بسم الله
الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحاديث
نبويه بشروحها
اللهم صلي وسلم على
نبينا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الابدان وشفائها
وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين
باب الإخلاص و استحضار النية الحديث
هنا يعلق الشيخ بن عثيمين رحمه الله على عنوان الباب
فيقول :
-النية محلها القلب و لا يجوز
التلفظ بها .
- في الدنيا يعامل الناس على الظواهر و في الآخرة يحاسبون على البواطن .
- قد يوسوس الشيطان للإنسان بالرياء كأن يقول انك تعمل هذا العمل رياء .
الحديث الأول :
وعَنْ أَميرِ الْمُؤْمِنِينَ أبي حفْصٍ عُمرَ بنِ
الْخَطَّابِ بْن نُفَيْل بْنِ عَبْد الْعُزَّى بن رياح بْن عبدِ اللَّهِ
بْن قُرْطِ بْنِ رزاح بْنِ عَدِيِّ بْن كَعْبِ بْن لُؤَيِّ بن غالبٍ
القُرَشِيِّ العدويِّ . رضي الله عنه ، قال :
سمعْتُ رسُولَ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ :
« إنَّما الأَعمالُ بالنِّيَّات ، وإِنَّمَا لِكُلِّ امرئٍ مَا نَوَى ،
فمنْ كانَتْ هجْرَتُهُ إِلَى الله ورَسُولِهِ فهجرتُه إلى الله ورسُولِهِ ،
ومنْ كاَنْت هجْرَتُه لدُنْيَا يُصيبُها ، أَو امرَأَةٍ يَنْكحُها
فهْجْرَتُهُ إلى ما هَاجَر إليْهِ »
متَّفَقٌ على صحَّتِه. رواهُ إِماما المُحَدِّثِين:
أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعيل بْن إِبْراهيمَ بْن الْمُغيرة
بْن برْدزْبَهْ
الْجُعْفِيُّ الْبُخَارِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِى مُسْلمُ بْن الْحَجَّاجِ
بن مُسلمٍ القُشَيْريُّ
النَّيْسَابُوريُّ رَضَيَ الله عَنْهُمَا في صَحيحيهِما اللَّذَيْنِ هما
أَصَحُّ الْكُتُبِ الْمُصَنَّفَة .
الشرح
:
- إنما الأعمال بالنيات أي : ما من
عمل إلا و له نية .
- لو كلفنا الله بعمل بلا نية لكان تكليف ما لا يطاق .
- الهجرة المقصودة هنا هي الهجرة من دار الكفر إلى دار الإيمان .
- يجوز الإنتقال إلى دار الكفر تحت ثلاثة شروط :
1. أن يكون له علم يدفع به الشبهات .
2. أن يكون له دين يحميه من الشهوات .
3. ان تكون الهجرة لحاجة كعلم او تجارة ..
- الهجرة ثلاث أنواع :
1.
هجرة المكان : هجرة دار الكفر .
2. هجرة العمل : هجرة الاعمال السيئة و الإبتعاد عنها .
3. هجرة العامل : كهجرة المجاهر بالمعصية إذا كان في هجرته مصلحة مثل قصة
المخلفين الثلاث .
- و قال عليه
السلام هجرته إلى ما هاجر إليه و لم يقل هجرته إلى دنيا يصيبها
أو امرأة ينكحها : قيل لاختصار الكلام و قيل لاحتقارهما لم يذكرهما عليه
السلام .
- هذا الحديث ميزان للأعمال
الباطنة و حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي عليه السلام : " من عمل عملا
ليس عليه أمرنا فهو رد " هو ميزان للاعمال الظاهرة . فقال بعض العلماء أن
هذا الحديثان يجمعان الدين كله .
الحديث
الثاني:
وَعَنْ أبي إِسْحَاقَ سعْدِ
بْنِ أبي وَقَّاصٍ مَالك بن أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهرةَ بْنِ
كِلابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كعْبِ بنِ لُؤىٍّ الْقُرشِيِّ الزُّهَرِيِّ رضِي
اللَّهُ عَنْهُ، أَحدِ الْعَشرة الْمَشْهودِ لَهمْ بِالْجَنَّة ، رضِي
اللَّهُ عَنْهُم قال: « جَاءَنِي رسولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
يَعُودُنِي عَامَ حَجَّة الْوَداعِ مِنْ وَجعٍ اشْتدَّ بِي فَقُلْتُ : يا
رسُول اللَّهِ إِنِّي قَدْ بلغَ بِي مِن الْوجعِ مَا تَرى ، وَأَنَا ذُو
مَالٍ وَلاَ يَرثُنِي إِلاَّ ابْنةٌ لِي ، أَفأَتصَدَّق بثُلُثَىْ مالِي؟
قَالَ: لا ، قُلْتُ : فالشَّطُر يَارسوُلَ الله ؟ قَالَ: لا قُلْتُ
فالثُّلُثُ يا رسول اللَّه؟ قال: الثُّلثُ والثُّلُثُ كثِيرٌ أَوْ كَبِيرٌ
إِنَّكَ إِنْ تَذرَ وَرثتك أغنِياءَ خَيْرٌ مِن أَنْ تذرهُمْ عالَةً
يَتكفَّفُونَ النَّاس ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنفِق نَفَقةً تبْتغِي بِهَا وجْهَ
الله إِلاَّ أُجرْتَ عَلَيْهَا حَتَّى ما تَجْعلُ في امْرَأَتكَ فَقلْت:
يَا رَسُولَ الله أُخَلَّفَ بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَال: إِنَّك لن تُخَلَّفَ
فتعْمَل عَمَلاً تَبْتغِي بِهِ وَجْهَ الله إلاَّ ازْددْتَ بِهِ دَرجةً
ورِفعةً ولعَلَّك أَنْ تُخلَّف حَتَى ينْتفعَ بكَ أَقَوامٌ وَيُضَرَّ بك
آخرُونَ.
اللَّهُمَّ أَمْضِ لأِصْحابي هجْرتَهُم، وَلاَ ترُدَّهُمْ عَلَى
أَعْقَابِهم، لَكن الْبائسُ سعْدُ بْنُ خـوْلَةَ
« يرْثى لَهُ رسولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم» أَن مَاتَ بمكَّةَ »
متفق عليه .
الشرح :
- المريض مرض الموت لا يجوز له ان يتصدق باكثر من ثلث
ماله , لان ماله في هذه الحالة انتقل الى الورثة , اما الانسان الصحيح
السليم فيتصدق بما شاء .
- قوله عليه السلام :" الثلث و الثلث كثير " فيه ان قل عن الثلث فيكون اولى
و اكمل كما قال ابو بكر :"
ارضى بما رضي الله تعالى على نفسه الخمس " .
- الذي يجعل ورثته اغنياء و لا يتكففون الناس يؤجر في ذلك و افضل الصدقة
صدقة لاهله لانهم المقربون .
- الشاهد في الحديث قوله عليه السلام :" تبتغي به وجه الله " اي تبغتي
الجنة لرؤية وجه الله تعالى , و به تكون النية خالصة لله تعالى .
- دعا النبي عليه السلام لسعد بان يعمّر و يخلّف و كان ذلك فقد خلف 17 من
الذكر و 12 من الانثى , و كما و دعا ان ينتفع به اقوام و يضر به اخرين ,
فانتفع به المسلمون في الفتوحات الاسلامية و ضر به الكافرين .
- الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
1. ان من هدي النبي عليه السلام عيادة المريض .
2. حسن خلق النبي عليه السلام " و انك لعلى خلق عظيم " حيث كان يزور اصحابه
و يسلم عليهم .
3. ينبغى للانسان مشاورة اهل العلم .
4. ينبغي للمستشير ان يذكر الامر على حقيقته حتى يتسنى للمستشار ان يعطي
الراي الصائب .
5. على المستشار ان يتقي الله في الشورى و ان يقول الحق سواء رضي به ام لم
يرضى و الا سوف تكون خيانة .
6. لا مانع من قول كلمة لا و ليس فيها قلة ادب فقد استخدمها النبي عليه
السلام و استخدمها بعده اصحابه .
7. لا يجوز للمريض مرضا مخوفا ان يعطي اكثر من ثلث ماله الا في موافقة
الورثة و فيه دليل على ان يعطي اقل من الثلث لقوله عليه السلام :" الثلث و
الثلث كثير " .
8. ان كان للانسان مال و كان ورثته فقراء لاينبغي له التصدق و لا بشئ من
ماله و الافضل ان يترك ورثته اغنياء .
9. خوف الصحابة من الموت في مكة بعدما ماتوا منها و فيه دليل على انه من
ترك شيئا لله تعالى فلا يعود له , مثال ذلك من اخرج التلفاز من بيته فلا
يجوز له اعادته .
10. اذا انفق الانسان نفقة يبتغي بها وجه الله تعالىالا احتسب به الاجر حتى
ما ينفقه على زوجته و حتى نفسه و في هذا دليل على استحضار النية لوجه الله
تعالى في اي عمل حتى يحتسب الاجر .
الموضوع : أحاديث نبويه بشروحها المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya