السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ هاء الرفعة وهاء الخفض }
فما حكاية هاء الرفعة وهاء الخفض
** هاء الرفعة : هي الهاء
المضمومة
في كلمة ( عليهُ ) في قوله تعالى : {
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ
اللَّهِ
فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى
نَفْسِهِ
وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ
اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }
الأصل أن تكون الهاء في » عليهِ « مكسورة ، ولكن جاءت هنا
مضمومة
، والضم علامة الرفع ، والمقام مقام رفعة ، فكأن الرفعة أصابت الهاء
في » عليه « فكان من غير المناسب أن تبقى مكسورة ، لأن الكسرة لا تناسب
هذا
الجو ، لذلك تحولت الكسرة إلى الضمة علامة الرفع ، انعكس الجو على حركة
الهاء ، والآية أيضاً تتحدث عن الوفاء بالعهد والبيعة ، ولما كان الوفاء
بالبيعة
دليل على صدق المبايع ، وعلوِّ همته ، ورفعة نفسه، وسمو خلقه ،لذا
جاءت
الهاء مضمومة ، وكأن علامة الرفع جاءت من قوله تعالى :
" يد الله فوق
أيديهم ".
** هاء الخفض : وهناك هاء أخرى في القرآن الكريم ، تقابل هاء الرفعة ،
وهي
هاء الخفض، وهي الهاء التي دخل عليها حرف الجر » في « في قوله تبارك
وتعالى:
{ وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ
اللَّهِ
إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ
إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا .
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا }
فقد
نص علماء القراءات والتجويد على إشباع كسرة الهاء في قوله تعالى : " ويخلد
فيه مهاناً " فتقرأ هكذا ( ويخلد فيهي مهاناً ) بالإشباع مع أن الهاء في
مثيلاتها
يكتفى بكسرتها ، فلماذا مدت الهاء هنا أكثر من حركتين ، إن وراء
الهاء
سراً دفيناً وعجيباً ، وهو أن الذي دعا إلى هذا هو السياق الذي وردت
فيه
، فقد سبقها ذكر مجموعة من المعاصي والفواحش التي لا يفعلها عباد
الرحمن
، ثم ذكرت الآيات ما يترتب على هذه الكبائر من عقوبة ، وهي العذاب
المضاعف
مهاناً ذليلاً خاسئاً ، ولما نقرأ الآية ونصل إلى قوله تبارك
وتعالى :
{ ويخلد فيه مهاناً } يصور الله تعالى لنا المشهد المهيب وكأننا
نلحظ
بأبصارنا إلقاء صاحب تلك المعاصي وهو يهوي في قاع جهنم ، وحينما نمدُّ
الهاء في
» فيه « أكثر من حركتين ، كأن نفس القارئ ينزل إلى أسفل نحو
رئتيه ، وبذلك
يساعد على الإنزال والخفض ، وكأننا بهذا المد الخاص هنا
فقط نساعد على
إنزال المجرم في هوة جهنم ، ومسارعة سقوطه فيها
وصدق
من قال :
"هو الحبل المتين والذكر
الحكيم
والصراط المستقيم، وهو الذي لا تلبس على الألسن، ولا يخلق من كثرة
القراءة،
ولا تشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه."
الموضوع : " هاء الرفع وهاء الخفض " المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya