير بما لا يرضي الله استحق
الهلاك. والله عز وجل لا يتركه من دون علاج أو تنبيه بل إن هناك أربعة
أساليب يطبقها الله على عباده أولها "الدعوة البيانية" أي الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر. والاستجابة لتلك الدعوة هي أكمل حالة يصل إليها الإنسان،
وأسعد إنسان هو الذي إذا سمع دعوة الحق
انصاع لها. يقول الله سبحانه وتعالى:
"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول
إذا دعاكم لما يحييكم"
الله عز جل وعد الإنسان بحياة إذا استجاب
لأمره، وما من منهج أرضي يحقق للإنسان حياة أكمل من الحياة
التي وعده الله بها.
أما إذا لم يستجب الإنسان ل "الدعوة
البيانية"، يكون بعدها مرحلة "التأديب التربوي" يبتلي بها الله الإنسان
بالضيق، والحزن والخوف ونقص في
المال والولد، وحياة زوجية
غير هانئة، والمرض، والشدة سواء
مادية أو اجتماعية أو نفسية، ... الخ...
يقول الله تعالى:
"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي
الناس لنذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"
ويقول الحق عز وجل أيضاً:
"ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب
الأكبر لعلهم يرجعون"
وهذا التأديب في الدنيا هو نعمة
وليس نقمة لأنه عذاب تربية. فالله
هو الحكيم وهو الخبير وهو العليم
بكيفية معالجة هذا العبد المنحرف. عندها يلجأ الإنسان إلى الله ويتضرع إليه تائباً منيباً فإن فعل ذلك يكون
أن عمل أكمل ما يمكن عمله في هذه الحالة.
أما إن لم يتضرع ولم يتب، فإن الله ينقله
إلى طور ثالث هو "الإكرام الاستدراجي" فيعطيه من الدنيا كل ما يريد، ويزيح
عنه الضيق، ويكشف عنه الشدائد، ويزيل الخوف من قلبه. وأكمل استجابة لهذا
"الإكرام الاستدراجي" هو أن يشكر العبد ربه. فأما إن لم يفعل تأتي عندها
المرحلة الرابعة وهي "القصم". يقول
الله سبحانه وتعالى:
"فأخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون"
ويقول الحق عز وجل:
"وأنه أهلك عاداً الأولى وثمود فما أبقى
وقوم نوح من
قبل أنهم كانوا هم أظلم وأطغى والمؤتفكة
أهوى فغشاها
ما غشى"
فمن هو السعيد إذاً؟ هو ذلك العبد الذي
يتمتع بكل النعم التي أسبغها الله عليه ثم يُدعى إلى الله فيستجيب.
الموضوع : معالجة الانحراف المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya