الإحسان ياأمة الإحسان
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:
الإحسان
ضد الإساءة ضدان مختلفان ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ،
واصطلااحا
: الإتيان بما هو مطلوب شرعا على أحسن وجه ، والإحسان ثلث الدين باعتبار
تصنيفه في حديث جبريل المذكور
في الصحيحين حين جاء الصحابة يعلمهم
أمر دينهم
فقال صلى الله علي وسلم مجيبا عن سؤال
جبريل عليه السلام
: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن
لم تكن تراه فإنه يراك )، وأما من حيث معناه في الحديث فهو منتهى الإخلاص
وجوهر
العبادة ،
أمرنا الله به ورغبنا فيه في كثير من آيات القرآن
العظيم ووعد المحسنين بالدرجات العلى والنعيم المقيم
، منها قوله عز وجل: ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ,
وأحسنوا إن الله يحب المحسنين , وقولوا للناس حسنا ، والله يحب المحسنين،
إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ،
هل جزاء الإحسان إلا
الإحسان ، للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ). يدخل الإحسان في كل شأن من شؤون
حياة المسلم
الدينية والدنيوية ، ففي العقيدة المحسن من وحد الله
في قوله وفعله ونبذ الشرك بكل مظاهره القولية والفعلية ، وفي
العبادة
أداؤها كما أمر الله عز وجل وبين رسوله صلى الله عليه
وسلم القائل : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ، خذوا عني
مناسككم ، من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )،
وفي
المعاملات مع الناس يتجسد الإحسان أكثر ويظهر المحسن
عل حقيقته
وأول ما ييبرز في الإحسان للوالدين فلا يعقل أن يحسن العبد مع الله في
العقيدة والعبادة وهو عاق لوالديه أي
مسيء لهما
قال تعالى: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه
وبالوالدين إحسانا ، ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ) ،
يلي هذا
الإحسان للأهل وعلى رأسهم الزوجة والأولاد حيث لا يجوز شرعا ولا عقلا أن
يكون المحسن مع الله ومع والديه
مسيء إلى أهله أو قرابته أو قاطع
لأي صلة أمر الله بها ان توصل
لقوله تعالى : (
إن الله يأمر بالعدل زالإحسان وإيتاء ذي القربى )
، ولقوله صلى الله عليه وسلم : (خيركم خيركم لأهله
وأنا خيركم لأهله ) ، ثم الإحسان إلى ا لجيران واليتامى والمساكين والعمال
والمستخدمين والناس جميعا
لقوله تعالى :
( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى
واليتامى
والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما
ملكت أيمانكم ).
وفي الأخلاق يحتل الإحسان الرتبة الأساس في حياة
المسلم
حيث يقول الله تعالى :
(
وقولوا للناس حسنا ،وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيمانا
أحسنهم خلقا
، وخالق الناس بخلق حسن ، يبلغ المؤمن بحسن خلقه درجة
الصائم القائم ).
والسلوك الحسن والخلق الحسن له أثره العظيم في
التحابب والتآلف بين الناس حتى ولو كانوا أعداء في ما مضى ،
قال تعالى : ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع
بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم ) .
ومن شعر
الحكمة : ( أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم * فطالما استعبد الإنسان إحسان ) .
وعليه
فالإحسان لغير المسلمين ممن ساكنهم أو جاورهم أو زاملهم يكتسي أهمية كبرى
في طريق الدعوة إلى الله
ويتحقق هذا بحسن الجوار ولين الكلام
وإلقاء التحية والصدق في القول والعمل وكف الأذى عنهم وعدم الظهور بارتكاب
المخالفات
الشرعية أمامهم .
وبعد هذا يأتي الإحسان لكافة المخلوقات لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله كتب الإحسان
على كل شيء ,
فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة
وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ) ،رواه مسلم.
ويدخل في هذا
الإحسان في الأعمال الذي بمعنى الإتقان لقوله صلى الله عليه وسلم :
(
إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) ،
ومن
هنا فأين نحن من الإحسان كأفراد وجماعات وشعوب ؟
أين
الحاكم المحسن في قوله وفعله مع شعبه وأين القاضي المحسن في قضائه مع الناس
، وأين الطبيب المحسن في
مهنته ،
وأين
التاجر والصانع والفلاح والعامل من المحسين ؟؟؟
فأين الإحسان
منا ياأمة الإحسان ، بل أين نحن من الإحسان ؟ نسأل الله أن يلهمنا رشدنا
وأن يجعلنا مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
الموضوع : الإحسان ياأمة الإحسان المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya