أسئلة تحتاج
إلى جواب؟
يجب أن نراجع أنفسنا في تربيتنا
لبناتنا، فإن التربية هي اللبنة الأولى للسلوك الحسن..
أيها الأفاضل:
اللهَ..اللهَ، في
الغيرة على العرض والشرف، فهو أغلى ما يكون، وأنفس ما يملك، وبه يتميز
الشرفاء من الساقطين، والأعزة من الأذلة.
فلا تفرطوا في غيرتكم
على نسائكم.
لا تسلموا زمام أموركم إلى دعاة الضلالة والانحراف، فينجرفون
بهن نحو الهاوية.
وإذا ذهب حياء الفتاة، فماذا يبقى لها؟
أصون عرضي
بمــالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمــال
أحتال للمال إن
أودى فأكسـبه ولست للعرض إن أودى بمحـتال
واعلموا أن الله يغار،
وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه، كما صح بذلك الحديث عن النبي
صلى اله عليه وسلم..
فالغيرة من الصفات المحمودة، التي من
اتصف بها علا شأنه وارتفع، ومن فقدها صار من سقط المتاع، قال سعد بن عبادة
رضي الله عنه: "لو رأيت مع امرأتي رجلاً، لضربته بالسيف غير مُصَفِّح"،
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير
من سعد، والله أغير مني".
وأرسل علي رضي الله عنه إلى إحدى المدن
يخاطب أهلها فكتب: "بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج ـ أي كفار العجم ـ في
الأسواق!! ألا تغارون؟!! إنه لا خير فيمن لا يغار". فكيف لو رأى حالنا وما
وصلنا إليه.
ومما يذكر لنا من قصص التاريخ التي مضت وبقي عَبق ذكراها،
"أن امرأة حضرت عند أحد القضاة وادعت على زوجها بأن لها عليه خمسمائة دينار
مهراً، فأنكر الزوج أن يكون لها في ذمته شيء.
فقال القاضي: هات شهودك
ليشيروا إليها في الشهادة، فأحضرهم، فقال القاضي لأحدهم: انظر إليها لتشير
إليها في شهادتك، فقام الزوج وقال: ماذا تريدون بها؟ فقيل له: لا بد أن
ينظر الشاهد لوجه امرأتك لتصح معرفته بها.
فأخذت الرجل الحمية،
وحركته الغَيرة على زوجته، وصاح أمام الناس: إني أشهد القاضي على أن
لزوجتني في ذمتي هذا المهر الذي تدعيه، ولا تسفر عن وجهها، فقالت المرأة:
وأنا أشهد أني قد تنازلت عن مهري له، لغيرته علي ألا يكشف وجهي"! رحمهم
الله..
أين هم من أناس في هذا الزمان، انسلخوا من الحياء وفقدوا
الغيرة، فخرجت نساؤهم كاشفات الوجوه والرؤوس والأيدي والسيقان، ويزعمون
أنهم أهل غيرة..
أيها الأفاضل: انتبهوا لما يراد بكم، لا
تفتنكم تلك الصرخات الفاجرة من أدعياء الغربية من العلمانيين والمنافقين،
ممن عمت بهم الصحف وضجت.
أتدرون ماذا يريدون بكم..؟
يريدون أن
يسلبوكم الشرف والعفة، الذي تنعمون به وقد افتقدوه.
ماذا يعني أن
تكتب إحدى الفاجرات تنادي: بإقامة مراقص ديسكو للشباب والفتيات للترفيه عن
أنفسهم..؟!
إنهم يحسدونكم على الستر والحياء الذي افتقدوه فيريدون أن
تكونوا وإياهم سواء، قال عثمان رضي الله عنه : "ودت الزانية لو أن النساء
كلهن زوان..".
إنهم يريدون تحطيمكم بتعليقاتهم الساخرة
على الحجاب، وعلى المتمسكين بالدين بأنهم رجعيون، من أجل أن تنهزموا أمام
نداءاتهم، فتسلموا لهم زمام القيادة فينزلوا بكم نحو الهاوية.
إنهم يريدون سلب
بناتكم والاستمتاع بهن، فهم يحقدون على محافظتكم وكبريائكم.
إنني أوجه ندائي
لكل رجل أن يتقي الله، وأن يغار على محارمه، واسمع ما قالته إحدى النساء
متحسرةً بعد فوات نصيبها من العفة والشرف..
تقول: "ما من امرأة
تفرط في فضيلتها، إلا وهي ذنب رجل قد أهمل في واجبه".
إن
المنافقين والعلمانيين يحقدون على شرفكم، ويتساءلون متحسرين لماذا هم فقط؟
أي محافظين!
أليس من الغبن والقهر أن تنام من كان
أهلها رأس الشرف، وعنوان الشجاعة، تنام بغيّاً بين يدي هؤلاء الكلاب؟!
احرصوا على
أعراضكم، لا تعرض نساءك للفتنة وتطلب منهن المستحيل، لا تضعها بين يدي
الرجال وتقول امتنعي.
أختاه..
في هذا الوقت الذي تغير
فيه كل شيء، ولم يبق من الأخلاق في كثير من الأماكن إلا آثارها، وفقدنا
فيه كثيرا من الشباب الغيور؛ بسبب تبلد أحاسيسهم، وفقدنا كثيراً من الرجال؛
بسبب انعكاس مفاهيمهم، وفي حين غياب الرقيب، الحريص على محارمه أن تنتهك،
وأسواره أن تُتَسلق، نتوجه إليك بهذا النداء نخاطب فيك دينك وسترك وحياءك.
أختاه:
في وقت بدأ فيه
أهل الشر يتلمظون تلمظ الأفاعي، وحملوا بين جوانحهم قلوب الذئاب، ولبسوا زي
الثعالب.
في هذا الوقت المكتظ بالفتن والآفات، ومع افتقاد الرجل
الغيور، حافظي على نفسك، وتمسكي بحجابك، فإن حجابك هو عفافك وكنـزك الغالي
فلا تفرطي فيه.
معاول الهدم كثيرة.. تحاصرك من كل جانب
فانتبهي وتيقظي.
احذري أن يقتلنا دعاة الفجور من خلالك،
لا يطعنوننا طعنة الغدر عن طريقك.
يا أختنا.. ويا شرفنا.. ويا مستودع
أعراضنا: تمسكي بعفافك، وحجابك الشرعي في زمن الغربة.
لا يضعفنك كثرة
ما ترين من اللاهثات وراء الساقطات، فأنت أغلى وأعلى..
لست معقدة.. لست
متخلفة.. لست رخيصة.
فكم من عفيف يطمع بك زوجة، يثق بك حين
خروجه، ويستودعك أغلى ما يملك، وهو عرضه، وكم من مستهتر لا ينظر إلى تلك
الساقطة سوى أنها (لعبة إلى أجل).
يا ثروتنا الغالية، يا مستودع العفة،
يا نادرة في زمن الضياع، يا عنوان العفاف: لا تستوحشي الغربة، فغربتك
محمودة تزول كلما ازددت بالله أنساً.
لا تتصوري تلك الساقطة
سعيدة!!
ومن أين تأتيها السعادة وهي تعرف أن أقصى طموح الرجال بها أن
تكون عشيقة.
احذري من دعايات السوء اللاتي فقدن أعز
ما تملكه كل امرأة، فإنهن يردن سحبك إلى المستنقع اللاتي غرقن فيه.
احذري دعاة
الفجور ودعاواهم المضللة بأي اسم كانت!
إنهم يريدون ابتذالك!!
فهل ترضين لنفسك بالدنية؟!
انتبهي أن تسيري في ركابهم، وتقعي في
مكائدهم.
انتبهي يا من رفع الوالد والولد والأخ بك الرأس، لا تذلي تلك
الرؤوس بأن تنامي بين أحضان ساقط يذل وراءك قبيلة المجد.
انظري إليه يفتخر
أنه تلاعب بك يا ابنة الشرف والعز.
وهو من هو؟!! يا للقهر
والكمد.
ألا يحق لنا أن نذرف الدموع على العرض المذل، والشرف
المنحدر؟!
إن شريحة يريدون أن يتلاعبوا بك، كانوا لا يظفرون من أسلافك
ولا بفكرة، فكيف يتلاعبون بك على موائد السقوط..
لا تغتري بنداءاتهم
للتحرر، وإعطاء الحقوق للمرأة، فإنما تبرجك يريدون، ولكي تأتين إليهم
مطاوعة، ولسان حالك يقول: (هيت لكم) افعلوا ما شئتم دون قيود، {والله يريد
أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما}.
لا يدخلون عليكِ
مدخل السوء، فمكائدهم كثيرة، وحيلهم دنيئة وقد تمرسوا الباطل حتى أتقنوا
فنونه.
إن هؤلاء لو قالوا لك اخلعي حجابك الشرعي لأبيت وصرخت:
(حجابي حجابي) فدخلوا عليك باستدراج الشيطان، فهل تستيقظين أختاه..؟
اعلمي أن الستر
زينة المرأة، فإن اتخذت الستر فاتخذيه لله، لأن هذا هو الباقي، فربما
تبتلين برجل حقير (ديوث!!)، فإياك أن تنـزعي رداء الحشمة والأنَفَة من أجل:
(ديوث ليس برجل).
وإذا اتخذت الحجاب الشرعي والستر من أجل
الله، وللحفاظ على نفسك، فالبسيه كما أراده الله منك، فلا تتفننـي بكشف
سترك فهو رأس مالك الباقي، واعلمي أنك حين تلبسين الحجاب الشرعي فإنك
تلبسينه طاعة لربك، وحري بك وهذا حالك أن ترفعي به رأساً، وتبتهجي به
أنساً.
أليس غريبا أن تفخر المتبرجة بتبرجها، ولا تفتخري أنت
بحجابك؟!.
احمدي الله على نعمة الحجاب الشرعي وتمكنك من لبسه، فكم من
امرأة تتمنى هذه النعمة ولم توفق إليها، أو أنها حُجبت عنها لأسباب فوق
إرادتها..
جملي باطنك بالتقوى كما جملت ظاهرك بالحجاب الذي هو علامة
العفيفات، واحذري أن تلفك الموجة كما دارت بغيرك، فجعلت مشرقه مَغرباً
وشماله جنوباً.
احذري (التبرج المعلب) الذي لم يأخذ من
الستر إلا اسمه، ولم يبق معه من الحجاب إلا رسمه.
أختاه..
المآسي كثيرة،
والمواجع متناهية الأطراف، والفتن واسعة الأرجاء، فانتبهي أن تضيعي،
فبضياعك تضيع أمة، فهل تعين ذلك؟..
نسأل الله أن يوقفنا
لطاعته، والعمل بما يرضيه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.
الموضوع : الغـــــيره المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya