| تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير | |
|
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير الثلاثاء 6 يوليو 2010 - 14:22 | |
| الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا كما أمر والصلاة والسلام على خير البشر محمد بن عبد الله وعلى اله أصحابه الاجمعين وعلى من اتبع الهدى.أما بعد قال الامام احمد حدثنا حجاج بن محمد وابن جعفر قالا حدثنا شعبة عن قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ان سورة في القرأن ثلاثين اية شفعت لصاحبها حتى غفر له تبارك الذي بيده الملك)ورواه أهل السنن الاربعة من حديث شعبة به وقال الترمذي هذا حديث حسن وقد روى الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة أحمد بن نصر بن زياد ابي عبد الله القرشي النيسابوري المقري الزاهد الفقيه أحد الثقات الذين روى عنهم البخاري ومسلم لكن في غير الصحيحين وروى عنه الترمذي وابن ماجة وابن خزيمة وعليه تفقه في مذهب أبي عبيد بن حربويه وخلق سواهم.ساق بسنده من حديثه عن فرات بن السائب عن الزهري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان رجلا ممن كان قبلكم مات وليس معه شيء من كتاب الله الا تبارك فلما وضع في حفرته أتاه الملك فثارت السورة في وجهه.فقال لها انك من كتاب الله وأنا أكره مساءتك واني لاأملك لك ولا له ولا لنفسي ضرا ولانفعا.فان أردت فانطلقي الى الرب تبارك وتعالى فاشفعي له فتنطلق الى الرب فتقول يارب ان فلانا عمد الي من بين كتابك فتعلمني وتلاني أفتحرقه أنت بالنار وتعذبه وأنا في جوفه فان كنت فاعلا ذاك به فامحني من كتابك فيقول ألا أراك غضبت فتقول وحق لي أن أغضب فيقول اذهبي فقد وهبته لك وشفعتك فيه قال فتجيء فتزجر الملك فيخرج خاسف البال لم يحل منه بشيء قال فتجيء فتضع فاها على فيه فتقول مرحبا بهذا الفم فربما تلاني مرحبا بهذا الصدر فربما وعاني ومرحبا بهاتين القدمين فربما قامتا بي وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه قال فلما حدث بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق صغير ولا كبير ولا حر ولا عبد الا تعلمها وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم المنجية. قلت وهذا حديث منكر جدا وفرات بن السائب هذا ضعفه الامام احمد ويحيى بن معين والبخاري وأبو حاتم والدر قطني وغير واحد.وقد ذكره ابن عساكر من وجه أخر عن الزهري من قوله مختصرا وروى البيهقي في كتاب اثبات عذاب القبر عن ابن مسعود موقوفا ومرفوعا ما يشهد لهذا وقد كتبناه في كتاب الجنائز من الاحكام الكبرى ولله الحمد والمنة. وقد روى الطبراني والحافظ الضياء المقدسي من طريق سلام بن مسكين عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سورة في القرأن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة تبارك الذي بيده الملك)وقال الترمذي حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا يحيى بن مالك النكري عن أبيه عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر وهو لايحسب أنه قبر فاذا قبر انسان يقرأ سورة الملك تبارك حتى ختمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر ثم قال هذا حديث غريب من هذا الوجه وفي الباب عن أبي هريرة ثم روى الترمذي أيضا من طريق ليث بن أبي سليم عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك وقال ليث عن طاوس يفضلان كل سورة في القرأن بسبعين حسنة. وقال الطبراني حدثنا محمد بن الحسن بن عجلان الاصبهاني حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا ابراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوددت أنها في قلب كل انسان من أمتي يعني تبارك الذي بيده الملك هذا الحديث غريب وابراهيم ضعيف وقد تقدم مثله في سورة يسن وقد روى هذا الحديث عبد بن حميد في مسنده بأبسط من هذا فقال حدثنا ابراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال لرجل ألا أتحفك بحديث تفرح به قال بلى قال اقرأ تبارك الذي بيده الملك وعلمها أهلك وجميع ولدك وصبيان بيتك وجيرانك فانها المنجية والمجادلة تجادل أو تخاصم يوم القيامة عند ربها لقارئها وتطلب له أن ينجيه من عذاب النار وينجي بها صاحبها من عذاب القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لوددت أنها في قلب كل انسان من أمتي). الموضوع : تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير الثلاثاء 6 يوليو 2010 - 14:23 | |
| تفسير سورة الملك الحلقة(الثانية)
ان الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا كما أمر والصلاة والسلام على خير البشر محمد بن عبد الله وعلى أله وأصحابه الاجمعين وعلى من اتبع الهدى أما بعد. يقول تعالى تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير.صدق الله العظيم. يمجد تعالى نفسه الكريمة ويخبر أنه بيده الملك أي هو المتصرف في جميع المخلوقات بما يشاء لا معقب لحكمه ولايسأل عما يفعل لقره وحكمته وعدله ولهذا قال تعالى(وهو على كل شيء قدير) ثم قال تعالى(الذي خلق الموت والحياة) واستدل بهذه الاية من قال ان الموت أمر وجودي للانه مخلوق ومعنى الاية أنه أوجد الخلائق من العدم ليبلوهم أي يختبرهم أيهم أحسن عملا كما قال تعالى كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم فسمى الحال الاول وهو العدم موتا وسمى هذه النشأة حياة ولهذا قال تعالى ثم يميتكم ثم يحييكم وقال ابن أبي الحاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان حدثنا الوليد حدثنا خليد عن قتادة في قوله تعالى(الذي خلق الموت والحياة) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله أذل بني ادم بالموت وجعل الدنيا دار الحياة ثم دار موت وجعل الاخرة دار جزاء ثم دار بقاء.ورواه معمر عن قتادة وقوله تعالى( ليبلوكم أحسن عملا) أي خير عملا كما قال عجلان ولم يقل اكثر عملا ثم قال تعالى (وهو العزيز الغفور)أي هو العزيز العظيم المنيع الجناب وهو مع ذلك غفور لمن تاب اليه وأناب بعد ما عصاه وخالف أمره وان كان تعالى عزيزا هو مع ذلك يغفر ويرحم ويصفح ويتجاوز ثم قال تعالى(الذي خلق سبع سموات طباقا )أي طبقة بعد طبقة وهل هن متواصلات بمعنى أنهن علويات بعضهن على بعض أو متفاصلات بينهن خلاء.فيه قولان أصحهما الثاني كما دل على ذلك حديث الاسراء وغيره.وقوله تعالى(ماترى في خلق الرحمن من تفاوت)أي بل هو مصطحب مستو ليس فيه اختلاف ولا تنافر ولا مخالفة ولا نقص ولاعيب ولاخلل ولهذا قال تعالى(فارجع البصر هل ترى من فطور)أي انظر الى السماء فتأملها هل ترى فيها عيبا أو نقصا أوخللا أو فطورا قال ابن عباس ومجاهد والضحاك والثوري وغيرهم في قوله تعالى(فارجع البصر هل ترى من فطور)أي شقوق وقال السدي (هل ترى من فطور) أي من خروق وقال ابن عباس في رواية من فطور أي من وهاء وقال قتادة(هل ترى من فطور) أي هل ترى خللا ياابن ادم. وقوله تعالى(ثم ارجع البصر كرتين) قال قتادة مرتين (ينقلب اليك البصر خاسئا) قال ابن عباس ذليلا وقال مجاهد وقتادة صاغرا (وهو حسير) قال ابن عباس يعني وهو كليل وقال مجاهد وقتادة والسدي الحسير المنقطع من الاعياء ومعنى الاية انك لو كررت البصر مهما كررت لا نقلب اليك أي لرجع اليك البصر (خاسئا) عن أن يرى عيبا أو خللا (وهو حسير) أي كليل قد انقطع من الاعياء من كثرة التكرر ولا يرى نقصا ولما نفى عنها في خلقها النقص بين كمالها وزينتها فقال (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح) وهي الكواكب التي وضعت فيها من السيارات والتوابت.وقوله تعالى(وجعلناها رجوما للشياطين) عاد الضمير في قوله وجعلناها على جنس المصابيح لا على عينها لانه يرمي بالكواكب التي في السماء بل بشهب من دونها وقد تكون مستمدة منها.والله أعلم. وقوله تعالى(اعتدنا لهم عذاب السعير)أي جعلنا للشياطين هذا الخزي في الدنيا وأعتدنا لهم عذاب السعير في الاخرة كما قال تعالى في أول الصافات (انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لايسمعون الى الملأ الاعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب الا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب قال قتادة انما خلق هذه النجوم لثلاث خصال خلقها الله زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن تأول فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأضاع نصيبه وتكلف ما لاعلم له به.رواه بن جرير وبن أبي حاتم. الموضوع : تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير الثلاثاء 6 يوليو 2010 - 14:24 | |
| تفسير سورة الملك (الحلقة الرابعة)
ان الحمد لله حمدا كثير طيبا مباركا كما أمر والصلاة والسلام على خير البشر محمد بن عبد الله وعلى أله وأصحابه ألأجمعين وعلى من اتبع الهدى أما بعد. يقول تعالى\ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير وأسروا قولكم أو اجهروا به انه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور. يقول تعالى مخبرا عمن يخاف مقام ربه فيما بينه وبينه اذا كان غائبا عن الناس فينكف عن المعاصي ويقوم بالطاعات حيث لا يراه أحد الا الله تعالى بأنه له مغفرة وأجر كبير أي تكفر عنه ذنوبه ويجازي بالثواب الجزيل.كما ثبت في الصحيحين سبعة يظلهم الله تعالى في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله فذكر منهم رجلا دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني أخاف الله ورجلا تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق بيمينه .وقال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده حدثنا طالوت بن عباد حدثنا الحارث بن عبيد بن ثابت عن أنس قال قالوا يارسول الله انا نكون عندك على حال فاذا فارقناك كنا على غيره قال كيف أنتم وربكم قالوا الله ربنا في السر والعلانية قال ليس ذلكم النفاق.لم يروه عن ثابت الا الحارث بن عبيد فيما نعلمه ثم قال منبها على أنه مطلع على الضمائر والسرائر وأسروا قولكم أو اجهروا به انه عليم بذات الصدورأي بما يخطر في القلوب.ألا يعلم من خلق أي ألا يعلم الخالق وقيل معناه ألا يعلم الله مخلوقه والأول أولى لقوله وهو اللطيف الخبير ثم ذكر نعمته على خلقه في تسخيره لهم الأرض وتذليله اياها لهم بأن جعلها قارة ساكنة لا تميد ولا تضطرب بما جعل فيها من الجبال وأنبع فيها من العيون وسلك فيها من السبل وهيأ فيها من المنافع ومواضع الزروع والثمار فقال تعالى هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها أي فسافروا حيث شئتم من أقطارها وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات واعلموا أن سعيكم لا يجدي عليكم شيئا الا أن ييسره الله تعالى لكم ولهذا قال تعالى وكلوا من رزقه فالسعي في لاينافي التزكل كما قال الامام أحمد حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حيوة أخبرني بكر بن عمرو أنه سمع عبد الله بن هبيرة يقول انه سمع أبا تميم الجيشاني يقول انه سمع عمر بن الخطاب يقول انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث ابن هبيرة وقال الترمذي حديث حسن صحيح فأثبت لها رواحا وغدوا لطلب الرزق مع توكلها على الله عز وجل وهو المسخر المسير المسبب واليه النشور أي المرجع يوم القيامة قال ابن عباس ومجاهد والسدي وقتادة مناكبها أطرافها وفجاجها ونواحيها وقال ابن عباس وقتادة أيضا مناكبها الجبال وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عمرو بن حكام الأزدي حدثنا شعبة عن قتادة عن يونس بن جبير عن بشير بن كعب أنه هذه الأية فامشوا في مناكبها فقال لأم ولد له ان علمت ما مناكبهافأنت عتيقة فقالت هي الحبال فسأل أباالدرداء فقال هي الجبال. الموضوع : تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير الثلاثاء 6 يوليو 2010 - 14:25 | |
| تفسير سورة الملك(الحلقة الخامسة)
ان الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا كما أمر والصلاة والسلام على خير البشر محمد بن عبد الله وعلى أله وأصحابه ألأجمعين وعلى من اتبع الهدى.يقول تعالى \ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم ألأرض فاذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا قستعلمون كيف نذير ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير أولم يروا الى الطير صفات ويقبضن ما يمسكهن الا الرحمان انه بكل شيء بصير. هذه أيضا من لطفه ورحمته بخلقه أنه قادر على تعذيبهم بسبب كفر بعضهم به وعبادته معه غيره وهو مع هذا يحلم ويصفح ويؤجل ولا يعجل كما قال تعالى ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم الى أجل مسمى فاذا جاء أجلهم فان الله كان بعباده بصيرا.وقال ههنا أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم ألأرض فاذا هي تمور.أي تذهب وتجيء وتضطرب أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا أي ريحا فيها حصباء تدمغكم كما قال تعالى أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا.وهكذا توعدهم ههنا بقوله فستعلمون كيف نذير.أي كيف يكون انذاري وعاقبة من تخلف عنه وكذب به.ثم قال تعالى ولقد كذب الذين من قبلهم.أي من الأمم السالفة والقرون الخالية فكيف كان نكير أي فكان انكاري عليهم ومعاقبتي لهم أي عظيما شديدا أليما ثم قال تعالى أولم يروا الى الطير فوقهم صافات ويقبضن أي تارة يصففن أجنحتهن في الهواء وتارة تجمع وتنشر جناحا ما يمسكهن أي في الجوالا الرحمن أي بما سخر لهن من الهواء من رحمته ولطفه انه بكل شيء بصير أي بما يصلح كل شيء من مخلوقاته وهذه كقوله تعالى ألم يروا الى الطير مسخرات في جو السماء مايمسكهن الا الله ان في ذلك لآيات لقوم يؤمنون. الموضوع : تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير الثلاثاء 6 يوليو 2010 - 14:25 | |
| تفسير سورة الملك الحلقة السادسة
ان الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا كما أمر والصلاة والسلام على خير البشر محمد بن عبد الله وعلى أله وأصحابه الأجمعين وعلى من اتبع الهدى.\يقول تعالى\أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمان ان الكافرون الا في غرور أمن هذا الذي يرزقكم ان أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ماتشكرون قل هو الذي ذرأكم في الامراض واليه تحشرون ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين قل انما العلم عند الله وانما أنا نذير مبين فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون. يقول تعالى للمشركين الذين عبدوا الله معه غيره يبتغون عندهم نصرا ورزقا منكرا عليهم فيما اعتقدوه ومخبرا لهم أنه لا يحصل لهم ما أملوه فقال تعالى (أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمان) أي ليس لكم من دونه من ولي ولا واق ولا ناصر لكم غيره ولهذا قال تعالى (ان الكافرون الا في غرور)ثم قال تعالى(أمن هذا الذي يرزقكم ان أمسك رزقه) أي من هذا الذي اذا قطع الله عنكم رزقه يرزقكم بعده أي لاأحد يعطي ويمنع ويخلق ويرزق وينصر الا الله عز وجل وحده لا شريك له أي وهم يعلمون ذلك ومع هذا يعبدون غيره ولهذا قال تعالى (بل لجوا) أي استمروا في طغيانهم وافكهم وضلالهم (في عتو ونفور) أي في معاندة واستكبار ونفور على ادبارهم عن الحق لا يسمعون له ولا يتبعونه. ثم قال (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم)وهذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر فالكافر مثله فيما هو فيه كمثل من يمشي مكبا على وجهه أي يمشي منحنيا لا مستويا على وجهه أي لا يدري أين يسلك ولا كيف يذهب بل تائه حائر ضال أهذا أهدى (أمن يمشي سويا) أي منصب القامة (على صراط مستقيم) أي هل على طريق واضح بين هو وفي نفسه مستقيم وطريقه مستقيمة هذا مثلهم في الدنيا وكذلك يكونون في الاخرة فالمؤمن يحشر يمشي سويا على صراط مستقيم مفض به الى الجنة الفيحاء وأما الكافر فانه يحشر يمشي على وجهه الى نار جهنم.(احشروا والذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم الى صراط الجحيم)الايات أزواجهم أشباههم قال الامام أحمد رحمه الله حدثنا ابن نمير حدثنا اسماعيل عن نفيع قال سمعت أنس بن مالك يقول قيل يارسول الله كيف يحشر الناس على وجوههم فقال أليس الذي أمشاهم على أرجلهم قادرا على أن يمشيهم على وجوههم وهذا الحديث مخرج الصحيحين من طريق وقوله تعالى (قل هو الذي أنشأكم)أي ابتدأ خلقكم بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا.(وجعل لكم السع والابصار والافئدة)أي العقول والادراك(قليلا ماتشكرون)أي قلما تستعجلون هذه القوى التي أنعم الله بها عليكم في طاعته وامتثال أوامره وترك زواجره.(قل هو الذي ذرأكم في الأرض)أي بثكم ونشركم في أقطار الأرض وأرجائها مع اختلاف ألسنتكم في لغاتكم وألوانكم وحلالكم وأشكالكم وصوركم(واليه تحشرون)أي تجمعون بعد هذا التفرق والشتات يجمعكم كما فرقكم ويعيدكم كما بدأكم.ثم قال تعالى مخبرا عن الكفار المنكرين للمعاد المستبعدين وقوعه(ويقولون متى هذا الموعد ان كنتم صادقين)أي متى يقع هذا الذي تخبرنا بكونه من الاجتماع بعد هذا التفرق(قل انما العلم عند الله)أي لا يعلم وقت ذلك على التعيين الا الله عزوجل لكنه أمرني أن أخبركم أن هذا كائن وواقع لا محالة فاحذروه (وانما أنا نذير مبين) أي انما علي البلاغ وقد أديته لكم.قال تعالى(فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا)أي لما قامت القيامة وشاهدها الكفار ورأوا أن الأمر كان قريبا لأن كل ما هوأت أت وان طال زمنه فلما وقع ما كذبوا به ساءهم ذلك لما يعلمون ما لهم هناك من الشر أي فأحاط بهم ذلك وجاءهم من أمر الله ما لم يكن في بال وحساب (وبدا لهم من الله ما لم يمونوا يحتسبون وبدا لهم سيئاتهم ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون)ولهذا يقال لهم على وجه التقريع والتوبيخ.(هذا الذي كنتم به تدعون)أي تستعجلون. الموضوع : تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير الثلاثاء 6 يوليو 2010 - 14:25 | |
| تفسير سورة الملك الحلقة الاخيرة
ان الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا كما أمر والصلاة والسلام على خير البشر محمد بن عبد الله وعلى اله وأصحابه ألأجمعين وعلى من اتبع الهدى أما بعد \يقول تعالى في أواخر سورة الملك\قل أرءيتم ان أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم قل هو الرحمان ءامنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين قل أرءيتم ان أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين.صدق الله العظيم. يقول تعالى (قل)يامحمد لهؤلاء المشركين بالله الجاحدين لنعمه (أرأيتم ان أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم)أي خلصوا أنفسكم فانه لا منقذ لكم من الله الا التوبة والانابة والرجوع الى دينه ولا ينفعكم وقوع ما تتمنون لنا من العذاب والنكال فسواء عذبنا الله أو رحمنا فلا مناص لكم من نكاله وعذابه الأليم الواقع بكم.ثم قال تعالى (قل هو الرحمن امنا به وعليه توكلنا) أي امنا برب العالمين الرحمن الرحيم وعليه توكلنا في جميع أمورنا كما قال تعالى(فاعبده وتوكل عليه)ولهذا قال تعالى (فستعلمون من هو في ضلال مبين)أي منا ومنكم ولمن تكون العاقبة في الدنيا والاخرة. ثم قال تعالى اظهارا للرحمة في خلقه (قل أرأيتم ان أصبح ماؤكم غورا)أي ذاهبا في الارض الى أسفل فلا ينال بالفؤوس والحداد ولاالسواعد والشداد والغائر عكس النابع ولهذا قال تعالى(فمن يأتيكم بماء معين)أي نابع سائح جار على وجه الارض أي لايقدر على ذلك الا الله عزوجل فمن فضله وكرمه أن أنبع لكم المياه وأجراها في سائر أقطار الأرض بحسب ما يحتاج العباد اليه من القلة والكثرة فلله الحمد والمنة.أخر تفسير سورة الملك ولله الحمد والمنة. هذا تفسير للقرأن العظيمللامام الجليل الحافظ عماد الدين أبي الفداء اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفي سنة 774 هجرية في المجلد الرابع طبعة جديدة مصححة ومنقحة.فما وجدتم اخواني الكرام من نقص أوعيب في نصوصه وحواشيه فهو مني.وماوجدتم فيه من اتمام فهو من توفيق المولى سبحانه تعالى لي.لا تنسون دعائكم لنا.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الموضوع : تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
الجنه تنادينيالاشراف العام
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير الخميس 30 يونيو 2011 - 0:32 | |
| اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بارك الله فيكم جزاكم الله خيرا ً بما قدمتم جعله الله فى ميزان حسناتكم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال الموضوع : تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: الجنه تناديني توقيع العضو/ه:الجنه تناديني | |
|
|
| |
واسلاماهالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 23/06/2009
| |
| |
أم شروقالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
| |
| |
| تفسير سورة المُلك للإمام ابن كثير | |
|