الشـــــرح :
( بخ بخ )
كلمة تقال للمدح والرضا وتكرر للمبالغة فإن وصلت جرت ونونت وربما شدّدت (
لخمس ) من الكلمات ( ما أثقلهن ) أي أرجحهن ( في
الميزان ) التي توزن بها أعمال العباد يوم التناد ( لا إله
إلا اللّه وسبحان اللّه والحمد للّه واللّه أكبر ) يعني أن ثوابهن يجسد ثم
يوزن فيرجح على سائر الأعمال وكذا يقال في قوله ( والولد
الصالح ) أي المسلم ( يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه ) عند اللّه تعالى قال
الديلمي : الاحتساب أن يحتسب الرجل الأجر بصبره على ما أصابه من المصيبة .
12ـ إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر
كفر الله عنك خطاياك إلا الدين كذلك قال لي جبريل آنفا .
تحقيق
الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1425 في صحيح الجامع
.
13ـ الطاعون
كان عذابا يبعثه الله على من يشاء و إن الله جعله رحمة للمؤمنين فليس من
أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب
الله له إلا كان له مثل أجر شهيد .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3949 في صحيح الجامع .
الشـــــرح :
( الطاعون
كان عذاباً يبعثه اللّه على من يشاء ) من فاسق أو كافر ( وإن
اللّه جعله رحمة للمؤمنين ) من هذه الأمة فجعله رحمة من خصوصياتها وهل
المراد بالمؤمن الذي جعله رحمة له الكامل أو أعم؟ احتمالان
(
فليس من أحد ) أي مسلم ( يقع الطاعون ) في بلد هو فيه
(
فيمكث في بلده صابراً ) غير منزعج ولا قلق بل مسلماً مفوضاً راضياً وهذا
قيد في حصول أجر الشهادة لمن يموت به
( محتسباً )
أي طالباً للثواب على صبره على خوف الطاعون وشدته
(
يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب اللّه له ) قيد آخر وهي جملة حالية تتعلق
بالإقامة فلو مكث وهو قلق متندم على عدم الخروج ظاناً أنه لو لم يخرج لم
يقع به فاته أجر الشهادة وإن مات به ، هذا قضية مفهوم الخبر كما اقتضى
منطوقه أن المتصف بما ذكر له أجر شهيد وإن لم يمت به
(
إلا كان له مثل أجر شهيد ) هو استثناء من أحد وسر التعبير بالمثلية مع ثبوت
التصريح بأن من مات به شهيد
أن من لم
يمت به له مثل أجر شهيد وإن لم يحصل له درجة الشهادة نفسها
قال
ابن حجر : ويؤخذ منه أن من اتصف بالصفات المذكورة ثم مات بالطاعون له أجر
شهيدين ولا مانع من تعدد الثواب بتعدد الأسباب كمن يموت غريباً أو نفساء
بالطاعون والتحقيق أنه يكون شهيداً بوقوع الطاعون به ويضاف له مثل أجر شهيد
لصبره فإن درجة الشهادة شيء وأجرها شيء قال ابن أبي جمرة : وقد يقال درجات
الشهداء متفاوتة فأرفعها من اتصف بما ذكر ومات بالطاعون ودونه من اتصف
بذلك وطعن ولم يمت به ودونه من اتصف ثم لم يطعن ولم يمت به قال ابن حجر :
ويؤخذ منه أن من لم يتصف بذلك لا يكون شهيداً وإن مات بالطاعون وذلك ينشأ
من شؤم الاعتراض الناشئ عن الضجر والسخط للقدر .
14ـ إذا أنفق الرجل على أهله نفقة و هو يحتسبها كانت
له صدقة .
تحقيق الألباني
(صحيح)
انظر حديث رقم: 402 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
(
إذا أنفق الرجل ) وفي رواية بدله المسلم
( على أهله
) أي زوجته وأقاربه أو زوجته وهم ملحقون بها بالأولى لأنه إذا ثبت في
الواجب ففي غيره أولى
( نفقة ) حذف المقدر
لإرادة العموم فشمل الكثير والقليل
( وهو
يحتسبها ) أي والحال أنه يقصد بها الاحتساب وهو طلب الثواب من الوهاب (
كانت ) وفي رواية للبخاري فهي ( له صدقة ) أي يثاب عليها كالصدقة وإطلاق
الصدقة على الثواب مجاز والصارف عن الحقيقة الإجماع على جواز النفقة على
الزوجة الهاشمية التي حرمت الصدقة عليها أي الفرض ، والعلاقة بين المعنى
الموضوع له وبين المعنى المجازي ترتب الثواب عليهما وتشابههما فيه والتشبيه
في أصل الثواب لا في كميته وكيفيته فسقط ما قيل الإنفاق واجب والصدقة لا
تطلق إلا على غيره فكيف يتشابهان
وافهم قوله
يحتسبها أن الغافل عن نية التقرب لا تكون له صدقة كتسمية الصداق نحلة فلما
كان احتياج المرأة للرجل كاحتياجه إليها في اللذة والتحصين وطلب الولد كان
الأصل أن لا يلزمه لها شيء لكنه تعالى خصه بالفضل والقيام عليها فمن ثم
أطلق على الصداق والنفقة صدقة وفيه حث على الإخلاص وإحضار النية في كل عمل
ظاهر أو خفي .
15ـ من تبع
جنازة مسلم إيمانا و احتسابا و كان معها حتى يصلي عليها و يفرغ من دفنها
فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد و من صلى عليها ثم رجع قبل
أن تدفن فإنه يرجع بقيراط من الأجر .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 6138 في صحيح الجامع .
16- من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه ( و ما تأخر) .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 6325 في صحيح الجامع ما بين قوسين
ضعيف عند الألباني ..
الشـــــرح :
( من
صام رمضان إيماناً ) تصديقاً بثواب اللّه أو أنه حق
(
واحتساباً ) لأمر اللّه به طالباً الأجر أو إرادة وجه اللّه لا لنحو رياء
فقد يفعل المكلف الشيء معتقداً أنه صادق لكنه لا يفعله مخلصاً بل لنحو خوف
أو رياء
( غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر )
...... والصوم أقسام : صيام العوام عن مفسدات الصيام ، وصوم الخواص عنها
وعن إطلاق الجوارح في غير طاعة ، وصوم خواص الخواص حفظ قلوبهم عما سوى
اللّه ففطرهم ظاهراً كفطر المسلمين ولا يفطرون باطناً إلى يوم الدين فإذا
شاهدوا مولاهم ونظروا إليه عياناً أفطروا .
17ـ من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه .
تحقيق الألباني
(صحيح)
انظر حديث رقم: 6440 في صحيح الجامع .
الشـــــرح :
( من
قام رمضان ) أي قام بالطاعة في رمضان أتى بقيام رمضان وهو التراويح أو قام
إلى صلاة رمضان أو إلى إحياء لياليه بالعبادة غير ليلة القدر تقديراً
ويحصل بنحو تلاوة أو صلاة أو ذكراً أو علم شرعي وكذا كل أخروي ويكفي بمعظم
الليل وقيل بصلاة العشاء والصبح جماعة
( إيماناً )
تصديقاً بوعد اللّه بالثواب عليه ( واحتساباً ) إخلاصاً ......
(
غفر له ما تقدم من ذنبه ) الذي هو حق للّه تعالى والمراد الصغائر قال
الزركشي : كل ما ورد من إطلاق غفران الذنوب كلها على فعل بعض الطاعات من
غير توبة كهذا الحديث وحديث الوضوء يكفر الذنوب وحديث من صلى ركعتين لا
يحدث فيهما نفسه غفر اللّه له فحملوه على الصغائر
فإن
الكبائر لا يكفرها غير التوبة ونازع في ذلك صاحب الذخائر وقال : فضل اللّه
أوسع وكذا ابن المنذر في الأشراف فقال : في حديث من قام ليلة القدر إيماناً
واحتساباً غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه قال : يغفر له جميع ذنوبه صغيرها
وكبيرها وحكاه ابن عبد البر عن بعض معاصريه قيل : وأراد به أبا محمد
الأصيلي المحدث أن الكبائر والصغائر يكفرها الطهارة والصلاة لظاهر الأحاديث
قال : وهو جهل بين وموافقة للمرجئة في قولهم ولو كان كما زعموا لم يكن
للأمر بالتوبة معنى ، وقد أجمع المسلمون أنها فرض والفروض لا تصح إلا بقصد
ولقول المصطفى صلى اللّه عليه وسلم كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر وفيه
جواز قوله رمضان بغير إضافة شهر .....
18ـ من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم
من ذنبه .
تحقيق الألباني
(صحيح)
انظر حديث رقم: 6441 في صحيح الجامع .
الشـــــرح :
( من
قام ليلة القدر) أي أحياها مجردة عن قيام رمضان
(
إيماناً واحتساباً ) إخلاصاً من غير شوب نحو رياء طلباً للقبول .
المصدر
: الموسُوعة الحديثية ( الدرر الُسنية )
اللهم
اغفر ليّ ولوالدايّ وارحمهما برحمتك وادخلهما الجنة
وكل
أموات المسلمين
بكرمك وعفوك يا ارحم الراحمين آمين
الموضوع : أحاديث في الاحتساب .. (من صحيح الجامع الصغير) المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya