بسم الله
والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
الاخوة
الكرام
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
من امثال
السنة النبوية التى ضربها للنا رسولنا
الكريم عليه
أفضل الصلاة والسلام ليبين ويشرح لنا أدق
تفاصيل
وأسرار
ديننا
الحنيف وليوثق الإيمان فى قلوبنا
المثل الذى
نحن بصدد الحديث عنه ...
جزى الله نبينا الكريم
بخير ماجازى به
نبى عن أمته
كما
نسأله سبحانه التوفيق لنا واياكم
" منطوق
الحديث الذى ورد به المثل "
عن
عبد الله بن مسعود رضي الله أن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - قال : ( للهُ أشد فرحا بتوبة عبده
المؤمن ، من رجل في أرض دَويّة
مهلكة ، معه راحلته ، عليها طعامه
وشرابه ، فنام فاستيقظ وقد ذهبت ، فطلبها
حتى أدركه العطش ، ثم قال :
أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه ، فأنام حتى أموت
، فوضع رأسه على ساعده
ليموت ، فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه
وشرابه ، فاللهُ أشد
فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده )
رواه مسلم .
وجاء فى رواية اخرى { فسعى
شرفا فلم ير شيئا ثم
سعى شرفا ثانيا فلم ير شيئا ثم سعى شرفا ثالثا فلم
ير شيئا فأ قبل حتى أتى
مكانه الذى قال فيه }
وفى حديث النعمان بن بشير زيادة
{ ثم قال من شدة الفرح اللهم انت عبدى وانا ربك اخطأ
من شدة
الفرح } رواه مسلم
غريب الحديث
ارض
دوية مهلكة 00هى الارض القفر والفلاة الخالية 00والتى
يخشى الموت فيها
000قال فيه 00اى نام فيه
تفاصيل القصة
مع
كثرة الذنوب 00وتوالى الخطايا 00ومع
الانسياق نحو الموبقات 00رغم تكرار
الوعود 00يتنامى سؤال كبير 00يدور فى
نفوس العصاة من بنى أدم { أبعد كل هذا يغفر
الله لى !! وهل عسانى اظفر
بالعفو 00وقبول التوبة !! }
وقبل ان تنقطع حبال الامل
من النفوس
00ويخيم على أرجائها القنوط 00تأتى الاجابة على لسان رسول
الله صلى الله
عليه وسلم 00فى مثل مضروب 00يفتح للمذنبين ابواب الرجاء
00ويخرجهم من دائرة
اليأس
ويسرد النبى
صلى الله
عليه وسلم 00المثل الذى تدور احداثه فى صحراء مقفرة شديدة القيظ
00لا
ماء فيها ولا كلأ00وفى هذا المشهد 00يظهر رجل تبدو على قسماته ملامح
الاجهاد
والتعب فى سفر طويل لا مؤنس له فيه سوى ما يسمعه من صدى خطواته وما
يبصره من ظل ناقته واتى جعل عليها طعامه وشرابه
ولم تزل
الشمس عن كبد السماء حتى كان الارهاق
قد بلغ به ايما مبلغ 00فطاف
ببصره يبحث عن شجرة تظله حتى وجد واحدة على
قارعة الطريق 00فاتجه نحوها
واناخ ناقته ثم استلقى تحتها 00واغفى قليلا
ليستعيد نشاطه ويسترد
قواه00الى حين تنكسر حدة الشمس وتخف حرارة الجو000
ولان
الرجل لم يحكم وثاق ناقته 00انسلت
عنه زمضت فى سبيلها 00فلما استيقظ من
نومه لم يجدها00ففزع فزعا شديدا
00وانطلق يجرى بين الشعاب وفوق التلال
دون جدوى000
ولما استيأس الرجل وايقن بالهلاك
00عاد الى
موضعه تحت الشجرة جائعا عطشا 00مرهق الجسد 00قانط النفس
00فنام فى مكانه
ينتظر الموت000
ولكن
يا للعجب00لقد ايقظه صوت نا قته 00فوجدها فوق رأسه00ففارقه اليأس00وحل
بدلا
منه فرح شديد كاد يفقده صوابه 00انه فرح من عادت له الحياة بعد ان
ايقن
بالموت والهلاك حتى انه اخطأ من شدة الفرح فأبدل الالفاظ { اللهم انت عبدى وانا ربك }
ثم يخبر
النبى صلى الله عليه وسلم 00من حوله
ان فرح الله بتوبة عباده واقبالهم
عليه اشد واعظم من هذه الفرحة التى طغت
على مشاعر الرجل { فالله اشد فرحا بتوبة
العبد المؤمن من هذا براحلته
وزاده }
وقفات مع المثل
ان
الغاية من المثل الذى ضربه النبى صلى الله عليه وسلم فى
هذا الحديث هى
دعوة المؤمنين الى المبادرة بالتوبة000حتى يطهروا انفسهم
من
ارجاس المعاصى والذنوب 00كما قال
الحق سبحانه وتعالى فى محكم التنزيل {
وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم
تفلحون }النور 31 وقال تعالى {
أفلا يتوبون الى الله ويستغفرونه والله
غفور رحيم } المائدة 74
وقد بين صلى الله عليه وسلم ان
ربنا عز
وجل يبسط يده بالليل ليتوب
مسىء
النهار00ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل وان ابواب
التوبة
مفتوحه
لا
تغلق الى قرب قيام الساعة 00وما اكثر الايات والاحاديث التى جاءت
تبين ذلك
وتفصله
واذا كان
المثل الذى بين
ايدينا يعطينا لمحة من الرحمة الالهية فهويوقفنا كذلك على
صفة من صفاته
سبحانه وهى المذكورة فى قوله عليه الصلاة والسلام {
فالله اشد فرحا بتوبة العبد المؤمن } وذلك
اثبات ان الله تعالى
يفرح فرحا يليق بجلاله وكماله ولا يشبه فرح المخلوقين
00
كما
يشير الحديث
الى ان الله سبحانه وتعالى لا يحاسب العبد على الالفاظ
والاقوال التى تصدر
منه دون قصد فالرجل قال من شدة الفرح {اللهم انت
عبدى وانا ربك } فظاهر العبارة
كفر ولكن العبرة بما وقر فى قلبه وما
اراده فى نفسه
----------
وإلى أن القاكم مع
مثل طيب آخر من
أمثلة الرسول الكريم
عليه الصلاة والسلام
... أتمنى لكم الإفادة وأن
يجعلنا وإياكم ممن يستمعون للقول فيتبعون احسنه
.
منقوووول
الموضوع : من أمثلة السنة النبوية الشريفة " الرجل الذى ضلت ناقته " المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya