1- امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم وسنته .
2- التواضع وعدم التكبر .
3- احترام نعم الله تعالى وتعظيمها وشكرها وعدم الاستخفاف بها .
4- تحصيل البركة التي قد تكون في اللقمة الساقطة .
5- حرمان الشيطان من ذلك الطعام ، حتى قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم"
(13/204) :
" فان وقعت على موضع نجس فلا بد من غسلها إن أمكن ، فإن تعذر أطعمها حيوانا
ولايتركها للشيطان " انتهى .
6- الاقتصاد وعدم الإسراف .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله "شرح رياض الصالحين" (1/459) :
" من آداب الأكل أن الإنسان إذا سقطت لقمة على الأرض فإنه لا يدعها ؛ لأن
الشيطان يحضر الإنسان في جميع شئونه ...
والإنسان إذا فعل هذا امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وتواضعا لله
عز وجل ، وحرمانا للشيطان من أكلها ، حصل على هذه الفوائد الثلاثة :
الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، والتواضع ، وحرمان الشيطان من
أكلها " انتهى .
ويغفل كثير من الناس عن هذا الأدب أثناء تناول الطعام على السفر ، فيظنون
أنه أدب خاص بما إذا سقط الطعام على الأرض ، ولكنه أدب ينبغي الامتثال به
حتى على السفر ، فإذا سقطت اللقمة من الصحن على السفرة فعليه أن يرفعها .
سئل الشيخ ابن عثيمين في "لقاءات الباب المفتوح" (31/سؤال رقم 25) :
" الطعام الذي يسقط على السفرة هل يدخل في حديث إماطة الأذى ؟
فأجاب : نعم . الطعام الذي يسقط على السفرة داخل في قول الرسول صلى الله
عليه وسلم : ( إذا سقطت لقمة أحدكم ، فليأخذها وليمط ما بها من أذى ، ولا
يدعها للشيطان ) " انتهى .
ثانيا :
ما يتناقله بعض الناس من مبالغات في هذا الموضوع هو من الأخبار الكاذبة ،
فقد روى بعض الوضاعين فضائل لمن يرفع اللقمة الساقطة على الأرض ، ونسبوا
ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وهو بريء منه .
يقول الإمام السخاوي رحمه الله في "المقاصد الحسنة" (627) :
" حديث ( من أكل ما يسقط من الخِوان والقَصعةِ أمِن من الفقر والبرص
والجذام ، وصُرِفَ عن ولده الحُمقُ ) أبو الشيخ في الثواب عن جابر به
مرفوعا .
وعن الحجَّاجِ بن علاط مرفوعا أيضا بلفظ :
( أُعطِيَ سعةً من الرزق ، ووُقِيَ الحمقَ في ولده ، وَوَلَدِ ولده )
والديلمي من طريق الرشيد عن آبائه عن ابن عباس رفعه :
( من أكل ما يسقط من المائدة خرج ولده صباح الوجوه ، ونفى عنه الفقر )
وأخرجه الخطيب في ترجمة عبد الصمد الهاشمي ثم ضعفه .
وأورده الغزالي في الإحياء بلفظ : ( عاش في سعة ، وعوفي في ولده )
وفي الباب عن أنس أورده الخطيب في ترجمة يونس من المؤتلف ، وفيه قصة لهدبة
بن خالد مع المأمون ، وعن أبي هريرة .وكلها مناكير " انتهى .
ومن الأحاديث المكذوبة في هذا الموضوع :
( أكرموا الخبز ، فإنه من بركات السماء والأرض ، من أكل ما يسقط من السفرة
غُفر له )
وانظر "الموضوعات" (2/289- 292) ، "تنزيه الشريعة" (322) ، "كشف الخفاء"
(2/230)
فالواجب تحذير الناس من هذه الأحاديث ، وبيان بطلانها وكذبها ، ونفيُ الكذب
عن النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال والقربات
.ثالثا :
مما ينبغي التنبيه عليه ما يفعله بعض الناس حين يرفع الطعام الساقط على
الأرض فتجده يقبله ويضعه على جبهته ، فما حكم ذلك ؟
جاء في "الموسوعة الفقهية" (13/133-134) :
" صرّح الشّافعيّة بجواز تقبيل الخبز ، وقالوا : إنّه بدعة مباحة أو حسنة ،
لأنّه لا دليل على التّحريم ولا الكراهة ، لأنّ المكروه ما ورد عنه نهي ،
أو كان فيه خلاف قويّ ، ولم يرد في ذلك نهي ، فإن قصد بذلك إكرامه لأجل
الأحاديث الواردة في إكرامه فحسن ، ودوسه مكروه كراهة شديدة ، بل مجرّد
إلقائه في الأرض من غير دوس مكروه .
وقال صاحب الدّرّ من الحنفيّة مؤيّداً قول الشّافعيّة في جواز تقبيل الخبز :
وقواعدنا لا تأباه .
أمّا الحنابلة فقالوا : لا يشرع تقبيل الخبز ولا الجمادات إلا ما استثناه
الشّرع " انتهى .
قال ابن مفلح : ( وهو ظاهر كلام الشيخ تقي الدين ؛ فإنه ذكر أنه لا يشرع
تقبيل الجمادات ، إلا ما استثناه الشرع ) الآداب الشرعية (3/231) .
وإلى المنع ذهب المالكية أيضا . قالوا : ( وَيُكْرَهُ تَقْبِيلُ
الْمُصْحَفِ وَكَذَا الْخُبْزُ وَالْمُعْتَمَدُ أَنَّ امْتِهَانَهُ ـ أي
الخبز ـ مَكْرُوهٌ [ الخرشي على خليل ( 2/326) الفواكه الدواني (1/356) ]
وقد سبق نص ابن الحاج على أن تقبيل الخبز بدعة .
والأظهر ـ والله أعلم ـ ما ذهب إليه المالكية والحنابلة من المنع ، لقول
عمر رضي الله عنه ، لمّا قبل الحجر : ( لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَكَ مَا قَبَّلْتُكَ )
رواه البخاري (1610) ومسلم (1270) .
قال الحافظ ابن حجر : " قال شيخنا [ يعني : العراقي ] في شرح الترمذي : فيه
كراهة تقبيل ما لم يرد الشرع بتقبيله .
والله أعلم
منقول
شبكة مشكاة
الموضوع : مسح اللقمة (ولكم فى رسول الله أسوة حسنة) المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya