دبيب النمل
حديث مرعب
كنت كلما قرأت هذا الحديث شعرت بالرعب لذا
فقد رأيت أن
أنقله لكم كما هو ثم نتحدث عن فقه التعامل مع مثل هذا
الحديث و الآفة
الخطيرة التي يتحدث عنهاحدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن
المبارك أخبرنا حيوة
بن شريح أخبرني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان
المدائني أن عقبة بن مسلم
حدثه أن شفيا الأصبحي حدثه : أنه دخل
المدينة فإذا هو برجل قد أجتمع
عليه الناس فقال من هذا فقالوا أبو
هريرة فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو
يحدث الناس فلما سكت وخلا قلت
له أنشدك بحق وبحق لما حدثتني حديثا سمعته
من رسول الله صلى الله عليه
وسلم عقلته وعلمته فقال أبو هريرة أفعل لأحدثنك
حديثا حدثنيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم عقلته وعلمته ثم نشغ أبو
هريرة نشغه فمكث قليلا ثم أفاق فقال
لأحدثنك حديثا حدثنيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا البيت ما معنا
أحد غيري وغيره ثم نشغ أبو هريرة نشغه أخرى ثم
أفاق فمسح وجهه
فقال لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأنا وهو في
هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره ثم نشغ أبو
هريرة نشغه أخرى ثم أفاق ومسح وجهه فقال
أفعل لأحدثنك حديثا
حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه في هذا
البيت ما معه
أحد غيرى وغيره ثم نشغ أبو هريرة
نشغه شديدة
ثم مال خارا على وجهه فأسندته علي طويلا ثم أفاق
فقال حدثني
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم
القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل امة جاثية فأول من يدعو به رجل
جمع
القرآن ورجل يقتتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله للقارئ ألم
أعلمك ما أنزلت على رسولي قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما علمت قال كنت
أقوم به أناء الليل وأناء النهار فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة
كذبت
ويقول الله بل أردت أن يقال إن فلانا قارئ فقد قيل ذاك ويؤتى بصاحب
المال
فيقول الله له ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا
رب
قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت
وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله تعالى بل أردت أن يقال فلان جواد فقد
قيل
ذاك ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له في ماذا قتلت فيقول
أمرت
بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله تعالى له كذبت وتقول له
الملائكة
كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جرئ فقد قيل ذاك ثم ضرب
رسول
الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة
أول
خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة
وقال
الوليد أبو عثمان فأخبرني عقبة بن مسلم أن شفيا هو الذي دخل على
معاوية
فأخبره بهذا قال أبو عثمان وحدثني العلاء بن أبي حكيم أنه كان سيافا
لمعاوية فدخل عليه رجل فأخبره بهذا عن أبي هريرة فقال معاوية قد فعل
بهؤلاء
هذا فكيف بمن بقي من الناس ثم بكى معاوية بكاء شديدا حتى ظننا أنه
هالك
وقلنا قد جاءنا هذا الرجل بشر ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه وقال صدق
الله
ورسوله { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها
وهم
فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا
فيها وباطل ما كانوا يعملون } قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب
قال الترمذي : حديث حسن غريب
انظروا ما حدث لأبي هريرة رضي الله عنه عندما أراد أن يروي
فالحديث
و إن كان مخيف فالطريقة التي روا بها الصحابي الجليل الحديث أكثر
رعبا
.
أول من تسعر بهم النار ليسوا من أعداء
الإسلام
في الظاهر ليسوا من الكفرة أو الزناة أو الملحدين أو المحاربين
لدين
الله بل ......... عالم و مجاهد و شخص منفق لأمواله في الخير .
أخوتاااه لا أريد أن أطيل علكم فموضوع الرياء يحتاج لعشرا
الصفحات
للكلام عليه و لكن اليوم نحن في محاولة جادة للتخلص من تلك الآفة
المرعبة
فما الوسيلة
1- الدعاءعن معقل بن يسار قال : انطلقت مع أبي بكر الصديق
رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال يا أبا بكر للشرك فيكم
أخفى من دبيب
النمل فقال أبو بكر وهل
الشرك إلا من جعل مع الله الها آخر قال النبي صلى
الله عليه وسلم والذي
نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب
النمل ألا
أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك
قليله
وكثيره قال قل اللهم إني أعوذ بك
أن
أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم
2-
تذكر عواقب الرياء أو السمعة الدنيوية والأخروية
3- معرفة الله - عز وجل -
حق
المعرفة ، فإن هذه المعرفة تعين على تقدير الله حق قدره ، الأمر
الذي يؤدى
إلى التخلص من الرياء أو السمعة ، ثم التحلي بالإخلاص ،
وسبيل ذلك معايشة
الكتاب و السنة .
4- مجاهدة النفس ، حتى تهذب
من الغرائز التي تملى على الإنسان الرياء
أو السمعة و التي من جملتها
الرغبة في الصدارة أو المنصب ، وكذلك الطمع
فيما في أيدي الناس ، وحب
الثناء أو المحمدة .
5- [size=16]الوقوف على أخبار المرائين ، ومعرفة
عواقبهم ،
فإن ذلك مما يساعد على تجنب هذا الداء ، أو هذه الآفة ، لئلا
تكون العاقبة
كعاقبة هؤلاء .
6- دوام
النظر
أو السماع للنصوص المرغبة في الإخلاص ، و المحذرة من الرياء ، فإن
بداية
الإقلاع عن الأخطاء والالتزام بالصواب تكون بوضوح الرؤية ، ودقة
التصور
، إذ من جهل شيئاً عاداه ، كما قال الله عز وجل{ بل كذبوا بما لم
يحيطوا
بعلمه ولما يأتهم تأويله } .
7- محاسبة
النفس أولاً بأول للوقوف على
عيوبها ، ثم التخلص من هذه العيوب .
8- التذكر بأن
كل شئ يجرى
في هذا الكون بقضاء وقدر :
{ ما أصاب
من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا
في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على
الله يسير } ، وأن الخلق مهما
كانت قوتهم ، ومهما كان سلطانهم فإنهم عاجزون
عن أن يجلبوا لأنفسهم
نفعاً أو يدفعوا عنها ضراً فضلاً عن أن يملكون هذا
لغيرهم { إن الذين
تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم
إن كنتم صادقين
} ، { إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً }.
الموضوع : دبيب النمل المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya