El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: تحريم الشرك في الأعمال الأحد 11 يوليو 2010 - 3:03 | |
| مختارات من الأحاديث القدسية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد .. فهذه مختارات من الأحاديث القدسية الشريفة .. وبيان شيء من معانيها .. لعل الله أن ينفعنا بذلك ..
في تحريم الشرك في الأعمال عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه " رواه مسلم.
الشرح: هذا حديث عظيم يرسم للمسلم الطريق الصحيح في أداء العمل، وذلك بأن يكون عملا صالحا خالصا لوجه الله ليس فيه شائبة شرك ظاهر ولا خفي، ويبين خطورة الشرك وأنه لا يقبل معه عمل، لأن الله تعالى لا يقبل إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم، فمن صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله كأن يدعو غير الله أو يذبح أو ينذر له فهذا شرك ظاهر وهو شرك أكبر يخرج من الملة. ومن قصد بعمله مع الله غيره، فهذا هو الشرك في النية وهو الرياء المذموم وهو الشرك الخفي الذى حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، وتوعد الله المرائى بقوله تعالى: " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون " . والرياء من صفات المنافقين، قال تعالى: " إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا " . وقوله تعالى في هذا الحديث: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك " معناه أنه لما كان المرائي قاصدا بعمله الله تعالى وقاصدا معه غيره كان قد جعل لله شريكا. والله تعالى هو الغني على الإطلاق وجميع الخلق محتاجون إليه فلا يليق بكرمه وغناه التام أن يقبل العمل الذي جعل معه شريك فيه لغناه التام عن ذلك ولكماله المطلق. والشرك تنقص لكماله لأن فيه مساواة المخلوق بالخالق والناقص الفقير بالكامل الغني وقوله: " أنا أغنى الشركاء " ليس هو من باب التفضيل بمعنى أن الشركاء أغنياء وهو أكثر منهم غنى بل هو الغني وحده والشركاء كلهم فقراء محتاجون إليه. كما قال تعالى: " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد " (فاطر آية 15) وقد تقع المفاضلة بين الشيئين وإن كان أحدهما لا فضل فيه كقوله تعالى: " ءالله خير أما يشركون " (النمل آية 59) وقوله تعالى: " أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا " (الفرقان آية 24). ومعنى قوله تعالى: " من عمل عملا أشرك معي فيه غيري " أي قصد بعمله أحدا " تركته وشركه " أي لم أقبل منه ذلك العمل. وفي رواية عند ابن ماجه وغيره: " فأنا برئ منه وهو للذي أشرك " ومعناه بطلان ذلك العمل وتأثيم ذلك العامل وتوعده. قال الإمام الحافظ ابن رجب رحمه الله: واعلم أن العمل لغير الله أقسام. فتارة يكون رياء محضا فلا يراد به سوى مراءاة المخلوقين لغرض دنيوي كحال المنافقين في صلاتهم كما قال تعالى: " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس " (النساء آية 142). وكذلك وصف الله الكفار بالرياء في قوله: " ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس " وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج أو غيرهما من الأعمال الظاهرة أو التي يتعدى نفعها، فإن الإخلاص فيها عزيز، وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة. وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء فإن شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه، وذكر منها هذا الحديث الذي نحن بصدد شرحه. وحديث شداد بن أوس مرفوعا: " من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدق يرائي فقد أشرك، وإن الله عز وجل يقول أنا خير قسيم لمن أشرك بي، فمن أشرك بي شيئا فإن جدة عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني " (رواه احمد). وحديث الضحاك ابن قيس مرفوعا: " أن الله عز وجل يقول: أنا خير شريك، فمن أشرك معي شريكا فهو لشريكي. أيها الناس: أخلصوا أعمالكم له عز وجل فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له ولا تقولوا: هذا لله والرحم، فإنها للرحم وليس لله منه شيء، ولا تقولوا هذا لله ولوجوهكم، فإنه لوجوهكم وليس لله منه شيء " (رواه البزار وابن مردويه والبيهقي بسند قال المنذري: لا بأس به. وحديث أبي أمامة الباهلي: " أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ماله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له، فأعادها عليه ثلاث مرات، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له، ثم قال إن الله لا يقبل من العمل إلا ما ما كان له خالصا وابتغى به وجهه " (رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد. ثم قال ابن رجب رحمه الله وأما إن كان أصل العمل لله ثم طرأ عليه نية الرياء فإن كان خاطرا ودفعه فلا يضره بغير خلاف، وإن استرسل معه فهل يحبط عمله أو لا يضره ذلك ويجازى على أصل نيته. في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف حكاه الإمام أحمد وابن جرير الطبري ورجحا أن عمله لا يبطل بذلك وأنه يجازى بنيته الأولى وهو مروي عن الحسن البصري وغيره. قال ابن رجب: وأما إذا عمل العمل لله خالصا ثم القى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين ففرح بفضل الله ورحمته واستبشر بذلك لم يضره. وفي هذا المعنى جاء في حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه سئل عن الرجل يعمل العمل من الخير يحمده الناس عليه فقال: تلك عاجل بشرى المؤمن " (رواه مسلم).
والحمد لله رب العالمين .. الضياء اللامع من الأحاديث القدسية الجوامع لفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان الموضوع : تحريم الشرك في الأعمال المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
أم شروقالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
| موضوع: رد: تحريم الشرك في الأعمال الثلاثاء 2 أغسطس 2011 - 16:33 | |
| بارك الله فيك ونفع بك وجعل كل ماقدمتيه في ميزان حسناتك وجزاك ربي الجنه بغير حساااب موفقـــــ .. الموضوع : تحريم الشرك في الأعمال المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: أم شروق |
|