حُكم جهر المؤذن بالصلاة على النبي بعد
الأذان:
إن جهر كثير من المؤذنين بالصلاة على النبي -صلى الله
عليه وسلم- عقب
الأذان بدعة لم يفعلها النبي -صلى الله عليه وسلم-،
والمؤذنون في عهده، ولم
يفعلها الصحابة والخلفاء الراشدون والتابعون مع
عِلْمهم بفضل الصلاة على
النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحرصهم على
الطاعات، ولو كان ذلك خيرًا
لسبقونا إليه، ومن المعلوم أن ألفاظ الأذان
عبادة مبنية على التوقيف، لا
يجوز الزيادة فيها ولا النقصان.
روى
البخاري عن عائشة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). [البخاري 2697]
قال
الإمام مالك بن أنس: «من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن
محمدًا -صلى الله عليه وسلم- خان الرسالة؛ لأن اللَّه -تعالى- يقول: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِين﴾ [المائدة:3]، فما لم
يكن يومئذ دينًا، فلا يكون اليوم
دينًا». [الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم جـ6 ص225]
حكم الصلاة على غير نبينا محمد -صلى الله عليه
وسلم-:
سوف نتناول الحديث عن هذه المسألة من عِدة وجوه بإيجاز شديد:
أولاً: الصلاة على الأنبياء والمرسلين: قال
ابن
القيم: «سائر الأنبياء والمرسلين يُصلى عليهم ويُسلَّم». [جلاء الأفهام ص627]
روى
البيهقي عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلوا على أنبياء اللَّه ورسله فإن اللَّه بعثهم كما بعثني)
[حديث حسن: صحيح
الجامع للألباني حديث 3782]
ثانيًا:
الصلاة على آل نبينا محمد -صلى الله
عليه وسلم- جميعًا بمعنى أن نقول:
اللهم صلِّ على آل محمد. قال ابن القيم:
«آل النبي -صلى الله عليه
وسلم- يُصلي عليهم بلا خلاف بين الأمة». [جلاء الأفهام ص636]
ثالثًا: هل يُصلى على آل نبينا محمد منفردين؟
بمعنى أن يفرد واحد منهم بالذكر، فيُقال: اللهم صلِّ على علي، أو اللهم
صلِّ
على الحسن أو الحسين أو فاطمة ونحو ذلك، وهل يُصلى على أحد من الصحابة
ومَنْ بَعْدهم ؟
قال الإمام النووي -رحمه اللَّه- عند الإجابة عن
هذين السؤالين: «الصحيح،
الذي عليه الأكثرون أنه مكروه كراهة تنزيه،
لأنه شعار أهل البدع، وقد
نُهينا عن شعارهم». [الأذكار للنووي ص159]
قال ابن
القيم: «إن الرافضة إذا ذكروا أئمتهم يصلون عليهم بأسمائهم، ولا
يصلون
على غيرهم ممن هو خير منهم وأحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،
فينبغي أن يُخالفوا في هذا الشعار».[جلاء الأفهام ص640]
فائدة هامة: قال الإمام النووي: «اتفق
العلماء
على جواز جَعْل غير الأنبياء تبعًا لهم في الصلاة، فيُقال: اللهم
صلِّ
على محمد وعلى آل محمد وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه، للأحاديث
الصحيحة
في ذلك، وقد أُمرنا به في التشهد، ولم يزل السلف عليه خارج الصلاة
أيضًا».
[الأذكار للنووي
ص160]
حُكْمُ قول: فلان -عليه
السلام-:
فَرَّق أهل العلم بين السلام والصلاة، فقالوا: السلام
يُشرع في حق كل مؤمن،
حي وميت، حاضر وغائب، فإنك تقول: بَلِّغ فلانًا
مني السلام، وهو تحية أهل
الإسلام، ولذا يجوز أن نقول: فلانٌ -عليه
السلام-. وأما الصلاة فإنها من
حقوق الرسول -صلى الله عليه وسلم-،
ولهذا يقول المصلي: السلام علينا وعلى
عباد اللَّه الصالحين، ولا يقول:
الصلاة علينا وعلى عباد اللَّه الصالحين. [جلاء الأفهام ص639، 640]
الموضوع : الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya