الصدى الحر
الصدى
الحر
ولقد كانت هذه الرسالة الموسومة بــ (طهارة
القلوب في مسألة ضرب الخمار على الجيوب) صدى حرا لأقوال العلماء حول هذه المسألة
التي غيبت عن الأمة قدر المستطاع بفعل أرباب التغريب، إذ التقطوا من زلات العلماء
ما أسعف توجههم، وبرر موقفهم، وسلطوا كل ما أوتوا من قوة في إعلامهم المرئي
والمسموع والمقروء لخدمة ما يصبون إليه من إفساد الأمة بهذه الورقة الذهبية الفاتنة
التي قال عنها نبينا، عليه الصلاة والسلام: {ما تركت فتنة أضر على الرجال من
النساء) أخرجه الشيخان.
ولقد تحقق لهم بعض ما
يريدون، ولكن الحق إذا نزل بأرض لم يزل بها حتى يخرج الباطل خاسئا وهو
حسير، فأنى للظن مصارعة اليقين
وقد حل بمنزله {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ
الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا* فَأَعْرِضْ عَن مَّنْ
تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ
الدُّنْيَا* ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ
الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ
أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى}، بل من حكمته
سبحانه وتعالى، كما قال ابن سعدي، رحمه الله، معلقا على آيات الأنعام السابقة:
"وجود أنصار للباطل وأدعياء
له، ليحصل لعباده الابتلاء
والامتحان، فيتميز الصادق من
الكاذب، والعاقل من
الجاهل، والبصير من
الأعمى، كما أن في ذلك بيانا للحق
وتوضيحا له، فإن الحق يستنير ويتضح
إذا قام الباطل يصارعه ويقاومه، فإنه حينئذ
يتبين من أدلة الحق وشواهده
الدالة على صدقه وحقيقته، ومن فساد الباطل وبطلانه
ما هو من أكبر المطالب التي يتنافس فيها المتنافسون"( تيسير
الكريم الرحمن ص247-248). {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ
وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا* وَنُنَزِّلُ مِنَ
الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ
الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا}.
الموضوع : الصدى الحر المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: ابراهيم كمال توقيع العضو/ه:ابراهيم كمال |
|